روايه انا لها شمس بقلم روز امين
وحط لنا العقدة في المنشار وربط تمامها برجوع السنيورة
قصدك إيه
بالكلام ده يا نسرين شغلانة إيه ورجوع مين أنا مش فاهمة حاجة! نطقتها ببلاهة لتهتف الاخرى پغضب
لو فاكراني غبية وهبلغك بكل حاجة زي زمان تبقى غلطانة والفلوس لو موصلتنيش على بكرة بالكتير هكون متصلة بعمرو وحاكية له على كل حاجة وساعتها مش هيطيقك أكتر ما هو ومش بعيد يطلقك فيها
حلو قوي كدة يبقى معايا تلاتين ألف قلبتها فيهم في ست شهور أروح اجيب لي بيهم غوشتين واشيلهم عند أمي جنب إخواتهم الحلوين
انتهت لتطلق ضحكة سعيدة أما الاخرة فقد زفرت بعدما أنهت الإتصال لتهتف غاضبة بحدة وسخط
مر عشرة أيام وظل الأمر كما هو عليهفقد أخذ ما حدث على محمل كبريائه وقرر عدم مهاتفتها منذ أخر مرة حاول بها التواصل معها ولم تعيره الإهتمام وهذا ما أغضبه وأرغمه على عدم محاولة الإتصال بها مرة اخرى لكي لا يخسر كرامته أكثر من ذلك فقد تصرف عكس طبيعته وتنازل وقدم لها الإعتذار لأكثر من مرة بعدما كسر جميع قواعده لأجلها ومازال حائرا كلما فكر بالأمر لما ولماذا هي عن غيرها من النساء الذي بدأ يفقد قناع جموده أمامها
داخل دار الأوبرا المصرية ولج هو وعائلته خلف العامل الذي يصطحبهم للمكان المخصص لجلوسهم لحضور الحفل استقر بجلوسه بعدما جلس والداه وشقيقته التي جاورت زوجها الجلوس ليسأله والده بهدوء
هي الحفلة هتبتدي إمتى يا فؤاد
ربع ساعة بالظبط وتبدأ يا باشا قالها برصانة قبل أن تتسع عينيه بدهشة وهو يراها تجلس بالبلكون المقابل لهملا يدري ما حدث له من انتفاضة شديدة تابعتها رعشة لذيذة سرت بجميع
تفارقه وكأن لها سحرا تلبسهوعلى العكس بدلا من ان ينساها استفحلت مشاعره تجاهها لدرجة جعلت من طيفها ملازما له كظله أينما ذهب ذهبتأما هي فقد حضرت بدعوة من نيلليالتي قررت الإحتفال بيوم ميلاد إيثار بطريقة مختلفة ليظل راسخا بعقلها حيث قامت بدعوتها بصحبة عائلة أيمن لتناول العشاء بمطعما فاخر وبعدها انضموا للإستمتاع بإحدى حفلات دار الاوبرا المعروفة بالرقيتطلعت إلى تلك المرأة النبيلة التي تشملها بعطفها الدائم هي وصغيرها في محاولة نبيلة منها بتعويضها للاسرة التي افتقدتها لتقول بنبرة ممتنة
ابتسمت لتجيبها بحنو ظهر بصوتها
إيه متشكرة دي كمانإنت زيك زي لارا ومفيش فرق بينكم
ابتسمت لارا لتقول بنبرة حنون
كل سنة وإنت طيبة يا إيثو
شكرتها لتقول سالي بنبرة حماسية
بعت لك هديتك على البيت يا إيثار علشان صندوق كبير ومكنش ينفع اجيبه معايا هنا
أفتن عليك وأقولها على الهدية
لتصيح الاخرى محذرة
بطلي سخافة يا لاراأحلى ما في الهدية مفاجأتها
واسترسلت بابتسامة وهي تتطلع على إيثار
يارب تعجبك
اثنت عليها قائلة بعرفان للجميع
ليه تعبتي نفسكبجد كتير عليا اللي بتعملوه معايا ده كله
زفر أيمن ليقول پتعنيفا مفتعل كي يعفي عنها الحرج
يادي كتير عليا اللي كل شوية تقوليها دي وبعدين معاك يا بنت فيه واحدة كل شوية تقول ل اهلها اللي بتعملوه معايا ده كتير عليا!
ابتسمت بإحراج ليقول أحمد بنبرة هادئة
إسكتوا بقى علشان العرض هيبدأ
ثم التف يتطلع إلى إيثار وهو يقول بابتسامة هادئة
كل سنة وإنت طيبة يا إيثار
وحضرتك طيب يا دكتور قالتها بسعادة لتنظر أمامها بعدما خففت الإضائة إستعدادا للبدأ خرجت الفرقة التمثيلية ليبدأ العرض الشهير عرض باليه بحيرة البجع
اندمجت مع العرض لأبعد حد فقد كانت الموسيقى رائعة أما الراقصون فكانوا يتحركون بطريقة إستعراضية بمنتهى الحرفية جعلتها تسرح بخيالها وكأنها تحولت لفراشة راقصة أثناء إندماجها تطلعت تتفقد المكان لتجحظ عينيها وتعود لنقطة معينة من جديدنعم هو هي أكيدة من نظراته المسلطة عليهاالاضواء خاڤتة لكنها تستطيع تحديد هوية الاشخاص وما جعلها تتأكد هي تحيته حيث مال برأسه ك تحية منه قابلتها بتجاهل تام فهي مازالت غاضبة منه برغم مرور الوقت هز رأسه بيأس مع
خروج إبتسامة خفيفة على تلك العنيدةبرغم ڠضبها الذي مازال قائما إلا أن قلبها قد خاڼها وثار عليها منتفضا لتعلو دقاته وكأنها طبول حربباتت تتطلع على العرض بتمعن لتظهر له عدم إهتمامها بحضوره لكنها لم تستطع الصمود فاڼهارت قواها الواهية لتتسحب ببصرها كي تسترق النظر لهيأته بعدما توقعت صرف نظره عنها لكنه باغتها بنظراته المسلطة فوقها وكأنه لم يرى من العرض سواهاخجلت وسحبت عينيها سريعا وبدأت ټلعن حالها وغبائها الذي صور لها بأنها أذكى من ذاك الداهيأتى وقت الإستراحة لتضوي الانوار داخل الساحة من جديدهمس ل عائلته معتذرا
هروح أسلم على أيمن الأباصيري
نظر والده نحو الإتجاه الذي اشار ناحيته نجله ليهز رأسه بموافقة ويتحرك الاخر بالممر إلا أن وصل لمقصده كانت تلتزم الصمت التام وجسدها متخشبا تنظر تحت قدميها من جراء ما حدث لتنتفض من جديد حين استمعت لصوته يأتي من خلفها فقد وقف خلفها مباشرة ليقول بصوت رزين واثق
مساء الخير
مساء النور رددها الجميع ليتحدث إلى أيمن
منور الاوبرا يا أيمن بيه
ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا سيادة المستشار نطقها أيمن ليجيبه فؤاد بلباقة
هي مفاجأة حلوة وغير متوقعة
واسترسل وهو يشير إلى البلكون المتواجد به عائلته
أنا كنت قاعد انا والباشا والعيلة ولقيت حضرتك مع عيلتك قولت لازم اجي أسلم
نظر أيمن إلى علام ومال برأسه بتحية ردها الأخر ليلقي السلام على نيللى وأحمد وأشار بتحية صامتة ل سالي ولارا وجاء دور سلام تلك التي اشرفت على لفظ أنفاسها الاخيرة من شدة توترها ليقول بصوت بات هادئا
إزيك يا أستاذة إيثار
الحمدلله نطقتها بجمود عكس ما يدور بداخلها من توتر وارتباك لا تدري سببهما ليلتف إلى أن وقف امامها وبكل بسالة تحدث دون خجل
أنا أسف عارف إن الموضوع عدى عليه وقت طويل بس أنا مدين ليك باعتذار قدام الكل
واستطرد تحت ذهولها وذهول الجميع من موقفه
ياريت تقبلي أسفي
حصل خير يا سيادة المستشار نطقتها بهدوء ليقاطعها معترضا
اللي حصل مكانش خير خالصأنا فقدت أعصابي في اليوم ده وكان لازم أكون اهدى من كده بس صدقيني أنا كنت متضايق علشانك مش منك
كانت تستمع إلى كلماته الاسفة بصوته الواثق أما عن عيناه فلا تسألنيفقد كانت تفيض حنانا ممزوجا بالإعتذار مما أدخلها بحالة لا تحسد عليهاتوترت لتبتعد بعينيها وهي تقول
متشكرة لذوقك
لم تستطع نطق اكثر من كلتا الكلمتان لتضع نيللي كفها على خاصتها وهي تبتسم لها بحنان وسعادة لأجل كرامتها التي
ردت إليها بعدما سلبت امامهم
مالت سالي بجانب أذن لارا لتهمس باستغراب يرجع لعدم علمهما بما حدث
إنت فاهمة حاجة من اللي
بتتقال!
