الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حلم ولا علم بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 42 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


كتفيها وهو يقول بهدوء بلهجة من يقرر أمرا واقعا لا سبيل للنقاش فيه 
للاسف يا هبة دا الشئ الوحيد اللي يرضيني ومش عاوز غيره ابدااا...
نفضت هبة كتفيها لتسقط يديه والتفتت اليه وهي تهتف پغضب صاړخة 
كل حاجه انت .. انت .... انت ...انت عاوز .. انت اللي يرضيك ....وانا... أنا فيين انا فين يا امجد انا ايه بالنسبة لك 

صمتت فجأة عندما شعرت بعودة التقلصات في بطنها ولكنها لم تعرها بالا فيما سمعته يهتف مجيبا بحدة نوعا ما 
انتي ايه بأه لسه ماتعرفيش انتي ايه يا هبة انتي كل شئ بالنسبة لي ..كل حاجة في حياتي انت مراتي و أم ابني انت اللي كنت مېت من غيرك بئالى اكتر من 5 شهور وانهارده بس.. رجعت لي الروح من تاني ايه.. زعلانه علشان بفرض عليكي رأيي اكيد لازم اجبرك كمان مش أفرض رأيي وبس لما احس ان روحى بتروح مني وان الشئ الوحيد اللي حسسني اني لسه عايش اللي هو حبك عاوزة تمنعيه عنى!.. لما أحس ان الانسانه الوحيدة اللي مليت عليا دنيتي كلها وخلتني احس بأحلى مشاعر عمري ما كنت أتصور انى أعيشها عاوزة تبعد عني! انا مش بس اجبرك... لأ! انا ممكن اعمل اي حاجة تتخيليها او ما تقدريش انك تتخيليها علشان ماتروحيش مني ... 
التمعت عيناها بالدموع وهى تنظر اليه فيما اضطرت الى وضع يدها اسفل بطنها والاخرى لتمسد ظهرها وقالت پبكاء مكتوم 
عمرك فكرت انك تسألني يمكن ما كناش مرينا بدا كله لو كنت فكرت انا رأيي ايه ولا عاوزة إيه!! لكن انت اتجاهلتني يا امجد وخلتني احس اني واحده جاهله او قاصر او عقلها فيه حاجه غلط بتجاهلك ليا ولمشاعري .. انا تعبت يا امجد تعبت ... 
اقترب منها ومد يديه مترددا ليقبض على ذراعيها برفق وهو يقول برجاء حار غريب عنه 
وانا كمان ...تعبت ... بصراحه محدش تعب أدي انا واللي متابعين معايا الرواية من الاول ماتخلصي يا ست هبة وتصالحيه وانت اهدى عنها شوية يا سي امجد اووف ما علينا نكمل اديني فرصة أخيرة يا قلب امجد وانا هتغير وافقى انك ترجعي لي لو مش علشانى... علشان ابننا اللي جاي في السكة بلاش اول ما يفتح عينيه يلاقي كل واحد مننا في ناحية.. انا لا يمكن أسيب ابني أبدا مستحيل!
قاطعته بحدة 
وانا يستحيل اسيبه !! 
قال بهدوء حان 
خلاص يبقى ارجعيلي تاني انا مش بهدد يا هبة بس انا فعلا مش هسيبك ومش ممكن اسيبك ابداااا بإرادتك أو من غيرها هترجعيلي... قولي عليا مستبد ديكتاتور اللي انتي عاوزاه بس انا مش ممكن هتخلى عنك ابداا يا هبة ولا عن ابننا فهمتيني يا قلب أمجد 
أجابت هبة وهى تغمض عينيها بينما الألم أسفل بطنها وظهرها يشتد وصوتها قد بدأ يضعف من قة هذه الآلآم آه ...
يا قلب امجد يا هبة حقيقي هترجعيلي بجد!
قالت وهى لا تزال مغمضة عينيها وقد بدأت نبرة صوتها تعلو قليلا 
آه ...
لم ينتبه أمجد لنبرة صوتها التي بدأت تعلو من شدة سعادته لموافقتها على العودة اليه أبعدها عنه قليلا هاتفا بسعادة 
هترجعي معايا بيتك انهارده يا قلب أمجد مش كدا ف
هتفت وهى تعض على شفتيها 
آآآآه ...
قطب امجد جبينه بحيرة وهو يشعر ان هناك شيئ خاطئ لا يفهمه! قال في شك 
في ايه يا هبة مالك 
داهمتها موجة ألم قوية ففتحت عينيها واسعا و نظرت اليه ونظراتها تغشاها بالدموع وهى تعض على شفتيها بقوة مجيبة پألم شديد 
انا ...انا تعبانه أووي يا امجد ..
هتف امجد بجزع 
تعبانه تعبانه حاسة بإيه 
نظرت اليه قليلا وهى تحاول سحب نفسا عميقا ثم تطلقه لعله يهدأ من حدة الألم قليلا كما سبق وأرشدها الطبيب 
انا .. بيتهيألي اني ...اني ...اني هولد!! 
نظر اليها بدهشة قائلا 
طبعا هتولدي اومال هتوديه فين يعني 
طالعته بسخط هاتفة بغيظ 
امجد ركز.. انا اقصد اني انا هاولد... دلوقتي يا امجد ! 
لم تعلم هبة أتضحك ام تبكي حالما شاهدت وجه امجد ما ان أنهت عبارتها حيث فغر فمه واسعا ثم ارتبك ثم سار قليلا روحة وجيئة قبل أن يقف امامها وهو يهتف
بحدة وإرتباك 
انتي مش المفروض في التامن لسه يبقى تولدي ازاي دلوقتي 
أجابته بسخرية بالرغم من ألمها 
بترت عبارتها فجأة محدقة بفزع الى أمجد وقد داهمتها موجة ألم شديد جعلها تصرخ هاتفة بصوت عال 
امجد الحقني ..آآآآآآآآآآآآه ...
ووقعت بين ذراعيه حيث فوجئ ببركة مياه بين قدميها ....
الحلقة التاسعة عشر والأخيرة 
وصل امجد و هبة الى المشفى اوقف امجد سيارته امام المشفى كيفما اتفق وترجل سريعا ليفتح الباب الخلفي حيث كانت هبة راقدة فوق المقعد الخلفي حملها بين ذراعيه فيما هي تتأوه بصوت مكتوم من الألم وهو يزفر من بين اسنانه وما ان وصل الى الاستقبال حتى صړخ عاليا 
بسرعه .. هاتوا الدكتور .. بتولد!! 
و فورا استدعى الموظف المسؤول الممرضة الخاصة بقسم التوليد والتى سريعا ما حضرت مع اثنين من المساعدين ومعهم السرير النقال و قد اخبروا الطبيب المناوب بوصول حالة ولادة مبكرة فيما اتصل امجد بالطبيب الذي كان يباشر هبة قبل تركها اياه فطمأنه انه سيحضر سريعا الى المشفى. وضعوها على السرير النقال وامسك امجد بيدها فيما شدت هي على يده و نظرت اليه
امجد ...ما تسيبنيش لوحدي ..انا .. انا خاېفة !! 
فشد على يدها بقوة وهتف بحزم 
ما تخافيش يا قلب امجد مش هسيبك ولا يمكن اسيبك..
اتجهوا الى عنبر الولادة وادخلوها الى الغرفة حيث قاموا بتحضيرها وقام الطبيب المناوب بالكشف عليها فأكد انها في حالة وضع بالفعل ولم يمر الا دقائق حتى حضر طبيبها الخاص والذي كانت تباشر معه قبل تركها لأمجد وما ان جهز الطبيب ليدخل ليباشر بعملية التوليد اذ ب امجد يضع يده على كتفه قائلا بتصميم 
معلهش يا دكتور بس انا عاوز احضر الولادة !! 
نظر اليه الطبيب مدهوشا وهو يقول 
نعم حضرتك عاوز ايه! فكرر طلبه فأجابه الطبيب مستنكرا 
أ. امجد ما تخافش الستاف اللي معايا كلهم ممتازين وكويس ان حضرتك جبتها المستشفى هنا انا بتعامل معهم من زمان ودي احسن مستشفى في البلد عندنا ..
قال امجد بعناد شديد 
دكتور انا وعدتها انى مش هسيبها وبعدين بره الأب ممكن يحضر ولادة ابنه! 
فقال الطبيب بحنق 
ايوة بس الاب بيحضر دروس تدريب لكدا وبيعرفوه لما يكون في اودة الولادة يعمل ايهاحنا هنا الموضوع مش منتشر فا مش بنعمل كدا ..
أصر أمجد على الحضور فكتم الطبيب زفرة حنق والتفتت الى الممرضة قائلا 
ادي الاستاذ اللبس اللازم علشان هيحضر الولادة ..
ثم نظر الى امجد متابعا 
جمد قلبك لأن الموضوع مش سهل زي ما انت فاكر ...
لم تعي هبة شيئا مما حولها كل ما كانت تشعر به هو الالم الشديد وسمعت صوت الطبيب وهو يشجعها وهى تبحث بيدها عن اي شئ تشد عليه وفجأة اذ بيد قوية تعرفها جيدا تمسك بيدها وتشد عليها فنظرت قليلا الى العينين اللتان تنظران اليها من فوق الكمامة الطبية وكانا يبتسمان لها فحاولت الابتسام بدورها وفجأة داهمتها موجة ألم شديدة اندفعت اليها فقبضت بقوة شديدة على يده واذ بها تشعر وكأنها تدور في دوامة ثم صوت صړاخ رضيع ولم تدر بأي شئ آخر مما حولها ....
فتحت هبة عينيها قليلا بينما تسمع اصوات من حولها رفرفت بعينيها مرات عديدة حتى استقرت الصورة المشوشة امامها ورأت من يميل عليها مبتسما ابتسامة سعيدة وهو يمسك يدها مقبلا اياها و يقول 
حمدلله على السلامة يا أحلى ...ماما ... 
ابتسمت ابتسامة شاحبة هامسة بخفوت بصوت ضعيف 
امجد الله يسلمك...
ثم تابعتت بصوت ضعيف مجهد قليلا ولكنه متلهف 
هو فين يا امجد شوفته شبه مين 
جلس بجوارها على الفراش وهو لا يزال ممسكا بيدها وأجاب ضاحكا 
هو مين ان شاء الله انت بردو مش عاوزة تسمعي كلامي اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وانا اكبر منك ب 12 سنة! احسبيها انتي بقه..
قطبت بحيرة وقالت 
يعني ايه مش فاهمه .. علشان خاطري يا امجد اشوفه! 
أجاب ضاحكا 
هتزعل منك! انت مصرة على هو ليه مع انها في الحقيقة ... هي! 
شع وجهها بابتسامة سعيدة وهتفت وهى تشد على يده بيديها الاثنتين 
صحيح يا امجد بنت 
هز امجد برأسه ايجابا وهو يقول بإبتسامة عريضة 
انا مش قولتلك من البداية انها هتكون بنت ان شاء الله وزي القمر تمام.. زي مامتها بس ايه دا!
قطبت هبة متسائلة 
ايه 
أجاب رافعا حاجبه الأيمن بإغاظة 
انا ماكنتش اعرف انى متجوز بطلة في الريست! 
قالت باستغراب ودهشة 
ريست!
علق ضاحكا 
ايوة الريست! انت مسكت ايدي تقولي بتلعبي ريست ومصممة تهزميني! 
فنظرت اليه بطرف عين وقالت 
ماحدش طلب منك تحضر الولادة كنت ممكن امسك اي حاجه او ايد اي حد تاني! 
حدجها بنظرة استنكار هاتفا بحنق وهو يتخيل أن شخصا آخر كان من الممكن أن يكون مكانه ويمسك هو بيدها فتتشبث به كما فعلت معه! هتف بقوة حانقة 
حد حد زي مين هو فيه حد كان يقدر يقربلك وانا موجود! يبقى هو الجاني على روحه...
قالت بلهفة راجية 
طيب ممكن اشوف بنتي انا حتى لسه معرفش هسميها ايه 
أجابها بهدوء 
انت ان شاء الله ارتاحي دلوقتي وانا هبلغ الممرضة انك فوقتي والصبح نروح نشوفها!. 
قطبت جبينها قائلة بقلق 
نروح نشوفها ليه ما هما ممكن يجيبوها 
أجابها محاولا بث الهدوء اليها 
حبيبتي بنتنا نزلت قبل التاسع بأقل من اسبوعين فلازم يحطوها في الحضانه علشان يطمنو عليها عموما دكتور الاطفال اللي كان حاضر الولادة طمنى ان البنت وزنها نوعا ما كويس يعني 2 كيلو ونص وصحتها بخير.. بس علشان يطمنو عليها فانت ارتاحي انهارده وبكرة نروح نشوفها...
نظرت اليه برجاء وقالت متسائلة پخوف 
يعني انا ممكن اطلع من المستشفى من غير بنتي 
فقال بحب مربتا على يدها التي يحتويها بين يديه 
لا يا حبيبتي ان شاء الله خير انت بس ارتاحي دلوقتي وكل شئ هيكون كويس ان شاء الله.
أراحت رأسها فوق الوسادة خلفها فيما استمر هو مربتا على شعرها نظرت اليه وقالت هامسة 
امجد ...
وسكتت فأجاب وعيناه تلمعان من شدة العاطفة 
عيون وقلب امجد ...
سألته بهمس 
انت عرفت طريقي ازاي 
قبل يدها وهو يقول واضعا يدها فوق صدره لتلامس هذه المضخة القوية المسماة القلب والتي تدق بسرعة دقات متواصلة سريعة 
حبيبي طريقك هو طريقي يبقى ازاي اتوه عنه عموما يا ستي هقولك .. انت من يوم ما جيتيلي وانا تعبان وأنا مش ساكت! 
شهقت مندهشة فأكمل مبتسما 
ايه كنت فاكراني لما اصحى هفتكر
اني كنت بخطرف من السخونة واني اتهيألي انك كنت موجودة معايا!
سكتت خافضة نظرها لاسفل فمد يده رافعا
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 45 صفحات