الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 10 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها

أنتي كويسه

لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادمه

اه كويسه

وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها

شقيقتها راكضه نحوها

مالك يامها ايه اللي حصلك

مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك

ذهبت لعملها بحماس فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع

ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدما ألقي عليها تحية الصباح

ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره

فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده

ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم

لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت

تقدمت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها 

اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي

وجلست تلتقط أنفاسها 

مش قدامي غير نص ساعه بس

لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها 

من غير لف ودوران انا عارفه انك معجبه بحمزة 

ألقت ناديه كلماتها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها فأرتبكت سيلين من صراحتها 

اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافندم 

فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عباراتها المنمقه 

يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا 

لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه 

حضرتك تقصدي ايه 

فداعبت ناديه ذقنها مفكره 

من حمزة وانا هساعدك

الفصل التاسع

جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع

وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها

انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك

حقيقة لم تكن تلك عباراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها

وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه 

فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها

ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات تمام

فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه

عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعتهولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم

ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا

واكتمل الاجتماع ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا

دونتي النقاط المهمه يا ياقوت

فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم 

نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان

تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه 

هي ليست أكثر من موظفه

ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عندما بدأت تصف لها شعورها اليوم 

يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك 

فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق

بخاف منه اوى يا سماح البشمهندس شهاب مش كده خالص راجل ذوق 

فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة 

قولتيلي ذوق 

فسرعت تحرك رأسها نافيه

لا مش قصدي اللي فهمتيه انا بس بحكي عن شخصيته بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها 

فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها 

ما انا عارفه بس برخم عليكي المهم سيبك من العيله ديه بقىايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها 

وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس 

ديه مش اي حفله يا ياقوت هتتبسطي وتقولي سماح قالت 

انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحزنها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر 

مش هينفع يا سماح روحي انتي ده شغلك 

كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص

آخر 

في مكان آخر مظلم والكل في ثبات

عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه 

مظلومه متسبنيش حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق 

فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها 

خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله 

وسقطت دموعها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف

الستار 

اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه الفرح فرح والحزن حزن 

الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم 

يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده ده انتي اخت العروسه 

اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها

فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء 

وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد 

واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين 

اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها 

امتى حمزة بيه هيجي يامريم 

فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه

بابا مش بيجي دلوقتي عنده شغل مهم 

فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه 

ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه 

فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه وناولتها كشكولها 

انا كده خلصت يامس

وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه 

ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل 

واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به 

فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه 

غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا 

تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا 

انسه ريما انتي سمعاني 

فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج

ايوه معاك حضرتك كنت بتقول ايه 

فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها 

بسألك عن مستوى مريم 

فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه

مريومه بنوته شاطرهاطمن يافندم 

فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما 

اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها 

قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة 

ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل 

ندي اعرضي على مس ريما تتعشا معانا وادي خبر للسواق

يبقى جاهز عشان يوصلها 

فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها 

استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده 

لتهتف مريم داخلها 

تتعشا ياريتك ياندي مانزلتي

وتهللت اساريريها وهي تسمع ريما تجيب معتذرة 

شكرا ياأنسه ندي مقدرش اتأخر على البيت اكتر من كده 

ولكن داخلها كان رأي آخر 

لازم تتقلي ياريما مش معقول من اولها اقبل عزومته هو فاكرني ايه 

طب خلاص هخلي السواق يجهز عشان يوصلك ديه أوامر حمزة 

فأستاءت مريم من حديث ندي وحملت كتبها حانقه وغادرت 

تنفض رأسها من أفكارها بأن يتزوج حمزة مس ريما التي لا تطيقها

اما الأخرى غادرت بأحلام ورديه لأهتمامه بها وخوفه عليها

ولم يكن ذلك الا واجب يفعله

اغلقت ياقوت مع هناء التي ظلت لساعه تحادثها وتخبرها عن حلمها بيوم زفافها بمراد ولكن ثوب زفافها قد افسدها بقعه متسعه لا تعلم من اين أتت ولكنها افسدت مظهر ثوب زفافها 

لم تجد ياقوت الا كلمات الاطمئنان لصديقتها وانقلب الحديث الي ضحكات بعدها 

ربنا يسعدك ياهناء وتحققي حلمك وتتجوزي الإنسان اللي بتحبيه 

دعت ياقوت لصديقتها بأخلاص وانتبهت لطرقات الباب ثم دلفت سماح غرفتها بطريقه مسرحيه واتسعت عيناها پصدمه وهي ترمق ياقوت ساخطه 

أنتي هتروحي معايا الحفله بالبيجاما 

ثم أشارت نحو حذائها المنزلي 

وبالشبشب ده 

فضحكت ياقوت على ظن سماح انها وافقت على قدومها لذلك الحفل الذي لا تعرف لما تذهب اليه ف سماح صحفيه وهذا هو عملها اما هي ماذا سيكون سبب ذهابها 

عندي شغل بدري ياسماح وكمان هاجي معاكي بصفتي ايه 

فأشارت سماح نحو حالها بأعتزاز

بصفتك صاحبتي ولا ديه حاجه قليله

فصدحت ضحكات ياقوت سماح تخرجها من اي حاله هي فيها بأسلوب دعابتها المرح

روحي انتي ياسماح انا هصلي العشا وأنام 

ومع ألحاح سماح لم تذهب ياقوت لفراشها كما كانت تتخطت إنما وقفت أمام مكان الحفل متسعه العين من هيئه الوافدين للحفل 

فنظرت لهيئتها بملابسها المحتشمه ثم تعلقت عيناها نحو سماح التي انشغلت مع مصور الجريده في الحديث قبل دلوفهم الحفل 

خرجت من غرفتها تبحث عن شقيقتها بعدما أبدلت ملابسها وانتهت الخطبه على خير وقد سعد الجميع 

كانت في المقاعد التي مازالت مصطفه في شقتهم تهتف بأسم شقيقتها 

ماجده انتي فين 

لم تسمع شقيقتها صوتها فقد كانت في صراع بين اقناع خطيبها ان علاقتهما ليست الا عابره 

تركت نفسها له وقد اخمدت عقلها وعاد هتاف مها بأسمها الي ان من الغرفه لتسمع صوت تأوها ففتحت الباب بقلق وفزع 

ماجده انتي فيكي حاجه مالك

انتفضت ماجده بعيدا عن خطيبها الذي يدعي سالم تخفي بيدها ماأزاله عنها من ملابسها وتشير له ان يصمت

انتي لسا صاحيه يامها

فهتفت مها بطفوله لم تضيع من برآتها

اصل عايزه اكل من جاتوه الخطوبه مكلتش في الخطوبه خۏفت أوقع على نفسي وانا باكل قدام الناس

تألمت ماجده على شقيقتها وقد ارتدت بلوزتها سريعا 

حاضر ياحببتي تعالي ان هجبلك من التلاجه واكلك كمان 

هتفت عبارتها بأرتباك تخرجها من غرفتها وعادت للجالس على فراشها متكئ بأستمتاع وأخرج سيجارته لېدخن

انت بتعمل ايه يلا امشي من هنا بدل ما تاخد بالها

وتابعت بأرتباح 

الحمدلله انها ملاحظتش حاجه 

لترتسم السخريه على شفتي سالم 

تشوف ايه اختك عاميه يلا روحي حطلها الاكل وتعالى عشان نكمل

ألقي عبارته وهو يرمقها بنظرات خبيثه ولكنها تمالكت حالها سريعا

لا ياسالم انا مش هعمل كده تاني لما نتجوز حرام 

استاء سالم منها واخذ

يهندم من ازرار قميصه ونهض من فوق الفراش ومال برأسه نحوها 

حرام بكره انتي اللي تطلبي مني كده يابتاعت الحړام والحلال 

وانصرف بهدوء فتعلقت عيناه ب مها 

حلوه بس الحلو مبيكملش

وقفت تتأمل

10  11 

انت في الصفحة 10 من 44 صفحات