رواية جديدة بقلم منة فوزي
نفسها عن ان تشرح له وجه اعتراضها مستشهدة باقوال تاتي فيها سيرة والدته العطرة و ابيه .. اكتفت بنظرة حاړقة و الصمت..
قام بأعطائها ادوات التنظيف و اخبرها ان تبدأ الان..
بالفعل حملت شهد الادوات وشمرت ارجل البنطلون وبدأت في العمل بينما جلس مندو علي كرسي قريب يتابعها يلقي تعليماته و يعلق علي او ينتقد اداءها مما اثار حفيظتها واوشكت علي ان تعطيه حماما بماء المسح و لكن انقذه حضور سمر. فانشغل عن شهد بتعنيفه لها و التي تبين انها تأخرت لان شخصا سرق نقودها وانها امضت الساعة تبحث عنها في اركان المنزل والاماكن المحيطة الي ان يأست واتت باكيه.. فما كان من مندو تعليقا علي مأساتها ان خصم
مندو دي شهد.. جبنالك واحدة معاكي اهه اياك يتمر!.. يلا خشي معاها ..عايز الصالة تنوور من النضافة
ابتسمت شهد و مسحت يديها المبللة في ملابسها ووضعتها علي صدرها قائلة انا شهد..
وما ان حاولت سمر ان تفتح فمها حتي قال مندو هيا حفلة تعارف! يلا خلصوني! ايه دلع الحريم ده!
انحنت سمر لتقوم بالمسح و هي تتمتم في همس بكلمات لم تتبينها شهد و لكنها استنتجت انها اما سباب او دعاء علي مندو..
كانت شهد و سمر فالمطبخ ينهيان بعض الاعمال حين دخلت عليهم صاحبة الوجه المألوف لشهد..انها زوزو
زوزو شهد عاملة ايه يا حبيبتي انا قابلت يوسف من شوية في الشارع و وصاني عليكي..
زوزو اكيد ..بيجي هنا كل يوم.. المهم انتي مرتاحة ثم نظرت الي مندو وقالت باستهزاء الواد مندو شايف نفسه عليكي..قوليلي وانا اظبطهولك
قال مندو بغيظ ملكيش دعوة بيها يا زوزو... حلي عنها وراها شغل
اطلقت زوزو ضحكة مائعة لتزيد غيظه
اتلهي علي عينيك.. جاتو خيبة عطا اللي عملك علينا بني ادم..
فردت شهدبراحة بس علي نفسك احسن الزعيق و الحزق ده بيجيب بواسير
هب مندو واقفا وقال بتقولي ايه يا بت انتي مخصوم منك يوم
شهد انا غلطانة اني بقولك اللي فيه المفيد.. لما بعد كده تمشي بقاعدة في ايدك مطرح مطروح ابقي افتكرني
ركل مندو الكرسي بقدمه و قال و هو يخرج غاضبا مخصوم منكوا تلات تيام وديني لا اوريكوا
تركت سمر ما بيدها و جلست علي الكرسي الذي ركله مندو وقالت لشهد احكيلي بقي انتي مين و تقربي ايه لجو
فنبادلا حديث تعارف و اخبرتها شهد نفس قصة جو عن ابوها الذي ماټ ووصاه عليها قبل مۏته.. كانت سمر طيبة و مرحة و قد شعرت شهد بالارتياح لها بعكس زوزو برغم ما تبدي ناحية شهد من ترحاب و مجاملة..
زوزو انا سمعت انك عايزة تطلعي معانا برة بس جو اللي مانعك مانعك ليه
شهد وقد فاجاها السؤال لا ممنعنيش..هو بس خاېف عليا يعني..اكمن ابويا وصاه عليا وكده
زوزو خاېف من ايه يا عبيطة دي شغلانة فلوسها حلوة و من غير تعب ..يعني عاجبك الي انتي فيه ده
سمر يا زوزو انزلي من علي ودن البت.. ما يمكن الجدع خاېف عليها فعلا..يعني تنكري البلاوي اللي بتشوفوها كل يوم.
