قصه بقلم نرمين محمود
دلف وقاص الي مكتب أبيه بعد أن سمع الاذن بالدخول..
تحدث قدري بحدة وملامح غاضبة للغاية...
_ تشوف حل ف موضوع بنت عمك يا وقاص ...ابن غانم طلبها للجواز..وانا مش هفضل اداريها كتير ..الاستاذ شافها ف عيد ميلاد الهانم اللي من ساعة م دخلت البيت والمصاېب نازلة على دماغنا....واللي انت اصريت انها تحضرها بردو...يا تعلن جوازك منها وساعتها هتبقي ملزم تعملها فرح يا اما تطلقها و محدش يعرف كده كده انت ملمستهاش..
_ كلنا عارفين انك ملمستهاش..كان زمان يخصني لكن دلوقتي لا..اللي انت عاوز تعمله اعمله بس تخلصني من غانم وابنه مش ناقص زن انا...اتفضل علي شغلك ومش عاوز اسمع كلمة واحدة ..
خرج وقاص من المكتب وهو يكاد ينفجر من الڠضب بسبب تلك المدعوة زوجته...
رن هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله..تفاجأ عندما رأى رقم ذلك الرجل المكلف بمراقبتها...لماذا يتصل به الآن فهو يقوم بسرد تحركاتها له عن طريق تقرير أسبوعي...من المؤكد أنه قد حدث أمر جلل ..ولكن ما هو..
اغمض عيناه بقوة يعتصرهم پغضب شديد...لم يكن يتخيل أن تفعل ما فعلته ...كان يحاول كبح جماح غضبه منذ أن علم بعلاقتها مع ياسر لكن الان لن يستطيع... بالنهاية هي زوجته كما أنها تحمل اسم عائلته ودمه..ابنه عمه...
ساوره الشك نحوها عندما تحدثا بالامس...كانت تتحدث كمن تملك درعا حاميا اذا ما تخلي عنها أو اذاها...لكن ذلك السند ليس بوالدها فهي لا تتحدث معه...اذا من يكون...
كان سيواجهها ويطلب منها ردا علي تساؤلاته لكنه تراجع فهي لن تريح باله ولن تفصح عن الشئ الذي بدل حالها تماما...لذلك ترك الأمور كما هي عليه وقرر الحديث معها بشأن موضوع ما...
كانت منشغله بمسلسل تتابعه علي التلفاز ..
_ هممم...
نفخ بضيق قائلا ..
_ طب وطي الصوت واتفرجي عليها ف الإعادة..لاني عاوز اتكلم ف حاجة مهمة...
كانت الصوت والتفتت له بضيق شديد وهتفت...
_ ها...نعم اديني قفلته اهو...
_ حضرتك بقالك سنه اهو ومحملتيش ...ايه السبب بقي...
رمشت بعينيها بدهشه وبلاهة ثم قالت...
احتدت نظراته الڼارية نحوها واستأنف حديثه...
_ اتكلمي عدل يا تمارا...انت جبتي عدي وكما سنه وقبل م يكملها كنت حامل ف سجدة...المرادي لا ليه...
نهضت من مكانها بعصبيه ورمت الريموت كنترول علي الاريكة پغضب شديد...
_ المرادي لا عشان عاوزة احس اني ست مش أرنبة عمالة بتخلف وترمي وياريت اللي بتحمل منه قاعد معاها مثلا لا ده بيدور ع مزاجه وراح اتجوز...محملتش عشان باخد مانع حمل ومش هبطله...حس بيا بقي يا اخي...حس بيا شوية مش كل حاجة عاوز تربطني جنبك وتقتل احلامي...كفاية ابويا قتل طموحي ومنعني اني اشتغل وانت جيت كملت...لا ازاي عمال تتفنن ف اذايا...اوف...
دلفت الي غرفتها تبكي علي عنفه وقسوته معها في أبسط تفاصيل حياتهم...جارية ...جارية عرضها والدها للبيع ودون تعب ...
بعد مرور نصف ساعة جاءتها تلك النغمة التي خصصتها للرسائل ...وبالطبع كانت سببا في تبدل حالها أو نسيان ما حدث مع زوجها لدقائق وهي تعاود قراءة تلك الرسائل مرة أخري ....
دلفت زمزم الي المنزل وهي تدور حول نفسها بسعادة غامرة وتدندن بعض الأغاني الرومانسيه القديمة..اندمجت كثيرا خاصة وأنها تعلم أن السيدة نجاة والسيد قدري خرجا من المنزل حتي يزورا أقاربهم ..فقط سيلين هي من توجد بالمنزل ...فكت ربطة شعرها وأصبحت تتمايل به بسعادة الي أن وقف أمامها وقاص يحدجها بنظرات حاړقة ..
_كنت فين...
وضعت قلبها علي صدرها الذي خفق پجنون عندما تفاجأت به أمامها...
_ كنت ما كان م كنت...وسيبني بقي ف حالي...
وتركته وصعدت علي الدرج...دلفت الي غرفتها واسرعت بخلع ملابسها وتبديلها..اليوم ستظل مستيقظه مع ياسر علي الهاتف حتي ينتهي من عمله الليلي بالمشفي...
أمسكت الهاتف واتصلت به ...
_ زمزم!!...فكرتك مش هتتصلي بيا..
قالها ياسر بدهشة ..
ابتسمت زمزم بحب وهي تقول برقة حقيقية...
_ انا نيتي اني مرجعش ف كلامي وعشان كده اتصلت...انت بقي لو اتصالي مدايقك ف خلاص ممكن اقفل...عاوزني اقفل...
اسرع ياسر يرد عليها بلهفة...
_ لا لا تقفلي ليه ..انا اصلا كنت هكلمك بس اتفاجئت انها جت منك...المهم اكل الحاجة عجبك...
امتعضت ملامح زمزم بعض الشئ عندما تذكرت معاملة والدته لها ولكنها تحملتها فلن تكون اسوء من السيدة نجاة...
توجس ياسر من صمتها ذاك ..ظن أن والدته وبختها بكلامها خاصة وأنها تعلم الموضوع كاملا ...
_ زمزم هي ماما ضايقتك ولا حاجة..
اصطنعت ابتسامة علي ثغرها وهتفت بصوت متداعي...
_ لا لا..بالعكس مدايقتش خالص...انا اصلي عارفة طنط ...تقريبا كده هي مبتاخدش