رواية عهود الحب والورد بقلم الكاتبة سارة اسامة نيل
.. سامحني يارب.
سحبتها الجدة برفق وهي تهدئها
إهدي يا نجلاء .. إهدي يا بنتي كل حاجة هترجع ودا كان إختبار طويل لكم كلكم وأهم حاجة إنكم عرفتوا قيمة إللي بين إديكم..
ألقت بنفسها دا أحضان الجدة وقالت بمرار
أنا وجعتها كتير أوي يا أمي أنا بعدت عنها كتير أووي .. أنا ليه كنت قاسېة كدا يا أمي دلال.. قوليلي..
دي عهود يا توفيق إللي قولت عليها أنانية ومعندهاش أصل ونفسها أختها ټموت..
دي عهود إللي كان نفسك هي ټموت بدل سمر..
دي عهود إللي قولت هحرمها من الأكل والشرب وهمنع عنها الفلوس لغاية ما ترجع لعقلها..
دي عهود إللي بعدنا عنها في محنتها ومصدقتهاش وظلمناها كتير..
كم استحقر نفسه وكم كان حقېر! كما قالت زوجته لا يستحق تلك النعمة نعم عهود نعمة هو لا يستحقها.
اقترب أمان من توفيق ووضع يده على كتفه بدعم ثم هتف
عهود بريئة من أي إتهام من إتهامات زمان كان شوية عيال بعد تفوقها حبوا يبعدوها عن طريقهم وأنا للأسف شاركت في ظلمها معاكم..
ليه وإنت أيه داخلك في الموضوع ده يا أمان.
تنفس أمان بعمق ثم بدأ يسرد ما حدث قديما دون أن يترك تفصيلة صغيرة لتنجلي حقيقية كانت عهود قد توسلت إليه وروتها له مرارا وتكرارا لكن قد كان أصم أعمى عن كل شيء..
خرج صوت توفيق ضعيف متسائل تعصف به عواصف الحيرة
هي هتسامحني! يعني أقدر أرجع بنتي تاني ليا.
لهم لتسحبهم للخارج
سيبوا عهود ترتاح شوية.
وأكملت تقول بهدوء لتوفيق الذي جلس بضعف وخنوع
بص يا توفيق أنا أكتر واحدة عارفة عهود لأني أقرب حد لها آن الأوان يا ابني تفوق من إللي إنت وقعت فيه ده عهود قلبها صافي وطاهر وكان خسارة من زمان القلب ده يضيع بين إللي كانت فيه قبل كدا..
وبعدين أهلها وأقرب الناس ليها بدل ما يدعموها لا كمان بعدوا عنها .. غير إنها سنتين بطولهم خسړت صحتها وعانت..
العفة حلوة يا ابني عمر ما كان الحجاب الشرعي يعرك ولا يكسفك في وسط الناس لأن دا أمر ربنا الحجاب ستر ووقار وبيزود جمال الوجه والقلب.
افرح ببنتك وافتخر بيها وادعمها لأنها عملت الصح وسيبك من المظاهر الإجتماعية وكلام الناس إللي مستحيل يخلص..
تنهدت بهدوء واسترسلت في حديثها
إحنا بشړ يا توفيق .. عهود اټصدمت من هجومك عليها وردة فعلك إديها وقتها لغاية ما تصفى وإنت أبوها مش هتهون عليها زي ما هي هانت عليك.
كانت تتحدث بينما هو فأقسم بأغلظ الأيمان أن يجعل لها السعادة مهدا وأن يعوضها على ما فات..
هي قد ملكت قلبه وكل جوارحه وسيبذل كل غال وثمين في سبيل إرضائها وسعادتها..
انصرف الجميع مسرعين بعدما علموا بإستيقاظ سمر بينما بقى أمان يحدق بغرفة عهود بكل مشاعر الحب والحنان..
تنهد بثقل وهو يغمض عيناه ويتخيل ألا لو كانت حلاله وبين أحضانه كان قد استطاع مواستها وإبتلاع كل حزنها.
عهود يا حبيبة قلب أمان ربنا ييسرنا أمورنا ويجعلك من نصيبي يا روح قلبي .. سامحيني يا عهود وارجعي بخير علشان أقطع كل العهود لقلبك.. صبري نفذ والله .. يارب اجعلها من نصيبي يارب وأبعد عن قلبها كل سوء يا لطيف.
سمر يا بنتي سمر إنت سمعاني.
نظرت لهم بأعين مهزومة وهي ترى تجمع الجميع حولها..
الجميع بجانبها ... لكن أين عهود شقيقتها..
تجمعت الدموع بأعينها عند ذكرها..
ليه كدا يا سمر ليه تعملي كدا يا حبيبتي.
ابتلعت ريقها بجفاف وهتفت بضعف وقد سمحت لدموعها بالنزول
خطيبي إللي كنت بعاير أختي بيه وبقولها هو إنت تطولي