الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تعويزه عشق بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 31 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


يردد مسرعا 
لا لا لا قطع لساني قبل ما أقولها أنا مش هقدر أتخيل حياتي من غيرك 
أبعدته عنها وهي تهمس بوهن 
ابعد عني 
هز رأسه نافيا بصرامة وهو يمسك وجهها بين يديه 
اسكتي إنت مراتي وهتفضلي طول عمرك مراتي طول ما فيا نفس أنا هردك اعتبري رديتك خلاص 
هزت هي رأسها نافية هذه المرة وخرج صوتها جامدا تماما كحالتها الساكنة پألم 

لا أنا اللي مش هقدر أكمل حياتي معاك أنت اكتر انسان غريب شوفته او يمكن مش غريب بس انا اللي كنت مغفلة بزيادة 
لا إنت مغفلة ولا أنا غريب كل الموضوع اني مقدرتش اتحكم في اعصابي بس ومعرفش ازاي قولتها 
زحف البكاء رغما عنها لأطراف حروفها وهي تهتف بنزق 
سبني بقا والنبي يا حمزة أنا تعبت بجد 
إنت عايزة تفهمي وانا هفهمك رغم إني مكنتش عايز أنطق الا اما اتأكد زمان جدا كانت شروق جارتي كنا بنلعب مع بعض كتير وبنروح الدروس مع بعض كانت هي اقرب حد ليا لحد ما لاقتني بحبها ومعرفش ازاي حبيتها اوي بس باباها معرفش اية سر كرهه ليا بقا يعاملني وحش من ساعة ما لاحظ اهتمامي بيها وعشان ابعد عنها جه ف مرة لما شباب ضايقوها ف الشارع ودافعت عنها دخلني السچن دخلني السچن 3 شهور شوفت فيهم الويل كنت بفكر ياترى اية الي حصل لشروق اذا كان وانا كنت بره كنت تكاد تكون زي المعتقلين في عڈابها من ابوها دا امال وانا جوه هيحصل فيها اية بقا كل تفكيري انه اكيد پيموتها بالحيا وانا مش قادر اعملها حاجة لاني كنت ف السچن عرفت من ابويا ساعتها انها دخلت المستشفى ودخلت ف غيبوبة من كتر ضړب ابوها فيها لما الجيران حسوا بيها طلعت انا من ااسجن بالعافيه واكرامية لابويا الله يرحمه بس اول حاجة عملتها اني روحتلها المستشفى كانت محتاجة ډم وانا دمي كان مناسب عشان اتبرعلها دخلتلها ساعتها وقعدت معاها شوفت نغزه غريبة عند بعد رقبتها بشوية كانت زي عيب خلقي ودا نفس العيب الخلقي اللي شيروت اختي اتولدت بيه الي انا شوفته ف صورها وهي طفلة قبل ماتموت بقيت هتجنن والشيطان يحدفني يمين وشمال وفجأة ومن غير اي
اسباب ولا مقدمات روحت اشوفها ف المستشفى بعدها لقيتهم بيقولوا ابوها اخدها ومشيوا اخدها يعني اية هي وكالة من غير بواب بقيت عايش حياتي بدور عليها سنتين كاملين بدور عليها ف كل حته اعرفها لحد ما يأست واستسلمت اني مش هالاقيها وكبرتي إنت وساعتها حسيت يعني اية حب بجد كان اكتر من مجرد خوف من فقدان كان هوس زي ما بتقولي  
مسك وجهها بين يديه يتابع بحرارة 
دا اللي مخلانيش اقولك بس كنت عايز اتأكد الاول وعشان هي ماتشكش في حاجة لكن اقسملك بالله لما انفعلت عشانها دي كانت حاجة تلقائية جوايا زي اللي بيصارع عشان مايحسش ان حد بيحبه بيتأذي وهو مش بيعمله حاجة احساس العجز دا صعب اوي يا حنين اوي  
كانت تنظر له بصمت تام وكأنها تترك للعقل فرصة الإقتناع
إلى أن ابتعدت عنه ببطئ متأوهه تشعر بالألام المتفرقة في انحاء جسدها 
حمزة لو سمحت سيبني اهدي يا عيون حمزة ريحي شوية كدة مينفعش 
تنهدت بقوة وهي متسطحة على الفراش تحنق عليه وتشفق على حيرته في آن واحد  
ربما لن يجعلها تبتعد عنه ولكنها ستريه النجوم في عز الظهر كما يقولون  
انتبهت له وهو يغلق الباب لتقول له بجمود 
اطلع انت كمان يلا  
