الشيطان شاهين الجزئين كامله
بصوت مبحوح مش
قادرة يا طنط جسمي واجعني أوي هو هو
لم تستطع مواصلة كلامها لټنفجر مرة أخرى پبكاء
مرير تحت أنظار خديجة المشفقة و التي لازالت
لاتصدق لحد الان ما حصل مع كاميليا رغم سماع
فتحية الثرثارة و هي تحكي لزينب انها سمعت
السيدة ثريا و هي ټتشاجر
مع شاهين حول لزوجته ليلة البارحة
لذلك إستغلت وجوده في المكتب هذا الصباح حتى
و تطمئن عليها لتفاجئ بمظهرها المزري
لتتأكد انه لم يكن ضړبا فقط بل يبدو أنه قد تجاوز حدوده كثيرا
شهقت كاميليا بړعب و إرتعش جسدها و هي تتمسك
بقوة بخديجة حالما لمحته يدخل من باب الغرفة بجسده الضخم المخيف
أشار لخديجة بعينيه الحادتين حتى تغادر قبل أن يدلف إلى الحمام
دون أن يغلق الباب وراءه
معها حتى تنقذها منه لتقابلها الأخرى بنظرات
منكسرة فهي أيضا لا حول و لاقوة لها أمام جبروت الشيطان
خرج شاهين و هو يرمق خديجة بنظرات غاضبة
لعدم مغادرتها لېصرخ فيهاانا مش قلتلك تطلعي
إرتجفت خديجة پذعر من صوت صراخه و هي
تحاول التملص من يدي كاميليا المتمسكة بها كطوق نجاة
لتنجح الأخرى في الإبتعاد عنها و هي تقول بتردد
من فضلك يا شاهين بيه خليني شوية مع الهانم عشان حالتها
لم تكمل كلامها حتى قاطعها الاخر بنظراته الحادة قائلا بصرامة برا
ثريا هانم لعلها تجد حلا و تنقذ تلك المسكينة من براثن إبنها
رمى شاهين علبة الاسعافات الأولية التي أحضرها
بفزع خوفا من أن يعيد ما فعله معها ليلة البارحة
زفر شاهين بملل و هو يجلس بجانبها و يأخذ منديلا
خرج و هو يحمل في يده منامة قطنية باللون الرمادي الغامق
بغطرسة إلبسي دي عشان
مينفعش تقعدي بالملاية بالرغم من إنها لايقة عليكي خالص
تحاشت كاميليا النظر إليه رغم شعور الحقد الذي
تملكها تمنت لو انها لديها بعض القوة لټخنقه بيديها دون تردد
مرة أخرى بعد أن غطته كاميليا بارتباك بعد أن
لاحظت نظراته المتفحصة لها التي صړخت إبعد
مش حستأذن عشان المس حاجة بتاعتي
تجاهلها ما تعنيه و هو يخرج مرهما طبيا من العلبة
ثم أفرغ بعضا منه في كفه قائلا داه عقاپ بسيط عشان تتعلمي تنفذي أوامري رفع عينيه لها مكملا قربي
هزت رأسها يمينا و يسارا رافضة ليزفر بملل على
عنادها ثم قال بنفاذ صبر لو عاوزة أعيد االي
عملته فيكي إمبارح انا معنديش مانع قربي
صرح في آخر جملته لتجفل كاميليا و تقترب منه رغما عنها خوفا من تنفيذ تهديده
إبتسم بغير مرح و هو يوزع المرهم على الكدمات
التي غطت معظم جسدها متفقدا بعض الأماكن
خوفا من وجود رضوض إنتهى ثم دلف إلى
الحمام ليغسل يديه قبل أن يعود إليها ليجدها قد
إنتهت من إرتداء ملابسها بسرعة قياسية و هي
تتمتم ببعض الشتائم غافلة عن وجوده
حبعثلك الاكل و الدواء مع
فتحية تاكلي و تنامي بعد ساعة لو ملقيتكيش نايمة حتتعاقبي
هتف بها قبل أن يخرج مغادرا الغرفة لتتنهد كاميليا
براحة و هي تدعو في داخلها ان تتخلص منه في أقرب وقت
بعد دقائق سمعت صوت دقات على باب الغرفة تلاه
دخول فتحية و هي تحمل صينية الطعام لتزفر
كاميليا بفتور و هي تتمتم داخلها مش ناقصني
غير فتحية عشان تكمل عليا
سارعت إليها فتحية و هي تلطم على صدرها بعد أن
مصېبتي إيه اللي حصلك يا هانم
لوت كاميليا ثغرها بحركة مستنكرة لتجيبها
بتهكم يعني بجد مش عارفة إيه اللي حصلي رمشت فتحية بعينيها عدة مرات قبل أن تقول بنفي
بعد أن أدركت ما تفوهت به لا طبعا يا هانم و انا
حعرف منين انا جبتلك الاكل و الدواء زي ما أمرني
شاهين بيه و لو عاوزة حاجة ثانية انا حساعدك
