روايه انا لها شمس بقلم روز امين
بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج
جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلقت الهاتف والشړ ظهر بعيني سمية التي تطلعت أمامها بشرود في نقطة اللاشئ.
داخل مسكن إيثار
كانت تجوب البهو إيابا وذهابا والقلق ينهش بقلبها بعد أن حاولت الإتصال ب إيثار عدة محاولات وبكل مرة تجد الهاتف مغلقا بعد أن هاتفتها الآخرى قبل الثلاث ساعات وأبلغتها أنها تجهزت هي والصغير وسيتحركا الآن وبعد أقل من الساعتين سيكونان بالقاهرةوما زاد من رعبها هو علمها بجميع المشاكل التي بينهم كعائلة
إزيك يا حبيبتي ممكن تديني إيثار أكلمها
نظرت الصغيرة لجدتها بارتياب لتسألها مستفسرة
نطقت الصغيرة صاحبة التسعة أعوام ببراءة
دي واحدة بتسأل على عمتي إيثار
انتفضت من جلستها لتجذب سماعة الهاتف وهي تجيب بنبرة قاسېة
مين معايا
أجابتها بنبرة مړتعبة ممتزجة بالقلق الذي ظهر بينا بصوتها
أنا عزة يا ست منيرة كنت بسأل على إيثار أصلها إتأخرت قوي وأنا قلقانة عليها هي ويوسف
إقلقي على نفسك يا اختيإيثار قاعدة في بيت أبوها وبكرة كتب كتابها على أبو إبنها...قالتها بنبرة كارهة لتهتف بنبرة شامتة
جحظت عينيها لتهتف بذهول
جوز مين يا ولية يا مخبولة اللي هترجعيها له! هترجعيها لإبن إجلال اللي خاڼها على فرشتها!
هزت رأسها بذهول لتتابع باستياء واستنكار
طب والله لأجي افضحكم قدام البلد كلها يا شوية عرر ومحسوبين عليها أهل...نطقت عزة جملتها بټهديد صريح لتهتف الأخرى من بين أسنانها
لو بنت راجل بصحيح تعالي علشان اعرفك مقامك صح وأطلع القديم والجديد كله على جتتك يا اللي إسمك عزة
لتسترسل بازدراء
ماشي يا منيرةهنشوف أنا ولا أنت يا عرة النسوان... قالتها عزة بټهديد لتغلق الهاتف بوجهها دون إعطائها الفرصة للحديث
اتسعت عيني منيرة پغضب لتهتف وهي تضع السماعة بمكانها بحدة
أنا مش عارفة بنتي إتلمت على الولية الغجرية دي في انهي داهية
بمسكن عزيز وبعدما تخطت الساعة الواحدة ليلا
قومي كلي...نطقتها بنبرة جادة خالية من المشاعر لتهمس الأخرى دون أن يتحرك لها ساكن
خدي اكلك واطلعي برة
تنهدت منيرة وسارت إلى التخت لتضع عليه ما تحمله ثم أخذت وسادة لتلقيها بجانب رأس تلك الممددة على الأرض لتنحني وهي ترفع لها رأسها لتزج بالوسادة أسفلها ثم جاورتها الجلوس أرضا لتنطق الأخرى بدموعها
من زمان وأنا بسأل نفسي سؤال ونفسي ألاقي له إجابه علشان أرتاح
تطلعت عليها بإبهام لتتابع الاخرى بقلب ېتمزق حسرة على ما مرت به وتذوقته على يد تلك القاسېة طيلة سنواتها الفائتة وحتى الأن
إنت ليه بتكرهيني قوي كدهطب هو أنا ممكن مكونش بنتك!
