الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة شهد للكاتبة منة فوزي

انت في الصفحة 10 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


علي صحبته زي مهو حلو عليكي كده انا مسامح العيال هنا اللي مش قادرين يمسكوا نفسهم و بيبصوا عليكي في العادي كنت قمت خرمتلهم عنينهم كلهم معذورين الليلة دي
اخيرا افرجت شهد عن ابتسامة صغيرة
فقال باهتمام و حنان بالغيين كلي بقي عشان خاطري بلاش خاطري انا واد رخم عشان خاطر الكلمتين الحلويين اللي خلوكي تضحكي
وجدت شهد نفسها و لأول مرة قادرة علي الاكل في حضور كل هؤلاء كان الاكل شهيا بحق 

كانت تتناول الطعام و هو يجلس بجوارها راض وهو يراها تأكل وكانها حقا ابنته الصغيرة عاد ينظر للمجموعة مازالوا ينظرون لها حتي انه بدأ يشعر بالضيق من نظرات اصدقاءه برغم انها كلها كانت نظرات مختلسة و سريعة وبرغم ان اغلبهم يجلس مع صديقته كانت النظرات تحمل تلمي حات علي غرار ايوة يا عم هنايالك وكانه يجلس مع زوزو لم يرغب في ان يضع شهد في تلك الصورة زوزو في نظره كانت منحلة حتي و ان اعجبته كان ثي واحترم كفاحها في تلك الحياة القاسېة
هو يشعر ان مسؤليته عن شهد الان تجبره ان يتوخي الحذر من افعاله التي قد تؤثر عليها بشكل او باخر وخصوصا انه يشعر انها مختلفة عن الفتيات امثال زوزو 
رن الهاتف في جيبه انه هاتف الخواجة نظر في الرقم و خبط بيده علي رأسه كانه نسي شيء ما ثم قام بالرد 
يوسف الو 
المتصل هنا مكتب المعلم مرعي مين معايا
يوسف بامتعاض وقد ميز الصوت جيدا انا جو 
المتصل المعلم مرعي زعلان قوي يا جو عشان الخواجة متصلش بيه انت مبلغتوش و لا ايه 
يوسف و انت من امتي ياله يا عدوي بتشتغل سكرتير للمعلم مرعي
كانت شهد بجواره و ما ان سمعت اسم مرعي و عدوي حتي قفزت من ماكانها وبقيت تنظر پذعر لجو لاحظ هو ذلك فقام من مكانه و ابتعد حتي لا يزيد من ذعرها فهو لا يعلم بعد فحوي الكالمة 
عدوي لا ابدا اصلي كنت قاعد معاه و هو بيتصل فقلت اكلم انا امسي عليك عشان عارف انك انت اللي بترد 
سمع يوسف صوت المعلم مرعي ينهرعدوي اانت فاتحها محتتة الخاوجة متصلش ليه
عدويفين الخواجة
يوسف ساخرادانت يتشبشبلك كمان! عايزينه بخصوص ايه
عدوي وانت مالك من امتي بتسأل وصله التليفون و قله المعلم مرعي عايزه ضروري
يوسف ماشي متسناش تبقي تعمل لمعلمك الجديد القهوة و ترصله الشيشة احسن يلبك
وضحك ليستفزه 
توجه حيث يجلس الخواجة و اعطاه الهاتف قبل ان يشرح له بايجاز انها المكالمة الثانية و انه لم يتسني له اخباره عن الاولي حيث انه نسي و انشغل في مسألة السنهوري 
اخذ منه الخواجة الهاتف وقال له معاتبا ده كلام امال انا سابيلك ان الموبيل ليه طيب معلش انهارده كله سماح 
في هذه الاثناء كان قلب شهد عي وشك التوقف امتلأ راسها بالتساؤلات عن سبب مكالمة مرعي لجو هل اكتشف مكانها ما كان عليها ان تخرج من المطبخ اكيد من اخبره هو احدي الفتاتين لقد كانتا تتفحصانها بدقة او ربما احد الجالسين معها الان هل سيسلمها جو هم اصدقاء منذ زمن لم ظنت ان ولائه قد يكون لها بأي حال من الاحوال ولكنه ذكر انه لا يطيقه كما انه اظهر معها رجولة عجيبة ولكن لما ابتعد بالهاتف ماذا يريد ان يخفي عنها لن تدع اي مجال للشك الموقف لا يحتمل اي مجازفة قامت بسرعة من علي الطاولة دون ان يراها جو وتوجهت بخفة و سرعة الي حقيبتها و اخذتها و رحلت من المكان يجب ان تبحث عن مخبأ اخر حتي يعود الريس عبود 
