الإثنين 25 نوفمبر 2024

عاصفة الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 11 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الجوازه ديه عليك  
وتابع متنهدا 
انا مش عارف اللي عملته ده صح ولا غلط لأول مره احس ان عقلي
نفذ من غير ما يشوف العواقب 
فتعالت ضحكات أحمد 
شكل الجوازه حلوه والعروسه مريحاك 
فضغط فريد على شفتيه هاتفا بقوه 
أحمد 
فضحك أحمد بخفوت بعد أن أدرك غيرته وحنقه من مزاحه
متقلقش على أي حاجه انا ونادين بنرتب لكل شئ حتى الفيلا ايام وتبقى جاهزه 

وتابع وهو يزفر أنفاسه ببطئ 
بس البنت ديه تستحق مساعدتك يا فريد عدلي الزيات ده راجل جبار
وقبل أن يهتف فريد بشئ سمع صوت زينه من الداخل تهتف بأسمه
نبقى نتكلم بعدين يااحمد 
وأغلق الهاتف فرفع أحمد الهاتف نحوه مبتسما
يارب تكون أحسنت الاختيار يافريد 
وابتلع غصه مريره بحلقه ليعود إلى مطالعه حاسوبه الشخصي وينهي بعض الأعمال العالقه
وجدها تحمل فنجاني القهوة ثم مالت بجزعها العلوي منحنيه تضع ماتحمله على الطاوله فأقترب منها مبتسما 
وجلس ليجلسها جانبه وبدء يفكر ان هذا أنسب وقت للحديث بتريث 
احكيلي عنك يافريد انا حكيت عن نفسي كتير اوي
شكلك بتحبي الرغي اوي يازينه 
وضحك بمتعه بعدما وجدها تبتعد عنه وتحدق به پشراسه أسبوعا مر علي زواجهم وأصبحت أمامه صفحه مقرؤه 
اسفين يامدام فريد الصاوي أرغي أنتي وانا سامعك 
كانت معه تشعر وكأنها وجدت ذاتها فريد كان مستمع جيد وهي معه أحبت الثرثره بدء يتعجب من حاله كيف أصبح مستمتع معها رغم أنه لا يحب الحديث بكثره ولكن زينه أضافت أشياء مختلفه لحياته 
انوثه تسحره ببرائتها دلال يعلم أنها لا تقصد تستيقظ قبله أو معه فتظل تتأمله وكأنها ترى فيه ما لا يراه بنفسه 
حكاياتها كانت كثيره عن السيد هشام زوج والدتها فكانت لديه رغبه أن يعرف هويته بالكامل فكل ما يعرفه انه كان يملك احد المصانع التي لم يذع سيطها  فتجارته كانت محدوده 
قوليلي يازينه اسم زوج والدتك بالكامل ايه
فأبتعدت عنه تتعجب من سؤاله 
اسمه هشام محفوظ الحسيني 
لتتسع عين فريد وهو يربط الأشياء ببعضها انه والد يوسف صديق شقيقه وشريكه بالمشفي
لتتجمد عيناه متذكرا حديث زينه عنه وأنه لم يكن يوما يطيقها لاحتلالها قلب والده فحتي بعد مۏت والده ورغم توصيته عليها الا ان يوسف طردها ليبيع أملاك والده دون مراعتها 
مالك يافريد هو الاسم في حاجه 
فتلاشت برودة ملامحه وطالعها بحب ثم نظر للقهوة التي مازالت علي حالها 
مدام القهوة بردت تعالى نكمل كلامنا في مكان تاني 
لم يمهلها الرد ونسي ما كان يراه مناسبا تلك اللحظه ليخبرها به
وذابوا معا حيث عالمهم الذي لم ينطفئ شعلته 
تعجب عدلي من صمت ابنته وتلاعبها بطعامها 
فريد امتى هيرجع من سفره 
فطالعته نادين بتوتر فتلك الكذبه هي من اخترعها بعد أن أخبرت فريد بالأمر كي ينعم بزواجه وعروسه فيكفي مافعله من أجلها 
بعد يومين راجع 
فطالعها عدلي بتحديق ثم ارتسمت السخريه على شفتيه 
بتكذبي عليا يانادين بتكذبي على عدلي الزيات على العموم انا عارف بجوازه وأنه دلوقتي مع العروسه 
فتجمدت ملامحها وهي ترى والدها يكشف الحقيقه فعلى من ستكذب على عدلي الزيات كذبه سخرت فيها على حالها حين اختراعتها علي والدها 
مش مهم عندي تبقى الزوجه التانيه لأني واثق ان بنتي هتكون ناصحه وهتاخد كل حاجه ليها في الآخر 
وصدحت صوت ضحكته عاليا إلى أن بدء يسعل بشده فأقتربت منه بكأس الماء تعطيه له پخوف 
بابا اشرب الميه 
فدفع الكأس عنه ناهضا من فوق مقعده يكره حقيقه تعبه ومرضه الذي يهزمه 
فوقفت تحدق بخطواته الواهيه ودموعها تتساقط بصمت فمتى استطاعت أن ترضيه يوما
