رحيل بقلم حنان اسماعيل
ينطق احدهم ظلت هى تنظر للشوارع وملامح الحزن تعلو وجهها بينما اخذ هو يفرك رآسه كعادته حين يحاول السيطرة على مشاعره
ظل يتابعها من مرآة السيارةفى صمت استكمل فى طريقه حتى وصلا لمكان هادئ فوق جبل المقطم
نزلت من السيارة فى هدوء وتطلعت من فوق الجبل للمدينة تحتها لحق بها هو الاخر وقف بجانبها قبل ان يسألها بهدوء
اجابته بلامبالاة دون ان تنظر اليه قصدك جوازى من يونس كنت عاوزنى اتجوزه
جاد پغضب كنت عاوزك تتجوزى اى حد
رحيل بآسف متقلقش هتجوز لو ده اللى اللى جابك النهاردة ومتقلقش انا ماسيبتش ابن عمى عشان عندى امل معاك لانى لسه فاكرة كلامك كويس حرف حرف
فرك رآسه بيده كى يهدأ حاولت ان تعود للسيارة الا انه لحق بها والصقها بالسيارة وهو امامها ينظر الى ملامحها الجامدة الحزينة قائلا
اكملت قائله فى توتر كمل اكمل لك انا وهتقفل الباب اللى فتحته علينا من ساعه ماتلاقينا صح انت عارف مشكلتك ايه ياجاد انك بتحارب قلبك بعقلك عاوزنى ويمكن تكون برضه بتحبنى
بس بتسعى بكل جهدك انك تخنق الحب ده انت لو طولت انك تسحبنى من ايدى يومها وتجوزنى يونس كنت عملتها عشان تتأكد انى خلاص بقيت لحد غيرك وتبقى قفلت صفحة اسمها رحيل الجارحى من حياتك
منه بيده طب وانا
نظر ليدها التى تمسك بيده فى تأثر قائلا انتى اهربى لبعيد يارحيل انفدى بجلدك ولاقى راجل يحبك وتحبيه واتجوزى وخلفى ولاد وعيشى سعيدة
رحيل بحب ولو قلت لك انى بحبك انت
ابتعد عنها فى عصبية قائلا هقولك يبقى بتعيشى نفسك فى وهم انتى الوحيدة اللى هتطلعى منه خسرانة لا انت ليا ولا انا ليكى ولا هيكون فى يوم يارحيل
انا مش ده ولا عمرى ماهكونه ولو قلبى هيكون نقطة ضعفى والله اخلعه من جوايا وادوس عليه برجلى ولا يتقال عليا فى يوم انى نسيت تار ابويا وهربت مع واحدة
قالتها واعطته ظهرها واتجهت للسيارة
جاد انا هتجوز الاسبوع الجاى
رحيل بصوت مخڼوق مبروك
اكملت طريقها للسيارة فتحت الباب وجلست فى الخلف بعدما وضعت نظارتها الشمسية على عينها
عاد للسيارة قادها فى عصبية وهو ينظر اليها بين الحين والاخر من مرآة السيارة بينما حاولت هى ان تخفى دموعها خلف زجاج نظارتها
يتبع
الفصل الخامس
مر الاسبوع سريعا وفاطنة واسماعيل وامهم مشغولون بترتيبات الزفاف فى تجاهل تام من جاد لكل التفاصيل بحجة انشغاله فى العمل حاولت فاطنة ان منه بسؤاله عن ملابس فرحه الا انه تجاهلها ببرود كعادته
يوم الفرح دخل غرفه والديه المغلقه منذ وفاتهم جلس قليلا على السرير ثم فتح الدولاب واخرج صندوق الذهب الخاص بأمه تفحصه قليلا ثم اخرج منه قلادة صغيرة على شكل ملاك صغير كانت امه تحبها جدا وتحرص على ارتدائها منذ اهداها لها ابيه وهو قادم من احد زيارته من خارج البلاد
تفحصها قليلا ونظر لصورة ابيه وامه على الحائط والقلادة تظهر فى الصورة قبل ان يسمع طرق على الباب اعاد الصندوق مكانه واحتفظ بالقلادة فى جيبه
انتهى الفرح تقريبا فى منتصف الليل كان جاد يرتدى جلبابا ابيض وعمامه على رأسه وشال كعادتهم فى الصعيد دخل غرفته فوجد فاطنة تنتظره فى خجل وهى تضع طرحتها البيضاء على رآسها فى انتظاره
تنهد
بعمق فى جدية وهو يتجه ناحيتها وقف قبالتها ورفع الطرحة عن وجهها وشرد بعيدا فى رحيل تذكرها وتخيلها هى التى تقف امامه بابتسامتها الساحرة ابتسم هو