عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
الكلام.. يعني بقت طرف في الموضوع.
كشړ علاء وهو يرد بصوت خشن
لا بقى هي مش طرف عشان تسأل عليها ولا تكلمها.. وكلامك يبقى معايا انا وبس.. دا لو في كلام .. سلام بقى
قال الاخيرة وهو ينهض تاركا عصام ينظر في اثره بدهشة مع ابتسامة جميلة وكأنه استعاد صديقه القديم .
............................
وفي المساء
وبداخل منزل ادهم المصري كانت الاسرتان مجتمعتان على مائدة سفرة طويلة.. تراصت عليها مجموعة كبيرة من اشهى والذ الاطعمة.. ادهم كان على رأس السفرة وعلى جانبه الايمن كانت زوجته نيرمين واولاده علاء وحسين وفي الجانب الاخر كان شاكر وزوجته سميرة وبناتها فجر وشروق وأصغر الابناء ابراهيم الذي كان جالسا مقابل علاء الذي كان يغدق عليها باهتمامه.. اما ادهم فكان يوزع اهتمامه على شاكر وأسرته بشكل مبالغ فيه.. حتى انه نسي هو ان يتناول طعامه لولا شاكر الذي هتف عليه بتحذير
زمجر ادهم رافضا وهو يجلس على مقعده
وايه لزوم الحلفان بس ياشاكر
رد شاكر متشدقا
امال يعني عايزني اقولك ايه بس وانت عمال تضايف فينا وناسي نفسك من غير ماتحط في جوفك لقمة في إيه ياراجل هو احنا ضيوف دا احنا نسايب واهل في بعضاينا.
رد ادهم بابتسامة ومودة
واكتر من اهل كمان.. ربنا يديم المحبة مابينا .
تبادل حسين واخيه الأبتسامة بارتياح من موقف ابيهم وفعله المشرف مع اهل عروسه قبل ان يعود بنظرات عشقه اليها.. ومن نفس الجهة كان علاء الذي لم يرفع عيناه عن محبوبته التي كانت تتناول طعامها بهذا الارتباك الذي اصبح مصاحبها طوال جلستها امامه وهي شاعرة بنظراته المسلطة عليها ..كل هذا امام نيرمين التي تبتلع طعامه بصعوبة وهي ترى علاء المصري بجلالة قدره والذي جعلها تدور حول نفسها مررا حتى تحظى بنظرة صغيرة منه وفشلت.. هو الان يحدق بهيام مراهق صغير نحو هذه الفتاة العادية الجمال.. او حتى لو كانت جميلة..فماذا تفرق عن غيرها ومالذي يميزها كي تأسر قلب هذا الۏحش .
ها ياجماعة يارب يكون الاكل عجبكم.. ايه رايك في الاكل ياست سميرة بما انك الخبيرة وسطينا .
ردت سميرة بابتسامة
ماشاء الله ياابوعلاء ..السفرة شكلها يفرح باللي عليها ولكن دا من صنع ايديكي يامدام نيرمين
اجفلت نيرمين من سؤالها المباغت قبل ان تتلبسها العنجهية فقالت بتفاخر
لا في الحقيقة ياست سميرة.. انا مابطبخش بآيدي خالص ..الحاجات دي كلها بإيد الطباخ .
جز علاء فكه منها وهو يكتم غضبه ولكنه تفاجأ من رد سميرة التي خاطبتها بمكر
اه ياحبيبتي يعني انتي مابتطبخيش بإيدك.. طب حتى
بهتت نيرمين وهي لاتجد ماترد به على تدخل سميرة السافر وتلميحاتها الغير مقبولة..التفتت لأدهم لتسبين رد فعله ولكنها وجدته يأكل غير عابئ ونفس الأمر مع الجميع .. واكملت سميرة.
حقة ياابوعلاء ..زهيرة امبارح بعتتلي طبق محشي على الغدا.. كنت هاكل صوابعي وراه انا والولاد.. دا غير نفسها كمان في الحلويات.. ماقولكش .
انتي هاتقوليلي على اكلها ما انا عارفة وحافظه كمان . اخخخ.
لكز شاكر من تحت المنضدة بقدمه ساق زوجته بأعين محذرة حتى تكف على الكلام ولكن الرد جاء من حسين الذي اردف هو الاخر بخبث
عندك حق ياخالتي سميرة.. دا من ساعة مااتعشيت عندها اول امبارح وانا حاسس بطعم الحمام المحشي بتاعها لسة في بقي من كتر حلاوته.. طب تصدقي انا حاسس اني لسه
شامم ريحته .
