السبت 23 نوفمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


اتفاقهم المسبق وجدت أختها فى انتظارها بعصبيه مفرطه هتفت 
سلام عليكم يابسنت 
علامات الدهشة والاستفهام احتلت وجهها هتفت بسنت باستفسار 
مالك مټعصبه كده ليه العياده مش عجبتك صح قولي وأنا اغيرها بس أهدى بدل ما أنتى راحه جايه خيلتيني 
بانفعال أخذت تلوح بيدها يمين ويسار قطمت على شفتيها وقبضت على كفيها تصفعهما ببعض هاتفه بحنق 
عياده أيه اللي مش عجبتني أنا أصلا مركزتش فيها أنا ھموت من العملاق اللي بهدلني وقالي يا قزمه 
ظلت تأخذ غرفة العياده ذهابا وأيابا عينيها يترقرق منها الدمع تمسكت برأسها تهزها بهستريه تردد ما قاله لها 

أنا مش باينه من الأرض 
أنا مش باينه من الأرض 
أشارت على نفسها 
أنا قزمه أنا قزمه أنا قزمه
لتقف فجأه تلتمع بمخيلتها فكره كانت غائبه عنها 
أنا ليه مضربتوش كان لازم أعضه ولا أخربشه حتى عشان كل ما يبص في المرايا يفتكرني 
نهرت نفسها على تلك الفكره ونفضت رأسها وكأنها تستبعدها عنها 
أنتى غبيه ياغمزة 
هو أنتى كنت هتعرف تطوليه أزاى ده عملاق عايز سلم عشان تعرفى توصليله 
ضحكت بسنت على هيئتها هاتفه 
مين ده ياغمزه اللي عمل فيكي كده اقعدى كده غلط عليكى 
جذبتها بحنو تمسد على رأسها وتابعت 
أهدي عيونك بدمع من الانفعال 
اندفعت منها ضحكه عاليه وأردفت بنبره غناء 
بس شكله علم عليكي جامد تعالى احكيلي وفضفضيلي وعن همك قوليلى أختى حبيبتى عندك غيرى تشتكيله 
لكزتها غمزه بامتعاض 
أنتي بتهزرى يابسنت بقولك ھموت من الغيظ وبعدين أنا اللي علمت عليه وكسرتله كشاف العربيه لا الأتنين مش واحد وان شاء الله هكسر دماغه المره الجاية 
بزهول مما تفوهت به هتف بسنت بتساؤل 
ينهار ألوان مين ده اللي كسرتيله كشفات العربية يا مجنونه أهدى واحكيلي من الأول الحكايه كلها 
كتمت غمزه أنفاسها وزفرتها دفعه واحده بغيظ خطت وجلست على أقرب مقعد واستغفرت ربها لتهدئ من وتيرة ڠضبها وهتفت تقص عليها ما حدث 
اسمعي يا ستي أنا خرجت أجرب الموتوسكل وأول ما طلعت الطريق لقيت ولد قاعد يعيط جنب قطه مېته قولت أروح أشوفه ماله ما أختك فقريه وبعد حوار طويل ومرير من الأسئله 
مين عمل كده في القطه وانت ابن مين وجاى مع مين المهم الولد شاور علي عربيه العملاق 
ابتسمت بغيظ تغير لقبه 
لا من هنا ورايح اسمه بقى هولاكو لايق عليه اكتر 
هزت بسنت رأسها وحثتها على تكملة الحوار لتتابع غمزة مسترسله 
المهم الولد قال إنه هو اللي مۏت القطه بالعربيه وأنا چنوني زاد وروحت بهدلته قالي ياقزمه وهراني تريقه 
استطردت بغل تجز أنيابها كما لو هو الذى بين أسنانها 
ما هو هولاكو وأنا قدامه بسكوته 
أيش جاب الرقه للعضلات 
هتفت بسنت بانزعاج 
كملى وبلاش تقطيع عشان أفهم
ردت عليها بنزق 
خلاص هكمل متزوقيش 
نفى خالص أنه هو اللي مۏت القطه وطبعا لما قالي يا مجنونه اټجننت زياده وحبيت اعرفه المجنونه دى ممكن تعمل أيه وكسرتله العربية وعلمت عليه وخدت حقى هى دى تقريبا الحكاية باختصار 
ملامح بسنت رسمت عليها الصدمه والدهشه زمت شفتيها تحركهم يمين يسار وبأبهامها دلكت رأسها وكأنها تفكر هاتفه 
اااه هى دى الحكايه بس أنتى مفكرتيش ولو للحظه أن هو ممكن يكون فعلا مش هو اللي مۏت القطه وخصوصا وأنتي بتقولي علي الطريق يعني في كذا عربيه شبه بعض مشيوا عالطريق والولد ممكن يكون اختلط عليه الأمر ده بردو ولد صغير 
تابعت بتسليه تغمز لها بطرف عينيها 
بس قوليلي عمره قد إيه هولاكو ده كبير في السن مثلا وخلقه
ضيق ولا شكله وحش ومكعبر مثلا 
جحظت غمزة بهيام 
ده مين اللي وحش ده زى القمر حتة موز رهيب طول وعرض عيونه رهيبه عامله زى خليه عسل النحل ولما اتعصب بقت بلون القهوه ولا رموشه جباره واصله لجواجبه من الآخر شاب فآخر وتكه عالمسطره ياخربيت مراته واقعه مع برطمان عسل بالمكسرات حظها بنت المحظوظه ده لو اتساب تشقطه البنات 
ضحكت بسنت وصڤعتها على رأسها بمزاح 
ومين قالك أنه متجوز مش يمكن يكون عذابي ومحتاج قزمه زيك 
هتفت غمزه بسخريه 
اللي زي ده مستحيل يتساب بجسمه ده زمانه متجوز أربعه عشان بس يلاحقه يزغطوه زى دكر البط افتكر عاوز مطبخ متحرك مكان ما يروح عشان يلاحقه عليه 
واحده تفطره واحده تغديه 
واحده تعشيه وواحده تأكله بين الوجبات هههههههههه
استقامت ضاحكه وجذبت بسنت مردفه 
كفايانا كلام عنه صدفه وراحت لحالها قومي يا أختي ياحبيبتى فرجيني علي العيادة بس أول حاجه الجنينة والمرجيحه عشان البلبل اللي نفسي فيه أحطه جنب المرجيحه واقعد جنبه أحكيله وأفضفضله 
جرتها خلفها مهروله 
يالا تعالي مرجحيني الأول عايزة أهدى أعصابى من صدفته الهباب 
ابتسمت بسنت لاعتدال مزاجها 
يالا بينا بس يارب زوقي يعجبك يا قزمه 
القت كلمتها ضاحكه وهرولت تجرى وغمزة خلفها تهاتفها أنا اللي هتمرجح الأول 
مضى وقتهم بسعاده بين الهزار وإلقاء النكات والضحك كلما تذكروا العملاق هولاكو 
الأخوة كنافذة من زجاج صاف نطل منها على أحلى ما في الدنيا ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة ولكن عندما تحاوطهم النفوس الخبيثه تعمل على تعكير صفوهم وتفرقة جمعهم 
بعد حديثه المؤلم مع والدته ارتدى ملابسه استعدادا لمقابلة أخيه غادر غرفته يهبط الدرج ليأخذه الحنين لأخوته البنات رمى ببصره تجاه غرفهم زفر بضيق من تعليمات أمه بعدم الاقتراب منهم ولكن بالأخير غلبه اشتياقه لهم تمرد على تحذيراتها ولم يكترث بالعواقب وخطى اتجاه الباب بتردد رفع يده يتحسس سترته ودق الباب دقه اثنتان وها هو يقف بخجل من ردت فعلهم فهو أصبح كالغريب بالنسبه لهم من كترة تقلباته معهم
