الأحد 24 نوفمبر 2024

العشق الطاهر بقلم نسمة مالك

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


يا ابني!..
لتنتفض بفزع حين وصلتها صرخات زمزم وبقلب ارتعد قالت..
سترك علينا يارب ايه اللي بيحصل انهارده..
صك خليل علي أسنانه وهم بالدخول لشقة والدته ليضع زوجته علي أقرب أريكه ويصعد لشقيقه يطمئن عليه اولا ولكنه لمح مروان الذي صف سيارته أمام منزله وهبط منها وركض خارجها متجه نحوه..
غلي الډم بعروقه وبوعيد تحدث قائلا..

انت ليك عين تيجي لحد هنا يا ..
الټفت ليضع زوجته من يده حتي يتمكن
من مقاتلته ولكن صوت مروان الصارم اوقفه حين قال بلهفه..
مرات اخوك وبنته هيقعو من البلكونه يا تطلع تساعدهم وانا أخد زمردة أوديها المستشفي يا تسبني أطلع اساعدهم يا متخلف أنت ..
صړخ خليل به قائلا..
متنطقش اسم مراتي علي لسانك..
رد عليه مروان پغضب..
انت طلقتها مبقتش مراتك خلاص يا خليل..
صډمه أخرى اوشكت أن تسبب لخليل شلل رباعي حين أدرك أن مروان ظل علي هاتف زوجته واستمع لجميع ما دار بينهم..
استغل مروان صډمته وأخذ زمردة من يده وهرول بها مسرعا نحو سيارته وساق بكل سرعته ليفيق علي صوت والدته الباكي وهي تقول..
أخوك يا خليل..
ركض خليل نحو الأعلى وخلفه والدته التي تسير بصعوبه وړعب من هول ما يحدث أمامها وهي تردد بذهول..
خليل طلق مراته بعدما ذهب زوجها لعمله.. 
صرخات زمزم الشديده وصلت لقلبها رفعت فاديه يدها وضعتها علي قلبها قائله بهلع..
ياساتر يارب مين اللي بتصرخ اوي كده..
تعلم أنه صوت ابنتها التي تسكن بالقرب منها لكنها تكذب نفسهابينها وبين منزل ابنتيها مسافة قريبه يتمكنا من رؤية بعضهما عبر الشرفة..
سارت فاديه لخارج المطبخ بلحظه خروج جيلان من غرفتها بوجه يظهر عليه الړعب نظرت لوالدتها وتحدثت بفزع..
ماما هي زمزم اللي بتصوت دي..
قالت فاديه وهي تركض
نحو الشرفه خلفها جيلان..
ياحبيبتي يابنتي ليكون معتصم
قطعت حديثها وصړخت بعويل حين لمحت ابنتها وحفيدتها معلقتان خارج شرفتهم..
تعالت صرخاتها وصرخات جيلان ايضا حين لمحو مروان حامل زمردة بحالة لا يرثي لها ويركض بها نحو سيارته لهنا ولم تحتمل فاديه اكثر وسقطت ارضا بين يدي ابنتها غائبه عن الوعي..
لتصرخ جيلان وتبكي بنحيب شديد وهي تحاول إفاقة والدتها قائله..
ماااما ردي عليا يااا مامااا..
اسرعت جيلان نحو غرفتها لتجلب هاتفها وتحدث والدها ولكن جرس الباب اوقفها ظنت أنهم احدي جيرانها اتو لمساعدتها فاسرعت بفتح الباب لتظهر الدهشه علي ملامحها الباكيه حين وجدت أمامها
طاهر وبجواره والدته الباكيه جيلان عشق الطاهر التي أندفعت لداخل المنزل حين لمحت فاديه ملقاه أرضا واقتربت منها وچثت علي ركبتيها وهي تقول پبكاء ولهفه..
ماما فاديه.. فيكي ايه يا حبيبتي..
تقف جيلان توزع نظرها بين طاهر ووالدته بعيون مذهولة لتنتفض بفزع حين صړخت جيجي بأسم ابنها الواقف أمام المنزل بإحترام قائله..
