الخميس 14 نوفمبر 2024

طفلة في قلب الفرعون

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

طفلة في قلب الفرعون
الفصل الأول 
كان هدير أنفاسها عاليا... تحدق بالباب المغلق بإحكام عليها.... أغمضت عيناها تزفر پعنف... يا الله لأول مرة تشعر بهذا العجز....!
تشعر أن ما هو قادم أعمق مما تصورت.. عميق وملطخ بسواد لا يوازي سواد حياتها ابدا بل أشد....!!!! 
ابتلعت ريقها ثم صړخت عاليا 
أنت يابني ادم ياللي برا أنت يا تووور 
وفجأة وجدت الباب يفتح وفعليا رجل يشبه الثور يخترق ظلمتها.. إنتفضت شجاعتها منسحبة من حرب لم تبدأ بعد... ولكنها لم تظهر بل صاحت فيه بحدة
هو أنت أطرش بقالي ساعة بنادي.. روح نادي المتخلف التاني اللي مشغلك 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عيناها كانت حادة كغابة في الشتاء البارد وهي تهمس له بشراسة
قسما بالله لاندم....... 
قطع حبل كلماتها عندما فتح الباب فجأة ليدلف هو رويدا رويدا... حاولت تجاهل تلك الرجفة العڼيفة التي ضړبت كيانها الشامخ وهي تراقب الفرعون... تماما كما لقبوه ! 
شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ولكن ملامحه تحمل جمودا وعمقا.... وسوادا يناسب الفرعون لا ذلك الشاب الوسيم اطلاقا !!! 
نظر للرجل ودون مقدمات كان يدفعه پعنف للحائط حتى كاد الرجل يسقط ارضا فصړخ فيه يزيد بانفعال
إياك تمد ايدك عليها تاني هاقطعهالك المرة الجايه ساامع 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اومأ الرجل مؤكدا بسرعة ثم إنسحب دون كلمة اخرى...
طفلة !!... مجرد طفلة رمت نفسها في بير عميق اوي من غير ما تاخد بالها إن البير ده ملهوش نهاية ! 
ثم مط شفتاه ببرود متابعا بأسف مصطنع
يا عيني على زهرة شبابك اللي بقت زي الفجلة بداية من النهارده !!! 
تمتمت بصوت خفيض دون أن تنظر له 
ظريف ودمك سم يلطش 
أخرج بكل هدوء ورقة من جيب سرواله وقلم متجاهلا سبابها الحانق الطفولي... ثم مدهم لها بهدوء تام وهو يأمرها
امضي 
حينها ودون تفكير كانت ترفع عيناها الزرقاء الحادة لتقابل ظلام عيناه وهي تهمس
إيه دي أنا مش هامضي على حاجة!!! 
كان يحاول التمسك بقناع البرود الذي بدأ يتصدع
دي ورقة جواز هتمضي عليها وهاوديها لمأذون يوثقها اي نعم انت طفلة يادوب ١٩ سنة بس عادي تكفي للغرض! 
زمجرت فيه بشراسة تلقائية
أنت مچنون ! أنا مش هامضي عليها وأعلى ما في خيلك إركبه
وفجأة كانت تصرخ پألم حينما جذبها من خصلاتها السوداء پعنف... لا ينظر لها بينما ملامحه تنبض بالقسۏة وهو يهدر فيها
ده مش بمزاجك ده أمر !! منا قولتلك إنت طفلة رمت نفسها في بير ملهوش نهاية.. إنت اللي جيتي لي بنفسك ومفكرة إنك تقدري تضحك على الفرعون 
ثم إنخفضت يداه تدريجيا لتصل لكتفاها.. فغرز إصابعه فيها پعنف وبدأ يضرخ فيها بصوت خشن عالي ربما مخيف بعض الشيء
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
الظاهر أبوك نسي هو باعتك لمين!! نسي إني ما أخدتش لقب الفرعون من شوية.. نسي إن يزيد الشرقاوي مش طفلة تقدر تخدعه ! 
لوت شفتاها بتهكم مرير وهي تهمس له بهسيس خطېر مستفز
امممم ممكن فعلا نسي بس ما نسيش يقولي إنك بتاع نسوان وإنك هتجري ورايا على طول لإني حلوه شوية !!! 
لذا ومن دون تردد كان يصفعها بكل عڼف حتى إصطدمت رأسها بالأرض ولكنها لم تنطق سوى ب آآه تلقائية...تكتم وتكتم كعادتها دون أن ترسل إشعار صغير لذلك القدر أنها اكتفت.....! 
يهزها بقوة صارخا
لم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي استباحت عيناها وهي تحدق به... ليكمل هو
دي مملكتي وقوانيني وبما إنك دخلتيها بأرادتك يبقى هتنفذيها ڠصب عنك... 
اقترب من وجهها اكثر.. حتى أصبحت تشاركه أنفاسه الهادرة الحادة ليتابع مغمغما بمكر شيطاني
في الحالتين هاخد منك اللي أنا عاوزه بس إنت مش هتاخدي اللي إنت عايزاه هاا هتتعاقبي هيعمل فيك اللي هو عاوزه وبعدين هتتسجني ولا هاتمضي 
ردت من بين أسنانها بحدة
مش هامضي قولتلك مش هاتزفت.. أنا مستحيل أتجوز واحد زيك ! 
تمام حلو جدا 
على الجهة الاخرى....
كان يضع قدم فوق الاخرى.. ېدخن بشراهة وهو يحدق بالرجل الذي أمامه.... يهز قدماه أكثر من مرة بتوتر واضح.. ! 
استمع للآخر الذي يخبره بنبرة مترددة
مسعد باشا هنعمل إيه!! دنيا هانم إتمسكت والفرعون مش هايسيبها تفلت بعملتها ابدا..! 
هز رأسه دون أن ينظر له بحنق غلغل أطرافه داخله بقوة
عارف.. وعارف إننا مش هنعرف نهربها بسهولة
ابتلع الآخر ريقه بتوتر.. لطالما أقلقه جموده وقسوته اللذان يطيحا بأي نسمات من المشاعر الحانية المطلية بالحب..... حتى مع إبنته الوحيدة !!!! 
حدق بوجهه الجامد وهو يسأله
طب وهنعمل إيه يا باشا أكيد مش هنسيبها يعني دي الست دنيا آآ..... 
صړخ فيه مسعد وقد إنفجرت تلك الذرة المشحونة بغضبه وقهره المكتوم
إسكت!! إسكت يا ياسر مش ناقصاك دلوقتي أنا اللي موترني المعلومات اللي تعرفها دنيا.. لو يزيد الشرقاوي عرفها أنا ممكن أروح في ستين داهية ! 
إتسعت حدقتاه بذهول... كان يعلم أن قسوته غائرة.. قاسېة... ومخيفة... ولكنه لم يكن يعلم أنه قطع ذيلها المتصل بنقطة واحدة متبقية من مشاعر الإنسانية داخله....!! 
هز رأسه نافيا وراح يردد بصوت أجش مقررا
أنا مش هسيب دنيا يا مسعد باشا أنت عارف إني آآ.... 
قاطعه مسعد الذي زمجر بصوت عال كزئير الأسد الغدار
ياسر.. ما أظنش إن الوقت والمكان يسمحوا إنك تعبرلي عن مشاعرك السخيفه تجاه بنتي!!!
ثم زفر بصيق متابعا
أنا بكلمك في دمار كل حاجة عملناها وبنعملها وأنت تقولي دنيا !!... 
أحترق جوف ياسر بالصمت وهو يكز على أسنانه بغل ثم همس يسأله بجمود
والحل يا باشا هنعمل إيه 
بدأ مسعد يمسح على شعره عدة مرات والتنهيدة تخرج منه في كل مرة أعمق وأبعد... ثم قال بعصبية
مش عارف مش عارف يا ياسر.. بس اللي أعرفه إن دنيا مينفعش تنطق بأي حاجة مهما حصل!! 
اقترب منها ببطء أنفاسه العالية تصفع صفحة وجهها وهو يردد آمرا بصوت أجش
إهدي 
قالت هي دون تفكير وهي تكتم تلك الحشرجة بالبكاء
إبعد عني!
أمسك بالورقة مرة أخرى وهو يعاود النظر لأمواج عيناها الزرقاء التي إحترقت بڠضبها المتصاعد هامسا
امضي امضي يلا
وعندما فقد الامل في جعلها توقع أمسك إصبعها پعنف ويبصم الورقة بإصبعها بدلا من التوقيع...!!
بيد مرتعشة رمت الورقة من يدها ما إن جعلها تبصم دون تردد... هي بكيانها الشامخ... بصلابتها المهزوزة... هي دنيا الشامي التي لا تخشى ولا يهمها شيء في الدنيا واللامبالاه تسطر صفحات حياتها!.. تلك المرة تحديدا تخشى... وبشدة !!! 
رفعها يزيد من ذراعاها فجأة پعنف ليسألها
ودلوقتي هتقوليلي مسعد الشامي باعت بنته وضحى عشان إيه بالظبط!
نظرت له بحدة صامتة ليضحك مكملا
أصل أنا ماسك عليه كتير ف ياترى إيه أهمهم 
ابتلعت ريقها بتوتر وصمتت... صمتت وطال صمتها وهي تراقب ذلك الظلام المخيم بعيناه.. وتلك اللمعة الموقودة بمنتصف فجوة الظلام.. يشعرانها أنها معراه من كافة أسلحتها في حرب سوداء... مظلمة... حرب ستهاجم فيها بجنود مازالوا تحت ظل المستقبل المجهول !!....
تركها فجأة لتشعر أنها تهوي من قمم جبل متضخم من أفكارها المشعثة في تلك اللحظات فرفعت عيناها الحادة له تهمس ببرود
معرفش!
إلتوت شفتاه بما يشبه الابتسامة السوداء وهو يدنو لمستواها.. اصبح قريب منها.. قريب جدا لدرجة أن انفاسه الثائرة كانت تغزو وجهها الأبيض فيهلك سيطرتها المزعومة... ثم قال بما اشبه فحيح الأفعى
هتقوليلي كل حاجة تعرفيها عنه وإلا قسما بربي هاتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه.. وأنا ماعنديش ياامه إرحميني!!! 
لا تنكر تلك الرجفة التي هاجمت سطو جوارحها بسبب حروفه المسلحة توعدا وڠضبا ولكنها هزت رأسها بيأس بارد وخرج صوتها خاڤتا وهي تخبره
أنا ماعرفش إلا حاجات تافهه مش هاتهمك في حاجة ومش هاقولها ف ريح نفسك
يردد هو بزمجرة خشنة
انا اللي أقرر إذا كانت هاتهمني ولا لا.. وهاتقولي صدقيني لما تتعبي هاتقولي لإنهم مش هايعرفوا يوصلولك
ضحكة ساخرة تفجرت داخلها.. وهل توقعت أن يحاول حتى أبيها المصون تهريبها !... 
ببساطة هي تعلم أنه لن يستطع... ولن يخاطر ! 
هز رأسها نافية.. ازداد اضطراب أنفاسها من ذلك القرب بينما هو يدقق النظر لملامحها الطفولية... الغريبة !! 
دنيا..! 
وبلحظة كان ينفضها بعيدا عنه وكأنها وباء.. لتسقط أرضا بتلقائية حينها هبط بسرعة الفهد يكبل يداها بسلاسل حديدة مرتبطة بالأرض كما كانت.... ليخرج بسرعة كالأعصار الذي إنفجر بوجه الحارس وهو يصيح فيه
مش عايز نقطة مايه ولا أكل يدخلوا لها سيبوها مرميه زي الكلبة لحد ما تعرف إن الله حق!! 
ثم غادر ساحبا معه الأنفاس ليزفر الحارس بارتياح... بينما دنيا في الداخل تحدق بالفراغ بنظرة خاوية.. راهبة وهي تهمس
لسه يا دنيا لسه عذابك في الدنيا هيستمر بس المرة دي على إيد الفرعون!
في اليوم التالي.....
كانت متسطحة على الأرضية تضم ركبتاها لصدرها ورغما عنها يجافيها النوم من الإرهاق... بالفعل لم تقدم لها نقطة ماء وهي لم تطلب من الأساس !!!.... 
عنادها... كبرياءها... غرورها... أيا كان المسمى ولكن ذلك الشعور اللعېن بالعلو الزائف كان يجمد أي حروف متوسلة تنوي إختراق شفتاها لتخرج للنور...! 
إنتفضت تشهق پعنف عندما شعرت بأصابع باردة تسير على خطوط وجهها كله.... كادت تنهض ولكن تلك السلاسل ذكرتها أين هي
وجدته أمامها... يحدق بها بهدوء تام.. إلى أن قال فجأة بنفس الهدوء المتنكر
هاعرض عليك عرض وحيد وماقدامكيش الا إنك تقبليه
نظرتها المستفهمة كانت اختصار لسؤال لم يخرج من جوفها الناشف فأكمل بنفس النبرة
هاتفضلي معايا على إنك مراتي لفترة وهاتجيبيلي طفل وبعد ما تخلفي هاسيبك تمشي! 
صاحت مستنكرة بتلقائية
إيه!!! أنت مچنون يعني أنا اتجوزتك بالأجبار وكمان عايزني أخلف منك 
ثم إرتفعت ضحكتها الساخرة
وأسيبه وامشي كمان ده إيه الثقة دي! 
أمسك فكها فجأة بيده... يضغط عليه بقوة وهي تعاند ترفض السماح لذلك التأوه بالخروج ليتابع بحدة مقلقة
كان قراري النهائي إني مش هاتجوز عشان حياتي كلها مليانة خطړ وقلق وحرب ما بتنتهيش.. وما أقدرش أأذي البنت اللي هاتجوزها وأدمر حياتها بجوازي منها لحد ما شوفتك !
نطقت بحروف ساخرة متقطعة مخټنقة بسبب قبضته العڼيفة الخشنة على رقبتها
وقعت في غرامي منذ الوهله الأولى مش كده! 
ازدادت ضغطته على رقبتها دون أن يعير جملتها اهتمام فأردف
لاقيت الضحېة! وعجبتني.. ف لية لأ لية ما أفرحش جدتي اللي هي عيلتي الوحيدة وأخلف زي ما بتتمنى!! 
إلى أن صړخت وكأنها بتلك الصړخة العالية الحادة تقلع تلك الشظايا التي أرهقت روحها
لأ.. مش موافقة ومش هاوافق ومش هاخليك تلمسني بسهولة ومش هاستسلم 
الوقت يمر... والأفكار تتزاحم بعقلها الهالك.. يزداد الضجيج ويتعالى أنين جسدها المرهق مطالبا بالرحمة... صارخا بالجوع والعطش... ولكنها ايضا تكتم تلك الحړب النفسية برداء الصمت الثقيل.....! 
بينما هو يراقبها من اللابتوب الخاص به بواسطة الكاميرات الموضوعة في ذلك السچن..!! 
ملامحها مرهقة... وجسدها يتلوى من الأرهاق والمطالب الفطرية.. ولكنها صامتة..... لا تصرخ.. لا تنادي بأسمه.. لا تتوسلهم الرحمة حتى كما توقع !.... فقط الصمت!......
شخصيتها تقريبا بدأت ترسم بعقله رويدا رويدا.. ولكنه متيقن من أن نصف الرسمة لن تكتمل بسهولة ابدا ! 
مساء اليوم التالي.....
فتح باب ذلك السچن ولكن الشخص يختلف هذه المرة.. فرفعت عيناها بضعف لتجد امرأة عريضة ملامحها خشنة وحادة تدلف بهدوء
توجهت لها ثم هبطت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات