الأحد 24 نوفمبر 2024

بنت الوادي للكاتبه سلمى سمير

انت في الصفحة 13 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما
بدا الجهاز الذي يظبط نبضات قلبها يشير الي معدل أسرع عن المعتاد مهددا بخطړ اصابتها بنوبة قلبيه نتيجة توترها الزائد مما استدعي تدخل الطبيب وسحب الهاتف من يدها واغلاق الخط وقال
اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليفات مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصده نرجع تاني من الاول وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور علي الاقللما اسمح ليكي تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال
تاففت امتثال من اوامر الطبيب 
التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة خوفا من ان يطاله اذي عمه وقالت
ارجوك يا دكتور انا هنفذ

تعليفاتك بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه انت كده بتحكم عليا بالفوت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه
حك ذقنه بتفكير وقال
لو حصل واتوترتي كده تاني مش هسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم ډخلتي فيه المستشفي ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي
لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خۏفك عليه ها اتفقنا
هزت راسها بالموافقة وطلبت منه الهاتف الذي كان لا ينقطع ازيزه بسبب اتصال فريد المتواصل
اعطاها الهاتف وحذرها من الاڼفعال تناولته بلهفه وردت عليه بارتباك
معلش يا فريد الفون وقع مني وهنج بقولك طمني عليك جهزت رسالتك ولا لسه ناقص فيها حاجه
اهمل فريد حديثها واعاد سؤاله قائلا
مين قالك ان فرحه مفقودة يا ماما ووالدها م١ت ازاي وامتي ارجوكي متخبيش عليا
ضحكت بصعوبة كي تطمئن قلبه وتھرب من الاجابة وقالت بتوتر شديد جعل الطيبب يعيد تحذيره بنظرات عيناه الغاضبه اليه فاخذت نفس طويل كي تهدا نفسها واردفت
محدش قال انا بس مغرفش هي فين من يوم جوازكم لاني سافرت وسبتها في الفيلا والدها فات تاني يوم لحد دلوقتي محدش سالني عن جوازك منها ولاهي موجودة في الفيلا فتصورت انها مفقودة 
المهم طمني عليك وعلي رسالتك وليه هتتاخرت في مناقشتها مش كانت بعد شهرين
اخذ فريد نفس عميق ينم علي الراحه وهم ان يبلغها بان فرحه معه لكن دخولها عليها فجاة جعله يصمت حتي لا تعلم بانه يحدث والدته حتي لا يضطر لابلاغها بوفاھ والدها حين تطلب منه ان يسال عنه
فاشار اليها بان تصمت الي ان ينهي المكالمة وقال
كان في كذا نقطه طالبو ليها توضيح وشرح اكبر بعد ما سجلتها
مش مهم كل ده المهم عندى هتجي امتي محتاج دعمك وتشجيعك معايا يوم المناقشه
اخذت والدته نفس عميق وردت عليه بامل
قريب يا حبيبي بس خالتي فاطيما تعبانه ومضطره اسافر ليها تاتي هحاول اتصل بيك كل فترة اطمن عليك بس تخطيف لانك عارفه بترفض نفتح تليفوناتنا واحنا معاها المهم ركز انت في دراستك
وان شاء الله هعملك مفاجاة بحصوري
صمتت بلم وعادت وقالت بتاكيد وخۏف يتملكها
فريد خلي بالك من نفسك واوعي تدي مساحه لحد يدخل حياتك لحد ما ترجعلي بالسلامه اوعدني
ضحك فريد من خۏف امه المتزايد عليه حانه طفل صغير ورد عليها دون ان يوضح من هي
حاضر يا حبي اوعدك المهم دعوتك سلام
اغلق معها ونظر الي فرحه الواقفه بارتباك وخجل لانها اقټحمت عليه غرفته دون استاذان وقالت
اسفه يا فريد بيه بس خفت تكون نمت زي كل يوم
القي الهاتف علي المنضدة بجواره وبدا في نزع ثيابها فنكست راسها ارضا بخجل وقالت بتردد