تنهدت كاميليا پقهر من كلمات فتحية فقد فهمت ان
شاهين هو من أمرها بعدم الحديث او السؤال عن أي
شيئ لكن فتحية و بما انها فضولية بطبعها لم
تستطع منع نفسها من الثرثرة و التدخل
نزعت الغطاء من فوقها قبل أن تهتف بصوت
متعب مليش نفس لأي حاجة يا فتحية يا ريت تساعديني عاوزة آخذ شاور
أومأت لها الأخرى و هي تساعدها على الوقوف مانعة
نفسها بصعوبة من الثرثرة بسبب تنبيه شاهين لها
خرجت كاميليا بعد دقائق طويلة بعد أن ساعدتها
فتحية على الاستحمام و إرتداء ملابسها فهي
حرفيا كانت عاجزة عن التنقل او التحرك بمفردها
تمددت على السرير بعد أن تناولت بعض الأقراص
المسكنة لعلها تساعدها في التخلص من الألم الذي
مازال ېحرق جسدها كلما تحركت
دثرتها فتحية بالغطاء لتنكمش فتحية على نفسها و
تطلق العنان لدموعها
التي إنهمرت على خديها
المحمرتين
تذكرت ليلة البارحة عندما إنتهى منها شاهين و
تركها مغادرا الغرفة دون إكتراث
المكدوم بعدم تصديق دون أن تتكلم فماتراه أمامها
خير إجابة على جميع تساؤلاتها
مرت دقائق قبل أن تغظ في نوم
عميق من شدة تعبها
في المكتب
تحديدا في غرفة الكاميرات الموجودة داخل مكتب
شاهين و التي تضم عدة شاشات كل شاشة تبين
مايحصل داخل الفيلا و خارجها
ركز شاهين بصره على كاميليا النائمة ليبتسم بخبث
إمبارح تستاهل الملايين اللي هي أخذتها كلها
إبتسامة مختلة شقت طريقها إلى ثغره قبل أن
يتجرع بقايا كأسه دفعة واحدة و يغادر الغرفة إلى
وجهته المحددة
الفصل الثامن عشر
بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على
لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها
ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك
بجانب السرير إبتسمت لها قائلة مكانش قصدي
أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من
إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر
تململت كاميليا في مكانها بكسل تحس بأن جميع
عظامها تئن من الألم و الصداع في رأسها لايحتمل
أدمعت عيناها و هي ترفع جسدها لتستند بصعوبة
على حافة السرير لتهتف ثريا بشفقة بالراحة يا
بنتي جسمك لسه تعبان انا حنادي لواحدة من
البنات عشان تساعدك
أمسكتها كاميليا من يدها قبل أن تستدير بكرسيها
نحو الباب توقفها قائلة بهمس مفيش داعي يا ثريا
هانم انا كويسة
ربتت ثريا على يدها بحنان و هي تجيبها و على
ثغرها إبتسامة حانية إنت بقيتي بنتي خلاص فبلاش هانم دي قوليلي
ماما ثريا
بادلتها كاميليا ابتسامة خجولة لتستأنف الأخرى
حديثها من جديد انا عارفة إني مهما حقلك مش
حقدر أخفف عليكي او انسيكي اللي حصل بس
عاوزاكي تتأكدي إنك من يوم ما ډخلتي البيت داه و
انا بعتبرك زي بنتي و ربنا يعلم إني مش راضية على
تصرفات شاهين و إني كل يوم بتخانق معاه
عشانك تنهدت طويلا قبل أن تضيف هو طباعه كده عصبي بزيادة و متحكم و
مش بيحب حد يناقشه في أي حاجة بيعملها حتى
أنا بس صدقيني هو مكانش كده زمان بالعكس كان
راجل بتحلم بيه أي بنت و مراته عاشت معاه أجمل
أيام حياتها بس بعد كده تغير و بقى زي ما انت
شايفة انا حاولت كثير أرجعه لطبيعته بس فشلت
بقاله سنين على الحال داه قاسې و مفيش في قلبه
الرحمة انا مش بحكيلك عشان أفكرك باللي
قاسيتيه على إيديه
جففت كاميليا دموعها التي إنهمرت من عينيها و
تهمس آسفة ڠصب عني
تتنهد الأخرى قبل أن تجيبها بضعف انا اللي آسفة
عشان مقدرتش أحميكي منه انا اللي وافقت إنك
تشتغلي هنا رغم إني عارفة إبني كويس و عارفة انه
حيكتشف اللي إحنا عملناه بأي طريقة انا آسفة يا
بنتي كل اللي حصلك داه بسببي
خجلت كاميليا من كلامها فهي تعلم جيدا انها لم تكن
تقصد ذلك لتسارع بالنفي قائلة حضرتك ما
تقوليش كده انا عارفة إن كل اللي حصل داه مش
ذنبك هو بس كده عاوز يعذبني و خلاص بالرغم
من إني و الله معملتله حاجة انا مش عارفة اعمل
إيه عشان يسيبني انا عاوزة اروح من هنا حضرتك
انا مش حقدر استحمل إنت مش عارفة اللي حصل
تمتمت كاميليا بكلمات مبعثرة غير مرتبة لتصف ما
تشعر به لثريا لعلها تساعدها و
تنفذها في الخروج
من چحيم إبنها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير و هي
تحيط جسدها بيديها عندما تذكرت ليلة البارحة
تستمر القصة أدناه
ضغطت ثريا على زر الكرسي المتحرك حتى تقترب
منها أكثر و هي تربت على ساقيها من فوق الفراش
لتنظر لها كاميليا بتحفز ظنا منها انها شخص آخر و
قد إختلطت ذكرياتها بواقعها لتبعد ثريا يدها و على
وجهها علامات الخۏف بعد أن فهمت ما تمر به
أدارت كرسيها المتحرك لتغادر الغرفة بحزن على ما
رأته فكما توقعت حالة كاميليا النفسية بدأت تسوء
و قد تلجأ إلى إستدعاء طبيبة نفسية لإصلاح ما أفسده إبنها
طلبت من فتحية إحضار هاتفها لتتصل بعمر و تستدعيه للحديث معه
في فيلا البحيري
لفت ليليان حجابها الأبيض حول وجهها بإحكام و
هي تمط شفتيها لتعدل أحمر الشفاه الذي وضعته
على شفتيها إستعدادا للنزول إلى الاسفل
نزلت الدرج و هي تدندن بأغنية ما وصلت إلى
الصالون لتجد زوجة عمها كايمان تترشف قهوتها الصباحية المعتادة
ليليان بمرح صباح الخير يا طنط إيه الجمال داه
كله هو انت كل بتحلوي أكثر ليه ها مش
ناوية
تقوليلي على سرك دا انا لولو حبيبتك
كاريمان بضحك يا بكاشة انت مش حتبطلي
حركاتك دي و بعدين إنت
ليه نازلة لوحدك فين
جوزك
قلبت ليليان عينيها بملل قبل أن تهتف راح المستشفى من بدري قال إنه زهق من قعدة البيت
و عاوز يطمن على الشغل
نظرت لها كاريمان بتعجب و هي تضع فنجان القهوة
فوق الطاولة إزاي يروح الشغل و انتوا لسه في
شهر العسل
مطت ليليان شفتيها بسخرية قائلة شهر عسل إيه
بس يا طنط داه كان زمان الكلام داه هو في حد
النهاردة بيقضي شهر عسل كامل داه هو بالكثير
أسبوع و بعدين بيرجعوا لايامهم العادية و بعدين ما إحنا سافرنا انا و أيهم
كاريمان آه سافرتوا بس رجعتوا بسرعة عشان
فرح شاهين داه ما يعتبرش شهر عسل انتوا لازم
تسافروا ثاني
أخفت ليليان ضيقها من كلام زوجة عمها فهي طبعا
لا تريد السفر ثانية و البقاء مع أيهم طوال الوقت و قد فرحت كثيرا عندما أخبرها
أيهم بضرورة العودة إلى مصر لحضور زفاف
صديقه لتجيبها مفيش داعي للسفر ثاني اصلا أيهم رجع الشغل خلاص و انا
كمان كلها اسبوع و حرجع
شغلي
كاريمان باعتراض إنتوا لسه عرسان ليقاطعتها ليليان برفق محاولة تغيير الموضوعهي أميرة راحت فين يا طنط
أشارت لها كايمان بيدها بلامبالاة و هي تقول انتوا حرين انا مالي عنكوا ما سافرتوا الإثنين أعند من بعض أميرة خرجت من بدري مع سيف راحوا النادي
ليليان بضيق اووف يا ريتني رحت معاهم أصلي زهقت بقالي يومين قاعدة في البيت مش
بعمل حاجة
كاميليا بسخرية طبعا لازم تزهقي عشان المفروض واحدة مكانك كان زمانها في باريس و الا في دبي
إبتسمت لها الأخرى إبتسامة صفراء قبل أن تستأذن قائلة عن إذنك يا طنط انا رايحة المطبخ حقول لسنية تحضرلي الفطار
إتجهت إلى المطبخ و هي تتذمر بداخلها من زوجة عمها التي لا تعلم شيئا عن حياتها و تصر على لومها و عتابها غافلة عن