السبت 30 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

أعصابك وخليكي ريلاكس وبلاش انفعال وانتى بتحكى وبعدين كملي 
وضعت
يدها على قلبها تهدئ من ضرباته وأخذت نفسا عميقا ثم أكملت تلك الذكريات المؤلمة
لحد الليلة اللي حصل فيها مشكلة كبيرة وصممت ان
انا انزل اشتغل ما استوعبش كلامى وتصميمى فخيرنى مابين حياتنا والشغل ساعتها كل إللي جه في بالى انى أضغط عليه زيي زى أي ست بمعنى الدلال يعنى يمكن يتأثر فقلت له ساعتها هختار الشغل ملامحه ساعتها اتغيرت واڼصدم من ردى اللى كنت قايلاه وأنا أصلا مش في نيتى انى حتى أسيب بيتى وفى الليلة دى قال لى اخرجى وسبينى لوحدى وتانى يوم ماټ 
ثم اڼفجرت في البكاء وهى تضع يدها على وجهها تكتم صوتها أثر شهقاتها العالية 
كان جالسا أمامها قلبه ينكوى من بكائها أولا ومن رؤية عيناها اللامعة حينما تذكرت زوجها ومن ذكر اسمه أمامه أيضا ڼار الغيرة شبت في ضلوعه ولكنه حكم عقله لأنها وعدها بالأمان حينما تتحدث أما عن شهقاتها فقد انفطر قلبه لأجلها وردد بهمس كى يهدئها 
ريم حبيبتي هو ماټ لأن عمره انتهى وأنا شايفها خناقة عادية بين أى راجل ومراته دول في زوجين مش بيبقوا مټخانقين أصلا ولا في بينهم أي حاجة وفى لحظة
ېموت وهو قاعد جنبها الأعمار بيد الله ومحدش بېموت علشان حد لازم تثقى في كدة 
هدأت قليلا من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقى الذي مد يده به وجففت عبراتها وأكملت
بابا كمان قال لى كدة بس أنا وهو كنا بنحب بعض جدا لكن لما اتعرفت عليك خفت أوووى إن مشاعرى تتحرك ناحيتك كنت محرمه على نفسي اي راجل تاني بعديه لكن حصارك ليا بالكلام وبالنظرات شتتنى في الأول وكل لما أحاول مفكرش فيك تعمل مواقف تخليك متطلعش من بالى قاومت وعافرت كتير أووي بس مقدرتش يامالك 
وتابعت حديثها وهي ترفع عيناها اللامعة بالدموع والعشق معا
لقتنى بفكر فيك ليل ونهار وبقيت تايهة مابين الحاضر والماضى بقيت مشتتة في تفكيرى وبلوم نفسى إزاي قدرت تبدل باهر أبو ولادى وحب عمرى بيك يامالك متتصورش الصراع النفسي اللى عايشاه بقالى فترة عامل فيا ايه مدمرنى ومخلينى كارهة نفسى أووي ومش طايقة أبص على نفسى في المراية واحتقرتنى وبعد جلدى الشديد أووي لنفسى أرجع لنقطة البداية وهى صورتك اللى قدامى ومبقتش تفارقنى لحد مابابا حس بيا وقال لى كلام هدانى شوية 
عرفني ان القلوب بايد ربنا سبحانه وتعالى هو اللي بيبدلها زي ما يريد لكن لما بقعد مع نفسي تاني مش قادره اتخطى ان ممكن احب واتجوز راجل تاني غير باهر واعيش معاه 
وفي نفس اللحظه تكون في بالي وبفكر فيك ومش قادره اني اتخطى وجودك في حياتي وانا رافضه اي فرصه اديها لنفسي تاني اني اكمل حياتي وبين الخناقات الكبيره اللي جوايا بلاقيني ما بقتش شايفه الا انت 
يا الله عظيمة أنتى تجرحين وتداوين في نفس اللحظة تشتتى روحي وتدميها بكلماتك ثم تطيبها فى نفس اللحظة 
كيف لكى أن تلعبى بأوتار مشاعري وتعزفى على نيران عشقى بتلك الدرجة لقد تعبت ولكنى فى محراب حبك متمسك ولكن بڼار غيرتى أحترق كيف لكي أن تفعلى الشئ وعكسه فى آن واحد ! إذا فلأصدق حدسي أنكي الرائعة التى يحتاجها قلبى 
انتبه من تشتته السريع ووقفت أذناه عند اعترافها بحبها له الغير صريح ولكن علم بأنها تحتاجه وتفكر فيه بل وتريده كما أرادها لم ولن يتحدث معها الأن عن ماضيها وسيغلق عليه بمفتاح عشقه لها وسيقتحم قلبها أكثر من ذي قلب رغم ۏجعها رأي أن يحدثها عنهما لكى يثبت لها أن الماضى ماهو إلا كالسراب بالنسبة له وهو الحقيقة الماثلة أمامها الأن لذلك سيسحبها معه الي عالمه بطريقته وستسكن قلبه وه بكل اطمئنان وسلام منها 
ثم تحدث هائما في سماء عشقها 
هو أنا ينفع أجي أتقدم لك النهاردة ونكتب الكتاب بكرة أنا خلاص الصبر زهق من صبري ياريم 
فتحت فاهها باندهاش لعدم انزاعجه من اعترافاتها وكأنها سراب ثم تسائلت باندهاش 
ايه ده هو إنت مزعلتش من كلامى ولا حتى اتأثرت بيه وكأنى مقلتش حاجة 
رفع حاجبيه وهتف بمكر 
الله هو انتى بتنسى ولا ايه ! هو إحنا مش
اتفقنا إنك هتكلمينى عل انى دكتورك النفسى وأنا رديت عليكى من شويه على أساس كدة 
واسترسل بحب
أما دلوقتي أنا مالك حبيبك اللى هبقى عن قريب أووي ج?
