روايه اشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
ماشين واحنا هنروح.
ابتعدت معه مسرعة الخطى غافلة عن الشخص المبهم الذي كان يراقبها و سمع كل شيء مختبئا بإحدي الزوايا المظلمة.
في صباح ليلة العرس هتفت والدة. زوجها
_ جهزتي حاجات الصباحية يا أشرقت
أجابت وهي تكاد تسقط من فرط الأعياء والتعب جهزت كل حاجة طلبتيها ياحماتي.
_ طب هاتيها يلا وحصليني تحت التاكس اللي اسمه أوفر ده جوزك كلمه وقال زمانه جه.
_ أوبر أوفر أهي كلها أسامي مالهاش تلاتين لازمة يلا حصليني وكفاية تأخير!
_ طب ابعتيلي عزت يشيل الحاجة معايا
_ ليه إن شاء الله! عيلة صغيرة مش هتقدري تشيلي شنطتين عايزاني اطلع ابني السلم ده كله وأقطع نفسه عشان يساعدك اخلصي وشيلي الحاجة وانزلي ورايا بلاش دلع ماسخ!
حملت الحقائب الثقيلة وهي تترنح بها هابطة خلفها وصوت عقلها يسب والدة عزت ويدعوا عليها!
الزغاريد تصدح بتتابع صاخب ليزداد ألم رأسها ضراوة وهي تراقب حفاوة والدة زوجها بابنتها قمر ثم اختلت معها بغرفة نومها بينما ظلت أشرقت تمشط المنزل الجديد بفضول تبعه حسرة على حالها كم تمنت هي الأخري منزل جميل گ هذا مملكة تخصها وحدها أليست ابنة ناس مثل قمر لما لا يلبي
عودة خادمة لا سيدة.
رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
الجزء الثاني
_______
أصوات الجارات القريبة وهما يثرثرن بأمورهن وصلت لمسامع أشرقت وهي تتناول تباعا قطع الملابس المبتلة وتقوم بنشرها فوق أحبال الغسيل المتراخية.
لتجيبها الجارة بتأكيد طبعا يا حبيبتي هو انا ينفع افوت سنة من غير مصيف! ده حتى ولادي يتجننوا واهو انا وجوزي بنغير جو معاهم.
_والله نفسي اطلع بس الحالة ماتسمحش.
لتهون عليها الجارة ما كلنا نفس الحال يا حبيبتي بس انا بعمل جمعية للمصيف وبنروح اسكندرية نأجر شقة على قدنا لمدة أسبوع وبندبر نفسنا في الأكل المهم عندنا قعدة البحر وجماله ونسمة الهوا اللي ترد الروح ماهو مش هنستخسر في نفسنا الواحد لازم يعيش ويتمتع ولو بالقليل.
عزت ممكن اطلب منك حاجة
أومأ لها بانتباه لتواصل أشرقت بتمهيد
أظن على يدك من يوم ما رجعت البيت ومفيش راحة أمك مش رحماني من شغل البيت والمشاوير هنا وهناك.
تأفف بسأم يوووه شكلها ليلة غم وهتوجعي دماغي طول الليل أمك عملت وامك قالت.
صاحت سريعا لا لا والله العظيم فهمتني غلط انا بس بعرفك اني مش مقصرة في حاجة ومتحملة وصابرة عشان المركب تمشي بس ده مش معناه أن تبقى حياتي كلها شقى.
_ انجزي يا أشرقت وقولي عايزة ايه خليني اتخمد.
اقتربت إليه وهي تدلله بلمسات ناعمة تعلم أنها تثيره نفسي اطلع مصيف ارفه عن روحى زي الناس ما بتعمل حتى لو يوم واحد بس عشان خاطري يا عزت نفسي ألمس مية البحر برجلي واعوم فيها واتمشى على الشط انا وانت طلعنى مصيف في أي حتة وأنا مش هشتكى من امك تاني ابدا
قابل استنكارها برجاء ياما وفيها ايه بس البت طالع عينها في البيت وانا بصراحة عمري ما خرجتها خروجة عدلة نفسها تروح البحر فيها ايه يعني!
نفثت دخان ارجيلتها بتروى قبل أن تقول فيها انك هتعودها على كده وشوية شوية هتاخد على الدلع وتتفرعن علينا وماترضاش تعمل حاجة وتخرج عن طوعنا وبدال اليوم هيبقى اسبوع واتنين وانت تصرف شقاك على كلام فاضي.
_أشرقت غلبانة ولا هتتفرعن ولا حاجه دي يمكن تخدمك اكتر وتنفذ طلباتك وهي راضية تلات تيام مش قصة يعني هاخد انا و هي حتة شقة في اسكندرية و ....
قاطعته بحدة ده انت خلاص مرتبها بقا وانا خلاص كلامى مبقاش له قيمة عندك يا ابن بطنى.
ثم تصنعت البكاء مسترسلة أدي اللي كنت خاېفة منه حصل بنت فتحية هتطويك تحت جناحها وتعصيك على امك اللي ياما شقيت و تعبت عليك أنت واخواتك.
انكسر ضعفا لرغبة والدته فأسرع بقوله صلى على النبي ياما حصل ايه لكل ده أنا عمري عصيت عليكي و لا زعلتك
واصلت و لا تزال ترتدي قناع الحزن الزائف ما انت اهو عايز تنفذ كلام مراتك وتعصاني المصيف ده مالوش لازمة ومصاريفه احنا اولى بيها خليها من وسع اكون عملت حسابي وانا اللي هقولك نطلع المصيف نغير جو كلنا قلت إيه يا حبيب امك
طوته سريعا تحت جناحيها كالعصفور الساذج رضخ لمكرها وتراجع عن وعده لزوجته أشرقت بأن تنال أمنيتها حزنها و بكائها بعد أن علمت بتراجعه أحرق فرحتها و أطفأ بريق عيناها صارت تقوم بكل مهامها وكأنها ألة لا تتفاعل مع شئ لاحظ بؤسها واهتز قليلا ليعود لثباته و هو يتذكر خوفه من ڠضب والدته هي وعدته انها ستتكفل بالأمر و ترتب لها ما
تريده في وقت مناسب وهذا يكفي.
_________
أشرقت خلصي ترويق الشقة و بعدين ادخلى المطبخ جهزي في الغدا أوام قبل ما بنتى وجوزها يوصلوا رفعت بيحب السمك نضفيه حلو عشان الزفارة فاهمة
رمقتها الأولى بضيق دون أن تجيب وهي تفرغ ڠضبها المكبوت بتنضيف الغبار هنا وهناك ها هى تخدم العقربة الصغيرة حتى بعد زواجها كل يوم ترسل لها والدتها طعام مطهو بحجة انها لا تزال عروس رغم مرور عدة أشهر على زيجتها تنهدت وهى تقارن بحسرة حالها بحال أخت زوجها فتتفاقم المرارة داخلها ويغزوها الحزن ليس لها أحد يدللها وېخاف عليها الجميع سواء يستغلها لمصلحته بطريقة ما.
أتت قمربصحبة زوجها رفعت
الحق يقال الرجل في غاية التهذيب اتضح هذا من الهدايا التي احضرها معه للجميع لم تتوقع أبدا أن يتذكرها ويخصها بشيء لن تبالغ لو قالت إن زوجها عزت لم يهاديها مرة واحدة منذ زواجهما تلك أشياء تسقط من ذاكرته واهتماماته.
لكن المشكلة ليست هنا فقط بل حين علمت سبب هذه الهدايا السخية حينها فقط تأكد يقينها بالحظ العاثر الذي يحوطها كأنها لا تستحق راحة أو فرحة في تلك