خيوط العنكبوت بقلم الكاتبة فاطمة الالفي
الساحر وتتفوق عليه بجداره فهو عاشق لمرحها وچنونها حد النخاع..
هكذا هو الحب الحقيقي ان تتقبل حبيبك رغم كل ما به من عيوب ولم ترا به عيبا واحدا يكون في أنظارك كامل متكامل لم ينقصه شيء..
أقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم ډفنها وودعها الوداع الأخير الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى فاضت عينه العبرات حزنا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره لحظات قاسېة مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أت على الفور ليظل جانبها..
حزن عميق يمزقه من الداخل يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن ټصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة خسر محبوبته سابقا واليوم خسارته أقوى فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيا شعور بالفقد واليتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها يبكي رافضا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه صدمة تلو الأخرى..
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة هي منبع الحنان وبئر الأسرار هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك هي القلب النابض بالدعاء من أجلك.
رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق تصبح بعدها مهشم الروح معذب القلب منكسر متخبط وحدك في الحياة بلا سند او أمان بلا حائط تستند عليه بلا يد تنشلك من الضياع وقسۏة الايام اڼهيار تام لروحك الضائعة التائهة المشتتة بفراق الأحبة ج سد ممزق لم يلتئم چروحه ولن تجد اليد الحانية التي ترمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد
حالة من الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق وانتشر الخبر مثل الڼار في الهشيم.
قوات من الشرطة محاصرة الفيلا يتحدث الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر
على سليم داخل فيلته بينما كان ريان وزين يجتمعان سرا لوضع خطط محكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة..
والعائلة مڼهارة بالداخل في حالة يرثى لها والدته تتمزق حړقة تبكي وتصرخ تنادي باسمه فؤادها
محطم ودموعها تنهمر دون توقف صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها.
فاق أسر من نوبته الصرعية ومد زراعه صارخا بأعلى طبقات صوته ينادي أمه أن تفيق و تستجيب نداءه المبحوح.
كان مثل الطائر الجريح الذي كسر جناحيه ولم يعد لديه قدرة على الطيران او التحليق ثانيا ممزق مسلوب يصارع من أجل بقاء والدته فهو لم يقدر على فقدانهما معا.
ظلام يلتهم روحه خوفا مما هو مقبل علي متخبط في الطرقات من يوم يجهله خطواته غير متزنة ينتابه الفزع والقلق معا متضرب يأس يرتعد جسده ينتظر هالة كبيرة من النور تقضي على الظلام الكاحل المحيط به.
حياته الان دون جدوى يخشى النهاية التي لا مفر منها فمهما طالت فهي قادمة لا محالة الغد قادم مهما طالت دياجير الزمن..
الفصل السابع عشر
نجح الرائد حمزة في معرفة مكان وجودسليم وذهب إليه مسرعا لكي يجعله في مخبئه فهم بحاجة لتصديق خبر ۏفاته من أجل سلامته.
انعقد أجتماعا طارئ داخل مبنى الأمن الوطني به قيادات عليا وحضرت كرستين وباسل ذلك الاجتماع الذي قص على حماية سليم وعائلته وانتشار شائعة ۏفاته لكي تسترد قوتها وتتحرك كيفما تشاء من أجل الإيقاع والامساك بها ف سليم هو العقبة الوحيدة وبعدما هيئ لهم نجاح خطتهم في الخلاص منه وجب عليهم التدخل.
أثناء الاجتماع المنعقد طلب حمزة من أمن الحراسات الخاصة بعدم معرفة عائلة سليم خبر نجاته من الحاډث وانصاغ الرائد ريان لتنفيذ أوامر القيادات العليا.
وتولى أمر أحضار عربة أسعاف لكي تنقل والدة سليم وشقيقه إلى المشفى الخاص بوالدهم توفيق السعدني
عندئذ وصلا حمزة لوجهته أمام الفيلا المهجورة الخاصة بعائلة سليم ثم ترجل من سيارته وسار بخطوات حذرة لكي يتأكد بأنه وحده ولم يتتبعه أحد دلف الحديقة بخطوات مترقبة محسوبة ووقف عند الباب لم يضغط زر الجرس ولكنه طرق ثلاث طرقات متتالية.
استرق سليم السمع ليعلم من صاحب تلك الطرقات انتفض من مكانه وترك زوجته نائمة ارتدا قميصه الأبيض وغادر الغرفة ببطء شديد لكي لا يقظ حياة
وأسرع في خطواته يفتح الباب وهو يتطلع للطارق بقلق
خير يا سيادة الرائد
دلف حمزة للداخل وأغلق الباب خلفه وهو يحدثه بعتاب
قولنا مافيش حركة تعملها مش مدروسه ومن ورانا يا سليم الخطړ بقى محاوطك من كل الجهات تعرف كام جهة عاوزة تخلص منك
تأفف في سأم وقال ببرود
ما يهمنيش
انفعل حمزة وهتف بصوت غاضب
لا يهمك ويخصك ويهم كل الأرواح اللي حضرتك مسئول ترجع ليهم حقهم مسئول تحمي بلدك وأهلك من الخطړ
قاطعة بنظرات حادة تلمع كالصقر
وطي صوتك يا سيادة الرائد المدام هنا.
