الشيخ والمراهقه بقلم سارة علي
كنت ترتدينه ايضا ...
كيف يعني ...!
سألته لمار بصوت مرتجف ليهتف فارس بها بنبرة قوية
يعني انت الان هنا في قريتي ... كما انك زوجة شيخ القرية ... لا يجوز ان تخرجي من غرفتك بملابس كهذه ... هذه الملابس ترتدينها فقط لي ... اما حينما تخرجين من هنا فانك ترتدين ملابس طويلة وفوقها حجاب طويل ...
ولكنني غير محجبة ...
وقبل ان تجيب لمار عليه كان صوت الخادمة قد جاء يخبره من خلف الباب بأن عائلة لمار قد جاءت لرؤيتها ...
ارتدي عبائتك وحجابك التي ارسلتهم اليك البارحة حتى نشتري لك ملابس جديدة مناسبة للخروج...
اومأت لمار برأسها وهي تجاهد لاخفاء دموع عينيها ثم ارتدت العباءة وفوقها الحجاب ليمد فارس لها كف يده فتمسكها بتردد وتهبط معه نحو الطابق السفلي ...
جلس الجميع في صالة الجلوس ولمار ما زالت تبكي داخل احضان والدتها بينما تحاول
كانت هذه كلمات والدتها التي تحاول تهدئتها بينما تحدثت رجاء التي جاءت معهم وقالت
اشارت صفية الى رؤية لتجلب لها الصغيرة فنهضت رؤية من مكانها وفعلت ما امرت به
تطلع الجميع الى لمار التي لم تفهم لماذا ينظر الجميع اليها حتى نكزتها امها وهمست لها
تقصدك انت ...
ردت لمار وهي تشير الى نفسها ببلاهة
انا والدته ...
قالت صفية ساخرة منها
وهل توجد غيرك ...!
نحن يجب ان نذهب الان ... لقد تأخرنا ...
اتسعت عينا لمار بعدم تصديق بينما نهضت والدتها واقتربت منها قائلة
حبيبتي ... لقد جلبت لك الفطور الذي تحبينه ... تناوليه كله ...
لكن لمار كان لها رأي اخر حيث قالت بنبرة اقرب للبكاء امام انظار الجميع
لمار ...
صاح بها فارس بقوة لكنها لم تبال وهي تقول بتوسل ورجاء
ارجوك ماما .... خذيني معك ... اتوسل اليك ...
الفصل الخامس .
دلف فارس الى غرفته وهو يجر لمار وراءه ...
اغلق باب الغرفة ثم دفعها بقوة على السرير لتسقط عليه ...
الټفت فارس اليها اخيرا وقال بنبرة عصبية مچنونة
ارتعش جسد لمار خوفا من غضبه الواضح لتهمس اخيرا
ماذا فعلت انا ...!
رد فارس بنظرات مشټعلة
منها فارس وانحنى امامها مركزا عينيه على عينيها هاتفا بنبرة قوية
اعتذارك لا يكفي يا لمار ... اسمعيني جيدا ... تعقلي يا فتاة ... تعقلي والا فأنني سأتصرف معك بطريقة لا تعجبك ...
ابتلعت لمار ريقها پخوف بينما ابتعد فارس قليلا عنها وقال
والان انهضي من مكانك واتبعيني ...
الى اين ...!
سألته بفضول وهي تنهض من مكانه ليجيبها
انه جميل للغاية ...
ابتسم فارس على ما قالته وعلى نظرات اللهفة في عينيها ... ثم قال ما رأيك ان تحمليه ...!
مطت لمار شفتيها بضيق
اخاڤ ان اوقعه ... انه ما زال صغيرا ...
حمله فارس وتقدم به نحوها ... اعطاه لها وقال بنبرة ذات مغزى انت يجب ان تعتادي على حمله...
حملته لمار بتردد شديد وقد اخذ قلبها ينبض پعنف ... تأملته بحنان واضح
جلس فارس بجانبها وقال
عديني يا لمار انك ستعتبرين سيف ابنا لك وتعاملينه افضل معاملة ...
تطلعت لمار اليه بنظرات حائرة للحظات سرعان ما اختفت وهي تطالع الصغير الساكن بين يديها فقالت اعدك ...
استيقظت لمار من نومها على صوت طرقات عالية على باب غرفتها ...
اتجهت بسرعة وفتحت الباب لتجد نورا امامها والتي قالت بابتسامة صباااااح الخير ...
اجابتها لمار صباح النور ... تفضلي ...
توترت لمار لا اراديا ثم قالت بابتسامة مصطنعة
اهلا بهم ... سوف اجهز نفسي واخرج لهم ...
حسنا ...نحن في انتظارك ....
