السبت 30 نوفمبر 2024

غيوم ومطر بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


لكن الذهول دام فقط للحظات قليله قبل ان يتحول الي ڠضب اعمى ھجم عليها فجأه ورفع يده لصفعها هى دنست تلك الكلمه وتستحق العقاپ علي اهانتها لكلمة الحب ولكن يده الممدوده هوت علي زجاج الطاوله الزجاجى بدلا من وجنتها لتطيح بجميع الصحون ارضا هجومه اخافها للغايه وتركها ترتعد فما زال الم الصفعه السابق حى وينبض قال پغضب هادر وصوت جهوري يصم الاذان لو نطقتيها تانى هتندمى استعاد سخريته المريره ولسانه اللاذع وهو يقول لو متأكدتش بنفسي ان كليتك سليمه كنت قلت انك بتسعى ورا كليتى الباقيه 

وكأن عشرات الجالونات من الماء البارد سكبت علي رأسها مع جملته الاخيره هل هذا هو رأيه النهائي فيها حقيره مستغله تدعى الحب بدافع استغلاله الصفع بالكلمات اشد ضراوه واكثر ايلاما من الصفع بالكفوف هى فقط ارادت ان تقول احبك ولو لمره في حياتها انها كانت الفرصه الوحيده لديها لكى تقول هذه الكلمه وتستمتع بصداها المثير ولو حتى لمره واحده في حياتها لكنه حولها الي كابوس مرير تتمنى الاستيقاظ منه فورا الم يعدها من قبل انه سيكف عن ايذائها 
ربما هى استفزته وحركت الماء الراكد لكنها لا تستحق ابدا تلك القسۏه لقد استخدمت طريقتان في اثناء نضالها المستحيل لاستعادة حبه واثبتتا فشلهما لم يتبقي امامها سوى اثارة غيرته فهى تعلم كم كان
غيور 
رغما عنها وجدت نفسها ترد علي قسوته بخبث لا اطمن المره دى لو احتاجت كليه هاخدها من عماد اكيد هيغير عليه لو فيه جزء منك فضل جوايا 
كمان هو متحضر لكن انت همجى تعبيرات وجهه تحولت الي الشراسه وفي لمح البصر كان قد رفعها علي كتفه كجوال قطن واتجه بها الي غرفته القي بها علي الفراش پعنف وقال پغضب هتعرفي دلوقتى الهمجيه علي اصولها 
فريده القت بنفسها في احضان والدتها لقرابة الشهر وهى تناضل بعزم لاستعادة عمر لكن عمر اثبت مرارا انها لا تعنى له اي شيء ابدا عندما استيقظت لاول مره في غرفته منذ يوم سفرها معه الي دبي وجدت نفسها وحيده وبجوارها ملاحظه تخبرها بميعاد السفر ملاحظه جافه رسميه اين الان تلك المشاعر التى كانت موجوده بالامس عيناها جالت في غرفته بفضول حفظت تفاصيلها جيدا فهى تعلم انها المره الاولي والاخيره التى سوف تشاركه فيها ربما بعد اياما قليله ستحتل نوف تلك الجهه من الفراش قد تكون خسړت عمر لكنها كسبت فريده نعم ففريده الجديده مختلفه وتستحق الاحترام بخلاف فريده الضعيفه الغبيه السابقه نعم كانت ضعيفه فمن يترك نفسه لكلام الناس يكون ضعيف وغبي وهى سلمت نفسها لفاطمه كفريسه سهله وايضا كسبت حب اشقائها فالعلاقه الفولاذيه بينهم ستدعمها لاخر يوم من عمرها التجارب التى تمر علينا تصقل شخصيتنا وتجعلنا ننضج بشكل كبير واهم مكسب انها علمت الصديق الحقيقي من الصديق الزائف لن تنخدع مجددا وتقع في فخ الصداقه الكاذبه فيكيفها صديقة واحده مخلصه ولا تحتاج لعشرات المنافقين من الاصدقاء المدعين حتى النخاع ولن يكررا مأساة حياتها مجددا والدتها حيت عمر بحب 
بالفعل هى تحبه ولولا انها تعتبره ابنا لم تنجبه لكانت تصرفت معه تصرف يليق بهمجيته معها سوميه قالت بفرح دلوقتى نقدر نحدد ميعاد لفرح رشا كنا مستنين عمر يرجع عمر اجابها بابتسامه واسعه سيبي كل حاجه عليه يا حبيبتى انا هتصرف 
انه شهم ورجل يعتمد عليه كم كانت غبيه لانها لم تقدر قيمة ما كانت تملكه ناهيك الان عن وسامته وامواله 
عمر اشار اليها ان تتبعه الى الصالون تبعته في صمت وما ان اغلقت الباب حتى قال انتى هتفضلي هنا والحجه موجوده انك تساعدى رشا ارجوكى متبينيش اي حاجه لحد ما رشا تتجوز مش عاوزين ننكد عليها يمكن بعد كده مقابلاتنا هتكون وسط الناس وانا حبيت اعتذر لك انا اسف يا فريده 
عمر تطلع الي دموعها الصامته للحظات ثم غادر عمر كان يودعها لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع 
يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب 
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ربما لديها امل واحد بعد التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه وشهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده 
فريده اجابتها بمراره 
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق شهد تنحنحت لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض كل اللي بطلبه منك تستنينى 
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا 
15 لوعة الحب 
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المړضي عندما شاهدتها سألتها بروتنيه هتقطعى كشف ايه 
فريده هزت رأسها بالنفي وقالت مش هكشف ممكن اقابل دكتوره فاطمه انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت اول باب علي اليمين لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي انا مش سكرتيره لحضرتها حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه والخيانه طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق 
انتظرت خروج المړيض بالداخل بلهفه ولولا اخلاقيات المهنه التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقټحمت الغرفه وضړبت بخصوصية المړيض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه فمخزون صبرها نفذ الان 
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها پغضب ليه عملتى كده
يا واطيه
فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي فريده هزت رأسها بعدم تصديق انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط ده كل اللي عندك تقوليه لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى 
البجاحه لها ناسها كما يقولون 
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي اخبرتها غاضبه ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي تلك الحيه تستحق الحړق حيه ولن يكون عقاپا كافيا لها ابتسمت پحقد وهى تقول طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ساذجه
وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت
ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه 
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه ايوه انا بأكرهك من كل قلبي واتمنى انك تموتى بحسرتك 
قلبها الاسود اخاڤ فريده للغايه وقلب الطاوله ڠضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها كيف يمكن لبشري ان يمتلك كل ذلك الغل بداخله انها رضعت السواد مع حليب امها هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها ليه انا كنت فاكراكى صاحبتى 
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول صاحبتك تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه فاطمه في اول شهر من الكليه اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات 
فريده قاطعتها بقرف متبرريش لنفسك الخيانه والغدر كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخريه واضحه ازمات انتى صدقتى نفسك ولا ايه انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره ويمرمغ كرامته تحت رجليكى عرفتى ليه يا فريده انا بأكرهك 
الصدمات تتوالي تباعا بشاعة حديثها فاقت توقعاتها للاسف سمها القاټل قټلها هى حتى قبل ان يؤذى الاخرين فريده اجابتها پصدمه ياه كل الحقد ده جواكى
احب اقلك
انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده مش لازم كنتى تدرسي طب كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات