رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل
علي أنفعالاته طيب
نزار ممدا بكفه وهو يشير بأصابعه هات الكارنيه بتاعك
أنتفض مالك من مكانه فزعا ثم حدق به وهو يهتف
مالك لالا كارنيه أيه أنا هخرج خالص وأريحك مني يادكتور أنا يهمني راحتك وربنا
نزار صائحا به بقول هات الزفت ياغبي أنت لسه هتحكي معايا
مالك حاككا فروة رأسه يفكر في كيفية التخلص من هذا المأزق ماهو أصل بصراحه أنا مش في حاسبات
أحد الطلاب ممازحا أكيد العصفوره في حاسبات وهو جه عشانها
علت أصوات القهقهات بالقاعة في حين زفر مالك أنفاسه متأففا ثم أردف بنفاذ صبر
مالك بص يادكتور أنا هخرج وكأننا متقابلناش النهارده
نزار هات الكارنيه بتاعك مهما كانت كليتك أيه
مالك مشيرا نحو إيثار يا دكتور البنت الغلبانه دي لسه جديده علي جامعة أسكندريه وكنت بجيبلها الجدول عديها بقي يادوك تور
نزار أنتي غبيه ولا مفيكيش مخ زينا مش عارفه تجيبي الجدول ليه لنفسك ياغبيه
إيثار وهي تغمغم بخفوت هو أيه حكاية الغباء معاه!
مالك هامسا لأ ده داء عنده ومفيش طالب سلم منه
نزار بنبره صارمه ما تنطقي
إيثار بتردد ونبره متعلثمه قليلا اا انا حضرتك ماهو أنا معرفهوش حضرتك
إيثار مدعيه عدم معرفته أفندم !!
مالك بنظرات مذهوله أفندم مين وأنا اللي أفتكرتك علي نياتك طلعتي سهونه
نزار صائحا به أنت ياغبي هات الزفت بتاعك
ضړب مالك كفا بكف ثم وقف أعلي المدرج وظل يقفذ علي الدرجات متقدما للأمام في حين كانت الضحكات قد أنتشرت بداخل القاعه وعمت الفوضي
ركض مالك من أمامه تاركا القاعه في حين ظل المحاضر يهتف بأسمه ويسبه ولكنه لم يكترث بل صار في طريقه بدون أهميه له
وبعد مرور ساعه ونصف من الوقت بدأ الطلاب للخروج من القاعه الدراسيه حيث دلفت إيثار للخارج ومازالت الهيستريا متمكنه منها بقوه ولا تستطيع التحكم بها فتفاجئت به يقف أمامها عابسا بوجهه ثم ردد
إيثار بقهقهه عاليه
مالك مبتسما بعذوبه لأ ده أنا أجيلك كل يوم بقي ونطرد سوا عشان الضحكه دي
إيثار متنحنحه بحرج اا انا أنا همشي طالما الجدول أتغير ومعنديش حاجه
تقدمت بخطواتها للأمام بينما تقدم هو بخطي أسرع كي يقف أمامها وهو يهتف
مالك طب أستني هوصلك يعني طالما الطريق واحد وكده
مالك محاولا أختلاق الأسباب أيوه بس دلوقتي هتلاقي المواصلات زحمه و
إيثار بإبتسامه متواريه هعرف أتصرف عن أذنك
فضل أن لا يلح عليها برغبته حتي لا يشعر بثقله عليها فيجب عليه أحترام رغبتها ختي وإن كانت ضد رغباته هكذا يفكر في حين كانت وسائل المواصلات بهذا الوقت مزدحمه بالفعل ولكنها أستطاعت إجتياز هذه العقبة حيث أعتادت عليها بالقاهره وأخيرا وصلت أسفل العقار لتجد صديقتها الصغيره روان وهي تكاد تدلف من البوابه الرئيسيه للبناية فباغتها ببسمه أبرزت غمازتيها ثم رددت ب
إيثار أزيك ياروني
روان مدققه النظر بوجهها أنا الحمد لله كويسه أيه ده أنتي عندك غمازات ياخواتي عليهم
أطلقت ضحكة ذات صوت منخفض علي صوتها الطفولي الذي برز فجأة ثم هتفت
إيثار أنتي هتبصيلي علي غمازاتي ولا ايه
روان وهي تشير بأصابع كفها الخمس لالأ عيني حلوه مټخافيش أيه رأيك نروح النهارده خالد إبن الوليد سوا أنا هروح مع أصحابي نشتري شوية حجات لو عايزاني أكنسل معاهم وأجي معاكي أنا مواقفه
إيثار بنظرات زائغه وقد جذبتها الفكره والله كويس هشوف بابا كده وأقولك بس بلاش النهارده عشان ورايا حجات كتير عايزه أخلصها
روان وهي تصفق بحركه خفيفه منها اووو مش مشكله هستناكي مش ورايا حاجه
عمرو أنتي واقفه في الشارع كده ليه ياهانم!
إيثار بإرتعادة خفيفة خضيتني ياعمرو في أيه أنا واقفه تحت بيتنا يعني مفيهاش حاجه
روان بنبرة متذمرة قليلا كنت بقولها علي حاجه مهمه
عمرو مشيرا لها بسبابته محذرا بقولك ايه ياأنسه
أنتي ملكيش دعوه بأختي أنا بقولك أهو
إيثار محملقة به وقد أصابها الحرج عمرو أيه اللي بتقوله ده ميصحش كده
عمرو قابضا علي ذراعها پعنف أمال يصح وقفتك في الشارع كده واللي رايح واللي جاي يبص عليكي أتفضلي قدامي يلا يلااا
غمزت إيثار بزاوية عينيها لروان كي لا تحزن من تصرف أخيها الغير لائق معها فتفهمت الأخيره وهزت رأسها لتعلن تقديرها للموقف ثم صعدت إيثار ويتبعها أخيها للأعلي في حين أنتظرت روان بضع دقائق قبيل أن تصعد حتي تتأكد من خلو الدرج من وجه ذلك ال عمرو
إيثار انت ازاي
عمرو وهو يرمقها بنظرات ساخرة ايش عرفك أنتي في البنات! وبعدين متمسكه بيها ليه كده دي مش من سنك حتي
إيثار وقد توترت عضلات وجهها يمكن ده السبب اللي مخليني متمسكه بيها انها أصغر مني وهتعيشني جوه سنها اللي معيشتوش وانا قدها
عمرو وقد أرتفعت نبرته وزادت حدتها انتي هتتنمردي ولا ايه من أولها
حضرت تحية بهذه اللحظة ممسكه بملعقة الطعام الكبيره ثم حدجتهم بحنق وهي تهتف
تحية بتتخانقوا ليه ياأساتذه ياللي مش عاملين احترام للي في البيت
عمرو مشيرا صوبها بنتك متصاحبه علي واحدة هتبوظ أخلاقها
رحيم بلهجة خشنة في أيه ياعمرو ومين اللي بتتكلم عنها دي
نطق أباهم بتلك العبارة وهو يتحرك نحوهم ممسكا بالجريدة
إيثار وقد تحركت للوراء بخطوات مرتبكه مفيش حاجه يابابا
عمرو لأ في إيثار يابابا متصحابه علي البت اللي ساكنه تحتنا وانا بصراحه مش عجباني الصحوبيه دي بت مدلعه زيارة عن اللزوم كده وشايفه نفسها مش عارف ليه
رحيم بلهجه حازمه اسمعي كلام أخوكي الكبير ياإيثار هو عنده خبره عنك وبعدين دي أصغر منك متصغريش نفسك معاها
إيثار وقد أنقطب جبينها بضيق أيوه يابابا بس انا
رحيم مشيرا لها لتصمت خلاص مش عايز جدال كتير يلا ياتحيه حضري الغدا
تحيه وهي تدلف للمطبخ مره أخري حاضر ياحج علي طول أهو
في يوم إشتدت به حرارة الشمس وقد توهجت أشعتها وطغت علي مدينة الأسكندريه وقفت تمسح عنها قطرات قد تندت علي جبينها وهي واقفه في أنتظار أحد وسائل المواصلات التي ستقلها لمنزلها بعد يوما مليئا بالمحاضرات الدراسيه التي أنهت صلاحية التفكير لديها لهذا اليوم وعلي حين غرة وجدت من يجذب ساعدها بخفه لتلتفت بفزع وتراه أمامها حدقت به وتوقفت الحروف عدي حافة لسانها في حين هتف هو بلهجته الناعمه
شريف أذيك ياإيثار
إيثار وقد تملكها الذهول اا ن انت ا
شريف وقد أرتسم علي مبسمه إبتسامة أيوه أنا وحشتيني
بدأت تستشعر كفه القابض علي ساعدها وتلمس في نبرته التملك فتشنجت عضلات وجهها ثم راحت تدفعه بقوه ليترك ذراعها في حين كان مالك يتابع الموقف من بعيد ويخشي التدخل حتي لا تصيبه خيبة الأمل وتكون قد تعرف ذلك الشاب حينها لن يستطيع النظر إليها مره أخري ولكنه لاحظ تعبيراتها المنفعله ونظراتها المهينه
له فتقدم ببطئ نحوها ليستمع للحوار القصير الذي بينهما
إيثار أنا مش سايبه القاهره بأهلها وناسها وأصحابي اللي فيها بسببك عشان حضرتك تنطلي هنا
كمان
شريف بنظرات متفرسه وحشتيني ياإيثار مش قادر أستحمل بعدك عني لحظه
إيثار وهي تنظر للماره حولها هلم عليك الناس لو ممشيتش
مالك بلهجه محتده لأ أعتبري الناس أتلمت خلاص في أيه ياأخ
تحدث بعبارته تلك وقد تقدم نحوهم ليقف أمامه ليسد عنه الطريق في حين رمقه شريف بنظرات حانقه وهو يهتف
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز لأ ليا ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها
وهو يردف متهكما هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها ڠضبا أخرس ياحيوان أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة أمال مين ده!!
مالك جاذبا ياقته بشكل مهين ميخصكش وأمشي بسلامتك أحسن
الفصل السادس
وكأن الماضي قد عاهد حاله
ألا يتركني أنساه فأرسل لي من يعكر صفوي وطاردني حتى في منفاي
تجهم وجه شريف بشدة ورمق ذلك الغريب الذي تدخل في الحوار مع إيثار خطيبته السابقة بنظرات شرسة وصاح بنبرة غليظة
أنا خطيبها !
سيطر الإندهاش الممزوج بالصدمة على مالك وعجز عن الرد ببنت شفة بينما اتسعت مقلتي إيثار في صدمة واضحة وشهقت نافية
كنت كنت احنا سيبنا بعض خلاص !
إلتوى فمه ليضيف بإبتسامة قاسېة
وهو انتي مفكرة إنك لما هتبعدي مش هاعرف أوصلك تبقي غلطانة أنا مش هاسيبك إلا لما أخد حقي منك ! أو عندك حل تاني نرجع لبعض
صړخت فيه بصوت محتد ويحمل الټهديد وهي تشير بإصبعها
شيل الأوهام دي من دماغك وأنا بأحذرك دي أخر مرة تيجي هنا وإلا مش هايحصلك خير أبداااا
رد عليها شريف بتحدي شرس وهو يتحرك خطوة نحوها
وريني هتقدري تعملي ايه
في تلك اللحظة تدخل مالك ووقف بجسده أمامه ليسد عليه الطريق ثم حدجه بنظرات محتقنة وهتف بصوت قاتم
في ايه يا كابتن هو أنا مش مالي عينك ولا حاجة
رمقه شريف بنظرات مستهزأة وأردف قائلا بسخرية وتهكم
وإنت مين يا حلو لأ وفارد عضلاتك أوي
صاح به مالك بجمود
ملكش فيه وأحسنلك يا بابا تمشي من هنا !
لوى شريف فمه ليردد بتهكم
بابا !
تابع مالك حديثه بقوة تحمل الټهديد
الوقتي بابا وبعد شوية هاخليك ماما انت هنا في منطقتي !
أدركت إيثار أن هناك معركة على وشك النشوب بينهما فهتفت بتوسل وهي تنظر إلى مالك پخوف
خلاص يا مالك سيبك منه هو هو مايتسهلش
إبتسم شريف قائلا بتهكم وهو يربت على كتف مالك
اسمع كلام ال الهانم !
أزاح مالك كفه مضيفا بصرامة والشرر يتطاير من عينيه
نزل إيدك عني ! ويالا اتمشى بدل ما أخرشمك النهاردة
رد عليه شريف بعدم مبالاة بعد أن سلط أنظاره على إيثار
وعلى ايه خلينا حبايب النهاردة زي ما كنا زمان
ثم حدج مالك بنظرات احتقارية و سار عائدا في اتجاه سيارته وقبل أن يركبها تابع بتوعد
أنا ماشي الوقتي بس مسيرنا هنتقابل يا يا إيثار وسلمي على الفاموليا المحترمة
ثم قهقه عاليا وهو يغلق الباب خلفه
سيبك منه يا مالك متردش عليه ده ده واحد مايسواش
قالتها إيثار بتوجس وهي تدعو الله في نفسها ألا ينفعل مالك ويتشاجر مع ذلك الحقېر
تنهد هو بصوت مسموع وظل هينيه مسلطتين على السيارة إلى أن اختفت في وسط الزحام