ركض فارس نحو يوسف بالمشفي بأمريكا ينظر إليه بقلق 
طمني يايوسف فاقت
فطأطأ يوسف رأسه مازال لا يصدق ان والدته المرأه التي عاش عمره كله يراها عنصر القوه والتسلط الذي جعله مع أول فرصه يترك لها عالمها كله ويرحل 
لم يتعجب من أسر والدته له فذلك ما فعله جده معها وأصبحت تطبق كل شئ فيه كان يعرف أنها تحبه ولكن قيودها جعلته يفر من سجنها يبحث عن الحريه 
زواجها من والده لم يكن إلا نزوة اعجبتها أرادت تجربتها ثم عادت لموطنها به ولكن كانت تدرك بحاجته لوالده فلم تحرمه يوما منه الديمقراطية التي رأها معها لم تكن إلا في ذلك الشئ 
مشاعر متخبطه دارت بخلده وحزن طغى على ملامحه ليزفر بآلم 
الحاله صعبه اوي يافارس
فحضنه فارس مشفقا ورابت على ظهره بحنو 
دكتوره مادلين قويه وهتقوم منها متقلقش 
أبتسمت شهد وهي تطالع حال شقيقتها تتقلب من حينا لأخر علي فراشها
نفسي اعرف عقلك مشغول في ايه
فأتكأت سهر علي جانبها تفكر في اتصالات احمد بتلك التي تدعي نادين ومجيئها للشركه تلك الفتره 
مافيش ياشهد مشاكل في الشغل
لتلمع عين شهد وهي تدرك ان شقيقتها تكذب عليها
بتكدبي عليا ياسهر بس ماشي 
فأبتسمت سهر علي طفولة شقيقتها واغمضت عيناها تحلم بعشقها المؤلم 
وقف أمام المرآه يهندم من ملابسه ومن لحظه لأخرى يطالعها وهي تغفو كالأطفال 
زوجه معطاءه
قلبه بدء يتعلق بأبسط ماتفعله ولكنه ينكر حبها ملخصا اندماجه معها ماهو الا انها مناسبه له بطباعها الهادئه
وزفر أنفاسه بقوه وهو يتذكر زواجه من نادين والذي لن يتنازل عنه عدلي بأقامه حفل زفاف لابنته ولكن اليوم قرر أن يتحدث مع نادين بذلك الأمر فهو لا يريد الشوشره وچرح زوجته فحتي الان لا يعرف من اين سيبدء حديثه معها موضحا كل خبايا الحكايه إليها 
وانتبه علي صوتها الناعس 
صباح الخير 
صباح الخير يازينه 
ووجدها تنهض من فوق الفراش متعثره في الغطاء متسائله بعدما وقفت امامه
انت نازل الشغل يعني خلاص كده الاجازه خلصت 
فضحك علي عبوس ملامحها 
المفروض كنت انزل من تلت ايام بس اعمل ايه شكلي حبيت العسل وده مينفعش مع فريد الصاوي 
تعجبت من مشاكسته بالفعل طباع غريبه أصبحت تظهر به كما أخبرتها سلمي ولكنها ابتسمت لشعورها بالسعاده من تعلقه بها حتى أنها لامت نفسها على مخاوفها القديمه أثناء خطبتهما 
خليك النهارده بس معايا 
قالتها بتذمر طفولي يصحبه الغنج فأبتسم وهو يرفع كفيه محتضنا وجهها مداعبا اياه بأنامله 
للاسف مينفعش يازينه عندي اجتماع مهم النهارده 
رضخت للأمر وزفرت أنفاسها محركه يداها يمينا ويسارا
مدام عندك شغل مهم خلاص هروح احضرلك الفطار 
أنهت نجاة مكالمتها مع زينه تنظر حولها بوجوم وحدتها أصبحت تجثم علي روحها وتنهدت وهي تلتقط بعض الملابس الملقاه علي الفراش لتبدء في طيها ووضعها بالخزانه 
تنهدت بفتور وهي تراه قادم نحوها كان يسير بخطوات تشكل هاله حوله من الرجوله الطاغيه ليجلس أمامها معتذرا 
كان عندي اجتماع مهم وده سبب تأخيري عليكي 
فطالعته نادين بود 
ولايهمك ايه الموضوع المهم اللي انت طلبتني عشانه 
فنظر فريد الي قبضتي يداه زافرا أنفاسه بثقل
نادين انا مقدرش اعملك فرح واعزم فيه الناس مقدرش اجرح زينه الچرح ده يمكن في البدايه كنت شايف ان الامر عادي لما اشرحه ليها بس حاليا لاء 
فأبتمست نادين وهي تدرك السبب 
وانا مش زعلانه ايه رأيك الفرح يبقى مقتصر على الناس المقربه ويكون في الفيلا عندنا ومتقلقش هحاول اقنع بابا
وهتفت بأعتذار حقيقي 
انا عارفه ان بابا شروطه عجيبه بس اوعدك تنتهي الحكايه وهخرج من حياتك بهدوء 
إلى الآن لا يصدق أن تلك الفتاه ابنه عدلي الزيات الرجل الذي لا يعرف بحياته الا قانون العقل والربح 