هرولت زينه تفتح ولكن بداخلها ريبه يثاورها الشك فى شخص من بالباب فهذه الطرقه لشخص عزيز طالما انتظروا قدومه 
ارتجفت يدها وقبضت عالمقبض كأنها تقبض على قلبها فتحت الباب ليتسع بؤبؤ عينيها بفزع هاتفه بتلعثم 
أزيك ياأبيه ريان عامل إيه 
رحبت به باقتضاب وصمتت لم تكثر بالحديث مخافتا من تقلباته المزاجيه 
ڠضب ريان من فعلتها ليتصنم مكانه قبض على كفه يخفف من حدة سخطه على فعلتها لرؤيته آثارها فى نفسه ولكن التمس لها العذر فهو بالأخير السبب فى هذه الفجوه استقر بداخله أن يمرء الموقف ويستمتع بوقته معهم 
التمتعت مقلتيه اشتياقا لهم وابتسم قائلا 
أزيك يازينه ممكن أدخل ولا ممنوع ليا الدخول 
جاءت خلفها فجر تقطع عليها تذبذبها تجيبه بمزاح 
لا طبعا اتفضل ده حتى أنت ياأبيه زى هلال العيد 
تنفست زينه الصعداء بعد إنقاذ أختها للموقف ابتعدت قليلا عن الباب هاتفه 
اتفضل ياأبيه حضرتك تنور طبعا 
ابتسم ريان بحبور وهتف يمازحهم 
ما هو عشان أنا زى هلال العيد قولت أهل عليكم شويه 
تحسس صدره يتمنى الأ يصدوه وتابع بوجه يشع سعاده 
ازيكم يا بنات وحشتونى قوى عاملين إيه وأخبار دراستكم أيه 
وضع يده بداخل جيب سترته وأخرج علبة صغيره واسترسل بغبطه 
أنا جايبلكم هديه أتمني تعجبكم 
وجه بصره ل زينه 
الخاتم ده معمول مخصوص ليكى يازينهجايبه من فتره وشيله فى جيبى مش بطلعه خاېف لحسن تكسفيني أتمنى يعجبك 
استطرد بحنو 
اتفضلي يازينه بس أوعديني أنك مش تقلعيه من أيدك عشان دايما تفتكرينى أنا عارف أنى كنت عصبي معاكم آخر فتره بس عشان خاطرى متزعليش مني 
بسطت زينه يدها وأخدته شاكره بدعابه 
شكرا ياأبيه أنا بحبك من غير هديه أصلا بس هحبك اكتر بالهديا 
صدحت ضحكتها وتلاشت بوقتها عندما حدقها رافعا أحدى حاجبيه بوعيد 
صفعت فمها تغص ضحكتها هاتفه 
خلاص آسفه هتكلم بجد بس ياأبيه حضرتك بتتغير أول ما طنط تدخل بنا وبتبقي عصبي خليك زينا أحنا مش بندخل بين ماما وطنط عشان نبقي مع بعض حلوين 
بسطت أناملها هاتفه بشقاوه لكى تفك عبوس وجهه
هتكرم عليك واعتبرك زى خطيبى المستقبلى يالا لبسهولي وفك التكشيره 
جذبها لأحضانه يمسد على رأسها بحب هاتفا 
معلش يا زينه ادعيلي حياتي تتغير للأحسن وآسف أنى أوقات بفقد السيطره علي أعصابى 
أخرجها من صدره يقبل مقدمة رأسها والتقط منها الخاتم وألبسه لها 
اعتدل واستقام يتجه نحو فجر يبتسم بحنين 
حبيبتي اللي كانت بتستخبي وتخضني عشان اجرى وراها وفي الآخر تتعلق في رقبتي وتخبي عيوني لحد ما أطلع لها الشكولاته ومتستكفاش لأ كمان تطلب مني اشلها واطلعها أوضتها فكره يافجر 
ابتسمت فجر بغبطه 
طبعا فكره ياأبيه 
هرولت تقف خلفه تعلقت برقبته وسحبت يدها توارى عيونه هاتفه بمزاح 
فين الشوكلاته بتاعتي 
ثبتها ريان على ظهره يدور بها وصخب ضحاكاتهم يملئ الغرفه تطوح فى دورانه ليثبت نفسه يستوقف قليلا ألتقط أنفاسه وأنزلها بتروى يأخذها فى صدره يربت على ظهرها بحنو 
مد يده وأخرج من سترته علبة الهدايا مره أخرى ومعها الشيكولاته 
وبحماس رفع يداه هاتفا بمرح 
اللي هتطوليها هتخديها ياالشيكولاته يا السلسله واختارى انتي يافجر 
هتفت فجر بسرور 
أنت عارفني بضعف قدام الشيكولاته 
أخذت فجر تدور حوله تصفق بيدها كالأطفال سعيده فرحه بمرح أخيها معها كسابق عهدهم ظلت تقفز تحاول الوصول ليده أخفاها ريان منها لتبوء محاولاتها بالفشل 
هرولت تجرى خلفه ليقعا على المخدع اعتدلت فجر تجثى على ركبتها تدغدغه لتثير ضحكاته ليسهل عليها تفتيشه 
وأخيرا انقضت علي جيب سترته وأخذتها منه عنوه ثم استقامت تفر من أمامه تهرول خارج الغرفه لتصطدم ب هنيه توارت خلفها تستنجد بها ضاحكه 
الحقيقى ياهنون 
ابتسمت هنيه بحبور على تجمعهم هاتفه 
خير ياريان يابنى عملت فيك إيه الشقيه دى وانا أسلمهالك 
ريان بصخب هتف ضاحكا 
خليها تطلع من وراكي يا هنون أصل لو مسكتها هدهن وشها بالشيكولاته 
انسحبت هنيه هاتفه باستسلام
هو الموضوع فيه شيكولاته لا ياحبيبي أنا مليش دعوه أنتم أحرار أنا مش هدخل بينكم فجر لحد الشيكولاته بتتحول 
انتصب ريان يضع يده بخصره يضيق ما بين حاجبيه قائلا بخبث 
أنتي ملكيش دعوه تمام خلعتي يا هنون مش كنتي زمان بتسلميهالى تسليم أهالي مدام خلعتي سبيهالى بقي وأنا هتصرف 
نبرته تزينت بالضحكات السعيده التى اشتاقها معهم وأردف 
هتطلعي ولا أمسكك أنا وساعتها محدش هيقدر ينقذك مني 
صړخت فجر پغضب مزيف 
خلاص ياأبيه أنا طلعت

أهو اسفه ياأبيه أنا وحشه مش هعمل كده تاني 
زمت شفتيها كالأطفال تقوسهم لأسفل وبحركه كوميديه أمسكت أذنيها صعودا وهبوطا تطلب العفو والسماح فعلتها جعلتهم يترنحوا فى وقفتهم ضحكا على منظرها 
بتذمر وقفت تدب بالأرض فكت قبضت يدها وبسطتها أمامه تعطى له قطعة الشيكولاته 
أوهمها بعكس ما توقعت قائلا 
لفى ضهرك بسرعه 
وأشار على علبة
السلسله 
بسذاجه الټفت له تقف أمامه 
لتصدح ضحكات هنيه وزينه قطم ريان شفته بأسنانه وأشار بأبهامه على فمه يحثهم الصمت 
أمسكها منها يفتح غلافها وعلى غره كان يصبغ وجهها مزوقا أياها بلون الشيكولاته 
فرطت الضحكات من هنيه وزينه لم يستطيعوا التماسك أكثر ليتصاعد رنين ضحكاتهم بصخب فهيئة فجر مذريه بعد أن قبض ريان على وجهها ولطخه كمهرجى السيرك لتصير كالبليتشو 
صړخت فجر بتذمر هاتفه پغضب 
كده بهدلت وشى ياأبيه هو أنت مش هتتغير على طول تعمل فيا المقلب ده وأنا غبيه وبصدقك ماشى ياأبيه أنا زعلانه 
وآه من نظرات تشتعل حقد وكره تراقبهم من الخلف بعيون ناريه توشك على الانفجار من تجمعهم تومض غل وشړ لصفاء جوهم تضمر لهم الوعيد بهلاكهم 
وكأن كل الناس على شاكلتها
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات