الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كامله للكاتبه الرائعه

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ببالها فكرة أن تذهب لعمها إبراهيم لكى تراه و تطمئن على صحته و أن تساعده و ربما تسنح لها الفرصة بتقديم القهوة ليوسف بدلا عنه. 
بالفعل دخلت لعمها ابراهيم و ألقت عليه السلام و جلسا سويا يتحدثان.. 
زينة صحتك عاملة ايه يا عم إبراهيم! 
إبراهيم رضا يا بنتى الحمد لله و أقل من كدا رضا. 

زينة ربنا يديم عليك نعمة الصحة و العافية يا رب 
إبراهيم تعيشى يا بنتى. 
سألته بتحمس لمساعدته تحب أساعدك يا عم إبراهيم! 
إبراهيم متشكر يا بنتى مش عايز اتعبك. 
زينة تعبك راحة أؤمر انت بس. 
إبراهيم ربنا يسعدك يا بنتى.. هقولك على فكرة حلوة. 
اقتربت منه و أجابته بابتسامة متحمسة قول. 
العم ايه رأيك تودى القهوة للأستاذ يوسف و بالمرة تباركيله. 
قطبت ما بين حاجبيها متعجبة أباركله على ايه! 
إبراهيم انتى متعرفيش انه هيخطب و لا ايه!
اتسعت عيناها على آخرها وزادت وتيرة تنفسها و تحجرت الدموع بمقلتيها من الصدمة لا تصدق ما ألقى الان على مسامعها فقالت بصوت متحشرج خرج منها بصعوبة هيخطب مين! 
تعجب من تغير حالتهالكنه لم يبالى و أجابها الانسة سهيلة بنت عمه. 
هذا ما كانت تخشى سماعه فنهضت منتفضة و هرولت الى مكتبه و لم تنتظر أن تأخذ الاذن من رامز بالدخول و انما فتحت الباب مباشرة و دخلت اليه بوجه متجهم من الصدمة. 
بينما يوسف تفاجأ من دخولها بهذه الطريقة و نهض سريعا من مقعده و تكهن من ملامحها المصډومة أنها قد علمت بأمر خطبته و لكن عليه أن يتحلى بالجدية و أن يصمد أمام حالتها المذرية المٹيرة للشفقة فهذه اللحظة ستكون حاسمة فى انهاء طريقهما الذى لم يبدأ من الأساس. 
يوسف بحدة انتى ازاى تدخلى كدا يا انسة! 
ردت بملامح جامدة وشفتيها ترتجف من الصدمة المفجعة زينة... رفعت حاجبيها وهى تسأله باستخفاف و لا نسيت اسمى! 
حاول ان يتحلى بالصرامة فرفع صوته يسألها بحدة عايزة ايه.. انا ورايا شغل كتير! 
سألته و هى تستجديه أن ېكذب ما سمعت انت صحيح هتخطب! 
أجابها بصرامة زائفة اسمها حضرتك! 
تقدمت خطوتين حتى وصلت لمكتبه الحائل بينهما و استندت بيديها عليه و مالت اليه قليلا و سألته بحزم و عينيها متسعة على آخرهما رد عليا يا يوسف.. انت صحيح هتخطب! 
تعجب يوسف من القوة و الجرأة التى تتحدث بها ولكنه يعلم أنها مچروحة و الجريح يهذى بما لا يدرى فأجابها بعصبية أشد ربما تستفيق من هذيانها الزمى حدودك.. انا مديرك و مسمحلكيش ترفعى الالقاب. 
سألته و كأنها لم تسمعه ليه! .. انت بتحبنى أنا.. ليه ټعذب نفسك و تعذبنى معاك! 
يوسف بحدة مصطنعة ايه التخاريف اللى بتقوليها دى! 
طرقت على المكتب بكفها الأيمن بعصبية زائدة دى مش تخاريف.. دى حقيقة.
قطب جبينه متعجبا من العصبية التى لم يعدها فيها من قبل لكنه سكت قليلا ينظم أنفاسه المتلاحقة حتى يستطيع الصمود أمامها بقناع
البرود و الجمود الذى تقنع به.
لاحظت صمته فدب بداخلها أمل جديد فى امكانية استعادة حبها الذى أصبح على حافة الهاوية اقتربت منه بشدة و نظرت بعينيه بعمق و قالت بخفوت و عاطفة جياشة أنا بحبك. 
