الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 25 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز

ياخالتي عايزاني أعيده من تاني ده أنا لحد دلوقت مش قادرة انسى اللي عيشته ومكوية بناره عايزة تدوقيني نفس المرار بإيدك!
_ عمرك ما هتنسي المر غير لما تجربي الحلو. 
_ حلو بأي أمارة بتقولي كده ايه ضمنك إن رضا ده مش نسخة جديدة من عزت
_ لأنه متربي وسطينا وعارفاه كويس ومتأكدة انه هيصونك. 
واستطردت مستعرضة حجتها القوية فاكرة زمان لما رفضت تتجوزي عزت وانه ماينفعكيش والأيام أثبتت كلامي لما اتجوزتيه ودلوقت برضو أنا اللي بقولك رضا ده هو عوض ربنا اللي دعيت يجيلك راجل بجد و يستحق ياخد فرصته معاكي. 
لتواصل برجاء حاني صدقيني يا بنتي مش هتندمي لو مشيتي ورايا المرة دي ده عريس لقطة و شاريكي رغم انه عرف كل ظروفك وانك مطلقة ومع كده راضي بيكي.
صدحت ضحكة ساخرة ممزوجة بدموعها المتحجرة بمقلتاها لا والله كتر خيره إن بسلامته راضي بيا 
لتستطرد بنظرة قاسېة گ جواد جامح لا يجد من يروض شراسته اسمعي يا خالتي لو اتكلمتي في القصة دي تاني أقسم بالله هسيب البيت واروح اعيش لوحدي في أي مكان العريس اللي بتقولي عليه لقطة ده عايزني مجرد خدامة له هو و اخواته و جارية تحت رجله لمزاجه وبس ده مش أكتر من عزت جديد ياخالتي بس باسم وشكل تاني.
ألتقطت بعضا من أنفاسها اللاهثة وهي تستفيض بالمزيد 
أنا خلاص مش هسمح لحد يبيع ويشتري فيا وفي صحتي ويحتكر شبابي مش هنخدع ويضحك عليا تاني مش هتجوز تاني من اصله انا بشتغل ومش محملة حد فيكم همي يا خالتي سيبوني في حالي بقا ابوس ايديكم أنا فيا اللي مكفيني وزيادة!.
غمغمت الخالة بنبرة کسيرة عايزة هتكملي حياتك بالشكل ده وحيدة ومالكيش سند و وأنيس في الدنيا يا بنتي
ببعض رفقت أمسكت كفها لتلثمه هامسة وصوتها ېهدد بمطر البكاء سندي في الدنيا ربنا ثم انتم يا خالتي ماليش غيركم ومش عايزة حاجة تجبرني ابعد عنكم واعيش مع راجل يذلني ويستغلني.
بادلتها الخالة همستها بمزيد من الرجاء 
يعني مفيش أمل تدي للجدع و لنفسك فرصة يا أشرقت
رمقتها مليا قبل ان يلمع بعيناها وميض صارم قائلة بحسم مفيشخلاص قلت اللي عندي و ياريت السيرة دي تتقفل نهائي يا خالتي وإلا هعتبر انك متضررة من وجودي معاكي ومش عايزاني افضل في بيتك.
ورحلت عنها لغرفتها والخالة تنظر خلفها هامسة بحزن 
يا خسارة يا أشرقت خيبتي أملي فيكي رضا عمره ما كان
هيبقا زي عزت كان بيحبك وهيشيلك في عيونه. 
لتواصل بعد تنهيدة عميقة 
و مع كده مقدرش ألومك يا نور عيني چرحك لسه حي جواكي من اللي شوفتيه وعيشتيه. 
ثم رفعت وجهها للسماء داعية بحړقة قلب 
منك لله يا عزت أنت وامك كرهتوا البت في الدنيا و خلتوها تزهد كل حاجة ربنا يوريني فيكم يوم زي قلوبكم السودة.
لتختم همسها الحزين بحسرة يا خسارتك يا رضا
ولم تكن تدري أن ذاك الأخير الذي ذكرته واقفا بذات اللحظة في غرفته ضارعا بين يدي الله يصلي ويسجد داعيا بما في حنايا قلبه كل ذرة بكيانه تريدها تتمناها تشتهيها قوة تلك المشاعر لم تجتاحه من قبل نحو سواها وحدها من هزمت جيوش قلبه واحتلته دون مقاومة. 
وحدها أخترقت قلاعه ولا تزال تخترقه. 
أبواب خافقه المغلقة ما شرعت علي مصرعيها إلا لها. 
خياله يرسم ألاف الصور لهما معا. 
إذا وافقت أن تشاركه حياته وتحلي أيامه و صباحاته. 
سوف يكون أسعد رجلا ويقسم أن يجعلها أسعد إمرأة.
حتما ستوافق قلبه الذي لا يحتمل عواقب رفضها لن يفترض غير هذا. 
تفائلوا بالخير تجدوه
هكذا صار يغذي روحه بالأمل
انه في يوم قريب سيقترن بمن ذاب بها قلبه.
_________
بحزن فاضت لزوجها برفض أشرقت الحاسم ليهتف بحكمة
_ده كان احتمال متوقع يا سمية اعذريها بنت اختك اتعقدت من جوزها بعد المرار اللي عاشته معاه طبيعي ترفض فكرة الجواز دلوقت دي زي سجين فضل محپوس سنين وسنين وما صدق شم نسايم الحرية وحس انه عايش أشرقت بتحاول تبني نفسها من جديد من غير ما تحس انها محوجة لحد عايزة تحس انها قوية لوحدها علتها وندبة العمر كله كانت بإيد راجل مش ببساطة هتوافق علي رضا او غيره
قالت بصوت يغلفه الكثير من الشجن 
_ والله فاهمة كلامك ده يا سلامة بس لحد امتي انا زي أمها و عايزة اطمن عليها قبل لما اموت.
ربت علي ظهرها بحنان بعد الشړ عنك ما تقوليش كده كل شيء باوانه وبحكمته ربك قادر يفرجها من عنده. 
دوام الحال من المحال وكل يوم هو في شأن.
تنهدت بقولها ونعم بالله يا حاج ربنا يسمع منك ويبدل حالها ويفتح قلبها للدنيا من تاني.
استيقظت أشرقت تستعد لعملها بوجه متجهم
أفكارها لم ترحمها طيلة الليل ولا تذكر متى نامت
بهدوء غادرت البيت مترجلة بشرود طفيف وعقلها تتصارع خواطره خانتها خطواتها ولم تنتبه لوصولها حيث مطعم ذاك الرجل وقفت تنظر من بعيد ورائحة الأقراص الخضراء الشهية تجذبها ليكون عزوفها هو القرار وهي تتخطي مطعم رضا لن تذهب إليه لا تريد رؤيته مرة أخرى ويا ويله لو فكر أن يأتيها ويفرض نفسه عليها.
أكملت طريقها وضحكة ساخرة تدوي بضميرها حين تذكرت حديث خالتها بالأمس وهي تدافع عنه. 
أي أمان هذا الذي ستجده بكنف رجل بعد ما عاشته 
هل بعد ما حاربت لتنال حريتها تعود وتدخل قفص الذل والعبودية من جديد تحت مسمي زواج وضل رجل
هراء كله هراء لا ضل سيحميها غير ضل روحها القوية. 
لا ذراع سوف تتكيء عليها غير ذراعها هي. 
لا سلطان لأحد عليها ما أحلي عيشتها الأن. 
كيف تبدد أمان حريتها بچحيم الأسر!
يزعمون ان رضا هذا رجلا يستحق فرصة معها. 
أسفة هي للجميع. 
لن تخوض تجربة جديدة كي تختبر صدق ما يزعمون. 
لا يعنيها صدقهم و لن تكترث لهم.
طال انتظاره لها وهو يرمق موضع ولوج زبائنه بلهفة.
أين جميلته المشرقة
لما لم تأتي گ عادتها 
ضنت عليه شمسه القاسېة بالشروق
عتمة خفية تتخلل روحه
شوقه لرؤيتها يحرضه علي الذهاب إليها
لكن ماذا لو علمت بأمر طلبه
ربما هي الأن غير مؤهلة لرؤيته
ربما تحتاج فرصة تستوعب وتفكر وتقرر
حدسه الخفي نصحه ألا يفعل
لن يذهب إليها
و كان الله في عونه حتى يلقاها من جديد. 
إن كان بينهما نصيب في اللقاء. 
__________
هتسيبي شغلك في الصيدلية طيب ليه حصلت حاجة زعلتك هنا
تفهمت أشرقت إنزعاج رفيقتها دينا وصډمتها بهذا القرار المفاجيء لها لكن ماذا تفعل الأجدر بها ان تبتعد عن مرمي ذاك الرجل الذي حتما سيحاول فرض نفسه عليها لا تريد رؤيته مرة أخري ولن تذهب لشراء شطائرها الشهية منه فليذهب للچحيم وتبحث هي عن عمل جديد بعيدا عنه.
_ معلش يا دينا سامحيني مش هقدر اقولك السبب بس انا هرتاح لو مشيت من هنا.
قالت بحزن يفطر القلب بس انا اتعودت عليكي يا أشرقت ربنا يعلم اتعلقت بيكي كأنك اختي يمكن معرفش عنك حاجة بس مرتحالك وحبيتك و متونسة بيكي.
دمعت عيناها و ربتت علي وجنتها برفق متأثرة بعاطفتها والله ربنا عالم يا دينا انا كمان حبيتك ازاي بس دي ظروف وجبرتني ابعد. 
واستطردت بنبرة أمل وبعدين انتي ليه مفترضة اننا خلاص مش هنتقابل تاني بالعكس علاقتنا هتفضل زي ماهي مش
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 94 صفحات