قصه بقلم نرمين محمود
بردو..
هز رأسه نفيا بيأس وهتف بمرارة...
لسه ..انت عارف علاج الادمان بياخد وقت ...والمصحة كمان كانت السبب انها ترجع تتعاطي تاني يعني رجعنا للصفر م الاول..
طب المستشفي اللى راحتها دلوقتي مجابتش نتيجة..
لا هى حاليا مش ف مستشفي...انا اخدتها البيت وحابسها ف اوضة يدوبك بس بډخلها الاكل مفيش لا علاج ولا مسكنات...
حرام عليك يا ناير...حرام عليك ...انت كنت شايفها عامله ازاي وهى ف المستشفي وبتاخد العلاج اومال لما تمنعه منها هتبقي عامله ازاى...
احتدت نظرات ناير وهتف بشراسة...
كنت عاوزني اعمل ايه يعني ..اسيبها ف المستشفي لحد م ټموت من جرعة زيادة..
طب اهدي...اهدي...انا قصدى بس تتعالج صح ...ع الاقل يبقي الۏجع الطبيعي مش مضاعف..هاتلها دكتور ف البيت طيب..
مش هأمن عليها مع حد يا يامن...وكمان خاېف...خاېف منها لما تخف لا تسيبني..خاېف من حاجات كتير...مش عارف هبررلها ازاي انى سبتها ف اديهم...مش عارف هبررلها جوازى ازاي واللى كان قبل يوم الحاډثة بكام ساعة بس...
الفصل التاسع...
بعد مرور يومان ...ذهب ناير الى زوجته فى الغرفة المحتجزة بها ..فقد اقنعه صديقه يامن بخطأ تصرفه معها ...وقف امام الغرفة واخرج المفتاح من جيب بنطاله..توتر يجتاحه عندما يقترب منها بعد فعلته الاخيرة...استعاد قوته وفتح الباب ثوان واندفع الادرينالين بأوردته وذهب ركضا اليها ...كانت تجلس بأحد اركان الغرفة يبدو انها لم تتحرك من مكانها طوال مده غيابه فقد كان يراقبها من خلال الكاميرا التي وضعها بالغرفة وكان هذا المشهد هو اخر ما رأها عليه...
رفعت رأسها تنظر اليه ثم هتفت پضياع...
مرة واحدة بس...صدقني يا ناير مرة واحدة ...اريح دماغي من الصداع ده...
نظر الى عينيها بقوة هاتفا...
همست تترجاه ..
والله مرة واحدة بس ..
قولت لا..
توحشت نظراتها واسودت حدقتيها ودفعته بكل ما اوتيت من قوة ادت الى ترنحه قليلا اذ لم يكن مستعدا لتلك الدفعة منها ..
يعني ايه لا..انت مين عشان تقولي لا...مش انت اللى سبتني ف اديهم ...مش اللى انا فيه ده دلوقتي كله بسببك..
نهضت من مكانها وخلعت التي شيرت الذي ترتديه وهى تشير الى باطن ذراعها نحو العلامات الزرقاء بسبب الابر..
وانفلتت اعصابها واصبحت تبكي وتصرخ فى آن واحد..اندفع اليها ولم يجد سبيلا لتهدأتها سوى ضړبة تلقتها بسيف يده برقبتها ادت الى اغمائها...حملها ووضعها على الفراش وعاود البكاء عليها من جديد ...واتخذ قراره ...زهرة يجب ان تعود الى المشفي...كما انه يجب ان يبتعد عنها حتى يندمل جرحها الذي تسبب هو به ...
وصلت تمارا الى النادي مبكرا عن موعد تمارينها التى تؤديها بانتظام لمدة يومان فجلست على احدي الطاولات بالنادي المقابلة لحمام السباحة وطلبت فطورها...
على مقربة منها يجلس ذلك الشاب ذو البشرة البيضاء ...يرتدى سروالا من الجينز وقميصا ابيض اللون ويضع النظارات الشمسية على عينيه..كان يلتفت بالصدفة فوجدها ...تجمد مكانه لبرهة ثم نهض وسار باتجاهها..
صباح الخير...
رفعت تمارا رأسها عن هاتفها عندما استمعت الى ذلك الصوت ثم قطبت جبينها باستغراب قائلة...
صباح الخير...افندم..
افلتت ضحكة من ذلك الشاب ثم هتف بابتسامة...
لسه زي م انت متغيرتيش ...مش فكراني..
هزت رأسها نفيا ..
لا...الحقيقة معرفش حضرتك...وياريت تقول انت عاوز ايه ولا تعرفني منين اصلا..
جذب الشاب المقعد الاخر وجلس عليه قبالتها وخلع نظارته قائلا...
انا احمد...احمد نصران زميلك بتاع الكلية...لسه مش فكراني..
هزت رأسها بعدم تصديق تحاول استيعاب هوية الماثل امامها...احمد نصران..عشق الشباب يجلس امامها الان بهيئته ...ترقرقت عيناها بالدموع وهى تتذكر ما عانته مع والدها بسببه...كانت تعتقد انه يحبها ...خيل لها انه لن يتركها تتزوج غيره....لكن ..ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...
اخفضت رأسها سريعا وحاولت ازالت تلك العبرات قبل ان تتخطي حدود عيناها ...
عاملة ايه يا توتا..اخبار دنيتك ايه..
تعمدت ان ترفع يدها اليسار امام وجهه وهى تقول بابتسامة حاولت قدر استطاعتها جعلها طبيعية...
الحمد لله يا احمد...اتجوزت ومعايا سجدة وعدي...وانت ايه اخبارك
انطفأت لمعة عينيه وهو يحدق بالحلقة الملفوفة حول اصبعها ...احس بها تلتف
حول عنقه حتى كادت ان ټخنقه...سافر الى الخارج حتى يحصل على فرصة عمل مناسبة على امل ان تنتظره...تنتظر رجوعه ويتزوجها...لكن على ما يبدو انه كان مخطئا...فهي لم تكن له مشاعر يوما وذلك واضح للغاية من ابتسامتها...
الحمد لله...بس لسه ربنا مكرمنيش ...ملقتش اللى احبها وتحبني..واصدقها...
استطاعت فهم المعني المبطن لكلمته الاخيرة والتي لا تمت بصلة الى ما يتحدثان به من الاساس لكنها لم تكترث وتابعت الحديث معه ...بعد مرور ساعة تقريبا ...
سوري يا احمد لازم امشي ..معاد الكلاس بتاعي...فرحت جدا انى شوفتك النهاردة..
والتفتت حتى تغادر لكنه هتف...
وانا كمان فرحان جدا اني شوفتك النهاردة...مع السلامة...
اشارت له مودعة وذهبت نحو الجيم الخاص بالسيدات وكل انش بها ينتفض ړعبا وهى تتخيل معرفة عابد بتلك المقابلة مع رجل غريب فقط...تري ماذا ستكون ردة فعله عندما يعرف انه لم يكن بشخص غريب وانه الشخص الذي رفضته زوجته بسبب حبها له...من المؤكد سيقتلها دون ان يرف له جفن...
بالمساء ...خرجت سيلين من غرفتها متوجهة نحو غرفة ابنة عمها حتى تري اذا كانت تجهزت ام لا...دقت الباب ودلفت اليها فوجدتها تقف امام المرأة وتفتح فمها بتركيز شديد وهى تضع خطا من الكحل بعيناها الزرقاوين...انتظرت سيلين حتى انتهت زمزم من وضع الكحل بنجاح ثم هتفت...
خلصتي يا زوزة..
ايوة يا قلب زوزة...بس ايه حلو ولا ايه...
اقتربت منها سيلين وهى تنظر الي هيأتها...فستان من خامة الستان اسود اللون يتناقض مع لون بشرتها البيضاء بأكمام قصيرة الي حد ما له فتحه مربعة تظهر عظمتي الترقوة طويل حتي قدميها كما تحب ان يكون...خصلاتها معكوصة علي هيئة كعكة كبيرة بأخر رأسها وتسدل بعض الخصلات القصيرة علي زمردتيها ...
اقتربت منها سيلين ونظرت الى هيئتها بانبهار قائلة...
حلوة بس!!...انت قمرررر ..انا مش هلاحق عليكي النهاردة من فرح البت سارة...يلا
اومأت برأسها ثم سارت خلفها ...كان كل شئ يسير على ما يرام الى ان شاهدتهم السيدة نجاة ...
سيلا حببتي..انت راحة فين..
ابتسمت سيلين ثم اجابت ..
راحة فرح سارة يا ماما ..
اشارت نجاة باصبعها الى الواقفة بجانب ابنتها وهتفت بنزق...
وديه راحة فين وانت مسكاها كده ليه..
شددت سيلين على يد زمزم ثم هتفت بحزم..
سارة عزمتها يا ماما ع فرحها...عن اذنك ...
سارا حتى باب الفيلا وخرجا الى وجهتهما...طوال الزفاف لم تسلم سيلين من تساؤلات من بالحفل