السبت 23 نوفمبر 2024

عشق القلوب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 9 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


عن مطعم العجوز 
وكاد أن يلعن نفسه عن تلك الحماقه التي أرتكبها في حق نفسه عند أتخذ دور الشوفير لنفسه كي يتقرب منها وتصبح فريسته القادمه ورفعت هي عيناها حتي وجهت عيناه مباشرة دون قصد منها فنظر اليها هو طويلا ليتأمل تلك النظره التي لأول مره يراها وقال وهو يبتسم دون ان يشعر رغم أني زعلت بأنك صغرتي من وضعي قدام الباشا بس أنا هقدر أتصرف وضيعتي فرصة مش هتتكرر تاني 

فأبتسمت مريم ابتسامتها الهادئه فنظر هو الي ساعته بأستقراطيه قائلا بلامبالاه يوسف باشا مش موجود دلوقتي في القصر تقدري تقضي نزهه فيه لو حابه بس للأسف أنا مضطر أمشي حالا أنسه مريم عشان اروح اشوف شغلي وفرصه سعيده 
وسار من أمامها بخطي سريعه لتتأمل تغيره المفاجئ معها حتي تتنهد بأسي فقد انتهي وجود احد الاشخاص التي استشعرت معهم بالامان رغم قلة معرفتها بهم ولكن للأسف قرارها قد اغضبه 
نظرت سالي طويلا الي تلك العلبه الصغيره التي تضم بعض الحبوب حتي أخرجتها من بين ملابسها لتضع بأخر حبه علي راحة كفيها ورفعت بكفها كي تلتقط تلك الحبه بفمها فألقتها أرضا وهي تتذكر حديثه الاخير معها 
حافظي علي حياتك ياسالي حافظي علي حب امجد ليكي وحافظي علي اسرتك 
فانسالت دموعها بغزارة وهي تتذكر لحظة غبائها عندما أخبرته بمشاعرها في ذلك اليوم الذي أتي فيه عندهم من اجل مقابلة امجد ولكن عدم وجود امجد في ذلك الوقت قد سمح لغبائها بأن يتجاوز في التخيل بأنها تستطيع أن تصبح من أحداهن 
وتذكرت ذهابه من أمامها سريعا عندما أنهي حواره معها وأصطدامه بأمجد الذي أندهش من ذهابه السريع دون أي كلمة منه فنهمرت دموعها وهي ټلعن قلبها الاحمق وعقلها المړيض حتي اقتربت من مرآتها وظلت تتأمل شحوب وجهها في هذان اليومان  
ابتسمت وهي تتطلع الي جسدها الممشوق وتذكرها برغبة أمجد الدائمه في اجناب طفل أخر فاتجهت نحو خزانتها وتأملت أحد فساتينها الضيقه والمثيره وألتقطت هاتفها الموضوع علي منضدة زينتها وضغطت بأصبعها علي زر الاتصال حتي جاء صوته 
سالي وحشتني اووي يا أمجد أنا محتاجاك معايا دلوقتي أوعي تتأخر ياحبيبي !! 
جلسوا يتناولون الطعام بمفردهم في ذلك الجو الهادئ 
حتي تأملته أروي بحب ايه رأيك في فستاني يا احمد 
فرفع احمد بوجهه عن طبقه ليتأمل جسدها الذي فصله الثوب وقد منعه عقله وأشعره لأول مره بأن كل أفكاره ليست سوى رغبات يتقبلها عقله عند رؤيته لاخاه مع هؤلاء النسوه ام حين يتأمل تلك المدعوه بخطيبته يشعر بالشمئزاز منها رغم تجاوزها الكثير معه بسببه هو فتنهد قائلا أروي فين مامتك وباباكي مش المفروض النهارده انا معزوم علي الغدا ومن الواجب انهم يكونوا موجودين
لتبتسم أروي وهي تلتهم طعامها عادي يا احمد بابا مسافر وماما مع صحابها في النادي وكمان أنت خطيبي وقريب هتبقي جوزي وهما واثقين فيك وفيا وانا واثقه كمان فيك ياحبيبي 
بس أيه رأيك في استايل لبسي النهارده وتسريحة شعري انا عارفه انك بتحب ديما تشوفني بشعري 
ثم وقفت تتمايل أمامه بخفه حتي تذكرت شئ 