زوزو ايه يعني.. امال البغال الي مالين الصالة دول بيعملوا ايه ماهو عشان يحمونا من البلاوي دي! متخفيش يا شهد سيبك منها دي بت خوافة وفقرية.. اتفرجي انهاردة و لو عجبك من بكرة تطلعي معانا
لم تملك شهد تبريرا اخر فتظاهرت بالموافقة.. وكم تمنت لو انها تستطيع ذلك فعلا...
وبعد ان انصرفت زوزو اقتربت سمر من شهد وهما واقفتان امام حوض تغسلان بعض الصحون وقالت بصوت خفيض زوزو تبان جدعة.. بس خلي بالك مصلحتها فبل اي حاجة.. ولما تزن في حاجة يبقي ليها مصلحة فيها.. انتي عارفة انها بترسم علي جو وهو كمان.. شكلها مالية دماغه..
شهد باستنكار طب و ده علاقته ايه بأنها بتزن عليا عشان اطلع معاهم
سمر معرفش.. انا قلت اقولك بس متسلميش دماغك ليها من غير تفكير.. خلي بالك ان قعادك عنده اكيد مركبها مېت عفريت خصوصا ان جو عمره لا اشتري و احدة و لا حتي صاحب واحدة.. وجودك عنده مش مفهوم..
صمتت شهد فقد اربكها ما سمعت و لم تعرف لم
وصلت سيارة الخاوجة امام محل عطا و نزل منها الخواجة و رجاله ومنهم جو و دخلوا الي جميعا و سط ترحاب عطا
الشديد..
مسح جو المكان بناظريه كالمعتاد فهي طبيعه عمله.. و لكنه ايضا كان يبحث عن شهد.. ها قد بدانا منذ الثانية الاولي لوجوده وقد بدأ ينشغل بها.. نفض عن رأسه وجودها ونجح في التركيز تماما مع عمله الاساسي وهو حماية الخواجة.. جلس علي المائدة مع الرجال و قد طلب الخواجة عشاء فاخرا للجميع بينما هو في انتظار اشخاص هامة اتية لحضور اجتماع..
كانت الموسيقي تدوي والفتيات بدأن في الصعود علي اماكنهم العالية في اركان المكان لاحظ يوسف و جود زوزو وانها تشير له فاشار لها مما اثار الهمزات و الضحك بين الرجال علي الطاولة و تعليقات علي غرار ماشي يا عم الله يسهله ضحك معهم ثم توجه للحمام مارا بباب المطبخ ففتحه و اطل برأسه ليري سمر و شهد منحيات تقومان بمسح ارضية المطبخ الشاسعة بينما و قف الطباخ منهمكا امام الموقد و مندو يجلس علي الكرسي يتابعهما..
يوسف شهد..
التفتت شهد في لهفة و قامت و هي تمسح يديها في ملابسها و توجهت اليه قائلة جو..
فقط! اهذا ما قطعت مسافة طول المطبخ لتقوله له!..كادت ان تقول خدني من هنا الا انها ابت ان تكون تلك الطفلة التي تمسك بذيل امها حتي تحملها..
رمق مندو بنظرة طويلة و ثم قال لها مرتاحة حد مضايقك
اومأت براسها و قالت ماحدش يقدر يضايقي! والقت بنظرتها الڼارية الي مندو الذي انزل رجله من علي الاخري وقال انت ايه الي مدخلك هنا يا جو.. اتفضل علي ترابيزك.. و طلباتك هتجيلك لحد عندك.. هنا للي بيشلغوا بس
لم يعطيه جو اهتماما و قال لشهد لو عزتي حاجة انا برة..
اومأت برأسها و عادت لتنحني مرة اخري و تقوم بالمسح..بقي جو واقفا لبرهة يتابعها و يتابع مندو الذي بدا متوترا لوجوده ثم خرج متوجها مباشرة لعطا..
