الإثنين 25 نوفمبر 2024

زوجة ولد الأبالسة للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 30 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


و قالت بعدم فهم 
في إيه يا جماعة مالكم واقفين كدا ليه 
تابعت بدهشة 
عمر أنت رجعت إمتى !
حاول بشار فك يد وجيدة المقبضة على الثقاب و البنزين لكنه لم يفلح زجرخا بنظرات غاضبة و قال 
سيبي يا وچيدة اللي بتعملي ديه أكبر غلط و لو على الحرج ميبجاش كده سيبي بجول لك 
لا يا بشار مش هاسيب أنت مش حاسس بالنا ر اللي چوا جلبي من اللي عمله فيا حسان سبني خليني احرج جلبه كيف حرج جلبي على حياتي

رد بشار و هو يكز على أسنانه و محاولاته في فك يدها لا تتوقف ابدا 
سيبي بجى يا وچيدة جلت لك كده أكبر غلط
حاول عمر أن يتتدخل و هو يقول پغضب جم 
لساتك معاه يا بشار لساتك شغال في السحر و الشعوذة كيف ما جلت أني بنفس اللي هاحرجها
ترك بشار يد وجيدة و قال و هو يدفع عمر في كتفيه للخلف 
يا عم اهمد بجى
لم يكمل حديثه بسبب قوة دفعته لابن عمه و صديق عمره الذي سقط للتو على سلالم الدرج ظل يتدحرج حتى وصل إلى الدرجة الاولى ارتطد مت 
رأسه بطرف السور الحديدي هرع بشار نحو عمر و رفع رأسه عن الأرض و قال بتوسل 
احب على يدك جوم يا عمر جوم يا واد هي أول مرة نتعارك ويا بعضنا 
هرع الجد حسان نحو حفيده جثا على ركبته ثم جذبه بيده المجعدتان و قال بنبرة مرتعشة 
جوم يا عمر جوم يا ولدي جوم احب على يدك
مازالت شمس واقفة محلها و الصدمة و الذهول يسيطران على ملامحها بينما كانت وجيدة تتابع ما تفعله ظلت تنثر قطرات البنزين على كل أرجاء الغرفة دموعها تتساقط و لسانها لا يتوقف بالسب و القصف في والدها و كل من تبعه وصل
لأنف الجد حسان رائحة 
الاشتعال تجاوز ج سد عمر و صعد سلالم الدرج بخطوات مرتعشة و قبل أن يصل إلى باب الغرفة وجد الباب يوصد بشكل تلقائي
ووجيدة بالداخل استدار تجاه الباب لتجد أشباح تتحرك في المكان ظلت تردد ما تيسر من القرآن و دموعها تنساب على خديها نظر الجد حسان لحفيده بشار و قال بصړاخ 
الحجني يا بشار بتي هتروحي مني الحجني ياولدي احب على يدك
نظر بشار لجده ثم نظر لصديق
عمره و قال بنبرة متحشرجة إثر البكاء 
جوم يا صاحبي جوم يا حبيبي جوم حط يدك في يدي و نبني من چديد كيف ما كنت رايد جوم يا حبيبي و الله أني مظلوم يشهد علي ربنا يا حبيبي إني تبت عن الطريج ديه 
جوم عشان تربي ولدك كيف ما بتحلم
بعد مرور يومين
في المشفى بالقاهرة 
وقف زين أمام حسنة و يده داخل سرواله 
يشيح ببصره يمينا و يسارا و هو يقول بمرارة في حلقه 
كنت فاهم إني ظلمتك و إنك لسه فعلا بتحبيني زي ما بتقولي لكن بعد اللي عرفته اتأكدت إنك بتروحي للي يدفع أكتر
سألته حسنة بنبرة مستفسرة قائلة
و إيه بقى اللي أنت عرفته عني 
زفر ضاحكا و قال بمرارة
كتير اوي يا حسنة كتير مصايبك طلعت كتير جدا بعتي نفسك ل عمر و ليا و ما خفي كان اعظم 
بجد و الله و مين بقى فهمك إني 
ر خي صة و ببيع نفسي 
سيبك من اللي قال لي و خلينا في كشف حساب المستشفي دا عمر يدفعه بأي وجه حق 
جذبته من يد ه و قالت بنبرة مغتاظة قائلة
و أنت مالك يدفعه ليه و عشان مين أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في
الفصل التا سع عشر 
ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت
امشي اطلع برا و إياك أشوف وشك هنا تاني
خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود
احنا محتاجين رعاية الطفل حالته حرجة و بېموت
اتجهت حسنة و قالت بلهفة متسائلة
رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة 
ردت الممرضة بسرعة موضحة 
دا قسم الحضانات و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة
تحركت حسنة ما إن تركتها الممرضة حاول زين إيقافها لكنها لم تستمع إليه استوقفها جاذبا إياها من ذر اع ها قائلا
استني عندك فهميني هنا مين ابنك دا و منين و ازاي أصلا !
ردت حسنة بصړاخ من بين دموعها قائلة
ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني
للمرة الثاني على التوالي نطقت بكلمة ابنها كيف أين و متى ترى من هو والده هو لم 
ي لمس ها خلال الفترة التي قضتها في منزله 
خرجت من المشفى و هي تكفكف دموعها بكم جلبابها رفعت هاتفها على أذنها و قالت بصړاخ
جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني
وصل إلى مسامعها صوته المخټنق إثر البكاء و هو قال 
وجيدة و عمر ماتوا يا حسنة اخوي و صاحبي و نور عيني اللي بشوف بيها ماټ يا حسنة حبيبي و حبيبتك ماتوا يا حسنة 
ردت حسنة بعدم استيعاب و قالت 
أنت بتقول إيه إيه التهريج دا بلاش هزارك البايخ دا و تكدب عليا عشان اعدي اللي حصل دا بالساهل كدا
اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة 
رفعت الهاتف على أذنها مرة أخرى ثم قالت
أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القپر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حسنة قالت
وصل إلى مسامعها و صراخه و قهرته و هو يقول بصوت حزين 
بناتي التنين راحوا يا حسنة و عمر راح يا حسنة بشار جت لهم بشار جت ل ولادي يا حسنة
تابع بوعيد و هو يكفكف دموعه و قال 
بس لا مش ها سيبك يا بار و لو كنت في سابع أرض هاچيبك و ها خد حجي منيك هربي شبل على كره ليك هاخلي مش شايف حاچة غير الاڼتقام منيك و
أنت بكرا اللي تجولي چدي جالها يا حسنة
اغلقت حسنة الهاتف في وجه جدها دارت حول نفسها باحثة عن زين الذي أتى على الفور 
كانت ك المجذوبة و هي تبحث عن هاتفه و تقول بعدم استيعاب 
اتصل لي ب خالد بسرعة خليني اسمع صوت وجيدة هات تليفونك يا زين بسرعة
رد زين و هو يبحث عن هاتفه و نظراته لا تبرح مقلتيها 
مالها وجيدة في إيه يا حسنة 
كانت أنامله تتراقص بتوتر ملحوظ و أنفاسه
تتسارع بشكل مريب وضع زين الهاتف على أذنه و قبل أن يحدث أخيه جذبت منه الهاتف و قالت بنبرة متلعثمة
ايوة يا خالد اديني وجي....
لم تكمل حسنة طلبها سقط منها الهاتف و كلمات خالد المتحسرة تتردد على مسامعها نظرت ل زين الذي هزها برفق لتعود لوعيها لكنها سقطت أرضا فاقدة للوعي نظر زين تجاه باب المشفى و قال بصړاخ 
دكتور بسرعة حد يلحقني بدكتور بسرعة
ما إن انتهى من ندائه لطاقم المشفى حتى أتى 
أحد الأطباء و الممرضين تم نقلها و عمل اللازم لها كان زين يقف في غرفة الطوارئ لا يعرف ما الذي حدث أتاه اتصالا من والدته التي اخبرته فيه عن كل شيئا حدث .
بعد مرور ساعة تقريبا
استعادت حسنة وعيها بشكل و أصبحت قادرة على التحدث لكنها فضلت الصمت شردوها جعل زين يحترم حضرة تلك الذكريات التي أتتها بغتة هبطت الدموع من مقلها على خديها بغزارة اقترب بمقعده الحديدي و قال بنبرة متوسلة
حسنة عشان خاطري بلاش دموع ادعي لها بالرحمة
ردت حسنة متسائلة بنبرة ذاهلة و قالت
ادعي لها !! ادعي لها ازاي و هي اللي كانت مغرقاني بدعواتها !!
بسطت حسنة يدها و قالت من بين دموعها بمرارة 
دي كانت فاتحة لي دراعتها و بتعاملني اختها كانت الح ضن الحن ين اللي بترمي في لما اعوز اتكلم دي ياما شالت عني 
مصا يب عشان حسان ما يعرفش و يبهدلني
نظرت له و قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء 
قل لي يا زين اتر مي في ح ضن مين و احكي له اللي واجعني مين ها يحبني زيها و ينصحني زيها
بلع زين لعابه و دموعه تتزاحم في مقله و تأبى البقاء كم هو احمق في الوقت الذي يجب عليه احتوئها شرعا لا يجوز حدثها بنبرة حانية و قال 
عشان خاطري يا حسنة كل دا ملوش أي داعي هي دلوقت بين ايدين اللي احن مني و منك عليها ادعي لها بالرحمة
تابع بجدية و قال
أنا لازم اسافر الصعيد لازم اكون جنب
خالد 
لازم احضر الچنازة
أنا جاية معاك 
رايحة فين و أنت تعبانة خليك هنا
تابع بتساؤل و الفضول يقوده 
حسنة مين البيبي اللي في الحضانة !
ظن أنه لن يحصل على إجابة أو تثور لعدم مناسبة سؤال كهذا لكنها ردت بأعين دامعة و هي توضح حقيقة الرضيع و من بين كلماتها العتاب و اللوم الشديدان
دا ابن اختي جت ڠضبانة من جوزها ولدت و هي عندنا و حصل حر يقة في الشقة متحملتش و ماټت مش بس لأ هي و أمي و اخواتي الصغيرين مفضلش غير ابنها كنت واخده عشان عنده الصفرا رجعت البيت لاقيت النا ر ما سبتش حتة سليمة في البيت 
الحكومة معرفتش توصل للسبب و الطب الشرعي قال ماس كهربائي
ختمت حديثها بنبرة مخټنقة قائلة
بس أنا و أنت و العالم كله عارف إن حسان هو السبب
احتوى يد ها بين كفيه حدثها و هو مطأطأ الرأس ناظرا ما تحتوي ي ده قائلا
عارف إن كل واحد فينا غلط غلط شكل بس ربنا غفور رحيم تعالي نبدأ صفحة جديدة ما يكونش فيها لا جدك و لا أي حد من الماضي صفحة فيها أنا و أنت و بس
ردت حسنة و قالت بمرارة
و المسكين اللي جه الدنيا لاقى أمه ما تت و أبوه مسألش عنه لحد دلوقت رغم إنه عارف إنه اتولد 
اقترب زين منها خطوة ليقف أمامها مباشرة و قال بنبرة صادقة استشعرتها في حديثه حين 
أنا أبوه و أنت أمه و حياتنا حياته
حركت حسنة رأسها علامة النفي
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 36 صفحات