بردك مش هتتغدا طيب انا هفضل كده اجهز الاكل واكله لوحدى طيب دوقه يمكن يعجبك عن اكل بره
ابتسم من خجلها منه الذي لم يتغير منذ زواجهم وقال بهدوء مريب 
موافق اتغدي معاكي بس علي شرطين الاول تبطلي تقوليلي يا بيه دي لانها بټعصبني وتاني حاجه تقعدى تاكلي معايا وبطلي فكرتك عن انك خدامتي فاهمه
ابتلعت ريقيها وهزت راسها بالموافقه 
طيب اقولك ايه لو مقولتش يا بيه انت مقامك عالي اوووي وانا غليانه اووي جمبك يا بيه
دنا منها دون ان يكمل ارتداء ثيابه وجذبها وقال بصوت خامل 
قولي يا فريد وبس لو مخك ده استوعب انك مراتي مش خدامتي هتقوليها عادى زي ما بقول فرحه
مش فاهم رغم انك متعلمه ليه شايفه نفسك ادني مني وانت زوجة ليا كرامتك من كرامتي
لم تصدق اذناها كلامه الذي يدل علي انه انسان ذو اخلاق عالية كلما ضن الزمان بمثله رفعت عيناها ناظرة الي وجهه الوسيم فتلاقت بعيناه الناظرة اليه بغموض وشئ اخر لم تفهمه فارتجف چسدها بشدة فزاد فريد من احتواءه ورفع راسها التي دقنتها في جوف صدره وطبلها برقه وعذوبة اذابتها بين يداه
ابعدها عن صدره وثبتها امامه قائلا
دي مكافاتك علشان هتسمعي كلامي وهتطعيني يلا يا قمر جهزي الغدا علي ما اخذ شاور
تركها فجاة فشعرت بان اقدامها هشه لن تتحملها فترنحت وسندت علي باب الغرفةكي لا تقع فلحقها فريد وعانقها من ظهرها وقال بحرارة
وبعدين معاكي انت مش بتساعديني احافظ كده علي وعدى اتشجعي كده وكملي المشوار لسه طويل
علي فكرة حاولت اتصل بماما فونها لسه مقفول بفكر بعد الغدا اتصل بالفيلا يمكن تكون سابت خبر ليهم هترجع امتي
حديثه عن والدته جعل حواسها جميع تستيقظ واستدارت بين يداه وقالت بلهفه
ياريت يا بيه قلبي واكلني اووي علي ابويا الله 
سكتت حين رات نظراته الغاضبة اليها فانتبهت بانها عادت تكلمها كسيدها فنكست راسها خائفه من ردة فعله وخجله من نفسها ضغط فريد علي فكه بڠيظ وابعده عنه بعد ان فك ذراعه من حوله وقال
امشي من قدامي يا فرحه علشان مزعلكيش وانسي موضوع الغدا انا مش محتاج خدامة
عاد الي غرفته واغلق الباب في وجهه لم تمر دقائق

وسمع صوت تكسير بالمطبخ خرج مسرعا فراها تفترش الارض ومغشيا عليها
حملها ودلف الي غرفتها واخذ يصدب علي وجنتها لافاقتها الي ان فتحت عيناها وابتسمت له قائلة
اسفه مقصدتش ازعلك بس لساني اتعود علي كده
جفف جبينها المتعرق بغزارة وقال
مش مهم ممكن اعرف حصلك ايه ووقعت ازاي
اخذت بعض ارياقها وقالت بتردد
انا دخلت اجهز الغدا وقولت بعدها اجي اصالحك فجاة معدتي قلبت عليا ولقيت الدنيا اسودت في وشي جيت ارجع محستش بنفسي
غامت عينه بريبة ونهض وساعدها ان تعتدل وقال
طيب قومي البسي هتجي معايا اكشف عليكي ونعرف سبب الاغماء دي ايه لتكون حاجه خطړ
هزت راسها برفض ووقابت موضحا
متقلقش يا اصل اصل مكلتش من امبارح نفسي كانت فازعه بمكن علشان باكل لوحدى
امسكها من كتفها وذهب الي خزنتها واخرج ثياب جديدة قد ابتاعها لها لكنها لم ترتديها وقال بجدية
خذي البسي ده بدون نقاش علي ما اغير واجيلك
اؤفات بالموافقة دون اعتراض اخذت تغير ثيابها دلف عليها فريد بعد ان غير ثيابه هو الاخر واخذ بيدها وخرجا سويا
استقل سيارته بعد ان اجلسها علي المقعد الذي بجواره وانطلق الي المستشفي
اخذوها منه بعد ان ملاء ملف كامل بكل بياناتها وحين تاكدو من انه زوجها اضافوها علي حساب التامين الخاص به
ظل بالانتظار الي ان خرجت اليه علي كرسي مدولب
نهض بسرعه حين راها وسال الطبيب
طمني عندها ايه
ربت عليه الطبيب وطمئنه قائلا بهدوء
المدام محتاجة فحوصات واشاعات وتحاليل كامله احنا عملنا اللازمه بس مقدرش ابلغك بحالتها الا بعد ما استلم التحاليل والاشاعات 
تقدر تروح حاليا وبكرة تجي تستلم النتايج وتقرير كامل عن حالتها
تفهم فريد حديث الطبيب الذي لا يسبق الاحداث وقال لها 
تمام شكرا ليك بكرة هجي استلمها وهعدي علي حصدتك تطمني
اوما له الطبيب بالموافقة وغادر فريد وفرحه المستشفي وفي طريقهم الي شقته سالته
هو انا عندى ايه يا وصمتت
ضحك فريد بمرح
مفيش فايدة اسمي فريد اما عندك ايه لحد دلوقتي معرفش لان هنا مش بيقولو حاجه الا بعد التاكيد 
متقلقيش لو في حاجه كان الدكتور عرفني
المهم لما نروح تاكلي كويس وترتاحي وبلاش اهمال في صحتك انت امانه في رقبتي
طالعته عيناها بامتنان وتاملت ملامحه الهادئة وحسدت نفسها لمجاورتها له والعيش معه وتسالت مع نفسها بتعجب
ازاي خطيبتك سابتك علشان المال دا اكيد غبية اللي تفرط في راجل زيك يابختها اللي ھتكون من نصيب
وصحكت علي نفسها وقالت بتهكم
ماهو مش كل النصيب ما انا مراته اهوه لكني مالقش بيه ولا بمقامه العالي هو فين وانا فين هو السيد وانا بنت الراجل الأوجري عنده وبنت الخدامة
فوقي يا فرحه واوعي تنسي نفسك وتقولي انك نصيبه وقتها هتتوجعي يا حزينه لما يشوف اللي تناسبه ويسيبك
عادت من حديث نفسها علي صوته وهو يسالها
مالك يا فرحه بكلمك مش بتردىبتفكري في ايه
ابتسمت بخجل وقالت
مفيش بس كنت نفسي افهم انجليزي زيك كده واعرف الدكتور كان بيقولك ايه بڈم ا انا كنت طور اللي في براسيمهمش فاهمه حاجه من كلامكم
ضحك بمرح وفجاة اوقف السيارة وترجل منها وفتح الباب المجاور لها وقال
طيب انزلي من حظك ده مركز لتعليم اللغة هحجزلك فيه ومن بكرة تبدا الدروس وهختار ميعاد يناسبني علشان اوديكي وارجعك اتفقنا
اتسعت ابتسلمتها وتهلل وجهه بالفرحه وقالت
وانا اوعدك اكون من المتفوقين واطلع الاولي عليهم اصلي كنت شاطرة وسوسه مذاكرة ولهلوبة
ضحك فريد بمرح وعلت ضحكاته من حديثها العفوى والتلقائي وقال
بس دي مش فصول ده ليفل كل ما بتنجحي في واحد بتنتقلي للاصعب لحد ما تتقني اللغة
عمتنا هو بردك عايز مذاكرة وتركيز واكيد هيكون معاكي طلاب تقدري تنافسيهم
اطرقت راسها بخجل لعدم فهمها وقالت
حاضر بس بردك هشرفك وهتفوق عليهم كلهم
دفعها امامه بمزاح 
طيب يلا ادخلي لما نشوف اخرتها معاكي يا فرحه
اخذ بيدها ودخل الي المركز لتسجيل اسمها في احد الدوارات المتاحة واختار ميعاد يناسبه
وهو السادسة مساءا حتي يستطيع ان يرافقها 
بعدها دلف الي اكبر المولات وابتاع لها ملابس جديدة تناسب حياتها مع الحرص علي حجابها 
بعد الانتهاء عاد الي شقته والفرحه تتراقص في قلبها 
تركها وذهب الي غرفته فلحقته طبل ان ينام لكنه كان توسد الفراش فدنت منه ولكزته برفق
فتح عيناه وحدق في ملامحها الجميلة التي اشرق
جمالها وزاد مع فرحتها فسالها بضجر
في ايه تاتي مش قولنا تاكلي وترتاحي وتجهزي نفسك لبكرة لاول يوم دراسي بالمركز
امسكت يدها لكي يقوم فلاحظت انه عادي القدر فتركته بسرعه وقالت
قوم كل لقمة معايا مش انا اتاسفت منك ولا عايز اعملك ايه علشان تسامحني
غامت عيناه وحدق بها بقوة وجذبها نحوه وقال
عايزك مراتي وتديني حقوفي لو حابا اعيش معاكي حياة طبيعية زي اي زوجين
وجلت فرحه من طلبه وشعرت باحتياجه له كزوج 
فخاڤت من الذنب الذي ستحمله ان ظلت تفرض عليه الوفاء بوعده الذي يخالف شرع الله
انتظر فريد ردها وحين طال انتظاره ولاها ظهره وقال پغضب مكتوم
اخرجي يا فرحه مش عايز اسمع منك كلمة تاني وخدي الباب في
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 42 صفحات