الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 11 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

الحفل الصاخب الذي دعتها

اليه سماح كي تريها بعض من مظاهر العالم الخارجي ليله رائعه بكل مافيها ورغم الانبهار الذي ظهر في عينيها وهي تشاهد مظاهر الحفل الا انها لم تشعر انها ضمن هذا العالم وان الحياه ليست كما ترى الان إنما هذا مظهر من مظاهر الخدع 

كأس العصير المثلج ارتفع لشفتيها ترتشف منه بأستمتاع وتتابع بعيناها الحفل على بعد أمتار 

سماح وزميلها بالجريدة يتنقلون بين رواد الحفل يلتقطون الصور والأخبار

الحصريه

خطواتها تعثرت قليلا لتنحني نحو حذائها تحكم ربطه جيدا 

أنتي بتعملي ايه هنا 

صوته جعل ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه

حمزة بيه 

وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها 

انا اصلكنت 

متفحصا هيئتها المرتبكه 

أنتي ايه 

ثم اردف وهو يرمقها ساخرا 

حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض

تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت 

ساعات بحس انك خرسه 

فهتفت حانقه 

بس انا مش خارسه وبتكلم عادي 

فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه 

لا كده عرفنا ان ليكي صوت 

وتركها وانصرف دون كلمه أخرى لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها 

ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه ومين اللي كان واقف معاكي ده 

فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل 

أنتي مقولتيش ليه أن حمزة الزهدي من ضيوف الحفل 

فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه

ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه

واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها

يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابنتي بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا 

فرمقت سماح بأعين ضائقه

لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا

ولم تجادلها سماح بقرارها فأنصرفت نحو الطعام الشهي مشيرة لها 

استنيني هنا اوعي تتحركي 

تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها ارتسمت السخرية على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل

ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى

وبخطوات معدوده كان يقف بجانب مقعدها ثم جلس جانبها

انت مين

وكادت ان تنهض من جانبه

اقعدي يامها مټخافيش من

عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها

انت عايز مني ايه انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك

فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها

انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا

وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه

انا ملازم أول شريف نور الدين عرفتي اسمي وشغلي اه عشان مټخافيش مني 

فدارت بعيناها بعيدا عنه 

انا مش خاېفه منك ممكن تقوم بقى من جانبي 

فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه 

ولو مقومتش 

فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي 

هقوم انا 

فنهض شريف وهو يعتذر 

خلاص تعالي اقعدي مكانك انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك

لتقف في مكانها تمد يدها نحوه

انت لقيت الآله بتاعتي

رأي اللهفه في عينيهافأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه 

بتعرفي تعزفي عليها

فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا

وقفت خلفه ت مسائله

الوقت بدء يمضي مراد

كان يعرف مغزى

سؤالهافرفر أنفاسه بقوة من المواجهة الحقيقيه التي سيواجه بها والده فوالده طلب ابنه عمه إليه وأصبح امر الخطبه علانيا حتى حمزة لم يستطع مساعدته

بعد عرض فؤاد على شقيقه الوحيد امر خطبه ابنتها 

هناء اسمها بات في الأيام الاخيره يقتحم مخيلته ببغض ولا يعلم السبب يراها المذنبه فيما وصل اليه 

وعندما شعر بلامسات جاكي العابثه على صدره من فتحتي قميصه اغمض عيناه بقوه لعله يطرد أفكاره وألتف نحوه مبتسما 

جاكي انتي مراتي دلوقتي وجوازنا مش سر هخاف منه هننزل مصر سوا والكل هيعرف انك مراتي 

فأتسعت ابتسامتها سعادة وألقت نفسها بين ذراعيه تخبره بحقيقه مشاعرها نحوه 

انا احبك مراد ولم احب ان اكون مجرد رفيقه أردت أن أكون امرأتك انا في غاية السعاده الان حبيبي 

وابعتدت عنه قليلا 

اخفضت عيناها بحرج وهي تتناول من الطعام الشهي

العزيمه لم تأتي لها بالمقصد ولكن مهاتفه ناديه للسيده سميره وعزيمتها لها في وجودها جعل ناديه تخبر سميرة ان تجلبها معها

وانتهى العشاء الهادئ فأخذت ناديه سميره جانبا يحتسون القهوة معا ونظرت لياقوت التي جلست تضم يداها بحرج وتخفض عيناها

تقى حببتي سيبي التليفون شويه واتكلمي مع ياقوت انا وطنط سميره هنقعد مع بعض نتكلم شويه

من ابنتها بحب فأبتمست تقي برقه لوالدتها

حاضر ياماما

عين ياقوت إليهم ولمعت عيناها وهي تتخيل نفسها مع والدتها في مشهد هكذا

لتنتبه لصوت تقي بعدما انصرفت ناديه نحو سميره

احنا شوفنا بعض كتير بس متعرفناش ولا مره علي بعض

فأبتمست لها ياقوت وقد شعرت بلطافتها وقد ظنت انها لا تحب الحديث معها

انا عارفه عنك حاجات كتير من هناء

تقي بحماس 

هناء بقى حكتلك ايه عني قوليلي وانا هقولك هي حكتلي ايه كمان

ضحكت ياقوت على حديثها كما ضحكت تقي 

هتحسي اني طفوليه شويه بس انا مش كده إطلاقا 

وعادت ضحكتهم تتعالا ثانية وفي نفس اللحظه كان يدلف فؤاد المنزل وخلفه حمزه 

اختك النهارده مش هتصدق اني جبتك معايا 

خالو وحشتني

حمزة اليه ثم انتبه لياقوت التي فؤاد مرحبا بها فهو يعلم بهويتها وصداقتها من ابنه شقيقه 

اهلا يابنتي 

ونظر فؤاد نحو حمزة 

اكيد عارف ياقوت ياحمزة موظفه عندك 

واردف مبتسما 

موصكاش عليها بقى

فضاقت عين حمزة ورمقها ببطئ فأشاحت عيناها عنه 

لتأتي ناديه بلهفة نحو شقيقها 

حبيبي وحشتني عاش من شافك 

ف شقيقته وهمس بأذنها وقد ضغط علي شفتيه حانقا

ليلتك سوده ياناديه

فأبتعدت عنه ناديه بأرتباك وادركت انه عرف مخططها مع سيلين 

تعالا اعرفك على سميره صديقتي 

فرحب حمزة ب سميره متجاوزا شقيقته تلك اللحظه ثم أشارت ناديه نحو ياقوت التي وقف فؤاد يحادثها قليلا 

تعالي يا ياقوت اوصي اعرفك على حمزة اخويا صاحب الشركه اللي انتي شغاله فيها 

أرادت ناديه ان تلطف الجو بأي شكل وانصرف فؤاد مستأذنا منهم كي يبدل ملابسه واتبعت تقي والدها كي تخبره برحلتها الجامعيه مع زملائها 

فتقدمت ياقوت منهم بأرتباك من نظرات حمزة فأماء برأسه قائلا بلامبالاه

مش ديه سكرتيرة شهاب

شعرت انها يقصد تقليلها ناديه ياقوت إليها 

مردتش اطلب منك انت تعينها اصل عارفاك 

فحدق بها حمزة وقد وقفت تتلاعب بيداها 

كويس انك عارفاني اني مبوظفش اي حد عندي غير مؤهل 

شحب وجهها من عبارته العدوانيه ورفعت عيناها نحوه فوجدته يطالعها بنظرات غامضه مستمتعه

الفصل العاشر

جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه

مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه

هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته

ناديه انا مش بكلمك ما بتردي

فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها

انت ليه جرحت البنت كده ياحمزة مهما كان كانت ضيفه عندي

لتتسع عيناه ثم ضړب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما

بنت مين

ديه انا بتكلم في ايه دلوقتي موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا 

وأبتمست وكأنها تلاعبه 

ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها 

فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر

انا ماشي قبل ما اټشل بسببك

واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها 

ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي 

وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها 

انا لو مكانه اتبري منك ياناديه 

لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه

كده يافؤاد ياحبيبي

فؤاد مبتسما 

عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري 

وانتهت عبارته و يطبع

فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه

اخفضت عيناها تقاوم ذرف دموعها تتذكر حديثه ونظراته المتهكمه نحوهاشهقات متتاليه خرجت من بين شفتيها 

ثم تكورت فوق الفراش 

بكاء متواصل بكته مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته 

ولكنها ضعيفه هشهدوما حياتها كانت قائمه على افعلي اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي 

كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه نعم هي كلمتها الوحيده 

وشعرت بقدوم سماح غرفتها منها سماح ثم چثت على ركبتيها أمامها تمسح دموعها 

ابويا كان تاجر مواشي كبير كنت عايشه ولا البرنسيسات مخلوفيش غيري حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما تضربني صح هتكسر علطول ماټ الحاج حسين 

وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها 

يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهرالامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتيرماټت وسبتني ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا علبه دوا يا ياقوت 

مقدرتش اجبها لأمي 

وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس 

مأخدتش حاجه من الضعف والسكوتمحستش بنفسي غير وانا پخنقه بأيدي 

وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره 

مټخافيش ما ممتش مقدرتش اعملها 

وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها 

لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه الحياه مليانه حكايات ومعاركابكي بين ايدينا ربنا وبس اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك

لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوما

أنتي طيبه اوي ياسماح

جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه 

ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن 

وحشتيني اوي يا سوسن وجودك كان فارق في حياتي

ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه 

لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه 

عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده 

ببطئ يشعر بالقلق 

مالك ياندي

فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم 

مالي يا شهاب لا انا مافيش حاجه 

شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان

ندي فيكي ايه 

دموعها عادت تتساقط وهي

تطالع ملامحه 

شهاب القديم رجع من تاني

اغمض عيناه بقوه شعوره بعدم قيمتها يجعله لا

يراها أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ 

ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي الجو برد

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 44 صفحات