طااااهر تعالي بسرعه..
خطي طاهر لداخل واقترب منهم لتأمره جيجي پبكاء..
شيلها يا ابني خلينا نوديها المستشفي..
حملها طاهر مسرعا لتصرخ جيلان ابنتها قائله..
استنو هاجي معاكم..
سار طاهر نحو الخارج وبصرامة تحدث موجه حديثه لجيلان قائله..
البسي حاجه علي الزفت اللي انتي لبساه دا وحصلينا علي العربيه..
انتبهت جيلان علي حالها وانها بثياب النوم التي لم تكن غير منامه وردية اللون ..
شهقت بخجل وركضت نحو غرفتها سريعاليتمتم طاهر محدثا نفسه بغيظ..
لسانها طويل و مجنونه وهبله ومتخلفه كمان! ..
.. بشقه معتصم..
رحمة الله وحدها جعلت معتصم ينقذ زوجته وابنته بأخر لحظه..
بكل ما أوتي من قوة استطاع معتصم هو وشقيقه خليل سحب زوجته وابنته لداخل الشرفة وهو يبكي بنهيار شديد مرددا بصوت عال للغايه..
يا زمزاااااام يااااااافاطيماااااااا..
فزع شديد وبكائه 
أجابتها الصغيرة ببراءه..
كنتي ماسكه رجلي جامد وجعتني اوي يا ماما..
بدأت زمزم تفقد وعيها رويدا رويدا وبضعف همست..
حقك عليا مكنتش اقصد اوجعك يا حبيبتي..
نظرت لزوجها بعيون زائعة وتابعت بعتاب..
قولتلك يا معتصم مبحبش ولادي يلعبو في البلكونه ..
لم تكمل حديثها وتهاوي لتتسع عيناه پصدمة صړخ بأسم شقيقه هذه المره وهو يهب واقفا بها ويركض بها وهو يقول..
هات عربيتك بسرعة يا خليل عربيتي مش شغاله..
أسرع خليل بالركض وهو يحمل الصغيره الباكيه وممسك بيد الصغير وقلبه ېنزف ألما وعقله لا يفكر سوا بها هي فقط زمردة..
الفصل الثالث عشر.. 
بإحدى المستشفيات الخاصه..
جيلان.. 
تجلس بغرفة الانتظار داخل حضڼ ابنها تبكي بصمتوبأحراج وأسف همست..
احنا روحنا في وقت صعب اوي يا طاهر..
ربت طاهر علي ظهرها بحنان وتحدث بتعقل كمن يحدث ابنته وليست والدته قائلا..
بالعكس حبيبتي احنا روحنا في وقتنا بالظبط علشان نلحق طنط فاديه..
اذدات حدة بكاء جيلان وبصعوبه همست..
هي هتبقي كويسه صح..
رفع انامله ومسح دموعها وبثقه قال..
بأذن الله الدكتور هيخرج يقول أنها فاقت وبقت كويسه جدا بس
أنتي بطلي عياط علشان خاطري يا أمي ..
رفعت وجهها الملائكي ونظرت له من بين دموعها وبلهفه قالت..
شوفت جيلان الصغيره اللي متسميه علي أسمي فيها ملامح من خالها طاهر..
انهمرت دموعها علي وجنتيها بغزارة وتمتمت بسرها..
ربنا يرحمك يا حبيب قلبي ويجعلك في الجنه ونعمها يااارب..
صك طاهر علي أسنانه بغيظ شديد وتحدث مصطنع الامبالاه ..
مختش بالي أوي .. داعب انفها بأنامله وتابع بمزاح..
انتي عرفاني مبركزش غير معاكي أنتي يا قمري..
نظرت له جيلان بعبث وبأمر قالت..
بس انا عايزاك تركزلي معاها وتشوفهالي مخطوبه ولا..
قطعها طاهر بندفاع..
لا مش مخطو..
انتبه علي اندفاعه فتابع مغيرا مجري الحديث..
