ساكن الضريح ميادة مأمون
بالفراش و جلست بجانبها. انادي عليكي! قوليلي انت فيكي ايه يا بنتي طمنيني عليكي بټعيطي ليه بس. مافيش حاجه يا ماما انا كويسة. كويسة ازاي بس و انت دموعك مغرقه وشك كده قوليلي هو جوزك لسه ماكلمكيش طب هو كلمك و قالك حاجه زعلتك طب في ايه يا بنتي بس قوليلي. كلمني يا ماما اطمني بقى. كلمك! طب هو قالك حاجه تزعلك. و كأنها ضغطت على چرح مفتوح منذ زمن لكن ابنتها كانت موارياه عن الجميع لتهمس وسط شهقاتها. اه قالي... صړخت بها و امطرت عيناها بغزاره. كنت فكراه اول ما يعرف بخبر حملي هايفرح اكتر منكم كلكم لكن فاجئني بردو. ليه هو قالك حاجة تضايقك طب قالك ايه زعلك كده. ماقالش يا ماما! كل اللي قاله كلمه واحده بس حامل! و بعدها سكت و لما سألته سكت ليه قالي اصل الموضوع ده مش في حساباتي دلوقتي. ايه الكلام ده معقول يقول كده ماتزعليش يا حبيبتي انا ليا كلام تاني معاه لما يرجع من السفر بس برضو عايزكي تفكري كويس مش يمكن يكون في حاجة في شغله مديقاة. ماتدوريش ليه على أعذار يا ماما و هو ليه يتصل بيا و هو مدايق و لا تعبان كان وفر اتصاله لما يرتاح و بعدها يبقى يكلمني. رفعت ماجدة قدمها لتريحها على الفراش و أمسكت بيد ابنتها تربت عليها لتفهما أكثر شئ واضح في عقلية الرجال و مع ذلك لا تعرفه كثيرا من النساء. بصي يا شذى هاقولك على حاجة يا حبيبتي كتير من البنات ما يعرفهاش. أي راجل مهما كان سنه كبير أو عقله حكيم دايما تلاقي فيه حته كده طفوليه مستخبية. لما بيفرح او بيحزن او حتى بتكون عنده حاجه صغيرة بيفكر فيها تبصي تلاقيه بيجري على أول حد هو بيحبه و بيرتاح معاه و يشكيله و النوع ده زي عمك حسان كده شوفتي هو متعلق بخالتك مجيدة و بېخاف عليها ازاي. ايوا يا ماما هو فعلا بيقعد يحكي و يضحك معاها و بيسمع كلامها كمان يا ريت ابنه كان زيه كده. ما هو ابنه بقى من النوع التاني. نوع تاني يعني ايه يا ماما اصل الأطفال يا حبيبتي نوعين نوع تلاقيه دايما ياخد برأيك و بيسمع كلامك و نوع
واذا كان عايز يشكيلك او يكلمك بهدوء و العكس برضو يا شذى. انا مش بقولك كده عشان افهمك انه صح في رده لاء هو غلط و ازعلي منه براحتك لكن برضو خدي بالك منه و اتعاملي معاه بهدوء يا حبيبتي. فهمتك يا ماما انا هاعرف اتصرف معاه بطريقتي و اعوده على طبعي انا. طيلة الثلاثة ايام يحاول الاتصال بها لكنها فضلت عقابه بهذه الطريقة! الإبتعاد هو الحل الوحيد حتى تعرف مدى حبه لها و تقبله لهذا الخبر الذي سيربطهم ببعض للأبد. و اليوم قد عاد الطبيب إليهم بعد اسبوع عمل متواصل و قد حقق نجاح في هذا المؤتمر كما كان يتمنى. أوقف السيارة في ساحة البيت و ترجل منها متلهفا لرؤيتها و الاعتذار منها قبل أي أحد منهم. فتح الباب و ولج عليهم و هم جالسون بالداخل. و كانت والدته اول من رأته لتنتفض فارحة تهتف بأسمه. مالك ابني حمدلله على السلامه يا حبيبي... كانت عينيه تتلفت يمين و يسار عليها و اذا به يسأل عنها متلهفا. الله يسلمك يا ماما فين شذى لتصيح والدتها بضجر. بتسأل عليها ليه بعد ما زعلتها يا مالك. استدارت شقيقتها بريبة لتفهم معنى كلماتها. زعلها ازاي هو انت زعلتها يا مالك وانت مسافر. حاول كبت احتقانه و زمجرته ملقيا عليها السلام. الله يا سلمك يا ماجدة مش هي دي برضو حمد الله على السلامة اللي بتقوليها ليا. طب و عايزاني اقولهالك ازاي و انت مزعل بنتي. لتهتف والدتها صاخبة. ما تفهموني يا ولاد في ايه زعلتها امتى يا واد و ازاي تزعلها و هي في اول حملها كده. ليصيح هو فيهم. ممكن تقولولي مراتي فين و تبقو تقعدو تحكو مع بعض براحتكم. اردفت مجيدة و هي تجلس بجانب شقيقتها. اهي عندك فوق نايمة في اوضتكم اطلع يا اخويا شوف بقى هاتصالحها ازاي. تركهم يجلسون يتسامرون او كما يقال يقطعو في فروتهم و صعد سريعا للأعلي. فتح باب الغرفة المظلمة عنوة و دلف بداخلها. ترك حقيبته من يده شلح جاكته و حل كارفاته من حول عنقه و جلس بجانب تلك الذاهبه في ملكوت اخر لا تشعر بأي شئ فقط مستسلمة لهذا النعاس الذي بدي يلازمها من اول حملها. وسط نومها الهادئ شعرت بشئ يأرقها حيث ظلت تمسح على وجنتها هذا الشئ الذي يمشي عليها بنعومه خفيفه. فتحت عيناها سريعا منتفضة بقلق عندما ظل ذلك الشئ يقلقها لتتضح امامها الرؤيا كاملة أثر هذا الضوء الخاڤت القادم من المصباح الجانبي. و سريعا ما التفتت للجهه الاخري وهي تجهش بالبكاء حين رائته. ليجذبها هو رغما عنها على قدمه محتضنها بيد و باليد الاخري يقدم لها تلك الوردة التي كان يداعبها بها ليعبر