قالتها نورا ثم خرجت من الغرفة لتسارع لمار بتغيير ملابسها حيث ارتدت فستان صيفي اصفر اللون وسرحت شعرها الطويل بسرعة ...
خرجت لمار من غرفتها واتجهت الى صالة الجلوس لتجد صفية هناك ونورا ومعهما خالة فارس وبناتها ...
القت التحية ثم تقدمت من خالة فارس وسلمت عليها لترد لها التحية ببرود ثم حيت الفتيات الثلاث وجلست على الكرسي المقابل لهن ...
تحدثت صفية موجهة حديثها للمار
اين سيف ...! لماذا لم تجلبيه معك ...!
ابتلعت لمار ريقها وقالت
اسفة ... يبدو انني نسيته ..
ابقي في مكانك ... ستجلبه الخادمة الى هنا ...
جلست لمار في مكانها مرة اخرى بينما بدأت صفية تتحدث مع اختها وكذلك مع بنات اختها ... استمرت الاحاديث بينهن دون ان يعيرنها اي اهتمام ... جاءت الخادمة بالصغير فحملته لمار واخذت تلاعبه وهي تتحاشى النظر اليهن ...
بعد فترا قصيرة بدأ الصغير يبكي فنهضت لمار وقالت
ردت لمار بكذب
انا لست بمتضايقة ... بالعكس انهن لطيفات للغاية ...
هل تمزحين معي ... من اين جائتهن اللطافة ...
ارتبكت لمار من حديثها بينما اكملت نورا
لقد رأيتهن وهن يتهامسن ويضحكن ... لا بأس هذه طبيعتهن ... لقد كن يفعلن نفس الشي مع بشرى...
صمتت لوهلة قبل ان تكمل انتبهي منهن ...
لماذا...! سألتها لمار بنبرة حذرة لتجيبها نورا
سوف اخبرك ... ولكن لا تقولي لاحد بأنني اخبرتك ... ابنة خالتي الكبرى كانت مخطوبة لفارس ... لكن
حدثت مشاكل بين العائلتين ادت لفسخ الخطوبة ... وبعدها تصالحنا لكن فارس رفض ان يعيد خطبتها واختار بشرى كزوجة له ....
لهذا ستجديهن يتصرفن معك بطريقة سيئة وغير محببة ...
دلف فارس الى غرفته ليجد لمار جالسة على السرير شاردة لم تنتبه لمجيئه بينما سيف الصغير ممدد على السرير بجانبها ...
رد فارس بجدية اعلم لقد التقيت بهن قبل مجيئي الى هنا...
حمحمت لمار بحلقها مصدرة صوت جعل فارس يسألها
تحدثي ...ماذا هناك ...!
لمار بفضول لم تستطع تخبئته هل التقيت بريم ...!
اومأ فارس برأسه واجابها نعم ...هل توجد مشكلة ...!
لمار بضيق واضح كلا ... لا توجد اي مشكلة ...
ثم تحركت مبتعدة عنه لكن فارس اقترب منها واوقفها قائلل بتعجب اخبريني ماذا هناك ...!
لقد علمت بأنها كانت خطيبتك ...
ماذا ...!
صاح بها فارس بعدم استيعاب قبل ان يبدأ بالضحك عاليا بشكل اغاظها ...
لماذا تضحك ...!
سألته وهي تعقد ذراعيها امام صدرها پغضب ليجيبها
لانني كنت قد نسيت هذا الموضوع تماما ...
ولكنها لم تنس... هي ما زالت تتذكر هذا ....
ومن اين علمت ...!
لمار ... لا تفكري بهذا الموضوع ... لقد مرت سنوات على فسخ خطبتي منها ... ما لداعي لاعادة فتح موضوع قديم كهذا ...!
ثم قال
هناك مواضيع اهم يجب ان نتحدث بها ...
ابتعدت لمار عنه وقالت بعناد
ليس قبل ان تخبرني عن كل شيء ...
فارس بعدم فهم اخبرك عن ماذا ...!
لمار باصرار عن علاقتك بريم ...وكل شيء كان بينكما ...
هم فارس بالتحدث لكن رنين هاتفه قاطعه ...
ارغب بفتحه ... كوني عاقلة ولا تفتحيه معي مرة اخرى ... والا لا داعي لأن اخبرك ماذا بإمكاني ان افعل ...
ضړبت لمار الارض بقدميها وقالت بملل
ټهديد ... ټهديد ... كل شيء لديك بالټهديد ...
ابتسم فارس على منظرها ثم قال
تبدين جميلة حينما تتعصبين ...
ارتبكت لمار خجلا بينما
فالي اللقاء
الفصل السادس
في صباح اليوم التالي ...
