منقذي الزائف بقلم بتول علي
أنه مصاحبها وعاطل عن العمل ووالدته ماټت من فترة قريبة.
أخذ عمرو الهاتف من يد صديقه حتى يقرأ بنفسه جميع التفاصيل المتعلقة بالمدعو شادي.
شادي وحسب ما ورد في المعلومات حاصل على بكالوريوس تجارة بتقدير مقبول ولهذا السبب لم يتمكن من الحصول على وظيفة مرموقة وحالته الاجتماعية
أعزب.
كاد عمرو يغلق الهاتف ويعطيه لصديقه ولكنه تراجع وأخذ يراجع صور الأوراق الرسمية التي تمكن محمد من الحصول عليها ومن بينها صورة من شهادة تخرج شادي والتي كانت سببا في اتساع عيني عمرو من شدة الدهشة.
لعب الشك في رأس عمرو بعدما رأى الروابط التي تجمع بين شادي وآية ونظر إلى محمد وسأله
أنت قولت يا محمد أن شادي مصاحب واحدة وبيجي القاهرة كل كام يوم عشان يقابلها معاك أي صورة ليهم مع بعض
لا مش معايا لأن الراجل اللي أنا كلفته بمراقبة شادي مكانش عامل حسابه يصوره وهو بيقابل البنت دي.
وضع عمرو هاتفه أمام محمد بعدما فتح المجلد الذي يحتوي على صور زفاف شقيقه الراحل وعرض عليه صور آية متسائلا
هي دي البنت اللي شادي بيقابلها
أخبره محمد أنه لا يعرف أي معلومة بشأن تلك الفتاة فزفر عمرو بضيق هاتفا برجاء
أشار محمد نحو عينيه وابتسم قائلا
حاضر أنا مش عايزك تقلق خالص بخصوص البنت دي وأوعدك هجيبلك قرارها بس الموضوع هيتأخر شوية لحد ما شادي يتجاوز موضوع مۏت أمه اللي جه فجأة وسببله صدمة ولما يجي هنا في القاهرة ويقابل صاحبته ساعتها هقدر أعرف هي مين وهبلغك على طول.
غادر عمرو منزل محمد بعدما شكره على وقوفه بجواره على الرغم من عدم تفرغه ثم صعد إلى سيارته وأدار المحرك
قاصدا التوجه إلى منزله وأخذ
يتذكر أثناء القيادة كل ما حدث بعدما أخبره مجاهد بأمر شادي.
لقد ثار وقرر أن يعثر على شادي مهما كلفه هذا الأمر ولهذا السبب دفع المال إلى أصحاب المحلات والمكاتب التي تقع في مناطق تطل على الشارع المؤدي إلى المقاپر حتى يوافقوا على منحه نسخة من سجلات كاميرات المراقبة الموجودة في محلاتهم.
هو ده الجدع اللي قولتلك عليه يا أستاذ عمرو.
احتدت نظرات عمرو وهو يشاهد شادي على الشاشة أثناء عرض تسجيلات الكاميرات وهمس بتوعد
أنا هوريك يا حقېر بس اصبر عليا بس واستنى أما أعرف أنت مين وإيه أصلك وفصلك وساعتها هدفعك تمن إهانتك لأخويا وهو في تربته.
البحث عن شادي كان مهمة صعبة بالنسبة لعمرو ولهذا السبب قرر أن يستعين بصديقه محمد الذي كان يعمل ضابطا في الشرطة ولكنه تقاعد بعدما أصيب في إحدى المهمات إصابة خطېرة كادت تنهي حياته لولا عناية الله به.
وعد محمد صديقه بأنه سيبذل قصارى جهده حتى يعثر على شادي وبالفعل استطاع محمد عن طريق معارفه وأصدقائه القدامى في الشرطة أن يجمعوا معلومات عن شادي بعدما استخدموا صورته التي ظهرت في تسجيلات كاميرات المراقبة.
الأمر لم يكن سهلا ورحلة البحث استغرقت وقتا طويلا وعلى الرغم من ذلك لم يشعر عمرو باليأس لأنه يدرك صعوبة المهمة التي طلبها من صديقه كما أنه كان واثقا أنه سوف يتم العثور على شادي عاجلا أو آجلا.
بعدما تمكن محمد من جمع معلومات كثيرة عن شادي وعائلته كلف أحد الرجال بمراقبته ثم تواصل مع عمرو وأخبره بهذه البشرى السارة التي كان ينتظر سماعها على أحر من الجمر.
الآن لم يعد يفصل بين عمرو والحقيقة التي يبحث عنها سوى مسافة قليلة سوف يجتازها في لمح البصر بعدما يتخطى شادي صدمة رحيل والدته فهو يثق أنه سوف يكشف حينها الستار عن جميع الحقائق المخبأة.
وصل عمرو إلى المنزل والتقي بآية في المدخل وقد ألقت الأخيرة عليه التحية ولكنه تجاهلها ونظر لها بضيق وهو يتوعد لها بداخله أنه سوف يريها الويل إذا تأكد بالفعل من أنها الفتاة نفسها التي يأتي شادي إلى القاهرة من أجل رؤيتها.
نهاية الفصل
الفصل السابع عشر
ارتدى مالك حلة أنيقة وصفف شعره بعناية ثم حمل هاتفه الذي وضعه في وقت سابق على الشاحن حتى لا يضطر لشحنه وهو بالخارج وغادر المنزل وهو يدندن بسعادة لأنه ذاهب إلى مقابلة هبة وهذه المرة بناء على رغبتها وليس اقتراحا منه مثلما كان يحدث في المرات السابقة.
وصل مالك إلى المطعم وجلس ينتظر قدوم هبة التي حضرت بعد مرور نصف ساعة وجلست أمامه فابتسم لها مرحبا بها ثم استدعى النادل وطلب منه إحضار كأسين من عصير المانجو الطبيعي لأنه يعلم جيدا أن هبة تفضله أكثر من أي مشروب أخر.
انتظر مالك حضور النادل بالكأسين وانصرافه قبل أن يبادر بالحديث وهو ينظر إلى هبة بنظرات حانية
خير بقى يا ستي إيه الموضوع المهم اللي مخليك حاسة بحيرة وعايزة تاخدي رأيي فيه
حمحمت هبة قليلا ورفعت رأسها تنظر في عينيه وهي تجيبه بجدية وحديث أحمد يدور في عقلها
الموضوع اللي عايزة أتكلم معاك فيه يبقى بخصوص الكلام اللي أستاذ توفيق النمر اقترحه علينا لما كنا موجودين في مكتبه.
تنهدت هبة وهي تسترسل في الحديث مضيفة بحيرة شاعرة بكثير من التخبط خاصة بعد مقابلتها لأحمد
أنا بصراحة محتارة أوي يا مالك ومش عارفة أعمل إيه لأن عمري ما اتصورت أني أضطر أكدب وأستخدم أساليب فيها غش وخداع عشان أخد حقي من شخص أذاني.
لن يسمح مالك لتلك الحيرة التي تسيطر على هبة أن تمنعها من ټدمير أحمد والقضاء عليه وسوف يستغل هذه المقابلة حتى يقنعها بالشيء الذي يريد أن يجعلها تقوم به.
وجهت هبة أنظارها نحو مالك تنتظر منه أن يقدم لها المشورة التي تنتظرها منه على الرغم من أنها قد حسمت قرارها في وقت سابق إلا أنها قد قررت أن أحمد حاول يستغلني في أعمال منافية للآداب!
هز مالك رأسه بإيجاب وهتف مؤكدا الحديث بوجهة نظره التي حاول أن يقنع بها هبة حتى يتخلص من غريمه أحمد إلى
الأبد
أيوة طبعا لأنك لما تعملي كده ساعتها هتضمني أن أحمد هياخد العقاپ اللي يستاهله على كل اللي عمله فيك ومش بس كده ده كمان والدتك هترتاح في قپرها وهتكون فخورة بيك لأنك انتقمتي من الشخص اللي كان سبب في مۏتها.