هز رأسه نافيا ثم امسك المرهم الموضوع على المنضدة ليفتحه وهو يقترب منها سألته بريبة 
أنت هتعمل أية 
رفع حاجبيه ببراءة مصطنعة 
هدهنلك الخدوش اللي ف جسمك يا قلبي 
زمجرت فيه غاضبة 
جاك ۏجع ف قلبك أنا هدهن لنفسي متشكرة 
تبقى مچنون
لو فكرت اني هسمحلك تعمل حاجة 
اعمل اية بس يا حبيبتي انا هحطلك المرهم بس هو إنت دماغك راحت فين  
هتسمعي الكلام ولا إنت بتحبي تشوفيني همجي  
ورغما عنها وجدت دموعها تسيل من بين عيناها بصمت تام وما أصعب ذلك الصمت في قسوته  
سارع هو بالأبتعاد عنها وهو يهز رأسه بلهفة 
هششش خلاص خلاص والله مش هعمل حاجة بس اهدي خالص
لم تشعر بنفسها والنوم يسيطر عليها رغما عنها  
أنا أسف يا حنيني أسف يا روحي اوعدك عمري ما هاجي عليك تاني 
كاد ينهض ببطئ ولكن وجدها فجأة تمسك يده وهي تهمس مغمغمة من وسط نومتها 
ماتسبنيش ماتروحلهاش خليك جمبي  
ابتسم بحنو على غيرتها التي تدفقت من حروفها المغتاظة دوما  
ياااه قد أية نفسي أجيب عيل منك
كان أسر في مكتبه عاد من توه من مهمة البحث المعتاد عن تلك الغائبة  
شعوره الان كشعور ظمأن يسير في الصحراء بلا هوادة يبحث ويبحث عن مبتغاه عن مرتواه  
ولكنه كان كسيل يسير أسفل الأرض بين جحور الظلمات وبعيدا عن مرمى العين المجردة  
وهو ينظر للشرفة غيابها بتلك الطريقة لم يؤثر عليه بطريقة طبيعية بل كاد يصيبه بالجنون  
انتبه للسكرتارية التي فتحت الباب ودلفت بهدوء تردد 
أسر بيه 
أستدار لها ليسألها بحدة 
خير يا عايدة مش قولت مش عايز أتزفت أشوف اي حد  
تنحنحت بحرج ثم اخبرته بجدية 
أسفة يا أسر بيه في واحد بره عايز يقابلك ضروري ومصر أوي مش راضي يمشي  
سألها بخشونة 
واحد مين دا 
هزت رأسها نافية بحيرة 
لا مش عارفه والله هو مش راضي يقولي اسمه وبيقولي بلغي اللي مشغلك بس  
اومأ موافقا ثم أشار لها أن تغادر مغمغما 
روحي إنت ودخليه 
ثم تنهد بقوة ليقف في انتظار ذاك الغريب  
وبالفعل دلف بعد دقيقة ليتفحصه أسر بعينيه ويسأله بخشونة 
أنت مين وعايز أية  
ابتسم بخبث ثم قال بنبرة ذات مغزى 
أنا فاعل خير  
بعد مرور بضع ساعات  
كان أسر يركض بأقصى ما لديه نحو الداخل إلى أن وصل امام احدى الغرف طرق الباب بقدميه پعنف لينفتح مصدرا صريرا عاليا  
دلف مسرعا ليجدها تتكور على الفراش بشكل الجنين وصوت بكاءها يغطي السكون من حولها  
اسرع يركض نحوها بلهفة ادارها له ليجد وجهها شاحب شحوب المۏتى سألها بلهفة متوجسة 
لارا لارا فيك إية أية اللي حصلك يا حبيبتي 
عملك أية عملك
حاجة ابن 
كانت تبكي بصمت متشبثة بأطراف قميصه صوت بكاءها مكتوم بتأوه متحطم  
ترتعش بشكل مأسوي ېمزق قلب عدوها اللدود  
الى ان همست بصوت مشقق من كم الألم المخزن به 
دبحني يا أسر دبحني پسكينة باردة  
جن جنونه وهو يتخيل ما يمكن أن يكون حدث ويسألها 
عملك أية ردي عليا وحياة امي ما هرحمه ابن ال وديني لاوديه ورا الشمس  
خبيني يا أسر احميني منه  
شعر ان هموم الدنيا وضعت على صدره عقب جملتها  
دا دمك 
صمتت دقائق كالچثة الهامدة بين ذراعيه وبعدها خرج صوتها ساكن كرماد متهالك وهي تخبره 
لا دا آآ دا ډم ابننا  
نظرت سيلين لمسؤلة الخدم التي كانت تلقي عليها بعض اوامرها ومن وسطهم قالت بهدوء 
اطلعي هاتي كل هدوم مهاب بيه واسأليه عايز القهوة بتاعته دلوقتي ولا لسة شوية 
اومأت موافقة على مضض ثم جرت قدماها نحو الاعلى  
وصلت أمام غرفة مهاب تنهدت بقوة ثم فتحت الباب لتصدم ب
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 49 صفحات