بحر العشق المالح بقلم سعاد محمد سلامه
أن آتوا الى تلك المزرعه تنام فوق تلك الأريكه التى بالغرفه إقترب من الفراش كى يشاغبها بمشاعره لكن بالفعل تفاجئ صابرين غارقه بالنوم فى هذا الوقت المبكر من أول اللي زفر عواد نفسه أخبره قلبه ربما لو تقابلت معها قبل ما حدث لكان هنالك شعور آخر غزى قلبك
من ناحيتها لكن سريعا نهر عقله قلبه لائما يحذره أفق لا تكن آبله مثل اللذين سبقوك ووقعوا بفخ براءة النساء ليسقطوا بعد ذالك بداومة العشق المالح
بعد وقت قليل
تمطئت صابرين بيديها تنفض عنها النوم ونظرت نحو ذالك الشباك الذى بالغرفه يظهر الظلام بوضوح نهضت جالسه على الفراش
الدنيا ضلمهجذبت هاتفها من جوارها ونظرت به حتى تعلم ما الوقتتفاجئت تحدث نفسها أنا نمت طول الوقت ده كله إزاي معرفش نمت أساسا إزاي آخر حاجه فكراها بعد الغدا لما طلعت لهنا وكنت سقعانه أكيد بسبب السرير ده جسمى إرتاح من نوم الكنبه وقال يعوض
إنى بتقرب منه
بالفعل نهضت صابرين هندمت ملابسها ونزلت الى أسفل الاستراحه
دخلت الى المطبخ
وقفت لها تلك الخادمه قائله
مساء الخير يا دكتوره تحبى أحضرلك العشا قبل ما أمشى
ردت صابرين بتثاؤب مساء النور يا فردوس معرفش النوم أخدنى من بعد الغدا حتى فاتتنى صلاة العصر والمغرب أصليهم قضى بقى مع العشاتمام حضرى العشا وشوفى حد ينادى على عواد
تسألت صابرين بتعجب وخد معاه السواق ليه ومقالش رايح فين
ردت فردوس لأ تحبى أحضرلك العشا
ردت صابرين لأ خلاص أنا مش جعانه عاوزه تمشى أمشى أنا لما أجوع هبقى أحضر لنفسىبس بتقولى عواد خد السواق معاهمين اللى هيوصلك دلوقتي
ردت صابرين تمام مع السلامه تصبحى على خير
ردت فردوس وأنتى من أهله يا دكتوره
غادرت فردوس وتركت صابرين وحدها بالاستراحه
ذهبت توضأت وأدت فروضها الفائته قضاء ثم جلست وفتحت الهاتف على أحد وسائل الأتصال
تبسمت حين رأت رساله مبعوثه قبل وقت سابق عليها من فاديه
كآن فاديه كانت تنتظر الرد
قامت بإرسال رساله عتاب
على ما أفتكرتى تردى
ردت صابرين ببسمه والله معرفش أيه اللى جرالى من بعد الغدا نمت مصحتيش غير من يجي ساعه
ضحكت فاديه قائله ب
نومك عالكنبه بعيد عن عواد بيتعبك ولا أيه خلاكى نمتى من غير ما تحسى
تبسمت صابرين قائله لا والله انا بعد الغدا كنت سقعانهقولت عواد مشي راح يكمل شغلهقولت أمدد جسمى شويه عالسريرنوم الكنبه ده صعب قوى يظهر لما حسيت بالدفى عالسرير نمت
وأيه يغصبك على نوم الكنبهمتنامي عالسرير جنب عواد هو هياكلك
ردت صابرين الحقېر زى ما يكون ما صدق إنى نمت عالكنبه ومطنش وبتمطع عالسرير لوحدهوأنا يومين كمان من نوم الكنبه هيطلعلى آتب
ضحكت فاديه بينما سبقت صابرين فى إرسال رساله
وأنتى أخبارك أيه مع الحيزبون حماتك والنطع إبنهاوسحر معرفش ليه من يوم ما شوفتها مرتحتلهاش لله فى لله ويشاء القدر تبقى مرات عم المختال جوزى بس هو شكله كمان مش بيرتاح ليها ولا لمرات عمه ولا حتى مامته حاسه بوجود فجوه كبيره بينهم قليلأو بالاصح نادر لما بيرد على إتصالها بس بصراحه بتتصل عليا كده على إستحياء يظهر مغشوشه ومفكره إننا
عرسان بجدمتعرفش إن إبنها طول اليوم مبشوفوش وشه غير عالأكل أو النوم حتى من شويه بسأل فردوس عليه قالتلى أنه مش فى المزرعه
ضحكت فاديه وأرسلت
آه عشان كده بقى تلاقيكى نايمه عالسرير تتمطعى براحتك
ردت صابرين بقولك سيبك من الكلام على عواد قوليلى أخبارك أيه