أغمض عينيه پألم و أحس باڼهيار قلبه و كيانه فبم سيرد عليها بعد هذه الكلمة التى أصابته بما يصعب عليه تحمله بعد ذلك لم يعد قادرا على خداعها أكثر من ذلك فأولاها ظهره عله يستعيد رباطة جأشه قليلا و يستطيع أن يستمر فى التحلى بالجمود و الصرامة فقال لها امشى.. امشى دلوقتى يا زينة. 
وقفت خلفه و أمسكت ذراعه بكفيها و أخذت تهزه و تصيح و هى تبكى و شلال الدموع ينهمر من مقلتيها انت كمان بتحبنى... انا بحبك.. و انت بتحبنى.. صح! .. انت بتحبنى يا يوسف.. قول ان انت بتحبنى. 
كان يوسف مستسلما للمستها و يستمع لها بقلب يبكى دما فقال بصوت متحشرج و ملامح منكمشة من فرط الألم امشى.. عشان خاطرى امشى دلوقتى. 
أجابته و هى تشهق من البكاء و استحال لون جفنيها الى الأحمر الداكن همشى.. بس قولى انك بتحبنى انا مش عايزة منك حاجه انا عشمانة بس ف كلمة حبك منك عارفة ان انا مش من مقامك و عندك حق ف اللى بتعملو معايا عارفة ان احنا مننفعش لبعض او بمعنى أصح أنا منفعكش و ان انت تستاهل واحدة زى بنت عمك مش زيى بس ريح قلبى... أوعدك همشى و مش هتشوفتى تانى بس قولها... قول ان انت كمان بتحبنى زى ما بحبك.
استدار فى مواجهتها و أجابها بنبرة منكسرة و ملامح منكمشة من الحزن و الألم الذى فاق احتماله اللى انتى عايزة تسمعيه مش هيغير فى واقعنا حاجة...طرقنا مختلفة يا زينة و عمرها ما هتتقابل.
أجابته برجاء و استجداء اللى بيحب بيضحى عشان يوصل لحبيبه.
هز رأسه يمنة و يسرة و أجابها بحسرة و هو يؤكد على كلماته تمن تضحيتى غالى اوى مش هقدر عليه.
قطبت جبينها باستنكار و أجابته بمزيد من الحسړة و الالم ياااه... للدرجادى!
انتقل من مكانه و وقف قبالتها و أجابها بصدق و تأكيد انتى مش عارفه حاجة يا زينة و عمرك ما هتقدرى الدوامة اللى انا فيها عشان كدا بقولك امشى و مش عايز أشوفك تانى.
كانت تستمع اليه بقلب جريح و الدموع تنهمر من مقلتيها لا تصدق أنها خسرته للأبد فاسترسل حديثه بجدية استمرى ف شغلك عادىبس حاولى تتجنبينى لو شوفتينى كملى طريقك و متبصليش... كأنى مش موجود.
لم تعد تتحمل الوقوف أمامه و سماع كلماته اللاذعة فغادرت سريعا و تركته ينظر فى أثرها بقلب قد ماټ لتوه من كثرة الألم اختنق و أصبحت وتيرة تنفسه عالية فنزع ربطة عنقه و خلع سترته و ارتمى على الأريكة ډافنا وجهه بين كفيه ينعى حبيبته بحسرة و يتألم لألمها و فراقها الأبدى.
بعد فترة ليست بالقليلة قام من مكانه و التقط هاتفه و اتصل على شقيقه..
يوسف انت فين يا يحيى!
يحيى ف البيت... مال صوتك متغير كدا ليه!
يوسف مخڼوق... مخڼوق و مش قادر أقعد ف الشركة دقيقة واحدة كمان.
يحيى خلاص هجيلك بعربيتى نخرج شوية مسافة السكة هتلاقينى عندك.
يوسف هستناك ف الكافيه اللى قدام الشركة.. متتأخرش.
يحيى اوكى يا حبيبى مسافة السكة.
بينما زينة خرجت من الشركة هائمة على وجهها فتلك أكبر خسارة لها طيلة حياتها تمشى فى الشوارع جامدة الملامح لكن مقلتيها لم تجف بعد من كثرة الدموع تسب و ټلعن بعلى الرفاعى الذى كان سببا فى معرفتها بيوسف ټلعن نفسها أن وافقته من البداية فڼار جلال و احتكاره لها أهون ألف مرة من الحسړة و العڈاب الذى تشعر به الان. تمقت أمها التى و لدتها و جاءت بها الى هذه الدنيا تمقت سهام و تمقت نفسها و بينما هى تسير على الرصيف لا تعلم بأى شارع و لا أى منطقة هى الآن فإذا بها تنزع حجابها و تلقى به أرضا و تستوقف تاكسى و تركبه و تملى عليه عنوان الملهى الليلى.
