تعويزه عشق بقلم رحمه سيد
حاولت معاها لكن هي مش راضية ابدا وبتقول استحالة تعيش معاه وانا خاېف لايجرالها حاجة
كاد حمزة يعترض بغيظ
بس آآ
ولكن فؤاد قاطعه مرة اخرى
هي خلت الخدامة تطلع دفتر الارقام واتصلت بخالة مهاب وقالتلها على اللي حصله وخالته قالت انها على وصول
اومأ حمزة موافقا بشرود
وسرح بذاكرته لا يذكر خلاف على وجه التحديد بينهما ولكنه يذكر وبوضوح أن بينهما خلاف عام منذ سنوات ماضية
رحل عم سيلين وظل حمزة فقط مع مهاب يتحدث معه في شتى الامور
وفجأة وجد امرأة تندفع نحو الغرفة
وخلفها فتاة يبدو انها في اوائل عمرها
مهاب أية الي حصلك يا حبيبي
تأكد حمزة بصمت انها المدعوة خالته
ليتنحنح بهدوء
طب هروح اقول للخدم يعملولكم حاجة تشربوها
ثم إنصرف بخطى بطيئة
ازاي حصل كدة يا مهاب
نظر لها متفحصا ثم اجاب ببطئ
أنا بيقولوا اتخبطت في الطرابيزة ڠصب عني
ثم سألها
هو إنت مين معلش
أشارت لنفسها ترد بابتسامة بلهاء
أنا خالتك خالتك تهاني يا حبيبي
نظر نحو الفتاة التي كانت ترتدي ملابس ضيقة وتضع مساحيق تجميل مهولة
ودي بنتي فريدة وخطيبتك طبعا مش فاكر فريدة حبيبتك ولا أية
عند تلك النقطة سمعوا صوت أكواب ټحطم فالټفت الجميع نحو الصوت ليجدوا سيلين تقف متجمدة مكانها
اندفعت فريدة نحو مهاب متجاهلة ما حدث وهي تقول بنعومة
وحشتني أوي يا حبيبي ألف سلامة عليك سلامتك
نظر مهاب ل سيلين التي شعرت أن الدنيا تدور من حولها
ولكن أليست هي من ارادت الابتعاد عن حياته نهائيا
سألها مهاب بهدوء
إنت مين
شعرت أن الحروف هربت من بين جوفيها لتهز رأسها نافية وتركض عائدة للخارج
نهض مهاب هو الاخر وكادت خالته تنهض خلفه ولكنه أشار لها بجدية
دقيقتين وراجع خليكم أنتم هنا
فغادر هو يسير بخفوت مستكين إلى أن رأى سيلين تقف امام احدى الغرف وتبكي كالأطفال محاولة كتمان شهقاتها
أصبح أمامها تماما فمد يده يجعلها تنهض ثم مسح دموعها برقة بطرف اصبعه وهو يسألها
مالك يا حبيبتي
فنظرت له مصډومة من تلك الكلمة
ليسارع هو مصححا كلامه
هزت رأسها نافية وهي
تعود للخلف مبتعدة عنه
مفيش
رفع وجهها بيده ببطئ لينظر في عيناها تحديدا بتركيز حتى كاد يغرق في النظر لهما فهمس
أنا لية حاسس إني أعرفك
أصل أنا أنا آآ أنا بشتغل هنا
بعد مرور الوقت بكثرة
وصل حمزة وحنين إلى شالية أجره حمزة لهما خصيصا
دلفت حنين تتفحص المنزل بفرحة حقيقية
شكرا اووي يا حبيبي
أنا هطلع أجيب أكل وهاجي
اومأت موافقة
فاستدار وخرج من الشاليه ولكن نادته حنين مسرعة
حمزة استنى
ولكنه فجأة تجمد مكانه وهو يراها يرى من اقټحمت مرمى عيناه فجأة بعد غياب طال وطال كثيرا
وكان شخصا ما يبدو انه يزمجر فيها بحدة عالية إلى أن صفعها فجأة
فركض حمزة نحوهما ليتعارك معه پعنف والاخرى تصرخ
فركضت حنين لهما تصرخ هي الاخرى فيه
حمزة سيبه سيبه يا حمزة أنت إتجننت
نهض اخيرا عنه يلهث بانفعال فنهض الرجل ليسحب الفتاة من ذراعها بقوة فاقتربت حنين من حمزة تسأله
في أية يا حمزة
ابعدها بقوة صارخا
ملكيش دعوة يا حنين
وفجأة وجد تلك الفتاة تركض وهي تبكي مرددة وسط شهقاتها
حمزة ماتسبنيش إلحقني
ابتعد حمزة بعد قليل ساحبا اياها من ذراعها متناسيا وجود حنين التي قالت بصوت عالي
أنت واخدها على فين ومين دي اصلا عشان عشان يحصل الي بيحصل دا
نظر لها بحدة يزجرها
اسكتي يا حنين مش وقته
ثم إلتفت للفتاة يربت على شعرها في حنو هامسا
اششش اهدي
وبالفعل دلفوا معا الى الشاليه وكانت حنين تسير خلفهم بأقدام مرتعشة
دلف حمزة مع تلك الفتاة الى احدى الغرف التي بها مرحاض
بينما كانت حنين ساكنة مكانها پصدمة مټألمة تتابع ذاك المشهد
دلفت الى الغرفة بعد دقائق لتجد تلك الفتاة في حمزة
فشهقت بصوت عالي فانتبه لها كلاهما وابتعدت الفتاة منتفضة تستمر في البكاء
فيما كان حمزة وكأنما يدرك الوضع وقبل أن ينطق كان حنين تركض نحو الخارج باكية وهي تشعر بقلبها يكاد يتوقف
وحمزة يركض خلفها مناديا
حنين أستني
ودون ان ترى كانت سيارة سريعة جدا تقترب منها منذرة بأضوائها ولكن حدث كل شيئ بأقل من دقائق
لتصدمها السيارة پعنف وتسقط على الارض كالچثة الهامدة
وهو ېصرخ پجنون
حنيييييييييييين
الفصل التاسع عشر كابوس
ما مر
كابوس
لا بل أسوء من الکابوس على الأقل الکابوس يحمل نوعا ما من الأرتياح وسط أمطار العڈاب ولكن ذاك
لا يعرف معنا للراحة او ما شابه ذلك
كان ينتظر الطبيب امام الغرفة التي تقطن بها حنين
معشوقته التي كادت تذهب هباءا والأخطر أنه السبب الرئيسي
واخيرا خرج الطبيب بهدوء ليسارع حمزة بسؤاله بلهفة واضحة
طمني يا دكتور مراتي مالها
هز رأسه نافيا بابتسامة
متقلقش يا استاذ هي بخير بس في شوية إصابات خارجية والحمدلله الخبطة مش خطېرة اوي هي ايدها بس اتكسرت ورجليها اليمين فيها جزع وفي شرخ بسيط في دماغها لكن مع الوقت هتخف وهتبقى تمام ان شاء الله
تنهد حمزة بقوة مغمضا العينين وكأن جبلا ثقيلا قرر العفوا عنه فترامى لجهة اخرى
جهة السماح او عدمه
ربت حمزة على كتفه الطبيب مغمغما
شكرا اوي يا دكتور اقدر ادخلها دلوقتي
اومأ موافقا بتأكيد
اه هي زمانها اتنقلت الاوضة اتفضل
ابتسم حمزة بخفوت ثم غادر مسرعا نحو الغرفة التي اشار عليها الطبيب
كان أمام الغرفة فابتلع ريقه بصعوبة ثم دلف اخيرا ليجدها متسطحة على الفراش وتنظر لجهة الشرفة
تنحنح بخفوت ثم همس
حنين
لم ترد ولم تلتفت له حتى وإنما ظلت على نفس وضعيتها وكأنها تناجي الفراغ
أنا أسف يا حنيني صدقيني كل اللي حصل مكنش بقصدي
لم ترد عليه ايضا وإنما كانت ملفوفة بلفحة الصدمة الساكنة
حتى تابع هو قبل أن يقترب منها
طب ردي عليا ماتفضليش ساكتة كدة
حبيبتي ردي عليا طب زعقي عيطي اعملي أي حاجة
لم تجيب أيضا وإنما إتخذ النفور مجراه على ملامحها التي كانت تنبض بالعشق قبل قليل
فقط
ليسرع متابعا بحنق من نفسه
على فكرة اللي إنت شوفتيها دي مش أكتر من صديقة قديمة كانت عزيزة عليا لكن اتلخمت لما شوفتها وكانت بټعيط ومڼهارة كدة وخصوصا لما آآ لما الحيوان دا مد ايده عليها
أبعدته عنها پعنف فتأوهت صاړخة من الألم الذي كان بذراعها اثر دفعها له بعشوائية
ااااه ايدي
إنتفض بلهفة يتفحص يداها بتوتر متساءلا
مالك حصلها حاجة تاني
أبعدته عنها متأففة بضيق بدأ يتسرب للواقع المحسوس
ليدير وجهها له وهو يرجوها متأسفا
حنين كلميني ارجوك عايز أسمع صوتك بلاش تعامليني بالطريقة دي
نظرت له باشمئزاز لو كانت مخالب النظرة تملك إمكانية النطق لكانت الحروف اللاعنة أصابته بالصمم
فسألها بيأس ساكن
طب إنت عايزة أية يا حنين عشان تنسي
صمتت دقائق معدودة ثم نطقت اخيرا بصوت يحمل صلابة الجبال في تحملها القسۏة وسط النهار
طلقني رجعني القاهرة وطلقني أنا لا يمكن أعيش معاك لحظة واحدة تاني
إنتفض كالملسوع الذي كاد يصاب بالنيران ليهز رأسه نافيا وهو يقترب منها ويقول برجاء