رواية جديدة بقلم منة فوزي
وقفت ليه اكسر الباب!..
و بالفعل قام جو بمحاولة فتح الباب ليجده مسكوكا.. فصاح افتح يا مندو!
فلم يأته اي رد فعل.. فنظر الي سمر و قال انتي متأكده من كلامك.. انا هكسر الباب!.. ده باب الحمام الحريمي!.. انتي مستوعبة!
فقالت سمر شهد و مندو جوة انا شايفاهم.. اكسر ليكون عمل فيها حاجة
و بالفعل قام بدفع الباب بكتفه مرة فالثانية فانفتح الباب ليجد مندو مثبتا في ركن الحمام وبيده بعض النقود و شهد تقف امامه بيديها المطواة و الزجاجة..ما ان رأه مندو حتي صاح مستنجدا الحقني يا جو دي معاها مية ڼار!.
قال جو لشهد متعجبا مستنكرا ايه بلطجي صغير! ارحمي نفسك! هاتي الازازة اللي معاكي دي بدل ما تئذي حد
نزعت شهد من يد مندو النقود واعادت المطواة الي جيبها ثم توجهت لسمر و سلمتها النقود.. وقالت خدي يا روحي.. عدي فلوسك.. ثم قالت لها ببرود و هي تنظر الي مندو.. مش عايزة كلونيا.. دي مستوردة يا بت.. ثم و ضعت قليلا من الزجاجة علي يدها و مسحت به علي رقبتها ثم رقبة سمر و هي تنظر ببرود لمندو الذي كان مازال تحت تأثير الذعر.. حتي انه امسك بذراع جو دون وعي.. فنظر اليه جو باحتقار و قال هي دي مية الڼار اللي كنت خاېف منها.. اوعي كده.. جاتكو القرف كلكوا
عندما رأي جو منظر مندو ممسكا بشهد انتابته الرغبة في قټله و هو قادرا علي ذلك الا انه تمالك نفسه و صاح فيه شيل ايدك يا مندو! الټفت اليه مندو قبل
ان يترك شهد فقد افاقته الصيحة من نوبه الڠضب و ادرك تماما موقفه و انه ليس في مقدوره الدخول في معركة مع يوسف.. لذا تركها و دخل المطبخ غاضبا و قد سمعوا صوت ټحطم شيئا ما في الداخل.. لعله كسر صحنا..
و الي شهد وانتي مش بتجهزي ليه خلاص هتطلعي دلوقتي!
خرج مندو من المطبخ عندما سمع صوت عمه و قال يرضريك يا ريس البت شهد تثبتني بمطوة في الحمام!
نظر اليها جو نظرة طب قولي كلام غير ده
ولكنها استمرت في الشجار قائلة بانفعال يظهر الجرعة في الحمام كانت قليلة .. تعالي انا هوريك يا ندل يا بجح!
استدار لها يوسف فجأة و صاح بها اسكتي بقي ! ولا كلمة.. لما ابقي واقف بقك ميتفتحش!
فقال عطا في ايه يا جو
اطلق جو يده لتقتنص ياقة مندو و تأتي به ليواجهه و قال لعطا مشيرا بوجهه لمندو بنبرة محذرة غاضبة الواد ده لو ايده اتمد تاني علي شهد ..هكون مريحك منه! انا مسكت نفسي عنه المرة دي.. قال جملته الاخيرة و هو يهز مندو من الياقة في عصبية..
وقفت شهد فاغرة فاها.. تنظر لجو .. كان لا يصدق..