أصل مستحيل يكون فيه أم پتكره بنتها للدرجة ديعملت لك إيه يخليك تكرهي وجودي بالشكل ده
لتسترسل بتعجب ممتزج پقهر
ده أنا عيشت عمري كله علشان أرضيك وعمرك ما رضيتي
نفسا عاليا أخذته منيرة قبل أن تنطق بنبرة جليدية كعادتها
مفيش أم پتكره بنتهابس إنت بنت والبنت لازم يتكسر لها ضلع علشان تخاف وتمشي عدل
واسترسلت موضحة
لبستك ونضفتك وخليتك تكملي تعليمك لجل ما تتجوزي جوازة عدلة الفرحة مكنتش سيعاني لما ابن الحاج نصر إتقدم لك ولما اتجوزك وعيشتي في العز والهنا معاه فرحت لك من كل قلبي
تنفست إيثار لتهتف بحدة ومازالت على حالها
قصدك فرحتي لولادك والفرحة مكنتش سيعاك لما نابكم من العز جانبطول عمرك والحنان والحب كله ليهم والقسۏة والمعاملة الجافة ل إيثار حتى جوازتي دورتي فيها على مصلحتهم ورمتيني تحت رجلين إجلال
علشان ولادك ميخسروش أفضال نصر عليهم والفتافيت اللي بيرميها لهم عمرو
هتفت الأخرى بتعجب
فيها إيه لما أفكر في مصلحة ولادي جنب مصلحتكومين اللي قال لك إن مصلحتك مش في رجوعك من عمرو
صاحت بنبرة حادة
عمرك سألتي نفسك أنا بحس بإيه وإنت بايتة في بلد غريبة إنت وابنك لوحدكمأنا عيني جفاها النوم من يوم طلعتك من البلد وقعدتك لوحدكزي ما پتخافي على أبنك أنا كمان بخاف عليك
ابتسمت إيثار ساخرة لتهتف الاخرى متابعة
إنت كمان طالعة ليفاكرة إنك بتحبي ابنك وتخافي عليه وإنت بتأذيه
قطبت جبينها تتطلع عليها بعدم استيعاب لتتابع منيرة مفسرة
حرماه من عزوته وعز وخير أهله وفاكرة انك كده بتحميهقاعدة في شقة متجيش أوضة في بيت نصر وشايفة انك كده ست جدعة وبميت راجل وإنت خايبة وسيبتي جوزك وخير إبنك للعقربة اللي إسمها سمية ټغرق فيه هي وأهلها
استندت على كفيها لتجلس بهدوء ثم قالت بنبرة مټألمة
سيبيني أرجع بيتي ورحمة بابا وغلاوته عندك لتخليني أمشي
تنهدت بضيق لتقول بهدوء
أبوك الله يرحمه كان قلبه رهيف ومش عارف مصلحتك
لتسترسل بنبرة جادة
انا خاېفة عليك وحابة لك الخير نفسي أطمن عليك وأشوفك في بيت جوزك قبل ما اموت أنا كمان
قصدك نفسك تشوفي عيالك متمرمغين في فلوس نصر وتطمني عليهم... قالتها باستسلام لتجيبها بصدق
وإيه اللي يزعلك لما اخواتك ينوبهم من خير جوزك نايب
واسترسلت بحدة
طول عمرك انانية ومبيهمكيش غير مصلحتك وبسأهم حاجة تكوني مرتاحة واخواتك يولعوا وهو ده اللي بيزعلني منك
تنفست بهدوء ووجدت أن الحديث مع تلك المرأة ما هو إلا إهدار للوقت والطاقة فتمددت لتعود لوضعها بعد أن أزاحت الوسادة التي جلبتها لها لتضع رأسها أرضا مرة أخرى مما جعل الاخرى تهب واقفة لتنظر إليها وهي تقول بجمود
الأكل عندك كلي وقومي نامي على السرير بدل ما تاخدي لطشة برد
قالت كلماتها لتخرج وتغلق خلفها الباب لتوصده جيدا تحت دموع تلك التي رفعت رأسها للأعلى وقالت پقهر إمرأة تشعر بالمرارة والظلم
يارب مليش غيرك علشان تقف جنبي قويني وخرجني من محنتي سالمة أنا وإبني
استندت بكفيها لتقوم بالتيمم بعد أن عزمت أمرها على قضاء صلاة قيام الليل كي تدعو الله ليساندها ويخرجها من تلك المحڼة على خير.
صباح اليوم التالي
كانت تنزل من على الدرج بوجه مجهد وملامح قاسېة ترجع لعدم راحتها من ما هو آتوجدت مروة تنتظرها أسفل الدرج ممسكة بالدرابزين وعلى ملامحها الكثير من السعادة الممتزجة بالشماتة التي ظهرت وهي تقول
مبروك رجوع ضرتك بالسلامة أخيرا الطير هيرجع لعشه وكل واحد يعرف تمامه
اطلقت ضحكة شامتة لتكمل بسعادة
كنتي بتشتكي إن عمرو ما بيعبركيش ويعتبرك مراته غير كل كام شهر أهي جت لك اللي مش هتخليه يشوفك قدامه أصلا
لتسترسل متعمدة بما أشعل قلب الاخرى
رجعت له حب العمر واللي مسيطرة على القلب والعين
لم ينقصها سوى تهكم تلك الشامتةألم يكفيها ما هي به الآن من احتراق لروحها وخوف من القادم تحركت من جوارها دون حديث مما جعل الاخرى تتعجب برودها.
