رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر
الفرح
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها وجدت أنهن فى حالة غريبة لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
هو فى ايه مالكم
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها
مالت على أذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
الناس بتقول أن انتى حامل
نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول
إيه انتى اتجننتى
أشارت هوايدا بيدها على الناس والدموع تملأ عينها وقالت
التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك
تقدمت هى للناس واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف وقالت
إيه اللى انتوا بتقولوه ده
ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها
صړخت بصوت عالى
ما حد يرد عليا مكتومين ليه
systemcode ad autoadsردت والدة العريس الحاجة لواحظ والتى لم ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف
اللى سمعتيه ياعين أمك كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة مع إللى ما يتسمى ده بعد الساعة 10 بليل
والله جوزك مش جوزك ملناش فيه إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة
عند هذا الحد من الكلام هاج الجميع على بعضهم أهل العريس وأهل العروسة أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم وبأقزر الألفاظ
استدارت هدى لزوجها منتظرة منه أن يتكلم ېصرخ يخبر الجميع أنه لم يحدث شئ وأن حدث فهى زوجتى لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف
وقعت عينيها على أمها و أخواتها وجدتهم ېصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى
systemcode ad autoadsأن لم تستطع إثبات عكس ما قيل سيهدر ډم الكثير ولن ټموت الشائعة ابدا
وستسوء سمعة اخواتها وستتحول المتزوجات منهن لمطلقات ولن تتزوج الأخريات فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث
صړخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا وانتبه لها الجميع
إيه اللى انتوا بتعملوه ده وليه عشان واحد ولا واحدة ژبالة بنت كلب قالت كلام زى ده من غير أى أساس انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين صدقتوهم فى ثانية وهتموتوا بعض كمان
استدارت لمحمود ابن عمها وقالت له
روح يامحمود هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية
استدارت لام زوجها وقالت
طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ مكنتيش عايزة الجوازة تتم وأهى مش هتم
وعادت تواجه جميع الحاضرين وهى تقول
الډخلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية
والتفتت لزوجها وهى تقول
وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان جوزى اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه
بكلمة
يدافع بيها عن شرف مراته مراته اللى مسمحتلوش ولا حتى بعد كتب الكتب
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
والباب هيبقى مفتوح أى واحدة منكم عايزة تتفرج تتفضل وعلى عينك ياتاجر
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول
مش سمعت انا قلت ايه يلا روح وفى دقيقة تكون هنا
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
من هنا لوقتها مش عايزة مخلوق يفتح بقه لا رجل ولا مرة خسارة حد يتأذى عشان كلمتين فارغين من واحدة ساڤلة على بنت ناس أشرف منها مليون مرة
قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه لكن بدون فائدة
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها وهى لم تملك حتى مفتاحها بعد
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى كلنا عارفينك ومربينك على ادينا
لو انتو فعلا كدة كنتوا رديتوا عنى لكن خلاص انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى
دخلت الشقة واتجهت لغرفة النوم شدت الفستان ومن شدة ڠضبها مزقته اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان
وقفت بقميص النوم الأبيض الداخلى اتجهت للسرير نامت عليه تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها وليس من بينهم
والدته
تحملت الألم والمڈلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها تنوح حظ سندها وظهرها كما كانت تقول دائما عنها
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر
وفجأة صدعت الزغاريد من كل أنحاء الشقة تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع وكأنها صادرة من كل
أنحاء البلد