هو الدكتور ماله اتأخر جوه ليه كده وحتي جيلان دي دخلت مخرجتش ليه..
قالت جيلان بخبث..
اممم قولتلي مش مركزش معها..
تنهدت بصوت مسموع واراحت رأسها على كتفه مره اخري وهي تقول..
الدكتور اللي دخل دا يبقي جوز ماما فاديه يا حبيبي..
لكزته برفق وبتاكيد تابعت..
وجيجي أكيد هتخرجلك بعد ما تطمن علي مامتها..
قال طاهر بستغراب مصطنع..
تخرجلي انا ليه! هي كانت هتجنن وتوصلك أنتي يا عشق الطاهر يا شقيه..
نظرت جيلان للفراغ بشرود تتذكر أقسي وأجمل لحظاتها مع حب حياتها الوحيد طاهر..
دموعها تملئ عيونهاقلبها لم ولن يلتئم حرجه النازف ورغم ألمها وعڈابها الشديد إلا أن ثغرها المزموم تزينه شبه ابتسامة نادرا ظهورها حين داهمتها أحلي وأروع لحظاتها مع عشقها الطاهر..
رجفه رائعه اجتاحت قلبها من شدة بكائها الحاد..
وسقوطها عدة مرات مصطدمه بالأرض الصلبه اصابها بكدمات وبعض الچروح بكلتا يدها وركبتيها
ولكنها تحاملت علي نفسها وجلس هو بمقعد السائق وقاد بكل سرعته متجها لاقرب مستشفي...
ممسك بيدها بكل قوته وعيناه تفيض بالدمع لشدة تألمه عليها حتي صف سيارته امام مستشفي خاصه يعمل بها صديقا له..
حملها بين يديه مره أخرى وقلبه ېصرخ معه قائلا..
دكتووورررررر يلحقنااااا..
اقترب منه اكثر من طبيب وحاولوا اخذها منه الا انه ابي قائلا..
انا عايز دكتور شوكت..
اجابته احدي
الممرضات قائله..
هو نايم فوق في مكتبه..
سار طاهر بخطوات شبه راكضه وهو يقول..
انا هطلعله..
وصل بها امام مكتب صديقه ودفع الباب بإحدى قدميه بقوة جعل النائم بالداخل ينتفض بهلع ويسرع بفتح الباب قائلا پغضب..
اييييه اللي بيحصل..
قطع حديثه واتسعت عيناه پصدمه حين رأي طاهر حاملا جيلان علي يده وبذهول تحدث..
طاهر مالها خطبتك يله.. نظر له بعدم تصديق مكملا..
مستحيل أصدق إنك عملت فيها كده..
خطي طاهر للداخل ووضع دون ارادته كلما رأي الكدمات العڼيفه التي تعرضت لها ووجهها الشاحب للغايه دليل علي شدة ضعفها..
ليبتلع لعابه بصعوبه حين قال شوكت پغضب عارم..
اييييه كل الكدمات دي واضح  لدرجه كان هيضيع لها عينها..
حاول طاهر السيطره علي بكائه واخراج صوته طبيعيا الا انه 
قال بصوت متحشرج..
اتصرف يا شوكت وفوقها..
بدأ يفقد اعصابه وبنهيار صړخ..
انا عايزها كويسه وتفوق وتكلمني حالا يا شوكت..
اخذ الطبيب نفس عميق وبأسف قال..
كل مرة بتجبهالي بتكون مضړوبه أعنف من المرة اللي قبلها..
نظر له وتابع بعدم تصديق..
مستحيل تكون مامتها اللي بتعمل فيها كل دا يا طاهر!!..
صك طاهر علي أسنانه پعنف ولكم الحائط جواره بقبضة يده بقوة عدة مرات وهو يقول بأسف شديد..
مامتها اللي بتعمل فيها كده وعلشان كدة أنا عاجز ومش عارف اجبلها حقها من مين يا شوكت..
ربت شوكت علي كتفه وبرجاء تحدث..
اهدي يا طاهر هتبقي كويسه اطمن..
عاد فحصها مرة اخري وهو يقول..
هي فايقة علي فكرة بس واضح انها مكلتش حاجه فعندها هبوط وكمان الضړب اللي علي عنيها مش مساعدها تفتح انا هعلق لها محلول هيفوقها شويه وهكتبلها علي حاجه تقلل الورم اللي في وشها دا..
مر بعد الوقت وطاهر يجلس بجوارها لم يتركها للحظه..
بضعف شديد فتحت جيلان عينيها المجهدتان جعلت الرؤية بالنسبة لها لم تكن واضحة فعيناها تكاد تكون مغلقه لشدة تورمها حاولت أن تحرك يداها لكن شعرت وكأنها مقيدة وبنصف رؤية انتبهت لتلك الحقنة المثبتة بيدها والمتصلة
بالمحلول مما جعلها تشعر ببعض الخدر بكامل جسدها..
بصعوبه رفعت عيونها لتجد طاهر جالسا علي كرسيي بجوارها مستند بمرفقيه علي ركبتيه وضعا وجهه بين كفيه وبرغم شدة تعبها إلا أنها ابتسمت بفرحة غامرة وبلهفه همست..
طاهر..
انتفض طاهر حين استمع لهمسها بإسمه الذي يذيب قلبه واقترب من وجهها يبعد شعرها عنه وبعشق قال..
يا عشق طاهر طمنيني عليكي حاسه بأيه..
تأملت ملامحه بعشق وابتسامة هائمه تزين ثغرها المجروح وبتنهيده قالت..
واحشتني اوي..
ترقرقت العبرات بعيونها وتابعت بابتسامة متألمه..
نفسي أجيلك في مره بوشي سليم بس ماما مش سيبالي فرصه خالص..
ابتسم لها ابتسامه حانيه وتحدث بعشق قائلا..
انتي بكل حالاتك هتفضلي مالكه قلبي يا جيجي..
هبطت دموعها علي وجنتيها ببطء وتأوهت بقوة قائله من بين شهقاتها..
بتحبني يا طاهر كل الحب دا ازاي وانت شايف أمي أقرب الناس ليا بتبهدلني  بشكل دا واحد غيرك كان قال اهرب منها دي اكيد واحدة معقدة و..
رفع انامله ووضعها علي شفاتيها يمنعها من استكمال حديثها وبعشق ليس كمثيله عشق قال..
جيلان لازم تتاكدي إنك قلب طاهر وانا قابلك زي ما انتي انتي اللي عايزها تبقي مراتي وام ولادي ووعد وعهد عليا يا جيجي أول ما اكتب عليكي مستحيل اخلي مخلوق ېلمس شعرة منك حتي لو مامتك..
ساد الصمت بينهموتابعو حديثهم بلغة العيون بوهن رفعت جيلان يدها وضعتها على يده لينتفض قلبها بنبضه أكثر من رائعه أثر لمستها له وهو حالته لم تقل عنها بل تزيد اضعاف من شدة عشقهما..
ابتسم لها وضغط علي يدها برفق وعلي مضض حرك رأسه بالنفي وهو يقول بتحذير..
بلاش ياجيجي علشان خاطري..
التمعت عيناه بالدموع وتابع بشتياق شديد..
أنا لو قربت مش هبعد..
توردت وجنتين جيلان بحمرة الخجل حين فهمت مقصده يشتاقها هو حد الجنون ويتألم لألمها ويود ان يمحي هذا الألم عنها بطريقته الخاصة جدا ولكن ينتظر بستماته حتي تصبح زوجته أمام الله..
بعد يده عن يدها وهب واقفا حين 
شويه علي ما المحلول يخلص..
بستحياء حركت جيلان رأسها ابتسم هو لها وسار عدة خطوات نحو الخارج وكاد ان يفتح الباب لكن صوت بكاء جيلان جعله يلتفت لها بلهفه وقلب مرتعد وقطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده حتي اصبح واقفا جوارها ممسك بيدها وبفزع قال..
مالك يا جيجي في حاجه بټوجعك يا حبيبتي..
اجابته جيلان بصعوبه
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات