رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر
أعتاب العلاقة الحقيقية برجل ما لكنها لم تشهدها على أرض الواقع رغم خروجها من هذه الزيجة إذن هى فتاة فى عمر الزهور أحلامها مازالت منصبة فى البؤرة العزرية لم تحيد عنها
من استغراقها فى أحلام يقظتها لم تشعر به وهى يجلس وفجأة انتفضت على صوته وهو يقول
إيه مخرجك فى الوقت ده
شهقتها كانت مسموعة اتسعت عيناها وهى معلقة به لثانية ثم أدارت وجهها وضغطت على أسنانها لتتحكم فى غيظها
هو فى غيرهم أهلى
مع أنى مش مصدقك بس ماشى خارجة ليه بقى فى الوقت ده
كنت مدايقة ومش جايلى نوم
systemcode ad autoads طبيعى انتى حابسة نفسك فى الاوضة طول الوقت
هروح فين غير أنى كمان معرفش حد هنا
وبتعملى ايه طول الوقت جوا
أنا بس بطمن عليكى منها مش اكتر
ثم صمت كل منهما وهو ينظر للورود الموجودة امامهما ودار حوار بين كل واحد منهم ونفسه
خالد كان حائر
تماما
بين واقعه وكيفية التخلص منه وبين ما يريد وهو متجسد فى امرأة جالسة بجانبه
أما هدى فحوارها مع نفسها كان مضحك تماما فهى دائما تتفنن فى السخرية من نفسها ومن كل ظروفها السيئة
هعوز ايه يعنى هو متجوز اصلا
وأما انتى عارفة بتتمحكى فيه ليه بقى أن شاء الله
مبتمحكش ولا حاجة ادينى مكتومة وساكتة وبعدين هو اللى جه لحد هنا لوحده
أنتى هتستهبلى ياروح أمك ده بيته يروح مكان ماهو عايز
أه بيته بس تفتكرى هو سابها ونزل ليه
مش بقولك بتتمحكى ما يمكن هى مش فوق اصلا وهو نزل عشان مش قادر يتحمل القاعدة من غيرها انتى شكلك مش هترجعى غير لما تاخدى على قفاكى زى كل مرة
اندهش من ابتسامتها المفاجئة بدون سبب لكنها حاولت تشتيته عن ذلك رفعت وجهها له ثم اخفضته مرة أخرى وهى تقول
هو انا هفضل على طول كدة
كدة ايه
فاضية طول الوقت
أنتى مش فاضية انتى بتابعى علاج بابا ودى مهمتك وشغلك هنا
تنهدت وقالت بأسى أنا مبعرفش اقعد فاضية كدة
هتوافق
لو ميأثرش على علاج والدى
نفسى أعمل عمرة
ابتسم وهو يقول متقلقش كدة كدة هتعمليها وحج كمان بابا ناوى على كدة وانتى طبيعى هتكونى معاه
ابتهجت كالاطفال وهى تصفق بكفيها
بجد طب احلف
أفندم
تمالكت نفسها مرة أخرى أنا آسفة
المهم عايزة تعملى ايه تانى
فعلا عندك استعداد تسيبنى اعمل اللى انا عايزاه
قلتلك شرطى صحة أبويا وبعد كدة مفيش مشكلة قولى عايزة ايه
أكمل دراسة انا قدمت على ماستر فى جامعتي فى مصر واتقبل لكن الجواز عطل كل ده لو ينفع أقدم فى جامعة قريبة واشغل نفسى بالمذاكرة
صمت لثوانى وحول نظره للإمام
بالطبع اعتقدت هدى أن هذا رفض فصمتت لثوانى ثم قالت كأنك مسمعتش حاجة
ليه انتى شوفتينى رفضت
رفعت وجهها له متفاجأة فأكمل كلامه
أنا معنديش مشكلة بس شوية كدة نطمن على بابا بس الأول لحد ما اشوف لك جامعة قريبة وتكون محاضرات الماستر فيها منزلية اكتر من عملية
وقفت فجأة من الفرحة وهى تقول
أنت بتتكلم بجد
وقف هو الأخر وهو مبتسم تانى
أخذت تدور حول نفسها من الفرح وهى تقول
أنت تجنن على فكرة لو ده حصل هتوفرلى اكتر من سنتين فى حياتى
ياريت اقدر اعملك اكتر من كدة
تجمدت مكانها من الجملة التى سمعتها منه ولا تعرف لماذا تسربت الرطوبة لاوصالها فجأة
أنا متشكرة اوى تصبح على خير بقى الوقت اتأخر
بعدما تحركت من أمامه وعينيه تتبعها قال بلهجة آمرة
هدى فى حيوان عندك على الفيس اسمه نور الحياة اعمليله بلوك اول ما تطلعى
حاولت كظم غيظها منه وتكورت يدها وكأنها ستضربه وقالت بهم انت مستفز
ثم تركته وذهبت من أمامه حتى لا يستفزها أكثر من ذلك
عندما ابتعدت ضحك مقهقها وقال وانتى لذيذة
بالطبع غافل عمن كان يتابع الموقف بكامله من البداية للنهاية والذى كان له رأى آخر فى ذلك
فى الصباح كان خالد على وشك ركوب سيارته وجد يد أمسكت الباب ومنعته من الانغلاق
صباح الخيرات خالد
امتعض خالد عندما تبين الواقف
صباح الخير فيصل
إيش في
مافى شئ ابن عمى ابيك فى كلمتين قبل ما تطلع
ما عندى وقت بعدين فيصل
ما تزعل خالد بعرف انك مو نايم ياحرام
ترجل خالد من السيارة وعينيه ينضح منهم الڠضب
لإيش بترمى فيصل
بعدك ما فهمت خالد انت وحضرت الممرضة المحترمة
فيصل كانت هذه صړخة خالد باسم ابن عمه
انتبه مليح كلمة كمان واقصلك لسانك
هيك خالد اسمحنى مليح دالحين ابن عمى
أبعد عن هاى البنت انا أبيها لنفسى سمعت بدى إياها
يتبع
الحلقة الثالثه
خالد يطرق على باب جناح والده فهو دائما ملازه الآمن من بعد أخيه طلال رغم الفجوة التى
حدثت بينهما فى وقت ما إلا أنه يعشقه وسامحه على ما فى حقه يلجأ إليه فقط ليجلس معه حتى دون أن يتحدث عما يدايقه
فقط يجالسه فيرتاح
وهو الآن فى أوج غضبه بعد مشاجرته مع ابن عمه الوقح وټهديد ابن عمه له