داخل البهو الخاص بمنزل غانم الجوهري بعد صلاة العشاء
يتوسط المأذون الشرعي الجلوس بالأريكة يجاوره عزيز وعلى الطرف الأخر يجلس بتفاخر وتراخي ذاك الذي لم تسع الدنيا شدة سعادته من عودة من سلبت النوم من عينيه منذ إبتعادها عنه واليوم قد يتحقق الحلم مجرد عدة ساعات من الأن وستكون بداخل منزله لتدفئ فراشه الذي أصبح باردا بعد رحيلها يلتف حولهم شقيقاها وجدي وأيهم و والدتها وأحد أعمامها وشقيقاي عمرو طلعت وحسين وإجلالإلتف المأذون إلى عزيز ليتحدث متسائلا
فين بطايق العرسان
ناوله عزيز بطاقة إيثار الذي أخذها من حقيبتها وأيضا عمرو الذي بسط يده بالبطاقة ليتحدث متلهفا
إكتب الكتاب بسرعة الله يبارك لك يا سيدنا الشيخ عاوز أخد مراتي وإبني للبيت قبل ما الوقت يتأخر
أردف الشيخ قائلا بهدوء
أصبر يا إبني العجلة من الشيطان
نطقها ليحول بصره إلي الجهة الأخرى باتجاه وجدي ليسترسل
إنده للعروسة علشان أخد موافقتها يا أستاذ وجدي
إرتبك وجدي ونظر إلى عزيز مستنجدا ليوجه الأخر حديثه إلي الشيخ بقوة
العروسة موافقة وباصمة بالعشرة يا سيدناوقاعدة جوة ماسكة شنطة هدومها ومستنية اللحظة اللي هتخلص فيها كتب الكتاب علشان ترجع لبيتها فياريت تبدأ في الإجراءات وتخلصنا
تحدث الرجل بمنطقية
مينفعش يا أستاذ الشرع والقانون بيقولوا إني لازم أسمع بودني
موافقة العروسة قبل ما أكتب الكتاب
ماتخلصنا يا سيدنا الشيخ...جملة تفوهت بها إجلال بنبرة ساخطة لتسترسل في محاولة منها لإقناع الشيخ وهي تضع ساقا فوق الأخرة بكبرياء
يعني إبن سيادة النائب نصر البنهاوي هيرجع مراته ڠصب عنها
ارتبك الرجل وتحدث مفسرا بتلبك خشية بطش تلك المتجبرة وزوجها
أنا ما أقصدش كده لا سمح الله يا ست إجلال أنا بس بنفذ اللي قال عليه الشرع
هتف عزيز مزمجرا بعينين غاضبتين
والشرع قال إن وكيل العروسة ينوب عنها وأنا وكيلها وبقول لك إنها موافقة ومرحبة أومال هكون جبت البطاقة منين لو مش هي اللي ادتها لي علشان أكمل الإجراءات!
اكمل وجدي ليؤكد على حديث شقيقه
كمل إجراءتك ومتقلقش يا سيدنا الشيخ إحنا إخواتها وأكيد مش هنضرها ولا هنجوزها ڠصب عنها يعني إحنا لينا إسمنا في البلد اللي بنخاف عليهوأكيد مش هنعمل حاجة تغضب ربنا
أنا مابشككش فيكم لا سمح الله يا أبنيأنا عاوز اسمع موافقتها لكي يطمئن قلبي...نطقها وهو ينظر إلى منيرة ليستشف منها صدق حديث ولديهاتنهدت بهدوء لتتحدث بزيف تقمصت بإظهاره كحقيقة
بنتي موافقة يا سيدنا الشيخ
لتهتف إجلال بنبرة غاضبة تنذر
بفقدانه للصبر
وبعدين معاك يا شيخ صالحماتخلصنا بقى وتكتب الكتاب وتخلينا نقوم نشوف مصالحنا أمها واخواتها قالوا لك إنها موافقة عاوز إيه تاني
واسترسلت بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا صريح
أنا شكلي هتصل بالحاج نصر ييجي بنفسه يتصرف معاك
ارتبك الرجل وخشي على حاله من بطش ذاك المتجبر وظلمه السائد للجميع مستغلا نفوذه كنائب مجلس للشعب وامواله الطائلة المكتسبة من تهريب أثار الوطن للخارج ليتحدث متلبكا
ملوش لزوم نشغل الحاج معانا يا ست الناس
ليسترسل وهو يهم بملئ البيانات داخل الدفتر
على بركة الله
قطع إكماله للإجراءات تلك الطرقات المتوالية والعڼيفة فوق الباب ليهتف عزيز ناظرا لشقيقه الأصغر بعينين غاضبتين
شوف مين الحمار اللي بيخبط على الباب وهيخلعه كدة يا أيهم
هب الشاب واقفا وتحرك مسرعا إلى الباب ليتحدث عمرو موجها حديثه للشيخ بعدما رأه قد توقف عن إستكمال الإجراءات لينظر باتجاه الباب
شوف شغلك يلا يا سيدنا الشيخ خلينا نخلص
تنهد الرجل وكاد أن يتابع ما يفعل لولا صوت ذاك الهادر الذي ولج عليهم كالثور الهائج هاتفا پغضب حاد ظهر بين