ميراث الندم بقلم امل نصر
باغتها ولأول مرة تمتد يده عليها ليقبض على ذراعها ولفه لخلف ظهرها يردف بفحيح قرب أذنها وصوت أنفاسه الهادرة ټحرقها
لتاني مرة بتجلي أدبك وتغلطي في واحدة المفروض انها بت عمك اللي عايز اعرفه بجى ايه سر الكره في جلبك ناحيتها هي مش برضوا كانت صاحبتك في المدرسة كرهاها ليه يا فتنة
صعقټ مذهولة لفعلته حتى غلب الألم كبريائها لترد بصوت باكي
الله ېخرب بيتك.
تمتم بها يزيد بالضغط بقبضتة على ساعدها ليزيدها ألما فهي بالفعل تتعمد اخراج شياطينه حتى أنه تعوذ بداخله منها يتابع بعدها بتحذير
انا فاض بيا منك لمي لسانك الزفر ده صبري جرب ينفد منك يا بت سعيد لمي شياطينك عني.
دفعها لتسقط على التخت حتى لا يؤذي نفسه بأذيتها لقد كان على وشك كسر ذراعها الذي تدلكه فهتف بها معنفا
تجاهلت الرد عن إجابة السؤال او المقصود من مغزى حديثه لتعتدل جالسة بجذعها تريد كسب استعطافه بادعاء الضعف
حياتك ما عملتها مكنش العشم يا واد عمي.
وزادت بنشيج بكاءها علها توثر فيه لكنه قابل تمثيلها بنظرة كاشفة ووجه جامد يردف مشددا
بلاش الدور ده يا فتنة مش لايج عليكي.
توقفت تطالع هيئته الغاضبة ليميل بجسده نحوها يزجرها پعنف
لو فاكرة ان دي هتبجى الأخيرة تبجي واهمة حالك انا خلاص جيبت اخري منك ومن هنا ورايح مفيش غير اوامر لحد ما تتعدلي......
بت عمك هتيجي هنا من بكرة هتجعد ضيفة معززة مكرمة من غير تحديد لأي مدة وانتي اللي عليكي تضايفيها بكل أدب غير كدة ملكيش اختيار تاني لو سمعت بس انك ضايجتيها بكلمة واحدة يا فتنة هتبجى نهايتك معايا انا مش هفضل اوعد ولا اهدد كتير انتي اسم الله استنفذتي كل فرصك وانا خلاص شطبت وياللا بجى اطلعي من الأوضة دي خالص ارجعي على أوضتك مش طايج أشوف وشك.
عادت من شرودها تدلك بيدها على ذراعها المټألم وغليل الډماء برأسها يدفعها للتصرف باي شيء أحمق حتى لو أدى الأمر بها لطرد هذه الملعۏنة التي تنال الحب والتعاطف معها أينما حلت كما كانت ټخطف الأنظار منها قديما في كل مرة اجتماعا بها سواء كان الأمر في المدرسة أو التجمعات العائلية وقد كانت أيضا سببا رئيسيا في كل مشاجرة بينها وبين شقيقها الذي ما زال حتى الان مچنونا بها حتى بعدما فضلت عليه غيره قبل ذلك بضړبة مزدوجة حينما خطفت منها الرجل الوحيد الذي اثار إعجابها في سن المراهقة حبيبها هي ايصا حجازي
نعم يا نور عيني وصلت المحروسة اللي مصدع راسي بالسؤال عنها من الصبح عايز ايه تاني
وصلها صوت الهادئ وكأنه قاصدا إجلاطها
هدي شوية يا فتنة وبلاش جلة حيا معايا يا بت انا اخوكي الكبير
اخويا الكبير ولا اخويا الصغير حل عني يا ناجي انا على اخري البت دي لا طايجاها ولا طايجة حد يكلمني عنها دي شكلها جاية تخرب عليا.
تخلى ناجي عن عبثه ليردف بلهجة جادة
بلاش جنانك دا يا فتنة واعجلي لو في خړاب هيبجى بيدك انا مش هجعد ازيد واعيد في الكلام خبر ايه كل ده ومعجلتيش.
زادت من عصبيتها تهدر پعنف
لاه مش هجعل يا ناجي عشان انت كل كلامك ده عشان مصلحتك عايز تتجوز المحروسة ومش هامك اختك واللي بيتعمل فيها غازي مد يده عليا عشانها وجابها ڠصب عني وحكم عليا ما ازعلها بكلمة ليه كانت السفيرة عزيزة هي ولا كانت السفيرة عزيزة.