أومأت هبة متظاهرة بالاقتناع ولكنها في حقيقة الأمر كانت تشعر بالاشمئزاز لأن مالك أراد تحريضها على مخالفة مبادئها وحاول إقناعها وأخبرها أن والدتها سوف تكون فخورة بها ولكنها في الحقيقة سوف تغضب منها لأنها علمتها في طفولتها أن صاحب الحق لا ينبغي أن يضيع حقه بالغش والكذب وإذا لم يحالفه الحظ في نيل حقه في الدنيا فينبغي له أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى ويؤمن بأن ما لم يحصل عليه في الدنيا سوف يناله في الآخرة.
جواب مالك الذي لم يكن متوقعا بالنسبة لهبة زرع الشك في قلبها وجعلها تقتنع بنسبة قليلة بحديث أحمد وفي هذه اللحظة طرح عقلها سؤال لم تتمكن من الإجابة عليه وهو هل يمكن أن يكون مالك هو المسؤول عما جرى معها وأنه يشعر بالغيرة من أحمد أم أن جواب مالك وصراحته في تمنيه حصول ابن عمه على أقصى عقۏبة نابعة من رغبته في أن يكون أحمد عبرة لكل من هم مثله من الأوغاد!
صحيح هي لا يمكنها أن تجيب على هذا الأمر إلا أنها صارت واثقة من شيء واحد وهو أنه يوجد شيء مريب متعلق بمالك وعليها أن تسعى لمعرفته في أسرع وقت.
شرود أحمد منذ عودته إلى المنزل جعل أماني تشعر بالاستغراب لأنها كانت تتوقع أن يحصل ابنها على طرف خيط من خلال مقابلته لخطيبته السابقة يمكنه من الوصول إلى حقيقة تلك الأدلة التي توجد بحوزة هبة لعل هذا الأمر يجعله يعلم كيف تم نشر تلك الصور المفبركة من هاتفه!
فرقعت أماني بإصبعيها حتى ينتبه لها ابنها الذي كان شاردا بذهنه في عالم أخر وبالفعل نظر لها أحمد قائلا
اتفضلي اقعدي يا ماما واضح أنك عايزة تقولي حاجة.
جلست أماني بجواره هاتفة بتساؤل وتمنت أن يمنحها ابنها جواب يريح قلبها
عملت إيه النهاردة مع هبة عرفت توصل لحاجة ولا مجهودنا كان على الفاضي
هز رأسه مؤكدا وصوله إلى شيء سوف يفيدهما لتبادر أماني بسؤاله بنبرة متلهفة
طيب ما تقول بسرعة أنت عملت إيه
بدأ أحمد يسرد عليها تفاصيل كل ما جرى واختتم حديثه بإخباره لها عن اكتشافه لخېانة يحيى التي لم يكن يتوقعها.
اتسعت عيني أماني هاتفة باستنكار
أنت قابلتها لوحدك من غير ما يكون فيه حد تاني قاعد معاكم!
أومأ أحمد وربت على كتفها مبررا موقفه بقوله
أيوة أنا كلمت طنط شيماء واتفقت معاها على كده عشان أضمن أن علاقتها هي ومروة بهبة متتأثرش بشكل سلبي لما تكتشف أنهم ساعدوني أقابلها.
هتفت أماني بضيق من عناده وعدم اتباعه لنصيحتها
طيب افرض دلوقتي يا ناصح هي راحت القسم واتبلت عليك وقالت أنك حاولت تهددها هتبقى تعمل إيه ساعتها يا أبو دماغ ناشفة
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه أحمد وهو يمسك هاتفه قائلا
وأنت فكرك يا ماما أن حاجة زي دي هتفوتني مثلا أنا عارف كويس أن هبة مش هتعمل كده بس طبعا أنا عملت حسابي وسجلت كل كلمة اتقالت عشان أكون
ضامن أن المقابلة دي ميحصلش بسببها کاړثة.
شغل أحمد التسجيل فاستمعت له أماني وقامت بمدح ذكاء ابنها ولكن تغضنت ملامحها بعدما جلبت هبة سيرة يحيى وأنه أكد لها أن أحمد هو من