عطا باشا..اطمنت عليها
جو هو مندو قاعدلهم كده ليه
عطا مش فاهم
عطا متزعلش مني يا جو..بس الحتة دي مش بتاعتك.. مندو بيعد يتأكد انهم شغالين تمام و مش بيشتغلوا لكلكة و طلسئة.. كده انت بتدخل في شغلنا.. و بعدين مين قالك انه بيبص عليهم ده بيبص علي الشغل.. انت جبت البنت و انا مرفضتلكش طلب.. و هيا في عنيا..انما ملكش دعوة بمندو
لم يكن جو يريد اثارة مشاكل حول شهد حتي لا يفتح الاعين عليها..فاكتفي برد عطا وبرغم من انه رأي بعينه نظرات مندو المستفزة الا انه قرر ان يتغاضي عن الامر
فقال ناهيا الحديث ماشي انا مش هدخل.. بس انا عايزك بس تعرف مندو انا مين واقدر اعمل ايه.. وان شهد تهمني.. لو باقي علي روحه يحترم نفسه معاها
فقال عطا متخفش يا جو.. عيب الكلام ده.. قلتلك البت في عنيا
قبل ان يعود جو لطاولته رجع ثانية للمطبخ و فتح الباب عن اخره وهو يقول الباب ده يفضل مفتوح كده ثم نظر لمندو محذرا لو اتقفل انا هزعل!
وعاد لطاولته مرة اخري الان من مكانه يمكنه رؤية جزء من المطبخ حيث يجلس مندو و بالتالي يمكنه رؤية شهد و هي تمر من امامه كل دقيقة..
ان كنت ستراقبها في جميع االاحوال اما كان من الافضل ان تبقيها في مكان اقرب اليك..هكذا تحدث الي نفسه.. الان بدا العمل مع الراقصات افضل من حيث سهولة المراقبة.. ثم ان..
جو! كان هذا صوت الخواجة بقالي ساعة ماددلك ايدي عايز تليفوني!
اخرج جو هاتف الخاوجة في ثانية من جيبه و اعطاه له قائلا عيني كانت علي حاجة بتأكد منها يا ريس..لامؤاخذة
لم يبد انه سمعه فقد اخذ منه الهاتف و اجري الاتصال دون ان يبد اي رد فعل..
مرت الليلة الاولي لعمل شهد علي خير نجح جو في ان يتناسي امرها و يبقي تركيزه مع الخواجة..خصوصا اثناء ذلك الاجتماع الذي ضم عدة شخصيات هامة وقد اربكوا المكان بعددهم و عدد رجالهم.. بعد ان انتهي و رحل جو مع الخاوجة وامنه الي البيت..ثم عاد ثانية الي محل عطا ليصطحب شهد للبيت..
في اثناء الاجتماع و بسببه كان المطبخ في حالة من الارتباك و التوتر فجميع الفتيات النادلات يصرخن في بعضهن البعض للحصول علي الطلبات العاجلة و الطاهي يبدو و كان احدا اداره ليعمل بالسرعة القصوي..
وعطا ومندو يقفان بنهران كل من يبطيء و يحاولان ادارة الازمة.. و في وسط كل هذا كان دور سمر و شهد هو المساعدة في الانجاز فقد كانتا تجريان بين الطاهي و النادلات و ثم تغسلان
بضع اواني لاعادة استخدامها... الي اخره من اعمال.. حتي كادت شهد ان تسقط مغشية عليها من الارهاق و التوتر..
ثم ابدا الجو يهداء تدريجيا.. الي ان انتهي الامر مع انتهاء الاجتماع.. فهداء الجميع ..
و مع انتهاء الليلة رحل الطباخ تاركا المطبخ كساحة معركة و بقيت النادلات يرتبن المكان بينما نزلت الفتيات الراقصات منهن من بقيت لتجلس مع اصدقائها من الزبائن القلة الباقيين في انتظارهن ومنهن من رحلت.
امر مندو سمر وشهد بالانتهاء من نظافة المطبخ.. كادت شهد ان تصرخ باكية الا انها وجدت سمر تتوجه للبدء في العمل بدون اعتراض.. ففعلت مثلها علي مضض..
استمر العمل في نظافة المطبخ لمدة حوالي ساعة اخري و ما يزال مندو جالسا يتابعهن..
هو ايه ده! استعباد!! كان هذا صوت يوسف انا من ساعة ما كنت هنا و هما علي نفس الوضع!! ايه مفيش شغلة غير المسح!!
استدارت شهد لتجده يقف محدثا عطا علي باب المطبخ..
عطا ضاحكا لا يا خويا متقلقش خليناها عملت كل حاجة مش مسح بس.. حتي اسألها..
جو انت مفتري يا عم.. كده كتير اوي..
عطا طب ايه رأيك ان سمر كانت بتعمله كله