أروي أه نسيت اقولك ياحبيبي أنا نزلت صور كتير لموديلات جديده وحديثه عشان فرش شقتنا وامسكت أحد أيديه بعدما أنهوا تناول طعامهم وذهبت نحو غرفتها وهي تأمر الخادمة ياصباح بليز هاتيلنا العصير في أوضتي
لتأتي الخادمه علي صوتها وهي تراها تذهب لغرفتها قائلة بحزن هي ديه اخرة تربية الهوانم اللي أهم حاجه عندهم نفسهم وسايبين بيتهم وولادهم 
وسار أحمد معها الي غرفتها لأول مره حتي قال بضيق أروي هاتي اللاب بتاعك وتعالي نقعد في الصالون او في أي مكان غير ده 
فجلست أروي علي تلك الأريكه الواسعه في غرفتها ذات اللون الاحمر القاتم وأبتسمت وهي تري بعض الموديلات العصريه دون أن تستمع لكلامه بص يا أحمد شوف أوضه النوم ديه طب بص علي الصالون العصري ولا تصميم المطبخ يا أحمد بجد يجنن
فنظر اليها أحمد طويلا وهو يتذكر حديثه السابق معها 
لتقطع أروي شروده وهي تأخذ بأحد أكواب العصير الذي أعدته الخادمه اليهم احمد العصير ياحبيبي وتعالا بقي اتفرج معايا 
تنهد أمجد بعمق وهو يتأمله حتي قال بجد البنت ديه ربنا بيحبها لدرجادي كانت نيتك أنك تضمها للقايمه بتاعتك يايوسف 
فأبتسم
يوسف وهو يتذكر هيئتها قائلا كان نفسي أجرب اووي النوع ده صحيح انا مسافر لبنان أسبوع عشان الصفقه الجديده مع فادي 
فتأمله أمجد قليلا قبل أن يقول طب وخصوص السفر لمصر هسافر أزاي وانت مش موجود
فتطلع يوسف الي حاسوبه الشخصي قائلا سفارية مصر اتأجلت خلاص الفتره ديه 
ثم أعتدل في جلسته قبل أن يغلق حاسوبه ووقف يحتسي أحد المشروبات المثلجه أعذرني يا أمجد مش هقدر اقبل عزومتك علي العشا ورايا ميعاد مهم 
فأقترب منه أمجد بهدوء حتي قال طب وياسين اللي بقاله اسبوع بيسأل عنك أقوله ايه دلوقتي وياسيدي العزومه هتكون عليا متقلقش 
فألتف يوسف اليه وهو يحتسي مشروبه في رشفه واحده هحاول يا أمجد بس مقدرش اوعدك 
وسار أمجد من أمامه وأقترب من باب غرفة مكتبه الواسع أوك يايوسف أشوفك بليل بقي 
تطلعت اليها مريم پصدمه حتي قالت بتعلثم أنا مش فاهمه حاجه ياريما انتي وزين هتتجوزوا وهتسافروا بلجيكا 
فأبتسمت ريما بحالميه وهي تتذكر حبيبها زين الذي تركها فجأه ثم عاد اليها اه يامريم متعرفيش انا مبسوطه قد ايه زين الفتره اللي فاتت سافر بلجيكا واستقر في شغل كويس وقدر يوفر ليا شغل ورجع تاني كندا عشان ياخدني معاه وأعتذر مني كتير أووي علي كلامه ليا 
فتأملتها مريم بحزن وهي تقول يعني هتسبيني هنا لوحدي 
فأحتضنتها ريما بقوه وهي تحادثها أستقر هناك بس وهخلي زين كمان يأمنلك شغل وتيجي تعيشي معانا في بليجكا أنا بحب زين اووي يامريم 
فأبتعدت مريم عن أحضان صديقتها وحبست دموع وحدتها حتي قالت بسعاده طب يلا بقي عشان نحتفل بالخبر الحلو ده يا احلي عروسه 
وفرت دمعه من عينيها وهي تتذكر كل لحظاتها مع تلك الصديقه الحنونه رغم عدم اتفاقهم في اشياء كثيره وأبتعدت مريم بوجهها كي لا تري صديقتها دموعها وتظن أنها غير سعيدة من أجلها ونهضت من علي طرف فراشها لتتأمل سعادة صديقتها بذلك الفستان الأبيض الذي قد جلبه لها حبيبها زين ووقفت خلفها تتطلع اليها بحب وهي تراها تضعه علي جسدها أمام مرآتهم الصغيره 
وضعت سالي بيديها علي يد أمجد بحنان وهي تكمل حديثها الحميمي وكان اليوم هو عيد زواجهم حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي 
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحي بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء الحميمي قد زرع الغيره في قلبه 
ليرن هاتف يوسف في تلك اللحظه ويستأذن منهم ولكن نظرات سالي كانت مازالت تتفرسه پغضب ليتأمل أمجد صمتها المفاجئ 
أمجد سالي روحتي فين ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر 
فتنظر اليه سالي طويلا وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مثيرا يجعله يبتسم لها بخفه فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم فيجد نظرات سالي عليه 
سالي بهدوء بعدما أشاحت بوجهها عنه لاء يا أمجد أنا مسبش ياسين عند يوسف أنت عارف علاقته وحياته أزاي 
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته 
فتنظر سالي الي طفلها الذي يحاول النهوض من علي كرسيه المخصص كي يسير نحو ذلك الرجل الذي احتل قلبه وقلب أمه وعقلها حتي تقول ببرود برضوه مش موافقه انه ياسين يبات مع يوسف النهارده أعتذر منه يا أمجد وقوله مره تانيه
ليقترب يوسف منهم ويتأمل ضحكات الصغير قائلا ايه رأيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما 
فيمد الطفل بيده قائلا يلا نروح انا وانت 
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له
بهذا الحد حتي ينحني كي يحمله لتتحدث سالي بجمود بس ياريت أبني ما يشوفش أي منظر مش مناسب لطفل في سنه 
ليخرصها امجد بصوته قائلا سالي 
حتي يلتف يوسف اليهم بعدما حمل الصغير متقلقيش ياسالي مش معقول قذرتي هتوصل للطفل الصغير انا النهارده مع ياسين وبس 
ويسير بخطي هادئه بعدما ودع أمجد وشكره علي ذلك العشاء 
فنظر أمجد لسالي بعتاب قائلا علي فكره أنا كنت هرفض بالذوق !!
لتلمع عين سالي بالغيره فينهض أمجد قائلا مش كفايه كده 
جلست مريم فوق فراش صديقتها وهي تتأمل كل ركن في غرفتهم البسيطه متذكره كل شئ قد مر بينهم من لحظات قد جعلتها تنسي غربتها حتي لو قليلا 
وأبتسمت وهي تشرد في أبتسامة صديقتها اليوم عندما أصبحت زوجه لمن أحبت وكيف ضمھا زين اليه في سعاده فوضعت بيدها علي قلبها وهي تتذكر كيف تمت تلك الزيجه بهذه السرعه الغريبه ولكن فرحة صديقتها قد جعلتها لا تتمني شيئا سوا أن يرزقها الله بحياه سعيدة مع من أحبت 
ونهضت من علي الفراش بعدما أطلقت لحذائها ذو الكعب العالي العنان ووقفت أمام مرأتها كي تزيل حجابها بهدوء حتي سقطت دمعة من عينيها لتشاهد نفسها في المرآه ولاول مره تشفق علي نفسها مما يحدث لها لتقول بحب وهي تتذكر ريما ربنا يسعدك ياريما وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها 
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين وحشتني اووي يابابا ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
أنهي يوسف شراب مشروبه المثلج ونظر الي ياسين النائم الذي يتسطح علي فراشه ويبتسم وكأن في أحلامه ما يدغدغه ويلاعبه فأقترب منه ليلامس أنامله الصغيره قائلا بصوت
 

10 

انت في الصفحة 9 من 25 صفحات