رواية حمزه بقلم الكاتبة الرائعة
أنا...
قاطعها وعينيه تلمع بالدموع ملوش لازمة تقولي حاجة
أنا فاهم طبعا أنه صعب عليك بس بالله عليك لو تقدري تسامحيني سامحيني علشان ضميري يرتاح.
غادر و تركها واقفة تدمع مجددا أقترب منها أخيها يقول بإستغراب هو فيه إيه يا وئام بينك وبين عمو وهو ليه مشي
مسحت دموعها وقالت بإبتسامة مفيش حاجة يا حبيبى مواضيع كبار بس المهم أنت ذاكرت اللى وراك.
أمسكت بيده طب يلا نكمل مذاكرة علشان ميعاد المدرس بتاعك قرب.
عادت والدة حمزة مع مريم إلى الغرفة ف اقتربت من حمزة بحنان عامل إيه دلوقتى يا حبيبى
حمزة بهدوء الحمد لله بخير.
حدقت بمريم بطرف عينيها ومريم عملت معاك إيه
أبتسم وهو ينظر إلى مريم مريم كانت كويسة جدا معايا وأنا حابب أشكرها على كدة .
قالت والدته بخبث الشكر الحقيقى لها لما تقولها على ميعاد الفرح يا حبيبى .
حدقت مريم بهم بعدم فهم قالت والدتها إحنا متكلمناش على ميعاد الفرح قبل كدة يا اختى علشان نحدد ميعاده.
قالت والدته بثقة لا يا حبيبتى أنت متعرفيش لكن إحنا كنا هنقعد يوم الحاډثة نتفق على ميعاد الفرح ده حتى كان قايلي أنه عايز يتجوز بسرعة.
أثناء ذلك دلف أخوها إلى المطبخ يركض وهو يقول پخوف الحقي يا وئام عمو واقع على الأرض مش بيتنفس!
الجزء التاسع
سقط ما بيدها من يدها وپصدمة إيه
قال كارم بهلع اه والله تعالي شوفيه.
ركضت معه حتى غرفة عمها ثم شاهدته ممد على الأرض وجهه شاحب ركعت بجانبه على الأرض وهى ترتعش.
زفرت بإرتياح و رفعت بصرها ل أخيها المذعور متخافش يا كارم عمو كويس وبيتنفس هو بس تعبان شوية تعرف تروح تجيب الموبايل بتاعي علشان نتصل على أبيه مؤمن يجي ويجيب الدكتور
هز رأسه ثم ركض ليحضر الهاتف بينما ناظرت وئام عمها بمزيج من الحزن و الذنب.
ليخبرهم أنه لم يلتزم بدواءه وأيضا الحالة النفسية له سيئة ثم غادر بعد أن كتب دواء جديد له وخرج مؤمن ليوصله.
جلست بجانب عمها تمسك بيده دلفت والدتها بسرعة إلى الغرفة.
قالت والدتها بقلق فى إيه يا وئام الدكتور كان بيعمل أي هنا وعمك ماله
قالت والدتها بإرتياح طب الحمد لله أخوك فين
وئام بهدوء قاعد برة ياريت تاخديه علشان هو شاف عمو وهو تعبان و اتخض وقلق.
والدتها بعفوية حاضر يا بنتى و هروح أحضر أكل لعمك لأنه لازم يتغذي كويس.
ذهبت وتركتها وحدها بينما وئام مازالت ممسكة بيد عمها.
بدأ يستفيق وفتح عينيه حدق بها و قال بصوت مبحوح وئام.
مالت على يده تقبلها بدموع ايوا وئام يا عمو حقك عليا .
قال بتعجب من إيه يا بنتى
رفعت وجهها الباكي له علشان أنا سبب تعبك أنا مسامحاك والله يا عمو بس كنت محتاجة وقت استوعب.
بكي هو الآخرالحمد لله أنك سامحتيني دلوقتى ضميري مستريح وأقدر أقابل وجه كريم.
متقولش كدة يا عمو أنت هتفضل معايا هنا أنت الوحيد اللى فاضل ليا بعد بابا.
سمعوا صوت شخص يحمحم و يقول بمزاح أجيب مناديل طيب للدموع ولا اتنين ليمون
نظرت خلفها بغيظ اللى قالك أنه دمك خفيف على فكرة كان بيضحك عليك.
رفع حاجبه وهو يتقدم داخل الغرفة إزاي ده أنا ناس كتير مأكدين ليا كدة.
مسحت دموعها وهى تبتسم لعمها نفسى أعرف هو مطلعش زيك ليه بس يا عمو.
ضحك عمها بتعب لا يا حبيبتى مؤمن مش شبه أي حد طالع كدة لنفسه.
نظر لوالده بهدوء عامل أيه دلوقتى يا بابا
قال برضى الحمد لله يا بنى بقيت عال العال و مستريح.
حدق مؤمن ب وئام ب نظرة معينة مش يلا يا وئام علشان بابا يرتاح
وئام بفهم اه طبعا يلا بينا .
خرجت معه ثم أغلقت الباب و وقفت أمامه.
قال مؤمن بهدوء ممكن تقوليلي إيه اللى حصل لبابا يا وئام
قالت بتوتر كارم جالي وقالى عمو واقع على الأرض و....
قاطعها بصرامة ده مش قصدي أنت فاهمة قصدي طبعا .
تنهدت مش هقدر أقولك حاجة غير أنه كان سوء تفاهم بيني وبين عمو و اتحل الحمد لله يا مؤمن.
قال بصوت جدى أتمني ده على العموم أنا راجع الشغل دلوقتى.
قالت بسرعة مش هتتغدي معانا
أبتسم لا مشغول النهاردة أن شاء الله اجي على العشاء.
قالت بصوت منخفض وهو يذهب مع السلامة.
ب
عاد حمزة إلى المنزل بعدها بيومين و كانت معه مريم تساعده حتى استلقي لينام.
خرجت إلى غرفة المعيشة لتجد خالتها تجلس مع أحدي جيرانها ف سلمت عليهم بهدوء وجلست معهم.
قالت والدة حمزة وهى تنظر ل مريم بإبتسامة دى بقي مريم مرات حمزة ابني
مش عايزة أقولك أدب و أخلاق إيه.
خجلت مريم ف قالت الجارة وهى تدقق النظر لها اه والله باين عليها ربنا يهنيهم.
قالت والدة حمزة وهى تشهق فجأة صحيح إزاي قاعدة بقالك شوية وأنا مش ضايفتك استني .
كانت على وشك النهوض حين نهضت مريم بسرعة وقالت خليك أنت يا خالتو أنا هجيب أنا عارفة مكان كل حاجة.
دلفت إلى المطبخ ف ابتسمت أم حمزة ب مكر وقالت بصوت منخفض شوفتي يا أم محمد بت أصول كدة وهتبقي تحت طوعي عارفة يعني ايه حماة بجد.
أبتسمت أم محمد معاك حق يا أختي وباين عليها كدة غلبانة وملهاش فى لوع ولا شغل البنات التانية ده.
عادت مريم تقدم لهم الضيافة مع سعادة أم حمزة وتباهيها بها أمام جارتها.
ب
مرت الأيام روتينية بحتة يغلب عليها طابع الهدوء و فى مساء أحدي الأيام اتصلت وئام ب صديقتها رحمة .
قالت رحمة بعتاب أخيرا افتكرتي أنه ليك صاحبة إسمها رحمة.
ضحكت وئام حقك عليا والله بس أنت عارفة اللى أنا فيه حتى أنت اسألي.
قالت رحمة بإستنكار والله! طب ما أنت عارفة أنه أنا مشغولة بتجهيزات الفرح و لولا أنك عندك كان زمانك هنا معايا وطبعا تيجي قبل الفرح بشهر على الأقل.
ضحكت وئام حاضر هو أنا عندي كام رحمة.
قالت رحمة المهم أخبارك ايه
قالت وئام بنبرة عادية الحمد لله كل حاجة هنا ماشية كويسة طبعا بقضي أغلب الوقت مع عمو و ماما و كارم و ساعات مؤمن يجي يقعد معانا شوية بس أغلب الوقت هو مشغول.
قالت رحمة بمكر ااا مؤمن صحيح هو أخبار مؤمن ايه
وبختها وئام بمزاح بطلي يا بنتى بقا .
رحمة بملل أنا غلطانة طيب.
ترددت وئام رحمة.
رحمة نعم
وئام بتردد هو .... هو حمزة....
قالت رحمة بتوتر ماله حمزة
وئام تعرفي عنه حاجة
نفت رحمة بإنفعال لا لا معرفش هو أنا هعرف ليه!
قالت وئام بإستغراب طيب أنا سألتك سؤال أنفعلتي كدة ليه
قالت رحمة بتلعثم ه.. هو أنا هنفعل ليه يعني مفيش حاجة.
قالت وئام بإصرار لا منفعلة وشكلك مخبية حاجة عليا المهم أنا عايزاك صريحة معايا قوليلي فى ايه
تنهدت رحمة ثم قالت بحزن حمزة اتجوز النهاردة .
الجزء العاشر.
وئام بنبرة مرتعشة ا اا اتجوز
قالت رحمة بندم أنا آسفة أوى يا وئام مكنتش عايزة أقولك لكن اصريتي وأنا مقدرش اكدب عليك.
قالت وئام بنبرة جامدة تمام يا رحمة.
قالت رحمة بقلق وئام بالله عليك متزعليش أنت تستاهلي أحسن من كدة بكتير.
أكملت وئام حديثها بصرامة خلاص يا رحمة اقفلي دلوقتى.
أغلقت معها الهاتف ثم عادت إلى غرفتها وجلست على سريرها تضم ركبتيها إلى صدرها ثم وضعت ذقنها عليها.
جلست لفترة طويلة تنظر إلى الجدار بعيون لا حياة فيها حتى تحررت دمعة انهمرت على وجهها تبعها أخريات بصمت تام.
فى الصباح استيقظت والدة وئام ثم دلفت لغرفتها لتجدها مستيقظة.
قالت بإبتسامة الله أنت صاحية ده أنا...
توقفت حين رأت وجهها كان الدموع جافة على وجهها ف تركت أثرا ك الخط على وجنتيها و عيونها حمراء من قلة النوم و وجهها متعب و شاحب.
جلست أمامها پخوف وئام حبيبتى مالك يا بنتى
رفعت وئام بصرها لها وقالت بصوت مبحوح اتجوز.
أدركت والدتها ما تقصده ف احتضنتها وقالت متزعليش يا حبيبتى أنت مش لازم تزعلي أنت اللى ينزعل عليك.
بكت بصوت منخفض طب ليه يا ماما ليه أتوجع كدة ليه حبيته وهو مش ليا
قالت والدتها بحكمة متقوليش ليه ربك لما بيعمل أي حاجة بيبقي ليه حكمة فيها يا حبيبتى لو عيشنا عمرنا كله
ممكن منعرفهاش بس هقولك
حاجة أنت و حمزة حبيتوا بعض لو كنتوا كملتوا و اتجوزتوا يا تري كنت هتعيشي مرتاحة
ابتعدت عنها وهى تقول بإستغراب قصدك إيه يا ماما
والدتها قصدي لو تفكري فيها إزاي كنت هتعيشي مرتاحة مع حمزة و مامته مش بتحبك كدة كنتوا إزاي كلكم هتعيشوا مع المشاكل اللى ممكن تعملها
قالت بحيرة إزاي بس يا ماما ما أنا ممكن اتجنبها و ...
قاطعتها والدتها بجدية لحد أمتي طب وحمزة
هيتعامل معاكم أنتوا الاتنين إزاي
أكملت بحنان يا حبيبتى أنتوا فى الأول ممكن يبان لكم أنكم قادرين تتأقلموا مع الوضع لكن بعد كدة ممكن الوضع
هيكبر أكتر أنت بتتجوزي حمزة اه لكن فى نفس الوقت مع وجودك قريبة من مامته لازم علاقتكم تبقي كويسة يعني أنت هتفضلي مستحملة معاملتها دى لحد أمتي هتعدي و تسكتي كام مرة و لو رديتي عليها هتطلعي مش كويسة وأنك بتردي على حماتك و أكيد هى صح طب نيجي لحمزة نفسه هيكون مشتت بينك و بين مامته حتى لو معاك دايما هيبقي محتار المفروض أنت مراته يصونك وميجيش عليك و دى مامته بردو هيبقي عايز ميزعلهاش و يراضيها و مرة ورا مرة أنتم الاتنين هتزهقوا من كتر المشاكل و الضغط و الزعل فاكرة قصة سيدنا خضر يا بنتى لما قتل الغلام الصغير اللى كان هيكبر يبقي عاصي لابوه و أمه و هيرهقهم من كتر طغيانه وربنا رزقهم واحد غيره تقي صالح الأب و الأم دول كانوا يعرفوا الكلام ده
كانوا يعرفوا أنه ابنهم ده كان هيبقي عاصي ليهم ما يمكن هما عاشوا عمرهم كله من غير ما يعرفوا أنه ده كان خير ليهم و زعلانين على ابنهم اللى ماټ صغير لكن شوفي حكمة ربنا هنا المهم أنه اللى حصل لهم كان خير حتى لو هما مش عارفين الحاجة المهم هنا أنك يا وئام تؤمني أنه أي حاجة تحصل ليك هى خير حتى لو معرفتيش الخير فين فهمتي يا حبيبتى
تنهدت براحة فهمت يا