بابا عرف انك متجوز 
لتتلاقي عيناهم بصمت محركا يداه أسفل ذقته فلم يظل الا زينه 
جلست شهد علي أحد المقاعد تستريح بعد ساعات قضتها في الإشراف على حالات المرضى ومراجعه التقارير
وابتسمت وهي تستمع لثرثرة زملائها عن الطبيب يوسف وحاډث والدته التي تمتلك أسهم ضخمه بمشفى خاص بأمريكا ورثتها عن والدها غير الأموال الأخرى  والعجيب ان الصحافه تحدثت عنه بعد أن ترك لها كل شئ وأراد الاستقلال بحياته 
لا تعلم كيف الحديث جذبها بل واضحكها من قدره زميلاتها في البحث عن حياته وما يخصه بأدق التفاصيل 
ونظرت إليهم متمتمه قبل أن تنهض
سبحان الله احنا الستات لما بنحط راجل تحت الميكروسكوب يبقى لازم نوصل لادق أدق التفاصيل حتى العطسه بتاعته
لتقذفها إحداهن بملف كان أمامها فتضحك لمياء على دعابتها
جلست سلمي جانب والدتها تستمع إلى الشئ الذي تخفيه
هي وفريد وفارس لم تصدق ما سمعته في البداية ولكن عندما بدأت تنظر لملامح والدتها علمت بصدق كل كلمه
شردت في الأيام الماضيه وهي تسأل نفسها متعجبه من مكوث فريد بجانب زينه وتدليله لها وتلك السعاده التي كانت تنير وجهها لحظتها أدركت انها أخطأت في فكرتها وكانت والدتها على صواب ولكن بعد ما سمعته الان لم ترى إلا خداع وكسره تخيلتها بأعين زينه عندما تعلم بالحقيقه وان المشاعر التي اغدقها بها شقيقها لم تكن إلا قربان وهتفت بصوت مهزوز بعدما تمالكت حالها 
مش معقول ياماما ابيه فريد يعمل كده لا قولي ان انا بسمع حاجه غلط
فتنهدت امينه بعدم رضي
اومال انا حكيتلك ليه ياسلمي مبقتش قادره اضحك في وش البنت انتي شايفاها طيبه ازاي 
وتذكرت امينه منذ ساعات كانت تجلس زينه معها تدلك لها قدميها بخفه كما كانت تفعل مع والدتها
اخوكي فجأني بالحكايه بس متلوميش عليه هو حاول يساعد البنت وكان بيرد معروف قديم جواز صوري ومؤقت بس وكله هينتهي
فهبت سلمي واقفه
وأبيه فريد مستني امتى ياصارحها مستني يوم فرحه اللي بعد كام يوم
واتسعت عين امينه فجأه بعد أن سمعت صوت شئ يسقط على الأرض
فخرجت سلمي من غرفة والدتها المفتوحه لتجد زينه تقف 
جانبا منزويه على نفسها تكتم صوت شهقاتها ودموعها تنحدر على وجنتيها بصمت
فأتبعتها امينه وهي تتمنى أن لا يكون
ماتوقعته ولكن كما توقعت علبة الكيك التي كانت تحملها إليهم ساقطھ أرضا وهي تقف تطالعهم تسألهم بعيناها هل ماسمعته حقيقه ام تتوهم
مين اللي هيتجوز ياسلمي تقصدي فارس صح
تمتمت بأمل أن يكون المقصود فارس وعندما رأت الوجوم على وجههم وصمتهم علمت أن ما سمعته ماهو الا حقيقه 
وكتمت صوت بكائها واقتربت من امينه تترجاها أن تهتف بشئ
اكيد مش فريد صح ماما امينه قولي حاجه ساكته ليه
ولكن صوت الحقيقه أتى من صاحبها 
اللي سمعتيه صح يازينه 
هوى يوسف على أقرب مقعد وجده أمامه وهو يسمع إلى ما يخبره به الطبيب بكل أسف والدته قد رحلت رحلت بعد ان تحرر من قفصها الذهبي فأقترب منه فارس وهو لا يعرف ماذا سيقول لصديقه بحالته تلك ووضع بيده على كتفه يربت عليه بدعم
الحقيقه خرجت كالسوط على قلبها اطاحتها من أعلى قمه اوصلها إليها بمشاعره وحنانه معها طيله الايام الماضيه لتسقط في قاع الوهم والخذلان الذي ذاقته من قبل ولكن تلك المره كان كالعلقم في حلقها وهتفت پضياع 
انت بتكدب عليا انت قولتلي انك غير اي حد
وركضت من أمامه تكتم صوت آنينها وكادت أن تلحقها سلمي
سلمي خليكي هنا
لتبكي والدته على حالها
قولها الحقيقه يابني وطيب خاطرها الكسره وحشه ياريتني ما كنت نطقت ولا اتكلمت
فأتبعها وهو يعلم أن الخطأ منه وحده فهو من أخذ يؤجل الأمر إلى أن
 

 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 26 صفحات