خرجت الي الشارع في الظلام تجري يملائها الخۏف هل الخۏف ما يملائها ام احساس اخر! خسارة يا جو خسارة 
الفصل السادس 
وقف يوسف بجوار الخواجة و كله اذان صاغية لتلك المكالمة المريبة و كان هذا ما سمعه 
الخواجة باقتضاب و برود اهلا يا معلم انا تمام اطلب بنت! مكلمني يا مرعي عشان بنت! مممم ممم خلص يا مرعي فهمنا انها مهمة بالنسبالك المطلوب شوف يا معلم مخبيش عليك الدنيا عندنا اليومين دول فيها لبش بس و عد مني انا هخلي الموضوع في دماغي انت برضه ياما خدمتني خد جو معاك قله كل
حاجة عنها سلام
اخذ جو الهاتف وما بداخله يختلف تماما عن الامبلاة التي تبدو عليه
وضع الهاتف علي اذنه ليسمع صوت المعلم مرعي يحدث عدوي قائلا جو ايه ده اللي هكلمه!! خد انت فهمه كل حاجة وابقي قولي عملت ايه 
اخذ الهاتف يوسف و ابتعد مشيرا للخواجة بالابهام ان كله تمام ثم جاءه صوت عدويايوة يا جو 
جو ايوة يا نيلة انتوا لسة في الهيافة دي برضه بتدورا علي البت اياها حتي معلمك هايف زيك
عدوي وكانه لم يسمع السباب اسمع هديك اوصافها هي قلة كدة شوية و شعرها غامق و 
كان جو متظاهرا بالاستماع بينما كان يبحث بعينه عن شهد في المكان فقد اندهش عندما نظر الي الطاولة و لم يجدها 
هي حلوة اوي يعني شكلها ملفت و جسمها 
دار بعينية في كل الاتجاهات اين انت يا شهد
هي يوم ما طفشت كانت لابسة جاكتة رمادي بس ممكن تكون غيرت وكان معاها شنطة كده و 
توجه للطاولة و اشار لاحدهم متسألا عنها فرد عليه بانها اختفت فجأة اين انت يا شهد
هي تبان غلبانة خلي بالك بس هي شرسة اوي انت شف دراعي
توجه للمطبح و مازال الهاتف علي اذنه و عدوي مستمر في الحديث فتح الباب ليجد سمر مبتسمة في بلاهة و مندو و الطاهي و لكن لا وجود لشهد اين انت يا شهد
هي شكاكة جدا ومبتأمنش لأي حد لو لقيتها خلي بالك علي حاجتك دي بنت حرامية 
وقف امام الحمام لبرهة و لكن خرجت منه فتاة تاركة الباب مفتوح و لا احد بالداخل اين شهد
اوعي لما تشوفها تطمع فيها لنفسك دي تطير فيها رقاب!
اين انت يا شهد!!
جو فجأة اقفل يا عدوي!
عدوي انت مستهتر
بكلامي عشان بس متعرفهاش لما تشوفها هتعرف انا ليه هتججن عشان مش لاقيها 
جو بعصبية خلاص عرفت! اقفل بأة
واغلق الخط خرجت منه تلك الكلمات العصبية التلقائية تحمل معني حرفي مختلف عن ما وصل لفهم لعدوي 
قام بسؤال اكثر من شخص عليها و كانت الاجابة بالنفي فكر في انها قد تكون عادت للمنزل فانتظر علي ڼار حتي قرر الخاوجة ان يرحل ثم توجه للبيت سريعا بعد ان امن الخواجة لمنزله ولكن لم يجدها اين ذهبت لولا ان عدوي كان معه علي الهاتف بيدلل عليها لتأكد انه تمكن من العثور عليها و اعادها 
جلس يفكر حسنا هي ليست مع عدوي هذا في حد ذاته جيد ولقد اوكل الخواجة مهمة البحث عنها بناء علي طلب المعلم مرعي له هو شخصيا و هذا ايضا ممتاز فهي ليست في خطړ محدق في هذه اللحظة ولكن مازال السؤال اين ذهبت و هل من المنطقي ان تذهب بدوان اي مقدمات او حتي وداع! طب كلمة شكر 
شعر انه متوتر ازيد من اللازم و انه يجيب عليه الهدوء فلتذهب اينما ارادت ما شأنه بها لربما ذهبت مع احدهم فهو لا يعرف عن حياتها شيئا ثم انها حتي الان لم تكن سوي عبء عليه و مصدر لاهلائه عن اكل عيشه لربما كان رحيلها من ترتيبات القدر للرفق بحاله يجب الا يقلق نفسه بشأنها فهي كما قال عدوي شرسة و قادرة علي حماية نفسها 
ان ثوي يناديها الټفت في توجس لتجد صاحبة الصوت هي زوزو 
زوزو رايحة فين يا شهد 
شهد مروحة 
زوزو مروحة فين دا بيت جو عدي من زمان ولا انت سبتي البيت عنده سألت السؤال الاخير بلهفة 
صمتت شهد تفكر فقد ترآءت لديها خطة و قررت استغلال الموقف 
لمعت عينا زوزو لقد التقطت الطعم طب و هتروحي فين
شهد مخبيش عليكي مش عارفة بس اوعي تجبيله سيرة اصلي بصراحة مش عاجبني شغالنة المطبخ دي كمان مش عارفة اخد راحتي عنده بس في نفس الوقت جمايله مغرقاني و مش عايزة ازعله فقلت امشي من سكات امانة عليكي اوعي تقوليله انك قابلتيني سلام و همت بالسير
شهد ببؤس وقد وصلت لمبتاغاها اخيرا مش عايزة اتقل عليكي انتي كمان 
زوزو تتقلي علي مين يا عبيطة دانتي حتي و شك حلو عليا دانا رايحة اقابل واحد هيسلمني مفتاح اوضتي 
زوزو متقوليش كده انت اصلك ډخلتي قلبي من ساعة ماشفتك تعالي معايا نعدي علي الراجل و نروح 
زوزووهي تعني كل حرف عيب عليكي هو انا عبيطة 
سارت الفتاتان معا تبتسمان في ارتياح فقد حققت كل منهما هدفها من الاخري 
في اليوم التالي بالفعل ذهبت شهد مع زوزو بعد ان استأجرت سيارة نصف نقل و قاماتا بنقل اغراض زوزو الي الحجرة الجديدة لا تختلف عن بيت يوسف كثيرا الا انها فوق سطح مبني صغير و بعد ان رتبن الاشياء جلستا تستريحان 
زوزو انا عندي شغل بالليل عند عطا هتعملي انتي ايه
شهد مش قلتي هتشغليني معاكي هناك
زوزو محذرة لأ دلوقتي حاجة تانية جو هناك علطول و هيشوفك
شهد اه فاتتني دي طيب حيث كده وريا كام مصلحة كده 
زوزو طيب البيت بيتك عندك غدا اهه علي الترابيزة و انا هلبس
و انزل عندي كام مشوار قبل ما اروح لعطا
و بعد ان خرجت زوزو اكلت شهد ب شراهة ثم ارتدت من حقيبتها زي الامس و اخذت الحقيبة وخرجت خرجت من الشارع و خرجت من المنطقة لقد ابتعدت جدا و صلت لطريق سريع غير مأهول الي حد كبير ووقفت هذا كل ما فعلته وقفت تمر بها السيارات مسرعة 
ها هو الزبون الاول اقترب منها بسيارته الفخمة سار ببطء ثم توقف
و نادها عبر النافذة ابتسمت في اڠراااء وحركت رأسها في دلال كناية عن الرفض ولكن رفضها زاد من حماسته استمر في استمالاته لها لتركب حتي انه اخرج لها نقودا و لوح لها بها بمجرد ان لمحت النقود حتي ابتسمت ابتسامة ساحرة و اقتربت منه فبادلها بابتسامة عريضة واعين ملهوفة تتابعها وهي تتهادي نحوه و ما ان فتحت الباب حتي و جد نصل سکين وشهد تقول اظن انك انت اللي عرضت الفلوس بنفسك وانا قبلتهم متشكرة قوي ثم ضغطت علي الس ک ين حتي شعر انه علي وشك ان يجرح فصرح خائڤا فقالت انا ممكن اتاويك هنا اتكل علي الله لو باقي علي عمرك
و بلفعل ما ان ترجلت من السيارة حتي انطلق الزبون بسرعة البرق 
وهكذا استمرت الزبون الثاني فالثالث كانت واثقة من اعين بعض الرجال الفارغة التي ستعيدها للبيت غانمة رابحة ولكنها لا يجب ان تبقي
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 51 صفحات