السبت 30 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 19 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي عشان خاطر سماح

صدح صوته الجامد الذي اصبحت معتاده على نبرته

ياريت نبدء 

نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين 

احم هشغل التسجيل وهبدء اه 

في وسط فوضته وما يعتريه من ڠضب ضحكعيناها ازداد وسعهما من ضحكته الوقوره مثله 

شغلي وخلينا نبدء

تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه 

انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا 

حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس 

ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة 

اجابه اجادها ببراعه 

اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا كلها اقدار مكتوبه بميعاد 

حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد 

وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما

الأمر 

للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت وده بقى البيزنس الصح 

صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج فنهضت من فوق مقعدها بتوتر 

بس لسا في أسئله فاضله ممكن بس وقت إضافي 

طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها لتدلف الخادمه تلك اللحظه 

العشا جاهز يافندم 

شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه 

اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا 

هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف 

ده واجب الضيافه

ثم اردف بعمليه 

نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك 

غادر الغرفه لتقف متعجبه لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى 

راجل غريب بكل أطباعه 

انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها 

اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني 

أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها 

ايه الرخامة ديهماكان كمل اجابه باقي الاسئله 

ثم اردفت ساخرة 

وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي 

تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه 

نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده

وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه

أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه 

ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ 

اعمليلك واحد بقى تاني مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي 

شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته 

عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين 

لمعت عيناها بالدموع منها سماح بقلق 

مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك 

انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح 

لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني 

سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها 

في اجازتك روحي زوريهم 

هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها 

تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره 

اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش 

اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا

على الحاجات ديه 

واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر 

وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها

فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه 

نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط 

ايوه ياعزيز في حاجه 

سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم 

قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم 

هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه 

مابلاش الكلمه ديه ياعزيز انا صفا وبس

واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها 

صفا خريجه السجون مش صفا بنت الباشا بتاعك 

قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ 

انت لسا صاحي ياعزيز 

وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال 

ضړب على سور الشرفه بيداه بعدما دهس عقب سيجارته 

لسا بتفكر فيها ازاي

تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه 

كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله 

الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن 

اغمض عيناه بقوه مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها 

صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار 

لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث 

تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر 

كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه 

ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجولهعين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته 

الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي 

هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده 

مبسوطه طبعا ياشهاب 

فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده 

يعني انا بس اللي مش مبسوط

رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا 

ليه بس مش مبسوط اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي 

ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه 

عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز 

ضحكت من قلبها على انفعاله تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها

عيب ياشهاب تخيل كده لو بنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده هتغير وجهت نظارها علطول 

واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها 

يامعشوق النساء 

معشوق النساء عايز مراته تحن عليه وهي قمر وحلوه كده 

كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها 

غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر

آيس كريم جميل اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي 

ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله 

هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي 

هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان 

فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق 

اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكهصدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها

ارتسمت السعاده على

شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته

مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت

كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه

مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي

ضحكت هناء على حديثها

بصي هو

قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله

جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها

هناء انتي متأكده من كلامك ده

اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها 

هحاول يا ياقوت ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد

وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف

بحبه اوي يا ياقوت لما هتحبي هتعرفي ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه

هتفت هناء عباراتها الاخيره حانقة من حالها لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه

قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه

مرتاحه كده

تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة

شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه

ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة

ممكن توصفلي المكان ياشريف

ابتسم وسحب المقعد المقابل لها 

بصي ياستي 

ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله

ممكن ملامحك

استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجاله

عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض العاھړات ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز 

أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه 

فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه 

للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه 

ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدمتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون 

شكرا ياست عليا تقدري تمشي انتي 

طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه 

عزيز بيه موصيني عليكي يابنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي 

وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه 

قريب اوي هجيلك ياحمزة هجيلك وهتسمعني وتسامحني 

خطت بقدماها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراساتجاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه 

الحمدلله اني مكنتش صحفيه ربنا يسامحك ياسماح

خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه 

ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله 

ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها لتتعلق عيناها بمكان خروجه يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البارد 

ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته الماء اخذ ينساب على طول

اتسعت حدقتيها پصدمه ممزوجه

بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه قلبها اخذ يخفق پعنف

لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما

اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم حضوره بعدما كان يرعبها بات يشتتها

جيتي في ميعادك بالظبط

خرج صوته اخيرا بعدما حدق بساعه يده

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 44 صفحات