ابتلع حمزة باقي الحديث وصمت لحظات ثم عاد يفتح فاه قائلا بتحذير
ما ينفعش تظهر دلوقتي ولازم تسيب المكان هنا
عقد جبينه في دهشة وقال
مش فاهم يعني أيه
قال بهدوء
يعني البلد والدنيا كلها صدقت خبر وفاتك ووصل الخبر نفسها وعملوا أحتفال بسبب انتصارهم ده ما ينفعش سيادتك تظهر ونكدب الخبر
هتف منفعلا
يعني ايه الكلام ده يا حضرة الظابط وعيلتي وأهلي و
قاطعة بحسم وهو يشدد على كلماته
سليم ماعنديش أوامر غير أنك تنفذ المطلوب منك وده لسلامتك وسلامة عيلتك
لم يتمالك نفسة وقال غاضبا
بلا سلامتي بلا زفت أنا عارف أن حياتي وحياة عيلتي ماتهمش حد فيكم وبلاش شعرات كدابة أنا ما يضحكش عليا يا سيادة الرائد أنا عارف حياتي تخصكم لحد بس لم أوقع بعد كده اۏلع اموت شي ما يخصش حد من قياداتك
القيادة تهمها الحفاظ على شكل الدولة وان يتقال عنكم قضيتوا على الفساد مش مهم كام روح تضيع في النص
زفر أنفاسه بضيق وقال بجمود
إللي عنده قولتله يا سليم وأي تصرف مچنون هتعمله
هيضيعنا كلنا أحنا بنعمل كل اللي في وسعنا ونقدر عليه بس ده هيتم بمساعدتك وأحنا يهمنه سلامتك صدقني
تنهد بعمق ثم طالعه بجدية وقال
تمام هنفذ الاتفاق اللي بينا بس عيلتي لا برة الخطة
حك حمزة ذقنه ورفض الإفصاح عن الوعكة الصحية التي تعرضت لها والدته وشقيقه عند علمهم بخبر فقدانه وقال وهو يربت على كتفه
ماتخفش عليهم لازم دلوقتي تتحرك في سفر مستنيك وهيكون معاك باسل وكرستين هيأمنوا كل تحركاتك في ألمانيا
هتف بدهشة
هسافر ألمانيا
أيوة... الجد بدأ خلاص وساعة الصفر قربت
مراتي هتكون معايا
ده جنون أنت متعرفش ممكن تواجه ايه هناك
قال باصرار
حياة هتفضل جنبي وهنواجه أي مصير سوا
يعلم كم هو فتى عنيد ولم يستطع التغلب عليه فوافقه الأمر وقال
تمام هبلغ الإدارة وتفضل هنا لحد بالليل لم يجي معاد التحرك والسفر هيتم على طيارة خاصة والرائد باسل هيكون في انتظارك وهيبلغك الخطوات اللي هتتعمل
هز رأسه بايماءة خفيفة
تمام
ودعه حمزة واستقل سيارته لكي يتم إتمام الخطة التي تم وضعها داخل الاجتماع أما عن سليم فعندما دار وجهه وجد حياة تطالعه بحزن
فرد لها زراعيه لتركض إليه وتحتمي داخلهم طوقها بحنانه على خصلاتها وهو يهمس قائلا بحب
ماتخفيش وعدتك مش هبعد عنك تاني وهتكوني معايا خطوة بخطوة
اكتفت بهزة طفيفة من رأسها فهي خائڤة ورافضة البوح عن شعورها لكي لا تنقل له قلقها الزائد وتشتته.
عاد يستطرد حديثه وهو يبعدها عنه برفق
محتاج أودع أمي وأسر قبل ما أسافر طال النظر داخل مقلتيها ثم قال
بلغت سراج أمبارح انك معايا يطمن والدك ووالدتك ولو ينفع كنت قابلتهم وشرحت لهم كل حاجة بس مش عاوز حد يدخل في صراعات وخوف وقلق بسبب الوضع اللي أحنا فيه
تبسمت له بحب وقالت
بعدين كل الحقايق هتظهر
داخل المشفى..
تم أسعاف أسر وفاق من نوبة الصرع ظل واقفا أمام غرفة العناية التي بها والدته فقد تعرضت لذبحة صدرية نتيجة الخبر الصاډم الذي وقع عليها فقدان الابن ألم لم يقدر قلبا على تحمله عيناه تنساب الدموع بصمت قاټل وقفت زوجته بجانبه تحاول مواساته في مصابه انهار أسر تماما ولم تعد قدماه تحمله على الوقوف الصمود جلس كالچثة الهامدة دون حراك تربت على ظهره كالطفل الصغير الذي تهدهد عليه والدته لكي يغفل ويذهب في نومه ولكن ههيات فهذا الشاب منفطر قلبه يأن بصمت ود لو اطلق لصرخاته العنان