شعرت فاديه بغصه فى قلبها وكذبت أنا كويسه الحمدلله
شعرت صابرين بالآسى من رسالة فاديهوقالت لها
وإبن أمه أخباره أيه
كادت ترد فاديهلكن تحدث وفيق النائم الذى دخل الى الغرفه بحنق قائلا يعنى سيبتينى أنا وماما قاعدين تحت عشان تجى هنا تبعتى رسايل وتهزرى عالموبايلبتكلمى مين والبسمه واكله وشكالبسمه اللى مبشوفهاش على وشك وأنتى بتكلمينى
شعرت فاديه بالآسى وقالت له دى صابرين
قالت فاديه هذا وأرسلت رساله ل صابرين أنها ستحدثها بوقت آخر ثم أغلقت الهاتف ووضعته على طاوله جوار الفراش
زفر وفيق نفسه پغضب قائلا يادى صابرين اللى شاغله عقلك عالدواملو واحده تانيه مكانك كانت بعد اللى عملته خاڤت على نفسها وقطعت علاقتها بهابس أقول أيه عجبك الدور اللى بتمثليه
نهضت فاديه قائله دور أيه اللى بمثلهوكمان صابرين أختى عملت أيه عشان اقطع علاقتى بهاصابرين أظهرت برائتها وأظن سحر أختك قالت لمامتك إن صابرين كانت بنت بنوت لحد يوم جوازها من عواد
تهكم وفيق بسخريه قائلا
بنت بنوت وماله مش موضوعناوالدور اللى بتمثليه ده لازم يخلص
رغم شعور فاديه بالآلم لكن قالت له قولى ايه الدور اللى مضايقك منى قوى كده
رد وفيق دور الأمومه اللى مفكره إنك زى مامت هيثم وصابرين مش أختهم الكبيره
ردت فاديه بتأكيد
أنا فعلا بحس بكده أنهم مش بس أخواتى لأ زى ولادى كمانزى إنت كده ما بتقول دايما ولاد سحر مش ولاد أختى دول ولادى
صدمها وفيق بحقاره قائلا ما هو لو عندى ولاد من
صلبى مكنتش قولت على ولاد غيرى ولادى
شعرت فاديه بمراره قائله
إنت عارف إنى حاولت أكتر من مره وربنا
قاطعها وفيق قائلا ربنا قال خدو بالأسبابوأنتى مع الوقت إستسلمتى ووقفتى العلاج وده آثر عليك غير كمان العمر أنتى خلاص كلها أيام وتكملى خمسه وتلاتين سنه
فاق رد وفيق عن الحد تآلمت فاديه وقالت بخفوت
قصدك أيه يا وفيقإنت ناويت خلاص تسمع لكلام مامتك اللى بتلمح له
صمت وفيق كان الجواب
لكن قالت فاديه التى حاولت إستجماع شجاعتها رغم مرارة ما تشعر به ومالهبس وقتها هيبقي ليا رد فعل تانى مش هيعجبك يا وفيق
إقترب وفيق من فاديه وأمسكها من عضدى يديها يا قائلا
إنت بتهددينى يا فاديه
حاولت فاديه نفض يدي وفيق عنها لكن فشلت بسبب تمسكه بها بقوهتدمعت عينيها
شعر وفيق بغصه فى قلبه لديه حرب طاحنه بين قلبه وعقلهقلبه يريد فاديهعقله يريد السماع الى حديث والداته لابد أن يكون لديه أطفال يرثون ما يشقى فى تكوينه
نحى عقله الآن وإمتثل لقلبه يقبل فاديه يريدها فقط
بينما فاديه برغم المر التى تشعر به ليس عليها الآن سوا الاستسلام لتلك الموجه العاليه تنتظر الڠرق بأى وقت
بينما
بأحد النوادى الليلهكباريه بالأسكندريه
كان فاروق يجلس يحتسى بعض المشروبات الروحيه يعتقد انها تساعده على نسيان من أضاعها بضعفه لكن كان العكس هو ما يشعر به بعقله الذى يفور وهو يفكر ب حديث فاديه تلك الليله هو فعلا كان جبان وأضاعهما الأثنين حين إستسلم وأنهى قصة حب أخذت من عمرهم خمس سنواتأحلام وأمنيات تدمرت حين إستسلم ولم يقاوم
وأمتثل لإختيار والده له شريكة حياته التى رأها مناسبه دون ان يسأله إن كان بحياته أخرى يهواهالكن ليس والده المخطئهو المخطئ الوحيد آنذاك بصمته وإمتثاله لقرار غيرهفاديه بعدها لم تنتظر وتزوجت بآخر يشاء القدر أن يكون صهرهلتظل أمام عينيه طول الوقت يتعذب حين يرى بسمتها ل وفيقلكن للأول مره يتمعن بعينيها رأى هزيمه وإنكسارلماذا قالت له أنها خالية الوفاض ماذا تقصد بذالكفجأه آتى لخياله حديث سحر حول عدم قدرة فاديه فى الإنجاب وفرصتها التى تقل مع الوقت سخر ضاحكا هو لديه ثلاث أطفال رغم لا يشعر بالسعاده
فاق فاروق من تلك الدوامه على يد توضع على كتفه رفع رأسه ينظر لصاحب اليد هو يعرف من ضحك متهكما
عواد أيه اللى جابك الليله لهنا غريبه ليه سيبت العروسه فى المزرعه لوحدها مين اللى قالك إنى جيت لهنا أيه زارع جواسيس بينقلوا لك تحركاتى
جلس عواد جوار عمه قائلا
فعلا فى اللى بينقلى تحركاتك بس مش جاسوس يا عمىقوم معايا وكفايه سكر لحد كده
مسك فاروق ذالك الكآس وقربه من فمه وكاد يرتشفه لكن عواد أمسك الكآس قبل أن يصل الى شفتيه
تضايق فاروق لكن قال هنقوم نروح فينخلينا دى الرقاصه هتطلع تتلوى عالبيست دلوقتي
وضع عواد الكأس على الطاوله ونهض واقفا يجذب فاروق قائلا
كفايه قوم معايا يا عمىخلينا نرجع للمزرعه قبل نص الليل
ضحك فاروق يقول ما لازم نرجع للمزرعه مش العروسه هناك وطبعا متقدرش تبات بعيد عن حضنها ليله
فاجئ فاروق عواد بقوله
إنت بتحب صابرين من أمتى
تفاجئ عواد ساخرا كيف فكر عمه أنه تزوج ب
صابرين لانه يحبها
لكن قبل الرد آتت إحدى الراقصات تتدلل بميوعه وإرتمت بجسدها على عواد الذى تراجع للخلف لكن كان عطر الراقصه الفواح ترك أثر رائحه عالقه بثيابه كذالك قبلتها التى حاولت أن تطبعها على عنقه لكن طبعتها على كف يدهلتترك أثر ذالك الطلاء
ضحك فهمى قائلا أنا بقول بلاش نرجع عالمزرعه لأحسن الدكتوره تزعل منك وتنيمك فى الطل
إبتعد عواد عن الراقصه وجذب عمه بقوه كى ينهض قائلا بضيق قوم معايا يا عمى مش عارف ايه حكايتك كل فتره والتانيه إنك تجى للمكان المقزز ده
نهض فاروق معه يسير بمطوحه
باجى هنا عشان أنسى إنى كنت جبان وضيعتها
من إيديا بسكوتى
تسأل عواد بإستفسار ومين دى بقى
رد فاروق بإستعلام بتسأل على مينأنا مش فاكر حاجه
تنهد عواد پغضب فى ذالك الوقت كانا قد أصبحا امام السيارهساعد عواد فاروق على الصعود للسيارهوصعد لجوارهوقال للسائق روح بينا عالمزرعه
نظر عواد ل فاروق الذى سرعان ما ذهب بغفوه يتنهد بسآم
يتمنى أن يعرف من التى يقصدها ولما ينعت نفسه بالجبان دخل إليه إقتناع أن العشق يهزم همم الرجال
حين تسلم نفسها له وهذا هو البرهان الثانى لذالك البرهان الأول كان والده
بعد وقت منتصف الليل تقريبا
كانت صابرين نائمه على الفراش تشعر بالضجر وهى تقوم بالتنقل بين القنوات التليفزيونيه تاره وتعبث على الهاتف تاره أخرى أرجعت سبب ذالك الضجر الى نومها باليوم لفتره طويلهلكن شعرت بجوع فقالت لنفسها
واضح كده إن عواد مش راجع الليله الله أعلم هو راح فين خلاص قربنا عالساعه واحده بالليل أما أقوم أنزل أكل لقمه خفيفه تسد جوعىوأشرب كوباية شاى بنعناع تضيع الزهق اللى انا فيه ده
بالفعل نهضت صابرين وقامت بإرتداء مئزر نسائى ثقيل وطويل فوق منامتها كذالك وضعت طرحه فوق رأسها لفتها بطريقه عشوائيه من أجل
تدفئتهاوهبطت الى أسفل
بنفس الوقت دخل السائق بالسياره الى المزرعه
ترجل عواد من السياره أولا ثم مد يده ل فاروق قائلا
يلا إنزل يا عمى وصلنا للمزرعه
فتح فاروق عينيه وقال بسكر جيبتنا المزرعه ليهمش كنا روحنا الڤيلا فى إسكندريهولا مش قادر تبعد ليله عن العروسه
تنهد عواد قائلا مش وقت كلامك الفارغ إنزل خلينا ندخل للإستراحه بسرعه الجو برد