رواية خيوط الغرام لدينا ابراهيم
ظافر الي المرحاض مع ابنه ولكنه اصر علي الدخول بمفرده ...
اقف انت هنا يا بابي !!
هقف جوا معاك !!
رفع ذقنه بكل عجرفة يمتلكها طفل قائلا ...
لا طبعا انا مش صغير !
كاد يبتسم ظافر لولا حرج الموقف ليردف...
دخلني معاك و هديك ضهري !!
عقد ساقيه وكأنه يتمالك نفسه بطريقه سحريه ليردف برفض وهو يمط حروفه...
لوحدي !!
اتفضل يا استاذ يوسف لوحدك ..بس خد بالك احنا مش في بيتنا اوعي تعمل حاجه غلط !!
فرك ظافر ذقنه يرغب بالضحك فهذا الصغير ذكره بنفسه مع والدته رحمها الله لا يزال يذكر بقوة رفضه للاستحمام بيدها منذ ان كان في السادسة من العمر !!
سمع همهمات قادمه من اخر الرواق الذي يقف به لينفتح باب يفصله عنه بضع خطوات وتخرج شابه بملامح رائعة تطغو عليها الرقة والأنوثة ....
لابد انها شعرت بنظراته المتفحصة ...
لأنها رفعت عيونها بتوجس لتهاجم نبض قلبه المتهالك بعيون خضراء مكحله بدقه لإذابة القلوب....
اتسعت تلك العيون پصدمه واختفت بسمتها الطفولية و اكتست وجنتها باللون الاحمر ....
امامها والتي لم تتوقع طوله و وسامته الحاده التي اربكتها بشده وتلك العيون العسلية التي تكاد تقسم انها تسمعها تخرج الحروف !!
انفتح الباب خلفها لتخرج والدتها وهي تهز رأسها علي سخافة ابنتها لتصطدم بظهرها المتشنج كادت توبخها فلاحظت ظافر يقف امامهم بكل جمود .....
انقذهم خروج يوسف الصغير رف ظافر بعينيه مره قبل ان يسمع ولده ....
انا خلصت اقفلي الحزام يا بابي!!
قالها بصوت رسم ابتسامه واسعه علي وجهها .... تريد اكل ذلك الكائن اللطيف بصوته المقطر بالعسل كعيون بابي !!...
اطرقت شروق رأسها بنهيدة راحه وشعرت بعضلاتها ترتخي براحه طفوليه ان ذلك العابس الوسيم ليس العريس المترقب فهي ترفض بشده الارتباط برجل وسيم بشكل مرعب بملامح قاسيه تكفي رواياتها التي لطالما اخبرتها والدتها بانها ستكون سر تعاستها وحيرتها عند الزواج.....
مش لوحدك يا شابة انا ورايا اجيال بخرب بيتهم يلا فدايه
نفس لون العيون ولكن شقاوة يحيي تعطيها طابع اخر اكثر مرحا ...هزت رأسها علي سذاجتها لماذا تقارن بينهم !!!
بعد فتره طويله من الاحاديث والاتفاقات جلس يحيي اخيرا بمفرده معها ليقول بشوق عارم....
كان لازم ال شهور دي مش كنا اتجوزنا في شهر بالكتير !!
اطرقت شروق رأسها خجلا فهذا الشقي يعبث بمشاعر وجدانها بنظراته الحاړقة وهو يقتحم اولي تجاربها بالحديث مع رجل ...
لازم نتعرف علي بعض و بعدين 3 شهور مش كتير بالعكس انا شايفه انهم قليلين اوي !!
امال يحيي رأسه للجانب بهيام ليردف ...
بس حلوين عشان شعري يطول في الفرح و ميقولوش اتجوزتي واحد اقرع ...
ضحكت رغما عنها لتتسع ابتسامته قائلا...
الله اما صلي عليك يا نبي يخربيت ضحكتك هو انتي جننتيني من شويه !!
اه انت شكلك هتتعبني !!
رفع يده باستسلام ...
لا والله العظيم ده انا طيب اوي بس انتي متعرفيش انا كنت ماسك نفسي ازاي طول ال 6 شهور اللي فاتوا عشان اتقدملك اول ما اتخرج من الكلية الحړبية !!
نظرت الي الجهة الأخرى بخجل فهو اول رجل يطري عليها و يقترب الي مسامعها البريئة بمثل هذه الكلمات ....
نظر لها مطولا بحب ليقول...
مش عايزة تعرفي انا شوفتك ازاي ...
نظرت له بهدوء تحثه علي المتابعة ....ليستكمل هو بعنايه ...
بالرغم انك اول مره تشوفيني بس انا شوفتك من 6 شهور في فرح واحد صاحبي و من ساعتها وانا مچنون بيكي ...
بطل تحرجني يا يحيي لو سمحت و كمان انا مش صغيره هتضحك عليا بالكلام ده !!
قالتها برغم ان وجهها يعكس فرحتها البتول لمثل هذا الاهتمام فمثلها مثل باقي الفتيات بأن تعيش قصه حب و هيام ولكنها رفضت ان ترخص قلبها وتتركه طليقا لكل من هب و دب تعطيه نطفه منه فلا يتبقى لها و لنصيبها سوي خيبه الالم ولملمه الحطام ...
واخد بالك انت ياحج عجه نصيبها بس لي الحب و المحڼ وده بعد الجواز بردو الخطوبه و الصحوبيه مش تبع السنه و انا مش عايزة اصدمكم بس الحلال مش بيبتدي غير بعد كتب الكتب والاشهار احنا شباب و بنات عائلات محترمات
مضي الوقت سريعا وذهب يحيي و ظافر وتوجهت شروق للنوم بعد تأديتها صلاة استخارة...
لا تدري لما جاءت صورة ظافر في مخيلتها لكنها ابعدتها بعيدا بتوبيخ