الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 15 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

من المزاح والضحك

وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما كان يحمل باقة من الازهار معتذرا

لسا زعلانه 

لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها لتجده يمد باقة الأزهار لها 

ميبقاش قلبك اسود ياندي

كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه 

لا ياشهاب

دلفت صفا لحجرة مأمور السچنكان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها فكيف لملاك مثلها تكون تاجرة للمخډرات 

تعالي ياصفا

مكتبه خطوتان

لينهض من فوق مقعده مقتربا منها

عندي ليكي خبر هيفرحك

انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سجنها

بعد أيام هتاخدي إفراج ومش هتستني شهرين كمان ياستي

واردف وهو يري الدموع التي لمعت بعينيها

وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا

تجمدت يداه على الهاتف وهو يستمع للمتصل زوجته ماټت في حاډث

انت بتقول ايه

ولسانه اخذ يردد بصعوبه

جاكي ماټت لا اكيد الكلام ده غلط

ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون 

تعجبت ناديه من عدم وجود سيلين وقد تبدل مكانها برجلا احتدت عيناها وقد فهمت ان شقيقها يقطع عليها كل الطرق 

وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدما حياها مدير مكتبه عندما أخبرته بهويتها

وتفتكر اني هسكت ياحمزة مبقاش ناديه الا ماجوزتك 

ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل 

تفتكر لما تمشي سيلين هسكت 

زفره طويله خرجت من بين شفتيه متجاهلا حديثها 

اهلا ياناديه 

ونهض 

مش ملاحظة وجودك كتر هنا 

ضحكت وهي تفهم تلميحه 

ما سبب وجودي خلاص انت مشيته بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه 

دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها 

من غير لعب ولف ياحمزة ايه رأيك تتجوز ياقوت 

الفصل الثالث عشر

 رواية للقدر حكاية

 بقلم سهام صادق

ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها

انا قولت نكته ياحمزة

ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه مما زاد حنقها 

فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته

واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها

ونكته سخيفه كمان

بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل 

ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها

الفتاه التي سترضي بأي شئ

يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد 

أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه

مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا

احتدت ملامحه پغضب ساحق 

ناديه كلامك بقى يزعجني لا ياقوت ولا غيرها 

وتابع پشراسه 

احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه

لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها 

ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز

صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه 

الحياه هتسرقك ياحمزة منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك 

عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه

انت رافض فكره الجواز ليه ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه 

ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه

سوسن غير اي ست ياناديه زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك 

انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان

ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك ده تقي بنتك اعقل منك 

لطمته بقبضة يدها وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا

نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك

ربنا يسهل ياناديه

لمعت عيناها بالسعاده وتسألت 

يعني هتفكر في ياقوت 

واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد 

ياقوت هتنفعك بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام مجرد بس تأمن ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها

وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها 

كلامها جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم

عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره تهتف بحنق 

قومي يلا 

أرتجف جسد مها وهي تشعر پغضب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي نهض على الفور من جانبها بأرتباك 

شريف اللي حكتلك عنه ياماجده 

تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنهوتبدلت ملامحها للاسترخاء 

الظابط 

اماءت مها برأسها سريعا لتمتد يد شريف نحوها 

انسه ماجده 

لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت 

قريب هكون مدام

واشارت نحو دبلتها فأبتسم شريف بتوتر 

مبروك معلش جات متأخره 

تقبلت ماجده مباركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها

مها حكتلي عنك كتير مبقاش على لسانها إلا شريف 

تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر

درايه بها تقبل الامر

وهتف مبتسما

على كده انا طلعت مهم 

ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه 

طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان

ثم اردفت 

ده انتوا الحكومه يا باشا 

ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها 

جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل 

شكله بيحبها او معجب بيها 

ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار 

هيحب مين ده بس بيشفق عليها انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات 

تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها 

لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري 

طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه 

وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق يسألها من حين لآخر عما تشعر 

ثم مسح على وجهها بحنو 

احسن دلوقتي 

تعلقت عيناها به وارتمت بين ذراعيه تشعر بضعفها 

ندي في ايه مالك 

لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه وسمع صوت بكائها الخاڤت 

اهدي ياندي لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني 

ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منهااهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها 

تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه 

انا كويسه ياشهاب متخافش 

لو مخافتش عليكي هخاف على مين 

كلماته انسابت على قلبها الجريح وكبريائها فأخمدتهم لثوانيولكن لن تستطيع الاذلال أمامه فالجدار قد بني بينهم 

انا تعبانه وعايزه انام 

ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه 

كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر 

لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي 

ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها 

ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان

دفعات من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه 

انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب

مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف

اهلا عندي خبر طبعا بمجيئك 

ونهض من فوق مقعده وتقدم نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت لم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما 

عيناها رغما عنها سرحت به لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الإجتماعي فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة 

اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها 

لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا 

انسه ياقوت 

صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه

ايوه يافندم

واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها 

الملف اه اتفضل 

ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا حمزة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم 

اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت 

قلبها لم يعد يستطع تحمل لطفه العجيب عليها وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش 

ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا

من وقوفها 

لو حابه الوافقه مافيش مشكله 

حركت رأسها نافية الأمر احد المقاعد وجلست عليه فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها 

شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف 

ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس 

قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها 

انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل لقاء صحفي مع حضرتك 

تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت 

اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين 

ارتفع حاجبه اعجابا بحديثهامرت ثواني وظنت رفضه 

مع اني برفض اللقاءات الصحفيهبس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط 

خشيت من شرطه وتسألت

ايه هو الشرط يافندم 

سماح فرحة بذلك الخبر فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد 

مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت اهم حاجه بس اعمل اللقاء

ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع 

انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ

كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه 

اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده 

ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها

القصير

اديكي نولتي شرف المعرفه

ضحكوا سويا

لتتجه سماح

نحو فراش ياقوت تجلس عليه

اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه

رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم

أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوقياقوت تتسأل

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 44 صفحات