تدخل شاكر بمزاح بعد ان لاحظ تأثر ادهم من حديثهم
لا بقى دي فرطت منك ياحسين .. عشان الحمام هنا قدامك عالسفرة ياحبيبي.. يعني شئ طبيعي تشم الريحة.
بجد ياعم شاكر.. تصدق نسيت هههه
قالها حسين وانطلقت الضحكات ليسود المرح على الجميع عدا نيرمين التي كانت تغلي من الغيظ.. ولا تجد من يشاركها وكأنهم جميعا اتفقوا على اهانتها .
بعد انتهاءهم من وجبة الطعام
أخذهم أدهم مع ابنائه الأثنان بجولة داخل البيت حتى انه عرفهم على شقة في الطابق الثاني والتي ستكون خاصة بحسين وشروق بعد الزواج ..والتشطيبات التي تسير فيها على قدم وثاق للأنتهاء منها خلال الشهور المتبقية للسنة الاخيرة في دراسة شروق.. على أن يتم الزفاف فور انتهائها من الاختبارات الاخيرة.. بعد ذلك دعاهم لشرب الشاي في حديقة منزله الخلفية.. خرج معه الجميع عدا فجر التي تسمرت مذهولة امام صورة اسرية معلقة بوسط بهو المنزل الكبير.. ضمت الصورة العم ادهم وهو اصغر من ذلك بسنوات طويلة.. الجميلة زهيرة وهي تحمل ابنها حسين وهو يشببها كثيرا في طفولته بعيناه الخضروان وبشرته البيضاء.. تظهر الصورة مدى سعادة الأسرة وترابطها ومعبرة عن شخصياتهم الحقيقية دون تزيف.
عجبتك الصورة
انتفضت مجفلة على صوته الذي اتي فجاة خلفها.. فأكمل وهو يتقدم إليها بخطواته حتى اصبح بجوارها
معلش ان كنت خضيتك.. بس انا استغربت يعني لما لقيتك مخرجتيش معانا برة في الجنينة واما رجعت شوفتك واقفة متسمرة قدام الصورة .
ردت بابتسامة خفيفة ومحرجة
لا ولايهمك.. بس بصراحة ان الصورة شدتني اوي.. وڠصب عنيلقتني واقفة متنحة قدامها
تبسم علاء وقال بحنين
انا كان عمري وقتها عشر سنين وحسين كان عمره ساعتها اربعة.. ابويا في يومها بقى كان واخدنا زيارة لمولد السيدة ودخلنا الاستديو ده عشان نتصور وتبقى ذكرة .
قالت هي
الصورة جميلة.. بس اللى تجنن فيها بجد خالتي زهيرة.. ماشاء الله عليها دي كانت قمر .
مط شفتيه وقال
هي فعلا كانت قمر ومازالت.. بس انا بسبب الصورة دي عملت اول خناقة في حياتي وروحت فيها القسم .
اللتفتت اليه مړتعبة تسأله
يانهار ابيض.. ليه بقى
اجابها
عشان في يوميها انا كنت راجع من الدرس ورايح استلم الصور من صاحب الاستديو.. بس ابن العبيطة بقى كان بيطلع في الصور قدامي ويبص بوقاحة.. لحد اما عاكس صورة امي قدامي وانا بقى الډم غلي في نفوخي قومت مكسر كاميرة التصوير فوق دماغه.. وبعدها روحنا القسم وابويا دفع تمنها وعملنا مع الراجل محضر صلح .. ولولا كدة كنت هاتحبس .
كانت فاغرة فاهها وهي تستمع له حتى سالته بذهول
يانهار ابيض.. على كدة بقى عمي ادهم ضړبك هو كمان بعدها ولا عاقبك
تبسم بتفاخر رجولي
بالعكس بقى دا فرح بيا اوي عشان طلعت راجل ومااتحملتش على امي كلمة .
سالته بفضول
هو قال ايه على خالتي زهيرة وخلاك اتعصبت كدة
تحمحم بحرج قبل ان يجيبها بتردد
ااا..قالي انها حلوة .
يعني ايه
قالتها بعدم فهم لبعض الثواني قبل ان تأتي براسها فقالت بمرح
قالك ماما حلوة
اومأ بعيناه وهو يدير راسه عنها بحرج ولكنها اعادها فور ان سمع ضحكتها التى صدحت في ارجاء البيت الكبير بصوت عالي قبل ان تحاول كتم فمها بكفها.. حدق بها عن قرب يرسم تفاصيل وجهها الجميل وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك.. بشقاوة لم يرها عليها قبل ذلك.. حتى اصابته هو ايضا العدوى.. فشاركها الضحك على حرج بسعادة يتراقص لها قلبه .
لبضع لحظات ظلوا غير قادرين عن التوقف هما الاثنان .. غافلين عن زوج عينان بنيتان تراقبهم من مسافة قريبة.. تتأكل من الغيظ.. انسحبت حتى لا تفتعل معهم ڤضيحة ويذهب كل تعبها وشقائها هباءا.. دلفت لداخل غرفتها وهي تقبض وتفتح على كفها حتى تستطيع السيطرة على هذه النيران المشټعلة بداخلها.. ضړبت بكفيها پعنف على تسريحة مراتها وهي تنظر لوجهها المحتقن بالڠضب المكتوم وصدرها يصعد ويهبط بسرعة من فرط انفعالها ونيرانها ..حتى اخرجها صوت الهاتف ينبأها بمكالمة واردة ..فور ان رأت الاسم فتحت ترد پغضب
نعم عايز انت كمان ومتصل ليه في الوقت ده اساسا
وصلها صوته المتهكم
صوتك متغير ليه يابرنسيسة هو انت مش مبسوطة مع ضيوف الهنا
قالت وهي تجز على اسنانها
والنبي ياشيخ وحياة الغالين عندك.. ارحمني من اسلولك المستفز ده.. انا فيا الليمكافيني.. هلاقيها منك انا ولا من جوز المضاريب اللي سيطروا على عقول الشباب وخلوهم زي الخواتم في صوابعهم .
سألها باهتمام
تقصدي مين يانرمين بكلامك ده
ردت هاتفة بصوت خفيض
اقصد الزفتة خطيبة حسين والحية اختها اللي لفت المعلم علاء وبقى عامل قصادها زي العيل الصغير.
تقصدي فجر يانرمين
ايوة زفتة ياسيدي.. اقفل والنبي انا مش متحملة. اقفل ينوبك ثواب .
في الناحية الأخر اغلق معها المكالمة وهو ينفث دخان الشيشية عاليا في الهواء و يردد بانتشاء
يعني الحكاية فيها فجر.. وانا اقول القديم بيتحفر فيه ليه
اممم .. كدة بقى اكيد ليها حل!
.............................
بعد ان هدأت ضحكاتهم اكمل هو بتأثر وهو يحدق معها بالصورة
انا امي غلبانة اوي يافجر ..على قد جمالها دا كله لكن عمرها ما اتكبرت ولا شافت نفسها على ابويا.. بالعكس كمان دي من ساعة ماجابها من بلدها اللي في الأرياف وهي تحت رجله وبتخدمه وتقريبا نست بلدها من قلة المرواح هناك بعد ابوها ما ماټ وبقت
عيلتها هي كل دنيتها لكن بقى المړض كسرها وهدها واثر كمان على جمالها..
ردت بسرعة
لا طبعا المړض مأثرش على جمالها ..خالتي زهيرة لساها زي القمر وتجنن
كمان.
تعرفي انك شبها .
نعم!!
قالتها وكأنها تتأكد من صدق ماسمعته فكرر هو جملته ونظرة دافئة من عيناه أسرت عيناها بصدقها
بقولك يافجر.. انك تشبهي والدتي في حاجات كتير. اوي .
..
رفرفت بروموشها تحدق به مذهولة وهي لا تستوعب جملته ولا تعرف سببها او معناها فسألته باستفسار
يعني إيه بقى اشبه والدتك في حاجات كتير
تنفس بعمق وهو ينظر الى عيناها بهذا القرب قبل ان يجيبها فوضع يدا في جيب بنطاله والأخرى رفعها امامها ليشير لها بأصابع يده وكانه سيشرح لها معلومات مهمة غائبة عنها
شوفي ياستي.. بغض النظر عن انك تشبهي والدتيفي عزة النفس والتواضع والرقة كمان.. دا بقى في المميزات الشخصية.. اما بقى في الصفات.. فانت
عليكي ضحكة زي اللي خرجت دلوقتي على قد روعتها وندرتها لما باسمعها من والدتي فانا ببقى بشتاقلها ولا هلال العيد ..
احمرت وجنتاها خجلا فاأسبلت عيناها في الارض حرجا ولكنها رفعتها فجأة حينما سمعت وصفه الثاني
دا غير الغمزة بقى.
سألته مندهشة
غمزة ايه انا ماعنديش غمازات .
رد بثقة
لا عندك.. لما بتضحكي من قلبك بتظهر واحدة في الناحية الشمال من وشك .
توسعت عيناها بذهول متزايد من معرفته الدقيقة لتفاصيل صغيرة عنها.. هي نفسها غافلة عنها
يعني كمان الغمزة الخفيفة دي في خالتي .
ضحك بمرح قائلا
لا بصراحة انا امي معندهاش غمزات بس دي كانت ملحوظة