قصه كامله بريئة ولكن مذنبة بقلم الكاتبه رهف
ابويا لأخلصلك عليها ...
وأغلق الهاتف دون ان يستمع لأى كلمة أخرى منها وخلال نصف ساعة فقط كان يلف ويدور حول نفسه فى منتصف الصالة فى شقة والده وهو يمسك الورقة التى تركتها إيمان وقد أعاد قرائتها للمرة الخامسة ولميس تقف بالقرب منه تحاول تهدئته فيما كانت والدته تجلس على أحد الكراسى تغطى وجهها بكفيها ولم تتوقف عن البكاء من وقتها .
رفع أشرف الورقة وبدأ يشير بها فى وجه لميس وهو يقول بصوت عالى
... نفكر فى ايه دى حتى مش سايبة عنوان الشقة دى بالظبط يعنى مش عايزانا نعرف مكانها اصلا وتيليفونها قافلاه هنلاقيها اذاى ...
رفعت الأم يدها وبدأت تخبط بها على وجهها من الناحيتين تلطم خديها
وهى تصرخ قائلة ... اتفضحنا على آخر الزمن ياخرابى يانا ياخرابى. ..
وقفت والدته وهى تقول ... لا قطع لسان اللى هيقول على بنتى كلمة وحشة ..
قال پغضب .. برده برده بتحاميلها حتى فى المصېبة اللى هي عاملاها دى ضيعتيها وضيعتينا باللى انتى بتعمليه ده علمتيها البجاحة والأنانية وقلة الأدب كل أما ننصحها بحاجة تخليها انتى تعمل عكسها هى دى تربيتك اشربى بقى ...
الټفت لها قائلا ... وهنعرف ازاى
... صغيرة اوى وولاد خالى ماليين المكان هناك وخالى مسعد اصلا مقاول معروف ...
... ده هتبقى ڤضيحة بجد بقى ...
... ولا ڤضيحة ولا حاجة احنا هنكلم خالى مسعد بس وانت عارف انه راجل محترم اوى اهو يعس كدة عن أى شقة اتأخرت الشهر اللى فات والشهر ده ويمكن نوصل مين عارف ...
... ولا وقت ولا حاجة ساعة ويكون الفجر ادن وهو بيصلى الفجر حاضر فى الجامع هنكمله بعد الفجر على طول وفى نفس الوقت أى حد يسأل عليها نقول راحت لخالتها لحد ما نلاقيها ...
اقتنع أشرف برأي لميس لطالما كانت ذات عقل راجح وبالفعل تم ما أرادت وتم الاتصال وانتظروا النتيجة وهم فى حالة يرثى لها قلق ريبة وعذاب حتى اتصل الرجل بهم بعد الثانية عشر ليخبرهم انه بالفعل وجدها لكن فى شقة مؤجرة بإسمها منذ أربعة شهور ليس هذا الشهر فقط
بقى الجميع فى حالة صمت قاټل طوال طريقهم للعنوان الذى أخبرهم به خال لميس وقد اعتذرت لميس نفسها عن الذهاب فهى تعلم جيدا كم تكرهها إيمان ووجودها قد يزيد الوضع تعقيدا ولن يسهل الأمر
عندما فتحت الباب فوجئت بمن ينقض عليها ليمسك بها من تلابيب عنق الملبس المنزلى الذى ترتديه استغرقت لحظات حتى تبينت انه أخوها
ودخل من خلفه خاله وأمه ليتقدم خاله ويمسكه من زراعه يحل افلات الفتاة من يده وهو يقول
... مش كدة ياأشرف نلم الموضوع من غير فضايح الأول ...
تركها وابتعد يحاول تهدئة أنفاسه التى تتصارع ثم الټفت لها وقال
... من سكات ومن غير كلمة واحدة البسى ويلا معانا .
... من سكات ومن غير كلمة واحدة تلبسى ويلا معايا ...
عادت للخلف خطوتين ووضعت يدها فى خصرها وهى تقول
.. ومين قالك اصلا إن انا عايزة أروح معاك انا هنا فى بيتى محدش له حق يتحكم فيا ...
قال أشرف وهو يضغط على أسنانه وقد وصل لقمة
... إتقى شرط ياإيمان وعدى يومك على خير والله العظيم انا فعلا عندى استعداد أخلص عليكى وانتى واقفة ...
قالت بتحدى ... جرب كدة ياأشرف وانا أوديك فى داهية ...
لم يعد قادرا على تحمل استفذاذها فهم عليها ليضربها فوقف خاله أمامه ليمنعه لكن والدته كانت قد سبقته هى أولا لتطبق بيدها على شعرها وهى تقول
... عيارك فلت يابنت بطنى وانا اللى هربيكى من أول وجديد ...
لا تعلم من أين جائتها كل هذه القوة لتمكنها من ابنتها لتضربها بمثل هذا الشكل رغم مرضها من الممكن أن تكون نتاج ما تحمل فى نفسها من ڠضب وقلق وحزن على حال ابنتها مما هيأ لها أن الضړب قد يصلح من حالها
والغريب انه للحظات قد تركها أخوها وابنها لتفرغ ما بها بيدها على الأقل من امرأة لإمرأة لكن للأسف كبيرة السن لم يساعدها مرض السكر على التحمل كثيرا فحين خارت قواها تمكنت ابنتها من تحرير نفسها منها لكن يدها التى حررتها ضغطت أكثر على صدر