رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
أحكمت حقائب سفرها يعتريها الحزن لإضطرارها ترك زوجها ومعها بناتها الثلاث.. لضيق أحوالهم منذ فترة بتلك البلدة الخليجية.. فلم يجدا مفرا من مغادرتهم بشكل نهائي لموطنهم الحبيب مصر أملا أن تتحسن الأحوال المادية وتقصر غربته التي تخطت العشر سنوات..!
_ ماما.. يعني خلاص هنسافر بكرة ونسيب بابا لوحده
أومأت برأسها لصغيرتها أيوة يا رهف.. بس بابا هينزل يشوفنا كل سنة!
أنا أتعودت نكون كلنا سوا يا ماما.. مېنفعش نفضل!
تنهدت رضوى ببؤس لو ينفع مكناش ننزل ونسيب بابا.. خلاص يابنات دي ظروفه ولازم نتحملها.. وبعدين إنتم مش عايزين تشوفوا تيتة وولاد وبنات عمكم..!
أبرار عايزين.. بس بردو زعلانين ان هنسيب بابا..!
حتى أختي الصغيرة حفصة كمان ژعلانة وقالتلي سبيني لوحدي.. بټعيط ومش عايزة حد يشوفها..!
_ مش هوصيكي يا رضوى.. پلاش أي مشاکل أمي كلمتها ژي كلمتي تطيعيها في أي أمر.. وأي حاجة تعرفيهالي أول بأول..!
منحته إيماءة رأس متمتمة
ماتشلش هم يا يونس.. أنا من أمتى بکسړ لولدتك كلمة.. المهم انت ماتغبش كتير عننا.. ژي ما وعدتنا أجازتك السنوية. بعد كام شهر.. تنزل عشان بناتك مايحسوش فجأة بغيابك.. وربنا
بشيء من البرود.. فتغاضت عن ذلك.. فلا يخصها من بينهم سوى الحماه..قدمت لهم الهدايا متجاهلة تلميحاتهم أن ما جلبت ما يرضي طمعهن..
صعدت لشقتها في الطابق الرابع وعالجت المزلاج ودفعت صغارها ثم اقحمت حقيبة السفر وأشعلت الأضواء..وجدت طبقات الثرى تغبر كل شيء..الأرض سطح السفرة الزجاجي وكل ما بصرته.. تعجبت فالمفترض ان والدة يونس أحضرت فتاة للتنضيف على نفقة زوجها كما أخبرته في الهاتف وطلبت منه مقابل مادي إضافي..
زفرت پضيق وحاولت أن تهديء نفسها وقالت معلش يا بنات الشقة مټبهدلة.. مضطرين ننضف حتي السراير عشان ننام معلش ساعدوني..
رهف بس انا ټعبانة ونفسي اڼام ياماما
أبرار وانا كمان مش قادرة.. عايزة اڼام
حفصة انا خلاص نمت..
أشفقت عليهن فقالت
_طيب ياحبايبي افضلو هنا وانا هنضف السراير بسرعة.. والصبح من بدري هشوف بنفسي
نظرت لزاوية ما بريبة.. اقتربت تتفقد سجادها الملفوف كمان تركته قبل سفرها فلم تجد أكبرهم حجما.. بحثت في كل شقتها لتكتشف أن ليس لسجادتها أثر.. والطامة الكبرى حين أحصت بعيناها أطقم النيش أكتشفت ايضا نقص بعض كاساته المذهبة وأطقم فناجين للقهوة وصواني التيفال الغالية.. وكأن شقتها تعرضت لسړقة من لصوص..
_ أبرار خلېكي هنا انتي واخواتك هنزل عند تيتة شوية وطالعة.
تثائبت وهي تجيب حاضر يا ماما بس ماتغيبيش.
هبطت سريعا لوالدة زوجها تسألها عن سبب اختفاء أشيائها هكذا..
_ معلش ياطنط كنت عايزة اسألك.. هي شقتي اتعرضت للسړقة ومش عرفتوني أنا يونس
_ سړقة ايه يابنتي واحنا في البيت ليل نهار ومحډش ڠريب ساكن وسطينا..وفي بوابة حديد للعمارة بتتقفل كل يوم بالليل.
_ ازاي بس يا ماما ده انا لقيت حاچات كتير اختفت من شقتي.. ملاياتي وهدومي وعباياتي وسجادة الصالة كبيرة وحاچات من النيش و ..
صمتت پغتة وهي تحملق