رفعت الفتاه كتفيها للأعلى وهي تمط شفتاها للامام بعدم معرفة لتسترسل الاخرى بمشاكسة
سيبك إنت من الحوار ده وخلينا في البرنس اللي واقف قدامنا بذمتك مش شبه أبطال الأفلام الفرنسية القديمة
سخيفة نطقتها باستخفاف لترد الاخرى
يا بنتي ده قمر فرصة كبيرة بلاش تضيعيها من إيدك
أما أيمن فتحدث بمشاكسة لمديرة مكتبه
أظن دي أحلا هدية إتقدمت لك النهاردة في عيد ميلادك
هو عيد ميلادك النهاردة إجابته بهزت رأس ونظرات خجلة ليسترسل بنبرة هادئة
كل سنة وإنت طيبة
متشكرة لذوقك قالتها بصوت خاڤت لتتحدث نيللي
إحنا خارجين النهاردة نحتفل بيهايعنى كلنا هنا النهاردة على شرف الإستاذة إيثار
ميرسي بجد يا مدام نيللي ربنا يخليكم ليا كلمات نطقتها بعيني متأثرة مع إبتسامة جذابة سړقت بها لب ذاك الواقف يتطلع على حسنها بإنبهار
مش تسلم على لارا بنت الباشمهندس أيمن يا سيادة المستشار جملة نطقتها سالي لينتبه ويتطلع عليهما لتسترسل بابتسامة هادئة
شكلك مكنتش تعرفها
أهلا وسهلا نطقها وهو يميل برأسه للفتاة برسمية قابلتها الاخرى بابتسامة هادئة وهي تلكز زوجة اخيها بفخدها ليسترسل مستئذنا
العرض دقايق وهيبدأ أسيبكم تستمتعوا بيه
واسترسل بلباقة وهو يمرر عينيه على الجميع
اتمنى لكم سهرة سعيدة
وتوقف ببصره فوق عينيها ليكمل بابتسامة حنون
مرة تانية كل سنة وإنت طيبة
أومأت بملامح وجه زادتها كلماته العطرة نورا وابتهاجا
انسحب عائدا لمكانه ليبدأ العرض بالمواصلة بعد إنتهاء الإستراحة ليتابعاه كلاهما بقلوب ومشاعر مختلفة عن ذي قبل فقد بات يتطلع عليها بنظرات أقوى لتسحب هي عنه بصرها بخجل إلى ان انتهى الحفل وذهب الجميع إلى وجهته بعدما شكرت
إيثار عائلة أيمن على هذا اليوم الجميل والمميز وعاد كلا منهما يفكر بالأخر وتوقعت أن يهاتفها لكن خاب ظنها
عصر اليوم التالي
كانت تجلس بصحبة عزة والصغير داخل الشرفة يتحدثون سويا فاستمعوا لرنين جرس الباب لتنهض عزة متجهة صوب الباب وبعد قليل استمعت لصوت تلك المزعجة يناديها فاتجهت للخارج لتجد رجل يحمل إحدى باقات الزهور النادرة تمعنت بوجه الرجل باستغراب لتهتف عزة قائلة
واحد جايب ورد وبيقول علشانك
علشاني أنا! نطقتها باستغراب ليسألها الرجل باهتمام
حضرتك الأستاذة إيثار غانم الجوهري
أيوا أنا رد عليها
فيه هدية وبوكية ورد علشانك
قطبت جبينها واقبلت عليه تسأله
مين اللي باعتهم
اجابها بعملية
معنديش معلومات بس الكارت مكتوب عليه
أخذت الكارت وقرأت ما عليه وكان كالأتي
برغم إنك عملتي معايا اللي مفيش مخلوق في الكون قدر يعمله ومع ذلك مقدرتش أفوت مناسبة مهمة زي دي كل سنة وإنت طيبة مع تحياتي شرشبيل
إبتسامة عريضة ارتسمت لتزين ثغرها تحت استغراب عزة التي هزتها لتسألها بفضول
مين اللي باعت لك الورد
استفاقت من حالة الهيام التي سحبتها كلماته داخلها لترد على عزة
هقول لك بعدين
تنهدت لتقول للعامل بجدية
أنا أسفة لتعبك بس أنا مش هقدر أقبل الهدية ياريت ترجعها لصاحبها
أجابها بجدية
مش هينفع يا افندمإحنا مجرد شركة توصيل ملناش علاقة باللي بعت الهدية ولا عندنا أي معلومات عنهيعني لو حضرتك رجعتيني بالاوردر مش هعرف أرجعه لصاحبه
زفرت لتسأله بحدة
والحل!
رفع الرجل كتفيه للاعلى ليقول بهدوء
اتفضلي حضرتك استلمي الاوردر وإبقى رجعيه لصاحبه بنفسك
زفرت بضيق لتقول لعزة
خدي منه الحاجة ودخليها جوة يا عزة
قدم لها الوصل لتضع إمضائها عليه ثم ناولته بعض النقود ليرحل لتلج للداخل من جديد لتجد عزة ممسكة بذاك الصندوق الملفوف بشريطا
صغير باللون الاحمر زفرت بعمق لتسألها عزة مستفسرة
مين اللي باعت لك الحاجات دي يا إيثار!
اخذت نفسا عميقا وأخرجته بهدوء وهي تقول
وكيل النيابة اللي كان ماسك قضية كريم الله يرحمه
قطبت الأخرى جبينها وهي تسألها باستغراب
ووكيل النيابة يبعت لك هدية بتاع إيه!
لتشهق وهي تتحدث وكأنها تذكرت
مش ده اللي كان بيكلمك من ييجي تلات أسابيع ساعة ما خدتي التليفون واتسحبتي وكلمتيه من أوضتك!
هي إيه الحكاية بالظبط متفهميني يا بنت عم غانم! نطقت كلماتها الاخيرة بغمزة من عينيها لتزفر الأخرى