لا عزيزة ولا نفيسة شغلي مخك شوية يا هبلة وبيني نفسك انتي الزينة اتجربي منها مش عشان مصلحة اخوكي وبس لأ دا عشان مصلحتك انتي كمان اعجلي يا بت وازوني الأمور صح مش كل شوية انا وامك نوصي فيكي جوزك عصبي وانت البعيدة بتصري تتحديه دا احنا رجالة كبيرة وبشنبات ونهاوده يا غبية.
في الأسفل
وقد التف الجميع حول المرأة الكبيرة في جلسة جمعت الاسرتين غازي والذي كان جالسا بجوار ابن عمه عزب يراقب فتياته الصغار يلعبن مع الوافد الجديد قبل أن تخطفه روح من بينهن لتضمه إليها بمرح
يا حلاوة يا ناس دا انا الفرحة مش سايعاني النهاردة الواد الحلو ده هتصبح وتمسى بيه.
غزت ابتسامة جميلة انارت وجهها تأثرا بالكلمات العفوية البسيطة من جميلة الخلق والخلقة قبل أن يعلق شقيقها ايضا
ياللا يا ستي ادينا جيبنالك صاحبتك لحد عندك افرحري بجى واشبعي حكاوي مع ان دي أشك فيها .
ضحكت روح بملئ شدقيها لمزحة شقيقها كما فعل الاخرون لكن هي تبسمت بخجل لفت أنظار الجدة الكبيرة لتردف بسجيتها
زي ما انتي يا نادية ما تغيرتيش لساكي يا بتي بتتكسفي من أجل كلمة أنا فاكراكي زين كنتي على طول تحبي تدسي في بيتكم ولما تتغصبي على جعدة وسط حريم تفري وتسبيها خالص لمت تلاجيهم اتكلموا عليكي.
كلمات الجدة زادتها خجلا وزادته هو ولها كيف يسيطر على الخفقان القوي بداخله كيف يحجم نفسه بالا يطيل النظر نحوها وقلبه المعذب حتى الآن لا يصدق أنها امامه حلم عمره القديم دائما وأبدا جالسة في بيته وأمامه
مساء الخير يا جماع عاملين ايه
صدر صوتها من وسط الدرج لتهبط الدرجات المتبقية حتى وصلت إليهم ترحب بمبالغة أدهشت روح وأثارت الريبة بقلب زوجها
عاملة ايه يا نادية نورتينا وشرفتينا يا حبيتي.
تقبلت الاخيرة عناقها بمودة رغم استغرابها
البيت منور بأهله تشكري يا فتنة ويشكر زوجك.
بتشكريني على ايه بس
قالتها بنبرة تبدوا عاتبة قبل ان تنقل وتصافح شقيقها على عجالة وجليلة التي تقبلت فعلها
ببرائة
تسلمي يا زينة يا بت الأصول مرت الكبير صح عاملة ايه يا بنتي وايه عاملين إيه بناتك
زادت بتمثيلها وهي تجلس مجاورة للمرأة
والنعمة يا عمة البنتة مطلعين عيني ما انتي عرفاني جيبتهم فوج روس بعض واديني متمرمرة معاهم.
ربنا يعينك ويساعدك عليهم يا حبيتي الخلفة دي هدة حيل والعيال عايزة الشديد.
ايوة يا عمة عندك حج بس بصراحة يعني انا ربنا رازجني باللي يساعدني روح عمتهم بټموت فيهم ولا ابوهم....
توقفت تنقل نظرها نحوه وقد ضاقت عينيه توجسا لسماعاها بعدما أذهلته بالثناء على شقيقته والتي كانت تتابع هي الأخرى بعدم ارتياح لها
ابوهم يا عمة جوزي كبير العيلة والبلد كلها ممكن يسيب جعدة الرجالة لو بس اتصلت وبلغته على حاجة انا طالباها ولا البنات ما يتأخرش علينا في أي طلب حتى لو كان لبن العصفور ربنا يخليهولي ويبارك في عمره على طول يارب.
يا حبيبتي ربنا يباركلك فيه هو انتي جوزك ده أي حد
قالتها جليلة بطيبة ليست غريبة عنها أما هو فقد
فهمها وفهم مقصدها ولكنه تماسك ليغير دفة الحديث متجاهلا دعوات جليلة وامتنانها له
انت النهاردة هتجضي اليوم كله معايا يا عزب انا فاضيلك النهاردة ومش طالع من البيت واصل.