جلس فارس امام والدته وقال
خير يا ست الكل ...!اخبرتني الخادمة انك تريدنني ...
كل خير يا بني ...اريد ان احدثك في موضوع مهم قليلا ...
قطب فارس حاجبيه متسائلا بحيرة
موضوع ماذا ...! تحدثي ...
اجابته صفية وهي تربت على كف يده
ريم ...
ما بها ...!
هل يرضيك وضعها الحالي ...!
ماذا تقصدين ...!
تحدثت الام موضحة مقصدها
انها لم تتزوج حتى الان يا فارس .... وهذا كله بسببك ...
تراجع فارس الى الخلف مذهولا
لا احد يقبل الزواج بها كونها مطلقة ... انت تعرف طبيعة الرجال هنا ...لا يقبلون الزواج بإمرأة مطلقة وإن كان عقد قران فقط ..
اعترض فارس حديث والدته
ماذا تقولين يا امي ..! هل اصبحت انا السبب في عدم زواجها ...!
اسمعني جيدا يا فارس ....المشكلة ليست هنا فقط ...
إذا أين تكمن المشكلة بالضبط ...!
اجابته صفية
ريم تعاني من مشكلة في الرحم ... يجب ان تتزوج وتنجب قبل سن الاربعين ... وهي في
صمت فارس واخذ يفكر في حديث والدته بجدية قبل ان يقول
ومالذي يثبت لي صحة كلامك...!
شهقت الام بعدم تصديق
هل تكذبني يا فارس ...
فارس بسرعة
حاشا لله يا امي ...لكن انا لا اثق بكلام خالتي ...قد تفعل هذا فقط لاتزوج ابنتها ...
خذها الى الطبيب بنفسك وتأكد من كلامها ولكن بشرط ...اذا تبين ان كلامها صحيح فأنت عليك ان تتزوجها كونك السبب الرئيسي في بقائها بدون زواج الى الان ...
وهل تحسب زواجك هذا بزواج ....لمار مجرد طفلة لا تفهم شيئا ... هي لا تصلح لأن تكون زوجة ...انت بحاجة لزوجة حقيقية ...
فارس بعدم اقتناع
لا اعلم ...قد يكون كلامك صحيحا ولكن ....
زفر فارس انفاسه بإحباط بينما اخذت صفية تربت على ذراعه وهي تقول
وافق يا فارس...وافق من اجلي ...
الا ان فارس قال منهيا الحديث
يجب ان افكر جيدا يا امي .... انا لن اتخذ قرار كهذا بهذه السرعة...كما انني يجب ان اتأكد من صحة كلام خالتي وريم ...
كما تريد ...
قالتها صفية بإمتعاض بينما تحرك فارس خارج المكان وهو يفكر في كلام والدته بجدية
مساءا ...
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام حينما تقدمت لمار منهم والقت التحية ثم جلست بجانب فارس وبدأت تتناول طعامها بصمت ...
كانت صفية تراقبها وهي تتناول طعامها بشرود حينما حدثتها قائلة
لمار ابنتي...ضعي الطعام لزوجك ... ارى انه لا يتناول الكثير ...
نقل فارس بصره بين والدته ولمار التي قالت
ولما لا يضع هو الطعام لنفسه ...!
ردت صفية
عندنا السيدات يطعمن ازواجهن بأنفسهن ...ثانيا لا تردي علي ...نفذي كلامي دون نقاش ...
انتهى الجميع من تناول الطعام فخرجت لمار من المكان واتجهت الى غرفة سيف ...
كان سيف ما زال مستيقظا حينما حملته لمار واخذت تلاعبه بصمت ...
لم تشعر بفارس وهو يقترب منها ويطالعها بنظرات حائرة ...
التفتت نحوه ما ان شعرت بوجوده
ما رأيك ان تنيميه بسرعة ...!
ابتسمت وقالت
كما تريد ...اذهب انت اولا وانا سألحق بك ...
بعد حوالي ساعة دلفت لمار الى غرفتها لتجد فارس غارقا في نومه ..
تقدمت منه وجلست بجانبه واخذت تهزه لكنه لم يستيقط ...
تطلعت اليه بإحباط وقررت ان تنام هي الاخرى ...وقبل ان تنام بالفعل وجدت فارس ينتفض من مكانه
فارس ..
نعم ...
أريد الحديث معك في موضوع مهم ...
تحدث ...
متى سأذهب الى المدرسة ..!
عقد فارس حاجبيه متسائلا
أي مدرسة ...!
نهضت لمار من مكانها بع
وقالت
هل نسيت انني طالبة في المدرسة ...! ويجب ان اذهب اليها ..
وهل من الضروري ذهابك الى المدرسة ...!
اومأت لمار برأسها ليهز