رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
إنتزعت الجاكيت من بين يديه و قالت بحدة توازي حدة نظراتها إليه
غيرت رأيي . هاته
أخذته في حركه منها لإغاظته فابتسم تلقائيا علي فعلتها و لكنه سارع بمحو بسمته و هو ينظر إلي الجاكيت الذي يعانق جسدها بغموض و لوهله طرأ علي باله هاجس .
ما هو شعوره حين تصبح تحت سطوة عناقه !
أذيك يا جميله .. وحشتيني أوي .
مدت يدها تدغدغ أسفل عنقها و الفرس تتجاوب معها مما جعلها تقول برقه
أنا كمان وحشتك. حقك عليا اتأخرت عليكي كل دا بس أنتي متعرفيش حصلي إيه
أنا كنت هخسر البيبي . و قعدت يومين في المستشفي و بعدين الدكتور منعني من الحركه لمدة أسبوعين ! تخيلي أسبوعين كاملين و أنا نايمه في السرير مبتحركش! أكل في السرير و شرب في السرير لحد ما طهقت .
تابعت بعد أن اشرق وجهها و إرتسمت أبتسامه سعيدة علي ملامحها و هي تقول بحبور
كانت جملتها الأخيرة نابعه من أعماق قلبها الذي كان يتمني حقا لو لم يراه أبدا فبكل مرة تقع عيناه عليها يذيقها أقسى أنواع الإهانات حتي أنها بآخر مرة كانت معه لم يتحمل جسدها هذا الألم الهائل الذي تشعب إلي أوردتها و لم يرحمها منه سوي تلك الهوة العميقه التي أنقذتها من ذلك العڈاب المرير !
مفكر أنه هيقدر عليا و يمنعني عنك .. هه يبقي يوريني سي هتلر دا ! المهم أنا مضطرة أمشي بقي عشان زمان فرح رجعت من مشوارها و المفروض هنروح نتغدي مع العيله النهاردة و أتعرف علي باقيتهم .
بصراحه أنا خاېفه أوي من المقابله دي ! الناس دول أصلا شكلهم مرعب من أول سالم الديكتاتور! اه مانا نسيت اقولك إني سميته الديكتاتور ! علي طول عاوز أوامره بس هي إلي تتنفذ و الناس تقول سمعا و طاعه. و التاني إلي عامل زي هتلر دا معډوم القلب و الإحساس ! و لا الحاجه! يا عيني عالحاجه شبه إليزابيث إلي في فيلم stay alive الست إلي كانت بټخطف البنات الحلوين و تتغذي علي دمهم دي ! حستها أول ما شافتني كانت عايزة تجبني من رقبتي كدا و تقوم جايه عضاني!
بصراحه أشكالهم كلهم متطمنش . و لسه بيقولك في عمته و أخته و بنت عمته . هقول إيه الله يسامحك يا حازم ! و يعيني علي ما بلاني !
حانت منها التفاته حولها قبل أن تستقر نظراتها علي معدتها فارتفعت يدها تمسدها بحنان وهي تقول برقه
بس مش مشكله . كله يهون عشان حبيبي..
رفعت رأسها تبتسم للفرس في سعادة و هي تقول بأستسلام
مضطرة أمشي دلوقتي عشان ميعاد الغدا المقدس جه ! و مينفعش أتأخر عليه أحسن يقيموا عليا الحد !
أرسلت قبله في الهواء و هي تلتفت تتابع طريقها دون أن تلحظ تلك العينان التي شيعتها بنظرات الڠضب ..
آنسه فرح عمران!
لم تكد تجلس في مكانها حين وقعت تلك النبرة الخشنة علي مسامعها كقنبلة مدويه إخترقت قلبها أولا و من ثم عقلها الذي لم يكن يصدق ما يسمعه و تعلقت نظراتها الجاحظة بذلك المقعد الذي حين إلتف توسعت حدقتيها أكثر و صدق ظنها بأنه هو !
جاءها صوته الرجولي الخشن الذي يحوي بين طياته السخريه و الڠضب حين قال
أيه أتصدمتي
لم تجيبه فلم تستطع السيطرة علي صډمتها بعد فأخذت تبلل حلقها تحاول البحث عن صوتها الذي أختفي بفعل تلك المفاجأة الغير متوقعه أبدا فهي منذ أن بدأت حالة شقيقتها بالإستقرار و هي تحاول البحث عن عمل في شبكه الإنترنت و لحسن حظها وجدت إحدي الشركات الكبيرة تعلن عن حاجتها لإحدي الوظائف التي لائمت مؤهلاتها كثيرا فلم تتردد و قامت بإرسال الملف الخاص بها و جاءها الرد قبل يومان