ضحك الاخير في الرد عليه
لا يا راجل! يعني انت هتسيب مصالحك وانا كمان اسيب اللي ورايا ونجعد نحكي ونهرج وبلاها اي حاجة توجع المخ دا انت رايج جوي يا عم غازي .
يا عم وما اروجش ليه بس
قالها غازي لتضيف على قوله الجدة الكبيرة
وفيها ايه يعني يا ولدي ايام الجمعات والجعدات الحلوة ما بتتكررش اسألي انا دا جدك الدهشان على كد ما كان شديد وما بيضعش وجت لكنه لما كان يلاجي صاحب ولا حبيب والله ما كان بيسيبه غير وهو متعشي ولا متغدي معاه.
تمتم الجميع بالترحم على الراحل وهي معهم حتى نهضت تريد الذهاب
طب احنا كدة نجوموا بجى عن اذنك يا جدة.....
استني يا بت.....
قاطعتها المرأة لتخاطبها بحزم مشددة
اجعدي يا نادية انتي مش طالعة من هنا غير بعد ما نتغدى كلنا.
ظهر الرفض جليا على ملامحها الشفافة لتردد باعتراض
لا لا طبعا انا مليش نفس اكل اساسا انا.......
ما خلاص يا نادية.
صدرت منه يدعم جدته
احنا مش اغراب عن بعض عشان يبجى في ما بينا كسوف دا احنا عيال عم وعيلة واحدة اخوكي وهو اخويا واختي هي اختك.
تدخلت روح هي ايضا تردف بلهفة
ايوة يا نادية دا انا من امبارح والفرحة مش سايعاني والله من ساعة بلغني غازي بجيتك هتنغدى دلوك مع بعض وبعدها هاجي معاكي ونجعد نحكي مع بعض ان شالله حتى انام معاكي دا لو تسمحيلي يعني اصل انا ما صدقت لجيتك صراحة.
اجبرتها على الابتسام لها لتعقب جليلة من خلفهم
ربنا يديم المحبة يا بتي خلاص يا نادية وما تبجيش حنبلية جدتك حكمت يعني مفيش حد يراجعها.
اضطرت تعود لجلستها مزعنة لطاعة المرأة رغم عدم رغبتها في الإختلاط او تناول الطعام وعادت لروح التي كانت لا تصدق نفسها من الفرحة تشاركها الحديث في مواضيع شتى
غير منتبهات لأبصار فتنة التي انصبت بحريق متخفي نحوهن تعيد برأسها عبارته مرارا وتكرارا لتتسائل لماذا ذكر الآخوة على الأشقاء ولم يذكرها هي معهم
انت يا واد يا واد جوم.
استمرت شربات في لكز ابنها الذي جلست على طرف فراشه من أجل أن توقظه من غفوة نومه الثقيل
يا واد جوم كفياك نوم الضهر أدن خبر ايه ناوي تجعد للعصر.
تذمر يرد بصوت متخشرج بعد أن اجبرته على الإستيقاظ
ايه في ايه حصل ايه يعني للغاغة بتاعتك دي وما انام لحد العصر ورايا ايه
وه كيف يا جزين تنام للعصر ما تجوم يا واد وبطل جلع ماسخ جوم عايزاك في كلمتين.
هتفت بها تنزع عنه الغطاء لتضطره للأعتدال ومواجهته بوجه محتقن مرددا بسخط.
يووووه اديني اتزفت وصحيت جولي كلمتينك المحشورين في زورك ياللا وخلصيني.
ېخرب مطنك.
تمتمت بها باستهجان قبل ان تتغاضى لتخاطبه ببعض اللطف حتى تصل لمبتغاها معه
يعني هعوز ايه منك بس يا حبيبي انا مش مخلصني زعلك مع ابوك دا شايل في نفسه من امبارح وحتى كلام مش بيرد علينا دا مهما كان برضوا اسمه ابوك.
سمع منها وتقلصت عضلات وجهه امتعاضا ليخرج رده بسهولة غير مباليا
وما يزعل ولا يتفلج حتى انا هعمله إيه ولا انتي فاكرة يعني ان الزعل بيحوج فيه ده كمان طمني جلبك هو