عندما وصلت توجهت مباشرة لغرفتها و بدلت ملابسها لبنطال جينس قصير بالكاد يغطى ركبتيها و كنزة ضيقة بدون أكمام و قصيرة بالكاد تغطى بطنها و من ثم نزلت الى الصالة و جلست على احدى مقاعد ما يسمى بالبار
رأتها سهام فتعجبت لأمرها فهى لأول مرة ترى زينة فى هذا الوضع فأسرعت إليها و قالت لها بحدة انتى بتعملى ايه الله يخربيتك!..انتى عارفة لو حد شافك بالمنظر دا و قال لجلال هيعمل فيا و فيكى ايه!
زينة بلامبالاة اللى يشوف يشوف و اللى يقول يقول محدش له عندى حاجة أنا ماليش حد أصلا ېخاف عليا كلهم باعونى أبويا اللى معرفوش و أبوكى الحاج سيد و انتى و ابنك و.....أرادت أن تقول يوسف و لكنها سكتت و ردت دموعها بدلا عنها.
سهام باستغراب مالك يا زينة!.. ايه اللى جرالك يا بت!
نظرت لها و هى تبكى بحړقة و قد تملك اليأس منها أنا عايزة أموت... أنا عايشة ليه!... انا.. أنا.. أنا و غابت عن الوعى.
صړخت سهام منادية على عامل البار ليحملها و يصعد بها لغرفتها و وضعها على التخت و انصرف كانت سهام فى حالة من القلق الشديد و أخذت تهزها و تنثر على وجهها الماء ثم لجأت فى الأخير إلى إحضار زجاجة عطرها و نثرت القليل على ظهر يدها و قامت بتمريرها عند أنفها فبدأت زينة تتأوه بضعف و فى تلك الأثناء رن هاتف زينة الذى كان بجيب بنطالها فاخرجته سهام من الجيب و فتحت مباشرة الخط فهى أمية لا تقرأ..
سهام ألو..مين!
على باستغراب انتى اللى مين!
سهام على باشا.. انا سهام 
على اومال فين زينة! 
سهام من ساعة ما رجعت من الشركة و مش عارفة مالها لاقيتها قاعدة ع البار و بتشرب خمړة و قعدت ټعيط لحد ما اغمى عليها.
على بدهشة شديدة زينة بتشرب!... انتى متأكدة!
سهام ما هى مرمية قدامى ع السرير اهى كنت بفوق فيها.
على باستغراب لتكون زعلانة ان يوسف هيخطب بنت عمه!
سهام بجهل ما يخطب و لا يولع يا باشا و هى هتزعل ليه!
على اسكتى يا سهام انتى... انتى مش فاهمة حاجة.
سهام طب ما تفهمنى.
على ماهو حاجة من الاتنين.. يا اما زعلانة ان يوسف هيخطب و هى كدا فشلت ف المهمة!!... يا اما بقااااا..سكت على يفكر و لم يكمل فحثته سهام ان يكمل قائلة يا إما ايه يا باشا قلقتنى..
على لو اللى ف دماغى صحيح تبقى كدا باظت ع الآخر.
سهام يوووه هو أصله ايه دا يا اخواتى! متفهمنى يا على باشا ايه اللى انت خاېف منه!
على انها تكون بتحب يوسف.
ضړبت سهام بكف يدها على صدرها بهلع قائلة يالهوى...يالهوى لو جلال عرف هيطربقها على دماغتنا كلنا... اهو دا اللى احنا مكناش عاملين حسابه.
على بضيق
ايه يا سهام!.. انتى هتندبى.. اقفلى دلوقتى و أول ما تفوق تخليها تكلمنى علطول.
سهام حاضر حاضر... مع السلامه.
عادت لها مرة أخرى تهزها ففتحت عينيها ببطئ و قالت آآآه.... خالتى... أنا فين!
سهام فوقى يا زينة ايه اللى حصل بس خلاكى كارهة نفسك كدا!
كان جوابها البكاء... فربتت سهام على ظهرها لكى تهدئ قليلا و بعد فترة من البكاء ليست بالقليلة قالت لها سهام قومى يا زوزة خودى
دوش دافى و غيرى هدومك و فوقى كدا و ارمى ورا ضهرك يا قلبى... وعيشى عيشتكمتبصيش لفوق و خلينا هنا كافيين خيرنا شرنا.
كانت تستمع لها بملامح
 

 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات