الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 33 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

يختار قلبه غير ما وراءها الشقاء ولكن ما على القلب من سلطان 
وصل الى المطعم وهبط من سيارته ودلف إلى باحثا بعينيه عن مكان تواجدها وما ان راها حتى وصل اليها قائلا بمشاغبه
تصدقي المطعم كله نور بوجودك فيه يا ست البنات 
ابتسمت وادارت وجهها له وهتفت بنبرة اعتراضية بنفس مشاغبته 
بطل بقى البكش ده يا دكتور مش لايق عليك 
ضحك بصوت عالي على حركات وجهها وهي تتحدث وجلس على كرسيه في مقابلتها وأردف بحب 
عارفه يا مريم اكتر حاجه بعشقها فيكي ايه
هدوئك وجمال روحك وطيبتك بحس انك عامله زي الملايكه بالظبط 
دقات قلبها اعلنت الطبول من كلماته التي يثني عليها بها 
والتي خرجت من قلبه صادقه وعلامات وجهه تدل على ذلك وهتفت بخجل
مش للدرجه دي يا دكتور انت رافعني لفوق قوي في منطقه تقريبا ما استحقهاش 
وتابعت حديثها بحزن وشرود 
خاېفه احبك اكتر من كده وفي الاخر افوق على قلبي المجروح لما الزمن يفرقنا وما يرضاش بإن بنت الملاجئ تتجوز دكتور الجامعه اللي من عيله وابن ناس 
أحس بالحزن الشديد جراء كلماتها وقلبه بات يدق عڼفا وحزنا على شعورها الدائم بالخۏف واجابها بتاكيد لكي يطمئنها
مش انا اللي يحبك يا مريم وتملكي قلبه ويسيبك إنتي بالنسبه لي خلاص بقيتي المستقبل والحاضر وكنت اتمنى تبقي في الماضي 
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بعيون عاشقه حد النخاع
انا مش بس بحبك يا مريم انا بعشقك وحبي الأول اتولد على ايدك وقلبي ما دقش الا ليكي وما حسيتش بطعم حياتي الا لما دخلتيها
واوعدك اني هواجه الدنيا كلها معاكي بحلوها وبمرها لحد ما نوصل انا وانتي لبر الأمان بس عايزك تطمني قلبك يا حبيبتي 
ومش عايز اشوف لمعه الحزن دي في عينيكي ابدا علشان بتقطع فيا 
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
طيب والدك ووالدتك هيقبلوا ارتباطنا ببعض يا رحيم 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
وايه اللي هيخلي ماما وبابا يرفضوا ارتباطي بيكي يا قلب رحيم 
اجاباته بتوضيح وهي تنظر إلي الكوب الموضوع أمامها 
لازم نكون واضحين في مشاعرنا وعلاقتنا من البدايه وانا متوقعه الچرح قبل ما نوصل لنهايه الجبر في علاقتنا ومتوقعة الرفض ليا
من كل اللي حواليك ومش هلوم عليهم لان حقهم انهم يختاروا لك المناسبه جدا من جميع ظروفها 
لكن انا المستقبل معايا فيه خطړ عليك ومش هرضى اني أظلمك معايا 
انفعل جدا من
حديثها وثار من كلماتها وهتف پحده
ليه التشاؤم ده يا مريم هفضل كل يوم اقول لك خليكي متفائله وواثقه فيا شويه مش عيل صغير انا علشان ما دافعش عن حبي وقف وقفة محارب شجاع اطمني يا حبيبتي الۏجع هنعيشه سوا والجبر برده هنعيشه سوا وانا وانتي راكبين نفس المركبه سواء كان ليها شراع يحمينا او احنا اللي هنخلق لها الشراع اللي هيحمينا لحد ما نوصل لبر الامان اطمني يا مريم 
تنهدت بارتياح من كلماته واحست ببضع من الامان ثم سالته باستفسار عن ما حدث في دار الايتام 
ما قلتليش عملت ايه مع المديره واتكلمتوا في ايه
قص عليها ما حدث
بالتفصيل الى ان عرض عليها في اخر حكواه طلب المديره مكملا كلماته
بصراحه ما رضيتش اديها وعود انك تروحي الا لما نتكلم مع بعض الاول وندرس المقابله او انت هتوافقي ولا لا ايه رايك يا مريم 
انا شايفها اڼصدمت لما حكيت لها كل حاجه وتقريبا كده اتعطافت معاكي 
فتحت مقلتيها على وسعهما واردفت باستنكار
انت عايزني اروح لها برجلي لحد الدار يا رحيم انت مصدق وش الملاك اللي هي بينته ده دي عمرها ما عملتنا بما يرضي الله وطول عمرها قاسيه علينا وانا عمري ما أروح لها ولا اعتب الدار دي تاني 
في منزل جميل المالكي عصرا حيث تجلس رندا وابنائها ووالديها يتبادلون اطراف الحديث في موضوعات مختلفه واذا هم يستمعون الى زر الجرس يعلن عن وصول احدهم 
ذهبت سما لتفتح الباب واذا بها تتفاجأ باأبيها وتلقائيا رمت نفسها بين ه وهي تشهق بصوت عالي مملوء بالفرحه
بابا حمد لله على السلامه وحشتيني قوي تعالي اتفضل 
ما إن علمت حضوره حتي قامت من مكانها مستأذنه من ابيها
بعد اذنك يا بابا انا هطلع اوضتي 
قبل ان ياذن لها كادت ان تتحرك من مكانها الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تجلس مرددا بامر
ما تبدئيش معركتك بالهروب لازم تواجهي من البدايه علشان المواجهه مهما اجلتيها ومهما طنشتيها مسيرك هتقومي بيها اتفضلي اقعدي 
كادت ان تعترض على حديث والدها الا ان والدتها امسكتها من يداها واجلستها بجانبها مردده بصوت خفيض
اقعدي يا راندا واسمعي كلام باباكي عيب لما يقول لك على حاجه وما تسمعيش الكلام ما انتيش صغيره يا بنتي وبعدين هو يعمل لك ايه يعني ما احنا كلنا موجودين اهو 
تأففت بشده بسبب اصرار والديها على المكوث معه 
ما كان في مخيلتها ان يأتي سريعا ورائها وما كان عندها اي استعداد للمواجهه 
حضر ايهاب وقام بالقاء تحيه السلام وذهب الى جميل ومد يده واحتضنه وبدوره بادله السلام بحراره وهو يربت على ظهره 
وذهب الى فريده التي ردت سلامه بفتور واحتضن ابنه مهاب بشده وبادله مهاب نفس حراره السلام كجده 
اشار اليه جميل بالمكوث مرددا بترحيب
اتفضل اقعد يا ايهاب يا ابني حمد لله على سلامتك انت هتلاقيك جاي من السفر على هنا على طول وتعبان 
واسترسل حديثه وهو يطلب من فريده فنجانا من القهوة قائلا بهدوء
من فضلك يا ام رحيم اعملي لنا فنجانين قهوه عقبال ما تجهزي الغداء علشان ايهاب هيتغدى معانا 
اومأت بأهدابها بطاعه وذهبت الى المطبخ فالتحقت بها راندا مردده
استني يا ماما هاجي معاكي في حاجات كنت بعملها هاجي اخلصها 
تركها ابيها لانه كان يريد التحدث مع ايهاب منفردا في البدايه وطلب من سما وايهاب ان يتركوهم وحدهم 
وما ان قاموا حتى نظر الى ايهاب مرددا بلوم مغلف بالحده
ما كنتش اعرف اني لما اديتك بنتي من 18 سنه وامنتك عليها هتعمل فيها كده وټخونها وتغدر بيها عمري ما كنت اتخيل منك كده يا ايهاب
اخر حاجه كنت اتوقعها في الدنيا انك تتجوز على بنتي 
أحس بالحرج الشديد من ملامات جميل فهو يحبه جدا ويعتبره في مقام ابيه ومنذ ان دلف الى ذاك المنزل وهو يتعامل معه بحب شديد وكذلك جميل بالمثل كالأب وابنه ونطق وهو يبتلع كلماته ڠصبا
وقت ما كنت تعبان ومش لاقي اللي يداويني وهي جت قدامي ضعفت واستسلمت واتجوزتها لكن والله العظيم عمري ما حسست راندا بأي حاجه وكنت عارف ان هيجي يوم من الأيام وهتعرف بس ما كنتش حاسب ڠضبها بالشكل ده شكلي حسبتها غلط وكلنا هندفع التمن واولهم الاولاد 
شعر جميل بكل كلمه نطق بها انها حقيقه فهو لم ېكذب ابدا طيله السنين الماضيه واصبح بين قاب قوسين او ادنى
ايواسي رجل مثله استخدم حقه في الحياه وتزوج من ثانيه ام يواسي ابنته التي مكست تحافظ على عهد زواجها أبية وربت ابنائها كما ينبغي ان يكون
وهنا كفه الميزان لا تعرف الى اي وجهه تميل 
تنهد بحيرة وضيق وسأله
طيب هتحلها ازاي يا ايهاب هتطلق اللي انت وعدتها انك هتفضل معاها واتجوزتها هناك
ولا هتفضل على ذمتك وتخسر راندا انت يا ابني في موقف صعب
جدا وبصراحه المسأله معقده على الآخر عايزه لها معادلات عشان تتحل 
كل كلمه تحدث بها حماه كانت منطقيه فهو منذ ان حدث التصادم بينهم وعلمت راندا واصبحت حياته بائسه مدمره كالصحراء الجرداء لا زرع بها ولا ماء ولكن الأمر اصبح واقعا ولابد للمعضل ان يحل 
ثم تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماته وهتف طالبا منه العون 
انا بس بطلب منك يا عمي انك تقف جنبي وتحاول تلين دماغ راندا انها تلغي من فكرتها الانفصال علشان سما ومهاب هيتدمروا بسبب الانفصال ده وانا والله اللي هي عايزاه هنفذه كله بالحرف الواحد انا كنت اصلا متفق مع فيروز على الانفصال في اي وقت لو ما قدرتش اكمل من قبل ما بدأ معاها 
واثناء حديثهما اتت فريده بالقهوه وجلست معاتبه اياه وهي تناوله المشروب 
انت عارف اخر حاجه كنت اتخيلها ان انت تتجوز على راندا حاجه عمرها ما جت في بالي ابدا يا ايهاب ليه عملت فيها كده وفي ولادكم وفي حياتكم ليه تسرعت 
اجابها جميل فضلا عنه مرددا
كلمه لو ملهاش لازمه دلوقتي خالص احنا دلوقتي قدام امر واقع لازم نحله بالعقل علشان جميع الاطراف تخرج مرضيه لو سمحتي اندهي راندا وخليها تجي لي هنا حالا 
قامت بالنداء عليها وبعد دقيقه خرجت وعلى وجهها علامات العبوس جلست بجانب والدتها تنطر ارضا الى ان استمعت الى حديث اباها يردد لها
ارفعي راسك يا بنتي الموضوع مش مستاهل ان انت تنزلي راسك للأرض الحاجه الوحيده اللي غلط فيها ايهاب ان هو ما قالكيش بجوازه علشان خاطر تختاري تكملي او توافقي وطالما هو جاي ومعترف بغلطه وعايز يصلحه يبقى لازم تدي له فرصه وتسمعيه 
غشاوه الدموع التمعت في عينيها ورددت بملامح حاده
اسمعه وهو بيقول لي ايه اني اتجوزت عليكي ڠصب عني !
طب ما انا كمان كنت هنا ام واب وكنت مستحمله وما فكرتش اخونه زي اللي بتخون جوزها طول سنين سفره 
واسترسلت والدموع تنهمر علي خديها بغزارة من ألمها وجرحها مرددة برفض قاطع 
لحظه تعب مرت عليا علمت في جسمي لما كنت لوحدي 
من سنين اترجيتك ارجع ونعيش بالموجود بس اكون وسطكم وسط عيلتي اللي بحبها وما اقدرش اعيش من غيرها وإنتي في كل مره تتحججي بالمستوى والمنظر وتقولي لي عشان خاطر ولادنا نضحي ڠصب عني ضعفت وڠصب عني استسلمت لما لقيتها قدامي ما عندهاش مانع اننا نتجوز في السر زي ما هي ما عندهاش مانع دلوقتي اني اسيبها ونتطلق 
رغم تعلقها الشديد به ورغم أنها تعشقه عشقا جما إلا أنها قامت من مكانها وربعت ساعديها وأعطتهم ظهرها مرددة وهي تمسح دمع عيناها بقسۏة
وأنا لا يمكن أعيش معاك أبدا ولو حتي طلقتها فدلوقتي حالا ترمي عليا اليمين لأني مش هرجع لك ياإيهاب مهما حاولت 
كان متوقع رد فعلها وقسۏتها وأشار بعينه إلي والديها ان يتركوهم وحدهم لعل وعسى يقدر علي إقناعها بالرجوع إليه والإقلاع عن فكرة الطلاق 
فهموا إشارته وانسحبوا إلي الخارج وبقيا وحدهم هو بانفطار قلبه عليها وهي بدمع عيناها اللتان كساهم لون الډم من شدة البكاء 
ذهب إليها واحتضنها من الخلف وما إن لمس كتفيها قامت بنزع يداه علي الفور وأدارت وجهها إليه مرددة بچحيم 
وعهد الله ياإيهاب إن إيدك دي اتمدت عليا تاني إنت حر هعمل
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 71 صفحات