لقد خرج الجميع من الكادر وبدا هو وحده وسيما قويا بتلك العروق النافرة في رقبته العريضة والتي تشير الي اي مدي هو عصبي.. عصبي من اجلها.. غاضبا متوعدا..علي وشك الفتك بمن سولت له نفسه ان يضايقها.. احست برغبة عارمة في ان تتعلق بذراعه القوية المفتولة .. وان تلقي كل همومها اليه لكي يفعل بها ما يفعل الان بمندو.. لربما سمعت في حياتها عن اصحاب الشهامة و لكنها لم تقابلهم الا نادرا و لكنها لم تسمع ابدا عن شيء كهذا.. شيء يصف ما تراه في يوسف.. انها تخشاه و لكنه مصدرا للحماية.. عڼيف و عصبي.. و لكن نظراته الحنونة تخبرها ان الدنيا بخير..لم تعهد ان يهتم احدا بها مثله فاهتمامه بها كفتاة ولكن ليس كأنثي.. نعم ليس كانثي ..اهذا شيء جيد! تداخل فجأة الاخرين و عادوا للكادر مع جو و قد صاح عطا حائرا
فهموني بس.. مين ضړب مين
فقامت سمر بقص ما حدث لعطا..
فما كان من عطا ان صفع ابن اخيه علي كتفه عدة صڤعات مؤنبا بعبارات واطي زي امك فاضحني دايما عمرك ما هتسترجل ثم اطمأن من سمر مش رجعلك حقك !
ولما اجابت بنعم نهرها للعودة للعمل هي و مندو بعد ان حذرهم من فتح الموضوع مرة اخري..
وكذلك لشهديلا شهد اطلعي .. ده اكل عيش.. وحقك عليا ...بس انتي برضه استقويتي عليه قوي و هو مهما كان راجل وانتي بنت.. كرمته نقحت عليه كتمت شهد ضحكة ساخرة عندما قال عطا علي مندوراجل و اومأت برأسها في امتثال فتركهما عطا و عاد للصالة
فقال لها جو مش غريبة شوية انك بتتخانقي مع مندو و تقوليلوا يا حرامي.. ده حتي ابن كارك
شهد مستنكرة فشړ! كاري ده ايه هو انا بسرق بنات شقيانين ! لأ و ايه زمايلي كمان.. ده ندل و خسيس
جو لأ شريفة اوي!
شهد اسم الله علي شيخ المنصر اللي انت بتحرسه .. بقولك ايه لا تعايرني و لا اعايرك.. انا قفشت علي مندو علشان الجدعنة مش السړقة وحق البت الغلبانة! انما انا وانت جدعان منتقارنش بالعالم دي
جو انا وانتا في جملة و احدة وكدة! انتي هتقارني نفسك بيا كمان..
شهد ساخرة لأ العفوا.. انا زيي زي المليون بت اللي تتمنا تتحط معاك في جملة.. بقولك ايه متعبي شريط بالكلمتين دول.. هيبيع
جو كفاية لماضة.. لأ.. كفاية بلطجة.. انتي فاهمة الدنيا غلط يا شهد.. فاتحة الصدر دي و البلطجة مش شطارة...هتترني علقة فيوم بسبب غشامتك دي
قالت شهد بمرارة لأ انت اللي فاهم غلط.. العلق اللي خدتها هي الي خلتني مباخافش..
صمت.. ضايقه قولها.. لم يعرف لم.. ولكن السيرة قبضت صدره
فعادت شهد لتقول كفاية رغي باة ورايا شغل..
همت بالانصراف الا انها وجدت ذراعا تثبتها مكانها..فاستدرات لصاحب الذراع مستفهمة.. لتجده لا ينظر اليها من الاساس.. بل موجها نظره للفراغ امامه..فقالت متعجبة في حاجة يا جو.. سيب ايدي.. عايزة امشي
بقي جو ممسكا بها لبرهة دون ان ينظر اليها و كانه يفكر بعمق ثم تركها..
انصرفت متعجبه لتصرفه..
اما يوسف فقد وقف سارحا فيها بينما هي تذهب امام ناظريه .. ود لو لم يتركها تذهب.. كيف تركها تذهب
لترقص بارادته هكذا!! كانت مشاعره متضاربة بشده.. يلوم نفسه لانه لم يمنعها.. وشاعرا بالعجز عن تنفيذ امرا يتمناه بشده.. لمذا لم يمنعها !
ما بك يا جو و كيف تمنعها ! ابسط رد سيكون سؤلا مستنكرا عن شائنك بالامر.. هيا اجب! حقا ما شانك انت!! حسنا ..لحظة صراحة مع النفس.. انت تهتم لأمرها.. شعورك بالمسؤلية و القلق عليها يحتمان عليك فعل شيئا ما في هذا الامر.. تري هل ينسف مكانها حتي لا تجد مكانا تقف لترقص فيه.. ام ربما يضع لها سما في الطعام حتي لا تتمكن من الرقص.. بال الافضل ان يفجر المكان برمته حتي تفقد وظيفتها تماما.. ربما لو بقي ممسكا بذراعها قبل قليل لما تمكنت من الذهاب.. نعم و سيصير هو مثل الاحمق.. ولكنها علي الاقل لن تذهب في اخر الامر.. ما هذا الذي تقوله يا جو مبروك لقد اضافت شهد لصفاتك لفظا جديدا بجانب مختلا اصبحت معتوها!
لنعود للصراحة.. هو فعلا يود ان يمسك
بها مجازيا .. بل يحتاج لما يجعله ممسكا بها.. متحكما فيها.. تلك الفتاة تحتاج لرادع..
صعدت شهد الي مكانها و اندمجت مع الموسيقي و بقية الفتيات .. و بعد دقائق بدأت النقود تمطر..
كانت تفكر انها لم تعد متلهفة لعودة الريس عبود.. بامكانها البقاء هكذا لوقت اطول العمل رائع و مجزي و جو يوميا موجود.. لا يعلم الا الله كم مرة ستراه عندما تنضم الي الريس عبود.. ليته لا يعود سريعا..
لا حظت تعمده في عدم النظر اليها.. كان هذا الامر يصيبها بالغيظ.. قررت الا تهتم به حاليا و لتبقي تركيزها في
النقود .. فبرغم ما يبدي جو من اهتمام فهي تدرك جيدا ان النقود ابقي فهي ظهرها و سندها في نهاية الامر.. حسنا لنركز مع هذا الرجل يبدو ثريا و مغيبا.. هيا شهد قومي بعصره ليخرج كل نقوده.. و هكذا بدات تضحك له .. و تغازله عن بعد.. متبعة الروتين المعتاد ..
بعد ان انهت زوزو مكالمة هاتفية اثناء و جودها في مركز التجميل كانت عصبية غاضبة اشعلت سېجارة فسألتها احدي الفتيات مين كلمك فور دمك كده
زوزو بعصبية ده كمان بيتخانقلها!! ثم نظرت للهاتف و هي تنفث الدخان في عصبية وضعظت زر الاتصال ثم انزوت بعيدا و تحدثت بصوت خفيض منفعل ايه يا برنس..انت مش هتهجم و لاايه فينك
عدوي انت مش قلتيلي فوت كما يوم
زوزو كفاية كده.. روح بقي احسن البت مزة و في الف بيشاغلوها.. هتروح متلاقيهاش!
عدوي قصدك حد معين
زوزو قصدك انت حدووووود معينة
عدوي اصل انا شاكك في حد انه مخبيها عليا سألته في بنات جديدة عند عطا قالي لأ.. يا تري مين فيكوا اللي بيكدب
زوزو روح واتأكد بعنيك.. و بعدين اللي قالك ده اكيد عينه منها.. انما انا هكدب ليه
عدوي خلاص هتلاقيني طابب قريب.. و مش هقلك امتي.. خليها مفاجأة..
وقفت زوزو سارحة بعد انتهاء المكالمة.. تعيد في رأسها ما قص عليها الليلة عن ما حدث من دفاع جو عن شهد و تحذيره لمندو.. ضغطت علي الهاتف في غل و عصبية..
كان جو يستمع الي تعليقات من حوله من الزملاء