البارت الثالث وعشرون
وضعت يدها على صدرها وشهقت بفزع أثر دخوله المفاجئ قائلا لها بحاجب مرفوع
اسم الله عليكى من الخضة ياقطة 
واسترسل ملاما
حمد لله على السلامة أخيرا افتكرتى اني عندك شغل وخلصتى عذابك في صاحب الشغل وحنيتى عليه وشرفتى 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت بتوتر وهى تنظر إلي المصعد وبينه نظرات مشتتة 
ايه ده هو إنت إزاي تدخل الأسانسير وتقتحمه كدة وأنا لوحدي 
ضغط على أزرار المصعد بحركة مباغتة وأوقفه تماما وهو يجيبها بمكر وعيونه مثبتة عليها 
الله شوفتك وانتى تحت رحمتى أخيرا وهعمل فيكى زي
مابتعملى معايا بالظبط 
تحدثت بعيون زائغة
ايه ده انت عملت ايه لو سمحت كدة مينفعش انت عايز ايه بالظبط يامالك 
عايزك وانتى معذبانى ومطلعة عينى 
قالها مالك بنظرة عتاب وأكمل 
بقى ياقادرة تقعدي أكتر من أسبوع متجيش الشغل وليكى عين تسألى كمان !
تمسكت بحقيبتها وما زالت أعينها تدور في المكان وهتفت بحدة خفيفة
هو ينفع توقف الاسانسير كدة يامالك 
بملامح وجه متعصبة أجابها 
مالك مالك مالك تعب ياشيخة وأعصابه باظت بسبب جريه وراكي 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت وهي تبتعد عنه حينما لاحظت اقترابه 
هو ينفع الكلام ده في المكان ده يعنى !
انت جرى لك ايه 
أماء برأسه بموافقة قائلا بتأكيد
أه ينفع ولو مطلعتيش ورايا على المكتب دلوقتي نتفاهم ولا نفضل هنا والشركة تتفرج علينا وتبقى ليلة 
اتسع بؤبؤ عينيها وهتفت باندهاش
انت متهور بقى على كدة وأنا كنت واخدة فكرة عنك غير كدة خالص 
اقترب منها وأصبح محاصرها كى يجعلها تستكين وتخضع لطلبه بسرعة 
على يدك بقيت متهور على يدك ياأستاذة 
واسترسل حديثه وهو مازال مقتربا منها غامزا بإحدى عينيه
بس قولي لى بقى ايه الفكرة اللى انتى كنتى
واخداها عنى احكى نفسي أسمعك ياحب 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة والدهشة مازالت تسكن ملامحها اقترابه منها ورؤياها لملامحه الرجولية عن قرب وأنفاسها تستنشق رائحته التى عبئت ذاك المكان الضيق وتحدثت بلسان يرجف
هو احنا هنفضل هنا كتييير ولا ايه 
بنفس غمزته الشقيه أجابها 
شكلك كدة إنتي اللى عاجبك الوضع والحوار ده وحابة نفضل هنا كتييير وبصراحة كدة أنا عاجبنى المكان 
وتابع حديثه برغبة 
كفاية إني بتنفس أنفاسك وده كفيل يحينى عمر بحاله 
مالك كفاية بقى كلامك ده قالتها بتيهة وتابعت 
شغل الأسانسير وهنتكلم في المكتب أفضل 
ابتسامة عريضة ارتسمت على معالم وجهه وفورا ضغط على الزر قائلا بتحذير
حذارى تغيرى رأيك وتكبرى دماغك وعشر دقايق وتكونى على مكتبى لا هتلاقينى جاي لك واللى هعمله مش هتتوقعيه 
تذكرت حديث أبيها أن لايعرف أحدا بشأن مالك وخاڤت من تحذيره ويتهور ويعلم الجميع ويحدث مالا يحمد عقباه وأشارت برأسها مرددة 
حاضر جاية متقلقش 
أنهت كلماتها وانفتح المصعد وهرولت منه وهى تتلفت يمينا ويسارا كاللص الذي ېخاف أن يراه أحد وهي تردد بلسان حالها
ربنا يسامحك يامالك خلتنى أبص حواليا شكل ماأكون عاملة عملة 
وذهبت الي مكتبها ووضعت أشيائها وارتخت قليلا على كرسيها وهى تفرك جبهتها بإرهاق 
وبعد مرور نصف ساعة ذهبت إلي مكتبه ودقت على الباب فقام من مكانه مسرعا لقد رآها عبر الكاميرات وفتح لها الباب قائلا بوله 
القمر اللى نور المكان وزاده نور اتفضلي 
ارتجف داخلها من نظراته وطريقته ودلفت بخطى بطيئة وجلست أمام المكتب 
لحقها بخطواته السريعة وجلس أمامها ولم يجلس على كرسيه قائلا 
تحبى تشربى ايه أطلب لك قهوة ولا عصير فريش 
أجابته وهى تتحسس جبهتها بإرهاق 
ممكن قهوة لأنى عندي صداع 
انتابه القلق عليها وأردف پخوف
مالك ياحبيبي ايه اللى فيكى 
شكلك فعلا مرهق جدا 
نظرت إليه بانبهار من ذاك الحنان النابع من نظراته وهمساته وحدثت حالها بتخبط
ياالهى أكل ذاك الحب القابع في عيناه لذاتى أكل ذاك الحنان النابع من قلبه والذي يحاوطنى به لأجل ارضائي 
أتكن تلك عناية الله التى شملنى بها وعفا عنى وعوضنى بذاك الراقي 
لاحظ تشتتها وحيرتها فتحدث بعيون تشع عشقا
مالك ياريما بجد قلقتينى وشغلتينى عليكى وحاسس دايما إنك فى صراع قوي هلك روحك وأعصابك 
أخذت نفسا عميقا ثم استدعت
الهدوء وتحدثت باستفاضة 
ممكن أتكلم معاك وأخرج لك كل اللى في قلبى من غير زعل 
واسترسلت بتخبط 
يعنى هعتبرك دلوقتي دكتورى النفسي مش حبيب ولا فى بينا مشاعر وليدة 
نظر الي الباب المفتوح وأجابها بسعة صدر 
طيب ممكن تثقى فيا ونقفل الباب علشان تتكلمى براحتك 
أشارت برأسها بموافقة فقام من مكانه وأغلق الباب ثم عاد إلي مكانه مرددا بابتسامة
اتفضلي هو أنا أطول أسمع القمر بس قبل ماتتكلمى ولا تقولى أي حاجة لازم تعرفى انى بحبك ومش هتنازل عن وجودك فى حياتى أنا ما صدقت لقيتك 
أصغت إليه بانتباه وابتسمت علي تصميمه عليها وحمدت ربها داخلها 
أنا حابة اني احكي لك عن حياتي مع باهر حاسه ان انا عايزه احكي علشان خاطر تعرف ايه اللي حصل بالتفصيل وبالرغم من اني ماضيا وحياتي القديمة ملهاش علاقة بعلاقتنا بس انا اتفقت معاك اني هكلمك كدكتوري النفسي 
وأثناء حديثها دخل عامل البوفيه بالقهوة وقدمها لهم وخرج قدم لها القهوة بذوق وأشار إليها أن تكمل ارتشفت القليل منها ثم تابعت حديثها
انا وباهر كنا بنحب بعض جدا وحياتنا كانت هادية بطريقة ما تتخيلهاش عمرنا ما كنا پنتخانق غير بسيط جدا بس كان يجي علينا الليل وهو ناهي المشكلة اللي ما بينا
وعمرنا ما نمنا واحنا زعلانين من بعض
وحياتي معاه طول السبع سنين استمرت على كده بس طبعا كان ليا حماتي شديدة جدا وسلفتي ما كانتش بتسيبني في حالي وعلى طول عينها على حياتي انا كنت بحب التصميم واخدت في كورسات كتير وطورت نفسي فيه شغاله فيه اصلا من وانا صغيرة وكل مشاكلنا دايما كانت بسبب اني عايزه يبقى ليا كيان واشتغل وأحقق ذاتي والناس تعرفني وده لأن عندي موهبة ربنا ادهالي وحرام ان أنا أدفنها 
باهر بالرغم من حنيته عليا وحبه الكبير أووى واحتوائه ليا الا ان لما كان يجي سيرة إني عايزه اشتغل او اخرج للشغل بنفسي كان بيتعصب جامد واستحملت عصبيته كتير جدا بسبب الموضوع ده وحتى لو الموضوع انفتح قدام ماما وبابا واخواتي كان يتعصب بنفس الدرجه واتكلمت معاه في الموضوع ده بدل المرة ألف مرة وللأسف نفس الرد ونفس العصبية ونفس الرفض القاطع 
واسترسلت حديثها وغشاوة الدموع تلمع في عينيها عندما تذكرت الليلة الذى رحل عنها فيها لاحظ مالك ذلك وحاول تهدئتها بكلماته قائلا 
حبيبي هدى
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات